كثرة الــكـــلام لاتخلو من المعصية
- انتبه لئلا تصبح أنت عدواً لنفسك، لأن " الموت والحياة في يد اللسان وأحبائه يأكلون ثمرة " (ام 21:18). إن الصمت هو بداية نقاوة النفس من الأهواء، كما أنه يعلّم كل الفضائل بدون تعب.
يقول القديس يعقوب " هكذا اللسان أيضاً هو عضو صغير ويفتخر متعظماً.
هو شرٌ لا يضبط مملوءاً سما مميتا، به نبارك الله الآب وبه نلعن الناس الذين قد تكوّنوا على شبه الله..... إن كان أحدٌ لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يلجم كل الجسد أيضا." (يع 8:3، 9-5،2).
يحتاج الكلام إلى انتباه كثير، إذ يجب عليك أن تفكر في أي مكان وزمان تتكلّم، ولأي هدف، والى من يتجه، ما هو الدافع وما هي نتائج كلامك. فقبل أن تتكلم عليك أن تفكر في كل هذا. فالصامت قد فكّر بها ، ولهذا صمت.
إن السيد نفسه يؤكد بأننا سنعطي حساباً في يوم الدينونة حتى عن كلمة واحدة تافهة وغير هادفة، قائلا : " ولكن أقول لكم إن كل كلمة بطّالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين" (مت 36:12).
لهذا السبب وقبل قرون كثيرة تضرع النبي داود إلى الله قائلا: " إجعل يا رب حارساً لفمي وباباً حصيناً على شفتي. لا تمل قلبي إلى كلام الشر.... "(مز 3:141-4) وأيضا
" سأتيقظ في طرقي لكي لا أخطيء بلساني، وضعت حارساً على فمي حينما وقف الخاطئ قبالتي، حبست لساني وأذللت نفسي ولزمت الصمت.. "
(مز 2:38-3).