رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شهود الخلاص يبدأ إنجيل البشير لوقا بالكلمات: "إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا... رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا... أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ... لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ" (لوقا 1:1-4). وتعلن هذه الكلمات أن هناك أمورًا متيقنة عند المؤمنين، ومن بين هذه الأمور "يقين نوال الخلاص". وقع في يدي كتاب عن الخلاص، أراد كاتبه في كل صفحة من صفحاته أن يؤكد أنه لا يقين للمسيحي بنواله الخلاص حتى تخرج روحه من جسده وتكون مع المسيح. وقال الكاتب بالحرف الواحد: "نذكر هنا قصة نياحة القديس العظيم الأنبا مقاريوس الكبير، الذي طاردت الشياطين روحه بعد خروجها من الجسد، قائلين له: "خلصت يا مقاره؟"... وكيف أنه لم يقل لهم: "نعم، بنعمة الله خلصت... إلا بعد أن دخل الفردوس". هذه القصة تحرم المسيحي من يقين خلاصه، والاعتراف بنواله الخلاص طالما كان عائشًا على الأرض. والقصة تناقض الحق المعلن في الكتاب المقدس، لأنها تصوّر الشياطين وهي تطارد روح قديس بعد خروجها من الجسد، وهذا يتنافى مع ما قاله المسيح عن لعازر المسكين "فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ" (لوقا 22:16). وتنتهي قصة الكاتب بالكلمات أن القديس مكاريوس اعترف بخلاصه بعد أن دخل الفردوس، ولا نعرف من أخبر صاحب القصة بدخول القديس مكاريوس الفردوس.... وباعترافه انه خلص بعد أن دخله؟! ويقول الكاتب في كتابه: "أنت تخطئ كل يوم، وأجرة الخطية موت، إذن فأنت تتعرض للموت كل يوم. وتحتاج في كل يوم إلى الخلاص". كلام الكاتب يعلن عن جهله الخطير بمعنى الخلاص. فما هو معنى الخلاص كما جاء في الكتاب المقدس؟ الخلاص يعني النجاة من غضب الله ودينونة الله (يوحنا 24:5 ورومية 1:8). ويعني الخلاص من سلطان الشيطان (أعمال 18:26 وكولوسي 12:1). ويعني نوال الغفران (لوقا 77:1). ويعني الحرية من سيادة الخطية (يوحنا 34:8-36؛ ورومية 14:6). ويعني السلام مع الله (رومية 1:5). ويعني الولادة الثانية (تيطس 5:3؛ ويعقوب 18:1؛ و1بطرس 23:1). ويعني في النهاية فداء جسد المؤمن (رومية 23:8). وهذا الخلاص الثمين تم بموت يسوع المسيح على الصليب، والله يمنحه هبة (رومية 23:6)، ولا يمكن نواله بالأعمال الصالحة بل هو بنعمة الله (أفسس 8:2-9). وهذا الخلاص العظيم لا يمكن أن يُفقد (يوحنا 27:10-30؛ و1بطرس 3:1-5؛ و2تيموثاوس 12:1). فالقول بأن المسيحي الذي نال الخلاص يحتاج في كل يوم إلى الخلاص، هو قول مضاد تمامًا لإعلانات الكتاب المقدس. والآن إلى قائمة شهود الخلاص، وسنرى فيها بما لا يدع مجالاً للشك أن الخلاص يتم في لحظة... وأن الاعتراف بنوال الخلاص واجب حتمي على كل مؤمن حقيقي. 1) المرأة الخاطئة التي دخلت بيت الفريسي هذه المرأة يصفها لوقا البشير بالكلمات: امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً [بمعنى أنها كانت تبيع جسدها للنجاسة]... جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ وَوَقَفَتْ عِنْدَ قدمي المسيح تبللهما بدموعها. فقَالَ لَهَا المسيح: مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ... إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ" (لوقا 48:7 و50). هذه المرأة نالت الخلاص في لحظة، وامتلأت بسلام الله إذ تيقّنت من نوالها الخلاص. 2) زكا محصّل الضرائب كان زكا رئيسًا للعشارين، أي رئيسًا لمحصلي الضرائب، وكان غنيًا جمع ثروته بالوشاية والظلم، ودخل المسيح بيته، وعمل في قلبه بنعمته، ومنحه الخلاص إذ قال له: "الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ" (لوقا 9:19). خلص زكا في لحظة وتيقن من نواله الخلاص، وظهرت في حياته ثمار الخلاص. 3) المرأة السامرية التقى المسيح بالمرأة السامرية عند بئر يعقوب في مدينة سوخار، وأخبرها بماضيها، فقد كان لها خمسة أزواج، وأخيرًا عاشت مع عشيق... حدّثها المسيح عن الماء الذي يعطيه، وعن أن الذي يشرب من هذا الماء لن يعطش إلى الأبد، وأعلن ذاته لها أنه "المسيّا الذي يُقال له المسيح". فتركت المرأة جرّتها وذهبت إلى المدينة تنادي لأهلها بالمسيح. "فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كَلاَمِ الْمَرْأَةِ" (يوحنا 39:4). خلصت هذه المرأة الساقطة في لحظة وكانت سببًا في خلاص الكثيرين. 4) اللص على الصليب هذا الرجل صُلب لأنه كان لصًا، وكان مجرمًا استحق عقوبة الإعدام، لكن الروح القدس فتح عينيه، فرأى أن المسيح المصلوب في الوسط، هو الرب، فقال له: "اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لوقا 42:23-43). لم تكن هناك فرصة لهذا اللص أن يعمل أي عمل صالح، لكنه خلص بالإيمان بالرب يسوع المسيح، وخلاص هذا اللص ينفي تمامًا أن الخلاص بالإيمان والأعمال... فالخلاص بالإيمان وحده والأعمال هي ثمر الإيمان... وقد خلص هذا اللص في لحظة، وانتقلت نفسه من جسده المصلوب إلى الفردوس ليكون مع المسيح. 5) الذين خلصوا يوم الخمسين "لَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ... كَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ... فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ... أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ. هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ" (أعمال 1:2 و5 و14 و22-24). "فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ... فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ [كلام بطرس] بِفَرَحٍ، وَاعْتَمَدُوا، وَانْضَمَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ" (أعمال 37:2 و41). وهنا أقول: إن الذين انضموا إلى كنيسة أورشليم في ذلك الوقت كانوا مخلّصين "وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ" (أعمال 47:2). هؤلاء كلهم خلصوا في لحظة. 6) الذين خلصوا في السامرة ذهب فيلبس إلى السامرة "وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيحِ... فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ... وَلكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً" (أعمال 5:8 و8 و12). هؤلاء خلصوا في لحظة، واعتمدوا رجالاً ونساء، فالمعمودية ليست للأطفال الذين لا يدركون معناها الروحي العميق، بل هي للذين آمنوا من كل القلب بابن الله يسوع المسيح. 7) خلاص الخصي الحبشي هذا الرجل كان وزير مالية الحبشة، جاء من الحبشة إلى أورشليم ليسجد... وفي عودته كان جالسًا على مركبته وهو يقرأ النبي إشعياء، وأرسل الرب إليه فيلبس الذي بشره بيسوع.... وأخبره عن ضرورة معموديته بعد إيمانه. وأقبل الوزير وفيلبس على ماء، فقال الوزير: "هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟ فَقَالَ فِيلُبُّسُ: إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ. فَأَجَابَ وَقَالَ: أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ. فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ، فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ، فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ، فَعَمَّدَهُ. وَلَمَّا صَعِدَا مِنَ الْمَاءِ، خَطِفَ رُوحُ الرَّبِّ فِيلُبُّسَ، فَلَمْ يُبْصِرْهُ الْخَصِيُّ أَيْضًا، وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا" (أعمال 36:8-39). خلص الوزير الحبشي في لحظة.... وتعمد بالماء بعد أن آمن من كل قلبه أن يسوع المسيح هو ابن الله (أعمال 37:8). فالإيمان من كل القلب شرط أساسي لمعمودية الماء، وهذا يبطل تمامًا معمودية الأطفال لأنهم لا يمكن أن يؤمنوا من كل القلب، ولذا فمعموديتهم باطلة. خلاص شاول الطرسوسي شاول الطرسوسي الذي كان قبل إيمانه بالرب يسوع المسيح "مُجَدِّفًا [على اسم يسوع] وَمُضْطَهِدًا [للمسيحيين] وَمُفْتَرِيًا [عليهم]" (1تيموثاوس 13:1)، التقى به المسيح بعد صعوده إلى السماء، واعترف شاول بأن المسيح الموجود في السماء هو الرب، فقال له: "يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟" (أعمال 6:9). خلص شاول في لحظة وصار اسمه بعد ذلك بولس الرسول، وبعد امتلائه بالروح القدس "جَعَلَ يَكْرِزُ فِي الْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ أَنْ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ" (أعمال 20:9). أضف إلى هذه الألوف من الشهود: كرنيليوس قائد المئة (أعمال 10)، والوالي سرجيوس بولس (أعمال 4:13-12)، وليدية بيّاعة الأرجوان (أعمال 14:16-15)، وحافظ سجن فيلبي (أعمال 19:16-34). ألا نعترف بعد شهادة كل هؤلاء الشهود بأن الخلاص يتم في لحظة، وأن من واجب المؤمن بالمسيح أن يعترف بنواله الخلاص، وتضم صوتك إلى صوت بولس الرسول هاتفًا: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (1كورنثوس 18:1). |
14 - 12 - 2014, 12:59 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: شهود الخلاص
ميرسى ع الموضوع الجميل
ربنا يبارك خدمتك |
|||
14 - 12 - 2014, 10:56 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شهود الخلاص
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
03 - 04 - 2015, 02:21 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: شهود الخلاص
ميرسى كتير على الموضوع الجميل |
||||
|