رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السيسي في سن «التقاعد».. ماذا لو كان الرئيس موظفًا عاديًا؟
التحرير يحتفل اليوم، الأربعاء 19 نوفمبر؛ الرئيس عبد الفتاح السيسي بعامه الستين، الأول على كرسي الرئاسة، وهو السن القانوني للتقاعد في مصر بالنسبة لموظفي الحكومة العاملين في الهيئات والمؤسسات الحكومية عدا القضاء والخارجية. وبحكم القانون، يتقاعد الموظف الحكومي في سن الستين، مع إمكانية مد السن لمدة لا تتجاوز العامين وإبرام عقد تعاون معه، وبطبيعة الحال؛ لا يتم تطبيق القاعدة على وظيفة "رئيس الجمهورية" والتي تُحدد شروط شغلها مجموعة من القواعد التي لا تأخذ سن التقاعد في الحسبان؛ فحسب التعديلات الدستورية الجديدة؛ يجب أن لا يقل سن الساعي للمنصب يوم فتح باب الترشح عن أربعين سنة ميلادية دون حد أقصى للسن. لكن، ماذا ستكون خيارات "السيسي" إذا كان موظفًا عاديًا بلغ عامه الستين أثناء آداءه الوظيفة؟ "التحرير" يجيب عن التساؤل من واقع خبرات شخصية يرويها أشخاص من لحم ودم. الخيار الأول: الجلوس فى المنزل بـ"البيجامة" لم يكد "سامى" المدرس بوزارة التربية والتعليم يبلغ عامه الستون، حتى ترك وظيفته، واعتمد على معاشه ومدخراته في السنوات الماضية لإعانته على العيش وسط "الغلاء"، يؤكد الرجل الستيني أن بلوغه سن المعاش "مُفرح"، فقد تفرغ بشكل كامل للعب مع أحفاده، يقول سامي: "حاسس إني بعيش حياة جديدة.. القعدة بالبيجامة دون أي أعباء خلاني اكتشف جوانب تانية من الدنيا، خدمت وطني ومن حقي ارتاح". الخيار الثاني: إدارة مشروع العمل يُعطي الحياة لونًا وطعمًا؛ بهذه العبارة يبدأ المهندس "جابر" الحديث، الرجل؛ الذي كان يعمل في شركة المقاولون العرب، يؤكد أن بلوغه سن المعاش لا يعني توقفه عن العطاء، فالعمل حياة، وبدونه لا يستطيع المرء أن يجد الطريق السديد؛ "القعدة في البيت معناها الموت بالنسبة لي، وعشان كده، كنت لازم أعمل مشروع". بمكافأة نهاية الخدمة، قرر الرجل إنشاء مكتب خاص بالاستشارات الهندسية في مجال مكافحة الحرائق، "طبعًا مش بكسب من المكتب كتير، لكن كفاية إني بنزل من البيت كل يوم وبروح شغل جديد".. يبلغ عمر المهندس "جابر" الآن نحو 70 عامًا، ومازال يعمل في مجال الاستشارات الهندسية "أنا خبرتي عدت الـ45 سنة في المجال ده، لازم استفيد منها، وأفيد بيها البلد". يرى الرجل أن أساليب الرعاية الصحية المتطورة في العالم ساهمت فى رفع مستوى صحة الأشخاص المسنين، وبالتالي من المستحب أن تقوم الحكومات المختلفة برفع سن المعاش للاستفادة من الأشخاص ذوي الخبرات " في رأيي، الحكومة لازم ترفع سن المعاش لـ70 سنة، مش معقول الحكومة تحكم بالموت علينا بمجرد وصولنا لسن الـ60". الخيار الثالث: التسول "معاشي 300 جنيه.. بتسول الفلوس من القرايب عشان أقدر أعيش"، يقول "محمد" الذى كان يعمل "ساعيًا" في أحد المصالح الحكومية، وقتها؛ كان راتبه الضئيل يُعزز بـ"المشاريب" التي كان يُقدمها لموظفي المصلحة في أوقات العمل الرسمية، "كان مُرتبي في حدود الـ800 جنيه، وكنت بكسب أكتر منه بالقهوة والشاي.. دلوقتى مش عارف أعمل إيه بالمعاش بتاعي". حاول الرجل مد فترة خدمته، إلا أن رئيس الهيئة رفض، "خدت مكافأة 6000 جنيه، اتصرفوا في شهر ودلوقتى بستلف من الناس عشان أقدر أكل وأشرب وأدفع مصاريف تعليم ابني وتجهيز البنات". الخيار الرابع: شراء مزرعة والاستمتاع بالطبيعة "الجو النظيف" خيار الدكتور "سامح" الذي قرر فور بلوغه سن التقاعد شراء مساحة من الأرض فى الصحراء واستصلاحها، ورغم امتلاك الرجل عيادة لممارسة الطب، إلا أنه فضل العيش وزوجته فى جنبات المزرعة "العيادة بيديرها أبنى وأنا متفرغ للزراعة.. لازم نستمتع بالأيام اللى باقية من عمرنا". يرى الدكتور "سامح" أن مشروع مد سن المعاش لـ65 والمزمع تطبيقه فى الشهور القادمة "نصب على المواطن" فالحكومة تستهدف "مص" دماء الشعب لأخر قطرة، على حد قوله، مشيرًا إلى أن سن الستين هو الموعد المناسب للتقاعد والاستمتاع بالحياة. الخيار الخامس: القهوة ولعب الطاولة والدومينو يوميًا، يستقيظ "أحمد" من النوم، يقرأ الجرائد، ويتناول الأفطار ويبدأ فى إجراء المكالمات مع أقرانه "بنحدد هنتقابل أمتى وفين" يقول الرجل الذى كان يشغل منصب مدير عام فى شركة بترول، فى الماضى؛ لم يكن هناك وقتًا لمقابلة الأصدقاء القدامى ورفقاء الدراسة، أما الآن؛ يستطيع "الشباب" الاجتماع يوميًا لمناقشة الأمور السياسية ولعب "الدومينو والطاولة". "الحمدلله، مش عندى مشاكل مادية، عايش حياتى وبقابل أصدقائى" يقول الرجل الذى يشرف على إتمام عامه الخامس والستون مؤكدًا أن حياته أصبحت أفضل "أول سنة مكنتش متعود على قعدة البيت، دلوقتى خلاص، اتعودت، وبقيت أستنى ساعتين القهوة". |
|