رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجسد وما يعنيه لنا الكنيسة مقدسة جامعة رسولية، كلنا فيها أعضاء حية مغروسة في الكرمة الحقيقية، غُرس الرب وزرعة الخاص لنصير أشجار برّ للتمجيد، حتى أن كل من يرانا يمجد الله ويشتهي أن يكون واحداً منا ومعنا دائماً... فنحن أحجار مختارة جُمعت بعناية وتدبير – عبر الأزمان والدهور – بواسطة ربنا يسوع لكي نلتصق مع بعضنا البعض لكي نكون البناء الواحد الحي المكرس والمخصص لله، لذلك بوركنا بنعمة الله الآب في المسيح يسوع مخلصنا، وجُمِّلنا بالفضيلة التي هي عطية الله ثمر الروح القدس، وذلك لكي نكون مزينين بكل أنواع زينة فرح الحصاد ليوم إعلان مجد الابن الوحيد... وبكوننا فيه وهو فينا فإننا نُكمَّل إلى واحد، أما أن خرجنا عن تدبيره الخاص بتركنا إياه فأننا ننقسم ونفترق ونشق الجسد الواحد، فنحيا ضد مشيئته وتدبيره الخاص لنا، لأننا كلنا مدعوين باختيار خاص ظاهر في تجسد الابن الوحيد، إذ أنه تنازل في تواضع وارتدى جسم بشريتنا متحداً بنا لكي يجذبنا إليه ويشدنا ليرفعنا من الهوان الذي عشناه في سقوطنا، فنشترك في مجده الخاص ونرتفع فيه إلى الآب وندخل للأقداس العُليا ليكون لنا شركة حقيقية مع الله الحي، ولذلك اعطانا ذاته رداءً خاصاً لكي نرتديه، لأنه هو ذاته وبنفسه ثوب عُرسنا الخاص الذي يقبله الآب القدوس، ولا يقبل غيره، لذلك فأن أعمالنا الخاصة لا تؤهلنا أن نُقبل أمامه، بل حينما يرى فقط ابنه فينا وثمر عمله الظاهر في حياتنا الخاصة بروحه القدوس، حينئذٍ يقبلنا لأننا صرنا على المستوى الذي يطلبه في أن نكون قديسين كما هو قدوس. وبكوننا نرتدي الرب يسوع المسيح قدوس الله، فقد صرنا مقدسين فعلاً وواقعياً لأننا نثمر حسب تفضله علينا بعمل قدرة استطاعته فينا بالروح القدس الذي يسكن أوانينا، الذي حينما نطيعه ونخضع له بإراداتنا وباشتياق قلوبنا فأنه لا يتركنا أبداً أو يتخلى عنا قط، بل يظل يعمل فينا، فيجمعنا معاً برباط الصُلح الكامل في المحبة، ويُشذبنا ويُجدننا ويُغيرنا على صورة الابن الحبيب، حتى نكون مُركبين معاً حجارة حية، هيكل الله الحي، كنيسة واحدة مقدسة مُنيرة ببهاء الله الكامل، ممجدة بمجد الابن الوحيد الخاص، صالحة ومهيأة للمجد العتيد أن يُستعلن حسب وعد مجيئه... وهذا ما يعنيه التجسد لنا، لأن تجسد ابن الله الحي لا يعني شيءٌ آخر سوى هذا، أن نرتديه ونكون معه واحد ككنيسة أعضاء لبعضنا البعض، لأن هذا ما أراده هوَّ أن يعمله فينا كالتدبير، أن نكون واحداً كما هو والآب واحد، فنصير الوجه المنظور لله الغير منظور أمام العالم كله، لأننا نصير به وفيه منظراً للملائكة والناس، لذلك علينا أن نقبل التجسد لا ككلام بل قوة تعمل في داخلنا بالسرّ، أي في باطننا حسب عمل قدرته هوَّ وليس حسب أعمالنا الضعيفة البالية... لذلك علينا أن نقدم بمشيئة صالحة روحية توبة قلبية واعية، وأمامه ننطرح معترفين بأننا أخفقنا بكل المقاييس، وأعمالنا ليست بذات قيمة بل بالية وقد تيقنا – حسب خبرتنا – أنها لا تسندنا أمامه، وغير نافعة أن تستر عيوب قلبنا الخفية، لذلك دعونا يا إخوتي أن نقبل عمله هوَّ فينا، حتى يُلبسنا ذاته لبساً، حتى نتشح به ونصير كلنا حاملي الإله، حتى نتمثل به في كل شيء بشوق القلب الخفي الذي يزداد في محبته حينما نخضع لوصيته المقدسة التي تحمل قوته الخاصة فنحياها بسهولة فنكون أمام العالم كله أيقونته الخاصة التي تمجده... والآن علينا أن نُسلح أنفسنا بالوداعة ونُحصنها بالتواضع ونرفض أعمالنا البالية ونتقبل صلاح الله الذي أعطاه لنا في المحبوب يسوع بالإيمان والمحبة، ولنصم آذاننا عن كل أحد يتكلم بمعزل عن شخص ربنا يسوع المسيح، ولنهرب من الأغصان الشريرة التي تحمل الثمر الردي، والتي تُريد أن تُقيد حريتنا المستعادة بتجسد الكلمة، فهؤلاء هم الذين ارتدوا لناموس الأعمال الذي يقدمونها كطعام الحياة والخلاص، الذين هم ليسوا زرع الآب ولا غُرس الرب للتمجيد، لأنهم لو كانوا زرع الله الخاص لظهروا كأفرع للصليب تُفرخ مجد القيامة المفرح للقلوب المتعبة، لأن ثمر الصليب ثمر سلام المصالحة التي تقضي على الخصومة وتجعل الكل واحد في فرح ومسرة عمل نعمة الله وتجديد الطبيعة حسب عمل الله لا الناس. فابتعدوا عن الأعشاب الضارة والأطعمة السخيفة التي ليست هي حسب بشارة الإنجيل، بل هي تتخذ شكل الإنجيل ولكنها تحمل سم الحية القديمة القاتلة للنفس، والمسببة للخصومة والانقسام، لأنها مثل الخمر القوي تُسكر النفس فتتوه عن طريقها وتترنح لتتخبط في الجميع، حتى أنها بلا دراية تضطهد وتخاصم أعضاء المسيح، بل وبكل تبجح تطردهم وتقطعهم من الشركة وتظن أنها تُقدم خدمة حسنة لله... انتبهوا يا أحباء الله الحي، ولا تضيعوا ذكرى الميلاد في مجرد احتفال بدون أن تقرعوا باب هذا السرّ العظيم، لكي تدخلوا فيه ويكون هو حياتكم الجديدة في هذه السنة، لتصير سنة فرح ومسرة على الجميع، فيها نسمع كلنا تسبيحة الملائكة: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس مسرة المشيئة الصالحة.... كونوا في ملء النعمة وفرح الحياة في المسيح يسوع ربنا آمين |
11 - 01 - 2015, 08:10 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: التجسد وما يعنيه لنا
ربنا يعوض تعب خدمتك
|
||||
11 - 01 - 2015, 10:27 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التجسد وما يعنيه لنا
شكرا على المرور |
||||
|