فإذا كنت تفتش وتطلب يسوع بصدق القلب، فكف عن أن تحفر لنفسك بئر مياه لتشرب منه في طريق برية قفر العالم، أو تبحث عن بركة الخير الذي تراها بعينك، بركة الماء الترابية لتروي عطشك، فرب الحياة وملك المجد لن يجلس عند بركة ماء تراه أو بئر تحفره بيديك، بل هو الينبوع الحي الذي ينبع ماء حياة مجاناً لكل من يعطش وإليه يأتي ليشرب، فعلى بئر الماء الحي ستجد يسوع جالساً كينبوع يفجر في داخلك أنهار ينابيع ماء حي بالروح القدس …
وأن كان ينبغي عليك أن تسرع وتأتي في الصباح الباكر – في أول حياتك في طفولتك أوفي زهو شبابك – إلا أنك حتى ولو جئت متأخراً، ولو في الساعة السادسة في منتصف العمر أو قرب هزيع الليل وغروب حياتك، فسوف تجد يسوع في انتظارك متعباً من السفر، وأنت السبب، لأنه كان يُفتش عنك منذ زمن وعدم إيمانك هو سر تعبه الحقيقي، إلا أنه لن يغضب إذا جئت الآن واعترفت بتقصيرك ولا مبالاتك وتسويف العمر بالباطل، ولم تذكر خالقك أيام شبابك وتشتكي اليوم وتقول ليس لي في الحياة سرور، بل سيطلب منك أن تشرب وتنال سرور ليس من العالم بل من فرح خلاصه العظيم…
لقد شرب كأس الآلام التي بها فداك من خطاياك وأخذ كل خطاياك على خشبة حتى أنه صار خطية لأجلنا لنصير برّ الله فيه – كما قال حبيبنا القديس بولس الرسول – حتى عندما تأتي إليه وتشرب من دمه الكريم كحمل وديع تُطفئ عطشك لهذا العالم، ويُشرق وجهك بعهد جديد في سرّ التقوى ولبس الرب يسوع، فتستحق أن تدخل العُرس على حساب محبة الله الظاهرة في الابن الوحيد وتنالها في قلبك بالروح القدس الساكن فيك …
أسرع للرب ولا تبطئ أو تنتظر أو تؤجل لوقت آخر فربما لا تحيا إلا في هذه اللحظات ، وتؤخذ في لحظة لا تعلم بها، فالأيام خداعة والوقت مُقصرّ :
[ هذا و إنكم عارفون الوقت أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الآن اقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل و تقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة و نلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر و السكر لا بالمضاجع و العهر لا بالخصام و الحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيح و لا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات ]
فاستيقظ يا أخي واستيقظي يا أختي، فقط آمنوا وأنتم ترون مجد الله الحي في داخلكم