رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤال: هل الله كاتب لنا مسار لحياتنا من أول ما نولد، وإذا صليت ممكن تتغير الأحداث في المسار الذي حدده لي الله !!! الإجابة: هناك فرق شاسع وكبير جداً، ما بين معرفة الله المتسعة ومشيئته المعلنة لنا، فهو بكونه الله الحي فهو يعلم كل شيء ولا يوجد حصر عنده في المعرفة بالنسبة لنا نحن محدوي المعرفة والفهم… ومشيئة الله لنا أعلنها في الابن الوحيد، [ مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة. إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته. لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب. الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته. التي اجزلها لنا بكل حكمة وفطنة. إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه. لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك. الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً معينين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته. لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح. الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاً إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس. الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده. ] (أفسس 1: 3 – 14) فالله يُريد أن الكل يخلص ولمعرفة الحق يُقبل، وقد خلق لنا الإرادة الحرة لكي ما نختار الطريق الذي يتوافق معنا بحريتنا، فهو خلقنا على صورة مجد حريته، ووهبنا الإرادة لكي ما نحيا حسب ما نختار، لأنه هو في الأساس اخترانا للحياة كما هو واضح في كلام القديس بولس الرسول في أفسس كما ذكرنا، وهو ينبهنا ويقنعنا بالحياة الأبدية ولكنه لا يجبرنا على أن نسير السير الحتمي نحو مصير وضعه محتوم على الإنسان، كالقول الشهير [ ما هو مكتوب على الجبين لابد أن تراه العين ] أن هذه الحتمية هي تصور الإنسان الواقع تحت سلطان الموت الذي يعمل بالخطية في داخل النفس، فانحصر الإنسان في الزمن، وظن أن الله يُحركنا كالعرائس المتحركة في يده، ولكن مشيئة الله وإرادته هي خلاصنا، مع أن كثيرين يختارون طرق الهلاك، فما هو ذنب الله، لأنه لم يخلق الإنسان للموت، ولكنه هو الذي اختاره، وليس معنى ان الله يعرف ذلك هو الذي حتم هذا المصير، لئلا لا يستطيع ان يحاكم أحد عن عدل، لأن على هذه الحال ماذنبي أن كان الله اختارني للهلاك، واختار آخر للحياة، وان قال الله عن يهوذا الاسخريوطي أنه ابن الهلاك، ذلك لأنه رأى اختياره والتصاقه بالموت، فهو لم يخلقه ليموت ويهلك، بل للحياة… فأنا بحريتي بحدد مصيري، لذلك القديس بطرس يقول: [ لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تزلوا أبداً ] (2بط 1: 10)، إذاً أنا من أحدد وأثبت اختياري الذي اختاره لي الله، لأنه اختارني في المسيح ليكون لي فيه حياة، وانا بإراداتي من أرفض: [ أن كنت حكيماً فأنت حكيم لنفسك، وان استهزأت فأنت وحدك تتحمل ] (أمثال 9: 12) أما بالنسبة للطبيعة المادية، ممكن صلاتي تغير وجه الأرض حينما أُصلي بإيمان حسب مشيئة الله التي تُعلن في قلبي بالروح، فإيليا النبي مثلاً صلى فامتنع مطر السماء ثلاثة سنوات، وصلى ايضاً فأمطرت السماء: [ كان إيليا إنساناً تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة أن لا تمطر، فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر ] (يعقوب 5 : 17)، وهكذا نجد في الكتاب المقدس أن الصلاة بإيمان حي مقتدرة في القوة والفعل، وممكن تغير وجه الأرض وتغير مصير الإنسان نفسه أن اختار أن يتمسك بالله الحياة وكان معرضاً للموت الأبدي، وهذه هي دعوة الخاطي الميت بالخطية أن يحيا في الله، أن عاد إليه وطلبه كنور وحياة لنفسه، فأنه للتو يتغير مصيره الذي اختاره أولاً، بمصير جديد في المسيح يسوع الذي هو القيامة والحياة، الذي أن آمن به أحد لا يموت إلى الأبد، بل يحيا حياة الخلود لأن الرب يسوع نفسه هو ترياق الخلود وشفاء النفس وحياة الخاطي الجديدة، فلا يُسمى بعد خاطي ولا هالك، بل إنسان جديداً سماوياً في المسيح يسوع، هيكل مقدس مقر سكنى الله الخاص، رعية مع القديسين ومن أهل بيت الله |
|