رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صحفي متهم في «خلية الماريوت» أنا رهينة «حرب باردة» نقلا عن المصري اليوم أرسل الصحفي المصري-الكندي محمد فهمي، المتهم في قضية «خلية الماريوت»، خطابا يؤكد فيه أنه «رهينة حرب باردة» بين مصر وقطر بعد مرور عام على اعتقاله في قضية «خلية الماريوت». وسرد فهمي، الصحفي في قناة الجزيرة الإنجليزية في الخطاب المفترض إلقائه في ندوة «الصحفيين الكنديين لحرية التعبير» تحت عنوان «مدير مكتب قناة الجزيرة محمد فهمي يفتح النار»، أوجه معاناته بعض الحكم عليه بتهمة التآمر ضد البلاد والارتباط بجماعة الإخوان المسلمين. ونشرت صحيفة «جلوب آند ميل» الكندية، الخميس، الخطاب كاملًا، وإلى بعض من مقتطفاته: «أنا على استعداد للمراهنة بأن هناك صحفيين وإعلاميين تعرضوا للتهديد والمضايقة جسديا، وواجهوا الموت أو الاحتجاز لعدم القيام بأي شيء أكثر من تغطية الأخبار وتوثيق محنة الآخرين. إن نضالنا كصحفيين هو كفاح عالمي، فهو صراع من أجل التغطية الخبرية بكل حرية وأمان، وهذا الحق في حرية التعبير هو ما تنطوي عليه الديمقراطية الحقيقية في العالم المتحضر. أنا أحاول في رحلتي كصحفي عدم اتخاذ دور وكيل التغيير الديمقراطي الذي يتبناه العديد من أعضاء السلطة الرابعة عادة، ولكن ما زلت أعمل لتحدي الحكومات في أوجه القصور من خلال عملي، ربما تكون قضية لا تستحق الموت من أجلها، ولكن بمرور الوقت تصبح أسلوب حياة، حتى من وراء القضبان. يتحرك العالم العربي بوتيرة السلحفاة نحو التقدم في مجال إصلاح وسائل الإعلام، وقد كان لي شرف العمل لصالح شبكات غربية وعربية في الخليج العربي وأفريقيا لأكثر من 15 عاما حتى الآن، وما زلت أسمع دائما صوتا في رأسي يتكرر 3 أو 4 مرات قبل كتابة أي قصة وهو (ماذا سيكون رد فعل الحكومة؟ ما هو المسؤول الذي سيستهدفني بعد رؤية هذا التقرير؟). وأي شخص لديه ذرة من الشعور ويتابع محنتنا منذ العام الماضي، يعرف أن الـ3 صحفيين من قناة الجزيرة الإنجليزية هم أبرياء. ولأجل التاريخ، لم تتم إدانتنا فقط بالتآمر مع جماعة الإخوان المسلمين، كما قالت معظم الشبكات الإخبارية، ولكن يتم اعتبارنا أيضا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، كما أننا صحفيين إرهابيين ممن قاموا بتلفيق الأخبار باستخدام معدات غير مرخصة لتصوير البلاد في حالة من الحرب الأهلية، نعم! إن قضيتنا تسلط الضوء على درجة التداخل بين الصحافة والسياسة في عالم الإعلام العربي، فنحن ضحايا حرب باردة حقيقية بين مصر وقطر، تلك الدولة الخليجية الغنية بالنفط التي أحيت شبكة الجزيرة مرة أخرى في عام 1996. وتلك الحرب الباردة لا يتم تناولها أو الحديث عنها في الإعلام الغربي ويظل مغطى عليها تحت شعار (الحرب على الإرهاب). خلال فترة اعتقالي، لم يسمح لي بالتعرض لمواد قرائية لعدة أشهر، وأتذكر أنني أعطيت حراس زنزانتي علب من السجائر يوميا في مقابل الحصول على لمحة سريعة على صحف محلية، ولم يأخذ الأمر كثيرا لملاحظة الحملة غير المسبوقة والمكثفة ضد جماعة الإخوان المسلمين، التي تم إعلانها منظمة إرهابية قبل 4 أيام فقط من القبض علينا في ديسمبر 2012. ومن هنا، انتشرت موجة اقتلاع جماعة الإخوان المسلمين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط عندما تم إعلانها كمنظمة إرهابية من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية، وبعد تحقيقات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، رفضوا أن يسيروا على خطى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يعد رائد عملية القضاء على الجماعة. وبين عشية وضحاها، أصبحت هذه الهزيمة السياسية هي جوهر معاناتي حرفيا، وتكمن المفارقة المأساوية في حقيقة أنني، كمواطن عادي، اشتركت بين الملايين من المصريين في الاحتجاج ضد جماعة الإخوان المسلمين قبل أشهر من اعتقالي. فقررت مصر تلقين قطر درسا بسبب استمرارها في دعم جماعة الإخوان المسلمين، حيث رحبت الدوحة باستقبال الهاربين من مصر، كما سحبت قطر أيضا نحو 10 مليار من قيمة السندات بالبنوك المصرية بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي قبل 5 أشهر من اعتقالنا. وبدافع الانتقام، قررت مصر معاقبة محمد فهمي وبيتر جريست وباهر محمد لتصفية الحسابات مع قطر، كما ضرب الحكم عصفورين بحجر واحد، إذ أنه بعث أيضا رسالة تقشعر لها الأبدان لجميع الصحفيين في مصر الذين لا يسيرون على نهج الحكومة. كان لدي الكثير من الوقت في السجن للتفكير في السيناريو القادم في عالم الصحافة، ويجب أن تدرك شبكات التلفزيون والصحف والمؤسسات الإعلامية أنه من الضروري تحديث البروتوكولات الأمنية لاستيعاب التهديدات المتزايدة على أرض الملعب. وأدعو (مؤسسة الصحفيين الكنديين لحرية التعبير) إلى تصعيد الأمر إلى مستوى الحكومات والمؤسسات الإعلامية على حد سواء، لأن العمل في الخطوط الأمامية وداخل غرف الأخبار في المشهد الإعلامي العربي هو مثل الدخول في حقل ألغام، يُقتل البعض منا ويُسجن الآخرين أو يصابوا بجروح خطيرة، أو كليهما. أكتب تلك الكلمات بينما أعاني من إعاقة مستديمة بسبب إصابة في الكتف تفاقمت خلال فترة الحبس الانفرادي داخل زنازين حقيرة في (جناح الإرهابيين) بسجن العقرب في طرة. آمل بشدة أن يكون عام 2015 ملهما للحكومات لمراجعة اللوائح بطريقة شفافة لتوفير حماية أفضل الصحفيين من الملاحقة القضائية، ليس فقط في بؤرة الاضطرابات العالمية في الشرق الأوسط ولكن في نصف الكرة الغربي أيضا. لقد أنعم الله على بحمل الجنسيتين المصرية والكندية، وتلك الميزة أبقت قدمي على الأرض في كلا العالمين، العربي والغربي، ولابد أن أوضح إنني على علم بالانتقادات العالمية ضد موقف كندا لموقفها في قضيتي. وأخيرا، أود أن أتوجه بخالص الشكر للوقوف إلى جانب قضيتنا وتسليط الضوء على محنة كثير من سجناء الرأي». |
|