رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سيدنا عزرائيل.. هل يرحم مبارك من عذاب الدنيا "المؤبد"؟!!
هو مبارك مات ولا لسة.. احتمال يكون توفى لكنهم كالعادة لا يعلنون إلا في الوقت الذي يحددونه.. طيب هل فعلاً صحته متدهورة إلى هذا الحد أم أنها مبالغة إعلامية يقصد بها شيء ما يمكن مفجأة الشعب به عفو مثلا أو إفراج صحي؟! لعل هذه التساؤلات وغيرها أكثر ما يشغل بال ملايين المصريين حالياً الذين يتابعون بشغف الأنباء المتواترة عن صحة الرئيس السابق الذي حكم البلاد لأكثر من 30 عاماً وصعد به الشعب في أول أيام حكمه إلى عنان السماء ثم كانت النهاية عكس البداية تماماً حيث حكم بالمؤبد في جريمة قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير. فمنذ أيام، بل يمكننا القول بكل ثقة منذ شهور، تتدفق الأخبار عن تدهور صحة مبارك وأحيانا تصل إلى حد دخوله في غيبوبة كاملة وتوقف القلب وباقي الأجهزة ثم نفاجأ بعد هذا أن حالته تستقر، قد يقول قائل أننا ربما لم نصادف مريضاً يموت ثم يصحو مثلما نسمع عن مبارك، المهم أنه وعلى أية حال لم يعد هناك حديث في مصر إلا عن وفاة الرئيس السابق الذي أولاه الشعب ثقته وحبه وماله وما عليه إلا أنه وبكل أسف لم يحافظ على كل هذا. وبغض النظر عن وجهات النظر التي تتفق أو تختلف حول ضلوع الرئيس السابق أو براءته من هذه التهمة الشنيعة فإنه مما لاشك فيه أننا أمام حالة إنسانية قد تستحق الوقوف كثيراً قبل إصدار الحكم البشري بعدما قال القضاء كلمته. فهل يا ترى يستحق الرئيس مبارك الرحمة وهو في حالته هذه، قد يقول قائل وهو محق تماما، ولماذا لم يرحمنا نحن الـ80 مليون مصري الذي تركنا نهباً للفقر والمرض والمبيدات المسرطنة وباعنا لشلة، أو بالأحرى عصابة، عز وعزمي وسرور ورفاقهم الذين نهبوا مليارات الشعب واحتكروا جميع الثروات والأراضي وباعوا الغاز للعدو بأرخص الأسعار وحرمونا من أنبوبة البوتاجاز. يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله : بسم الله الرحمن الرحيم (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون، وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون) صدق الله العظيم "سورة آل عمران: 106 ـ 107". وفي الواقع أعلم تمام العلم أنني بكلماتي هذه ألعب بالنار التي من الجائز جدا أنها تحرقني، وأعرف أن هناك بعض المتربصين الذين سيصفونني برمز للثورة المضادة، وأدرك تماما خطورة هذه الدعوة التي ربما يحاول البعض انتهازها لإهدار دمي. وإذا رحمني هؤلاء المتربصين بي سيتهمونني بالهطل والاستكانة، لكنني سأتوكل على الله وأقولها ورزقي على الخالق العظيم.. أرجوكم سامحوا الرئيس مبارك ودعوه يقضي البقية الباقية من عمره بدون تعذيب أكثر من هذا. ونيابة عن قرائي الأعزاء الذين لن تهدأ أعصابهم إلا بسبي وشتمي والدعوة لإقامة الحد علي سأتولى هذه المأمورية نيابة عنهم، سيقول قائل، ما هذا البرود الذي تتحلى به، ألم تكتشف أننا عشنا أسوأ أيام حياتنا تحت إمرة تلك الزمرة الفاسدة التي طالت رأس النظام وحتى قاعدته.. وسأجيب عليهم بلى اكتشفت. وسيقول آخرون هل هانت عليك أرواح الشهداء الأبرياء الذين قتلوا لمجرد تعبيرهم عن آرائهم بالطرق السلمية، وسأرد عليهم والله ما هانت أرواح هؤلاء الضحايا المكرمين، كما لم تهن روح خالد سعيد ورفاقه ضحايا جرائم التعذيب الوحشي التي مارستها الأجهزة الأمنية الملطخة أيديها بدمائنا. وسيسألني ثالث، وماذا عن نهب ثروات البلاد وطحن عظام الشعب وإدخاله في ثالوث الفقر والجهل والمرض، وسأجيبهم بأنني أذكرها جيدا بل أنني على المستوى الشخصي ممن أصابتهم لعنة هذه العصابة التي حكمت البلاد 30 عاما عاثت فيها فسادا، كما أنني كـ"صحفي شارع" رأيت بعيناي كيف يحرم الغلابة من العلاج وكيف يتسولون حقوقهم في إيجاد فرصة عمل ويكون جزائهم الضرب بالكرباج كأننا في وسية أبيهم. وسيصرخ رابع في وجهي، يا أحمق كيف تطلب الصفح عمن لم يتق الله فينا ولم تشفع صرخاتنا في أن يمنحنا أدنى حقوقنا في الحياة، وكيف ترجو الرحمة لمن صم أذنيه عن أنين شعبه ولم يسمع سوى أصوات الشياطين، بداية من رئيس ديوانه وانتهاءً برغبات أبنائه التي سالت دموعه طلبا للعفو عنهم، رغم أننا كلنا من المفترض أبنائه. ولهؤلاء أيضا أقول أبدا والله لم أنس كل هذا، فما زلت أتذكر شبابا في عمر الزهور وقد انتحروا مفضلين الموت على الحياة في ظل ذئاب لا تأكل إلا لحوم البشر، ولم تغب عن عيني الأجساد المشتعلة بنيران اليأس من قدوم غد أفضل، بل ما زالت ضحكات الزبانية تصم أذني وهم يقهقهون من هول جروحنا وشدة بلاءنا. وسيضع أحدهم إصبعه في عيني، محاولا تذكيري بملايين الفتيات والشبان الذين فقدوا بريق الحياة بعد أن فاتهم قطار الزواج تحت وطأة العجز عن العثور على حجرة تأويهم وبات قدرهم أن يقضوا حياتهم مكبوتي المشاعر محرومين من حقهم في تلبية نداء الطبيعة ذلك الغول الذي يفترس أجسادهم ويلقي بهم إما في هوة الرذيلة أو العيش كقطعان ماشية تم خصيها ليتحولوا إلى عبيد لا يحسون ولا يفرغون مشاعرهم. ولهم أيضا أقول أبدا ما نسيت هؤلاء، بل سأضيف إليهم أبناء العشوائيات الذين أجبروا على التكدس في غرف إيواء وعشش لا تليق بالحيوانات، وكان فرضا عليهم شرب المياه الملوثة والتزاحم في طوابير العيش من أجل الحصول على كسرة خبز أو الاستشهاد في سبيلها. و والله لم أنس المعتقلين الذين زج بهم في السجون وهم أبرياء ولفقت لهم جرائم لم يقترفوها، ولا الكبت السياسي والاجتماعي ولا تزييف الانتخابات ولا الاستهانة بإرادة الشعب على طريقة "خليهم يتسلوا"، ولا ولا ولا.. لكنني رغم هذا أطالبكم بضرب المثل الأعلى في الصفح والتسامح عن الرئيس السابق مبارك ابتغاء مرضاة وجه الله تعالى، وإعلاء لمبدأ الرحمة فوق العدل، وقبل كل هذا حتى لا يقال أن الخير نزع من قلوب المصريين. فالشهامة هي أن تضرب الظالم وهو واقفا على قدميه، وليس وهو ملقى على وجهه لا يقدر عل شيء ، ومبدأ الأخلاق يا إخواننا الكرام يقول "الضرب في الميت حرام".. وأرجوكم لا يتهمني أحد بالعمالة على النحو التخويني الذي بتنا نمارسه ضد كل من يخالفنا الرأي، فكل من يقول رأيا لا يرضي أحدا يتهم مباشرة بالعمالة والثورة المضادة. وأعيد وأؤكد مرة أخرى أنني لا أتولى مهمة الدفاع عن الرئيس السابق ولا محاولة إلقاء طوق نجاة له، فالعبد الفقير إلى الله ربما ضمن أكثر من هاجموا طاغوت وتجبر وفساد النظام السابق وهم في أوج قوتهم وجبروتهم، لكنني فقط لا أريد تنحية قيمة نبيلة تعلي شعار "العفو عند المقدرة" أو ليأتي الله بقدره فلعل الموت يرحمه من عذاب الدنيا المؤبد، أحسن الله ختامنا وختامكم. الدستور |
|