السم في العسل .. براءة مبارك تسقط الأقنعة وتظهر المنافقين
كان الحكم ببراءة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، ومن معه في قضية قتل المتظاهرين، بمثابة ظهور لحملات النفاق الإعلامي، وعودة مجددًا لبعض الوجوه التي اختفت بعد ثورة 25 يناير، لتظهر مرة أخرى على الشاشات تعلق على الحكم أحيانًا، وأحيانًا أخرى تدعو للعنف والنزول للاحتشاد في الميادين يوم الجمعة المقبل.
"الدستور" ترصد في هذا التقرير أكثر من شخصية سياسية وحركات لديها انتماءات إخوانية، كانت تتوارى عن الأضواء، وظهرت تلك الآونة بعد براءة المخلوع، في ثوب النفاق أو الوطنية أو التحريض على العنف.
"حازمون..والدعوة لثورة مسلحة":
كانت سقطة أخرى سجلتها حركة حازمون بقيادة الإخواني الهارب "عبد الرحمن عز" والتي تؤيد "حازم أبو إسماعيل" القيادي الإخواني، فعقب الحكم على الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بالبراءة، خرجت دعوات عديدة على صفحتهم بموقع التواصل الاجتماعي تدعو للعنف المباشر والنزول يوم الجمعة المقبل.
"ندعو لثورة مسلحة"، شعار رفعته الحركة الإرهابية من أجل نشر الفوضى في البلاد والعنف، فقال عز، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي: "الثورة في الشارع في موجتها الثالثة بقالها سنة ونص، أي حد ناوي ينزل التحرير بدون ما يكون جاهز لرد أي اعتداء على روحه أو حريته يبقى ساذج بيلقي بنفسه في التهلكة".
وروجت شائعات عديدة عن خروج المخلوع مبارك من السجن بالرغم من كونه محبوس على ذمة العديد من القضايا الأخرى، كي تدعو الشباب للنزول والبعد عن الاستقرار.
"باسم يوسف..ماذا لو لم تنجح الثورة":
بعد اختفاء دام كثيرًا، وابتعاد عن الأضواء ووسائل الإعلام بشكل كبير، وإعلانه عن توقف برنامجه الساخر، عاد الإعلامي "باسم يوسف" للظهور مرة أخرى عقب صدور حكم ببراءة الرئيس المخلوع مبارك.
جاء تعليقه مختلفًا عن باقي التعليقات، حيث قام بإعادة نشر إحدى حلقات برنامجه الساخر "البرنامج "والتي حملت عنوان "ماذا يحدث لو لم تنجح الثورة؟".
ونشر يوسف عبر حسابه على تويتر فيديو للحلقة والتي أذيعت بعد أشهر من ثورة 25 يناير على قناة "أون تي في" وقد شارك في هذه الحلقة الإعلامية ريم ماجد والإعلامي يسري فودة والإعلامي حمدي قنديل والإعلامي يوسف الحسيني والكاتب بلال فضل والفنان عمرو سليم وغيرهم.
وقد بدأ باسم يوسف هذه الحلقة الساخرة زاعمًا بقوله: "الثورة لم تغير شيء، ماذا لو الثورة فشلت والعائلة المباركة رجعت الحكم والثوار الخونة دخلوا طرة".
"صفحات الإخوان وداعش..الاصطياد في الماء العكر":
كانوا في أوائل الصفوف التي اعترضت على حكم البراءة، تحت غطاء مزعوم من الخوف على ضياع الثورة ودماء الشهداء التي يتاجرون بها على الدوام، ولكن الدعوة للعنف وانتشار الفوضى هما الأسباب الخفية لدعوات الإخوان للنزول يوم الجمعة، كي يركبون على الثورة مرة أخرى.
إحدى بيانات وزارة الداخلية هي من كشف عن الهدف الحقيق وراء نزول الجماعة الإرهابية، حيث رصد البيان اندساس عناصر من الإخوان في تجمعات ميدان عبد المنعم رياض التي خرجت يوم السبت الماضي.
كما أنها لم تردد هتافات الثورة بل ظهرت عدائها من خلال هتافات مناهضة للجيش والدولة، والاشتباك مع عناصر التأمين وإلقاء الحجارة عليهم الحجارة، وأطلقوا الأعيرة الخرطوش والألعاب النارية تجاه القوات.
تنظيم "داعش" الذي رفع أنصار المعزول أعلامه يوم 28 نوفمبر وفي كل تظاهراتهم، سار عقب الحكم بالبراءة على مبدأ الإخوان وهو "الاصطياد في الماء العكر"، فور صدور الحكم، أطلق بيان له يشجع فيه الشباب المصري على ترك بلاده والانضمام إلى التنظيم الإرهابي، تحت شعار "داعش هو الحل".
"أحمد موسى..والتحول المفاجئ إلى سيادة الرئيس":
كانت مكالمته مع الرئيس المخلوع مبارك، تعد انفراد لفضائية "صدى البلد"، ولكن أصداءها جاءت بنتيجة عكسية على حياة البرنامج الذي يقدمه الإعلامي "أحمد موسى".
"ألف مبروك على البراءة يا سيادة الرئيس"، أولى كلمات موسى التي أفتتح بها المكالمة، واعتبرها البعض استفزازًا واضحًا لمشاعر أهالي الشهداء والثوار، وخرجت دعوات بعدها على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بوقف برنامج "على مسئوليتي".
لم تكن المرة الأولى التي يختلف فيها موقف الإعلامي أحمد موسى من خلال برنامجه، فلم يُعرف له من قبل موقف محدد إزاء ثورة 25 يناير، حيث قال عنها قبل ذلك إنها أعظم ثورة في البشرية، وعاد مرة أخرى ليقول: "ثورة دي عند خالتك"، لتصبح مواقفه متناقضة بين حين وآخر.
"علاء الأسواني..دس السم في العسل":
انطبقت مقولة: "حين يدس السم في العسل"، على تعليق الكاتب علاء الأسواني على الحكم ببراءة المخلوع فدعا للنزول والاحتشاد في الميادين من خلال جملة ساخرة له.
قال الأسواني، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر": "تم تنفيذ الخطوة الأخيرة من البرنامج بنجاح، احشدوا المخبرين والطبالين في الإعلام، أما أنت أيها الشعب فإياك أن ترفع رأسك مرة أخرى أمام أسيادك".
"حمدين صباحي..ثوب الوطنية يعود من جديد":
عاد مجددًا إلى المشهد السياسي بعد براءة المخلوع، والذي ابتعد عنه قليلًا عقب خسارته في الانتخابات الماضية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتعودنا من كل عودة للناشط السياسي، تثير جدلًا كبيرًا في الأوساط السياسية.
"الحكم ببراءة مبارك يوم أسود في تاريخ مصر"، كان تعليقه الأبرز على حكم البراءة في إحدى المؤتمرات الصحفية عقب الحكم، وطالب تفعيل قانون الغدر للحفاظ على الثورة، ودعا أيضًا للاحتشاد في الميادين، معلقًا آمال على عودته مجددًا في المشهد، باسم الثورة وثوب الوطنية.
كما أن بعض القوى الشبابية والقوى السياسية تدرس عمل محاكمة شبابية للمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، على إثر تصريحاته ودعواته.
