30 - 12 - 2014, 10:37 AM
|
|
|
❈ Administrators ❈
|
|
|
|
|
|
لنتطلع أولاً على بعض السطور من تاريخ الرجل الطاغية هيرودس الذي كان يعاني من المرض يوم مولد الرب يسوع . تغشاه من الموت رهبة بات وعيدُها يتفاقم يوماً بعد آخر لكن رغم ذلك كان متشبثاً بعرشه باذلاً كل حقده وقوته من أجل التشبث في منصبه ، فكان يعترض طريق كل من كان يًشيم فيهمُ مخايل المنافسة ، فكان له ميل أنيق الى الضراوة . فأغرق على يد حرسهِ الغلاطيين ، صهره ىأرسطوبولس ، وكان فتى غطريفاً ، أستندت اليه رئاسة الكهنوت وهو في السابعة من عمره ، فذهب ضحية شعبيته . ثم أمر بصهره الآخر يوسف ، ثم بهيركان الثاني ، الملك العجوز ، ومن بعده بمرَيمنة ، زوجته الأسمونية الأبية التي كان مع ذلك مغرماً بها ، ثم بولديهِ أرسطوبولس وألكسندرس ، فقضوا كلهم بأمره . وإذ كان على شفا الموت كان لا يزال يتربص بفريسةٍ أخرى ، أنتيباتر ، أبنه الثالث ، وما زال حتى قطع رأسه نهاراً واحداً قبل وفاته . وهكذا فقد تصرّج عهده بسيول من الدماء . أحرق 40 شاباً ، فالتهبوا مشاعل حيةً ، لأنهم حطموا النسر الذهبي الذي كان قد أمر بتنصيبه – صنماً مُشيناً – عند باب الهيكل . وفي نزاعه المحموم أمر بقتل جميع وجهاء الأمة اليهودية ، وذلك لكي تُذرَف على ضريحه بعض الدموع .
هكذا كان يحسب لكل حدث حساباً دقيقاً من أجل النيل منه . فعندما وصل الحجاج المشرقيون الى أورشليم وقابلوه ، بعد التحوط بآراء أهل الأطلاع من كهنة اليهود لمعرفة مكان وزمن مولد المسيح المنتظر الذي جاءوا المجوس من أجله . فقيل له سيولد في بيت لحم . فطلب من ضيوفه ، إذا وجدوا الطفل ، أن يعودوا ويخبروه ليذهب هو أيضاً ويسجد له ! بل لقتله . لكن المجوس عملوا بما أوحى اليهم الوحي في الحلم ، ولم يعودا الى قصر الملك .
لما رأى هيرودس أن المجوس قد سخروا به ، سخط جداً ، فأمر بقتل جميع صبيان بيت لحم وضواحيها ، من هم دون السنتين من العمر . على حسب الزمان الذي تحقق من المجوس " مت 16:2" . فقتل هؤلاء الأبرياء ، لم يكن ينافي قساوة ومزاج هيرودس . ولكنه ربما لم يبدُ للأقدمين بمثل ما نرى له اليوم من الفظاعة . فقد أورد المؤرخ الروماني سويتون في كتابع ( حياة القياصرة الأثني عشر ) أن في تاريخ هيرودس صدى أشاعة : مفادها أن مجلس الشيوخ الروماني ، قبل مولد أوغسطس بفترة يسيرة كان قد أُنبىء عن طريق عرافة بميلاد طفل يملك على روما ، فأمر بمجزرة شبيه بمجزرة أطفال بيت لحم .
مجزرة هيرودس يبدو فيها عدد المواليد المقتولين لم يكن كبيراً ، فالقرية لم تكن آنذاك أكثر من الفي نسمة . فإذا ثبت أنه يولد لكل ألف نسمة ثلاثون طفلاً في السنة تقريباً ن مع أن تراعي قانون توزّع المواليد على الجنسين ( لأن المجزرة كانت خاصة للصبية فقط ) مع نسبة الوفيات المألوفة فيصل عدد الأطفال المقتولين الى خمسة وعشرون طفلاً ! قيل على لسان النبي أرميا القائل :
" مت 18:4" هل راحيل بكت( صُراخً سمع من الرامة . بكاء ونحيب شديد ! راحيل تبكي على أولادها ، وتأبى أن تتعزى ، لأنهم قد رحلوا ! ) في القبر على أبنها يوسف الذي بيع للمصريين ؟ وهؤلاء هم أحفادها فأبت أن تتعزى بسبب الظلم .
أما الكنيسة اليوم فتكرم تلك الضحايا البريئة التي أفتدتبدمها حياة المسيح الذي أنقذ بأعجوبة من بطش حلكمٍ ظالم . فلولا ملاك الرب الذي تراءى ليوسف في الحلم فأن هيرودس كان موشكاً لأن يطلب الصبي ليهلكهُ " مت 13:2" أطاع يوسف أمر الملاك ففر بالعائلة المقدسة الى مصر في الليلة عينها .
ليتمجد أسم الله القدوس
بقلم
وردا أسحاق عيسى
|