![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الـخـــروف تمتع به واسترد ما سُلب منك 1ـ لو كنت أنا الوحيد يحبك .. نعم يحبك بلا حدود .. لم ولن يحبك شخص مثلما يحبك هو .. إنه يحبك مهما كانت عيوبك أو أخطاؤك .. يحبك حتي لو كنت من البعيدين عنه أو من الرافضين محبته .. إنه يسوع ، المحب الأعظم ، المخلّص والمحرر والطبيب الذي يود أن يجعل حياتك رائعة وعظيمة .. إنه يسوع المسيح ، الذي ذهب إلي الصليب ليخلّصك من الهلاك الأبدي الذي تستحقه بسبب خطاياك ، فكم أحبك .. إنه يسوع الذي يريد أن يحررك من أي سلاسل قيدك بها إبليس سواء كانت سلاسل الإحساس بالذنب أو الخوف أو القلق أو الفشل أو الحزن أو النجاسة أو الإدمان .. أو أي نوع آخر من قيوده التي تجعل حياة الإنسان جحيماً مستمراً .. إنه يسوع الطبيب الأعظم ، الذي « يشفي المنكسري القلوب ويجبر كسرهم » (مز 147: 3).. الذي يريد أن يشفي أعماقك من أي مرارة ويملأ قلبك بالراحة والطمأنينة .. وما أحلي التعزيات التي يود أن يُلذذ بها نفسك !! إنه يعرفك بالاسم ، وكم يشاء أن ترحب به ليزيح عنك كل اللعنات وليفيض عليك بأعظم البركات .. وليجعلك دائماً في الارتفاع سـائراً من قوة إلي قوة ( مز 84 : 7 ) ، فتنتهي سنوات الضياع والبؤس .. إن كل من يرحب به ترحيباً حقيقياً يجعله واحداً من خرافه الخاصة التي يرعاها بنفسه .. يعتني بها ، يحرسها ، يقودها ويسدد كل احتياجاتها .. قارئي العزيز ، إن كنت لم ترحب به بعد ، ولم تتقابل معه في لقاء حقيقي غيّر حياتك تغيراً شاملاً ، فلتُقبِل إليه الآن .. سلّم له نفسك في الحال فتنال خلاصه العجيب .. إنه يحبك بلا حدود .. الخروف هذا الكتاب يُحدثك عن حبه العجيب الذي أحبك به لأنه يتأمل في واحد من ألقابه العظيمة التي تتحدث عن حبه .. هو لقب الحمل .. الخروف .. قد تظن أن كلمة الله لقبته بالحمل ، الخروف نظراً لوداعته ، فالخروف يتميز بالوداعة .. نعم إننا لا نري الوداعة في كل كمالها إلا في شخصه المجيد ، وهو الذي منه نتعلم الوداعة الحقيقية .. لا ننسي كلمـاته لنا « تعلموا مني . لأني وديع ومتواضع القلب » ( مت 11 : 29 ) .. إلا أنه لم يُلقب بالحمل لوداعته بل لسبب آخر .. وهو إنه قدّم نفسه ذبيحة .. ذهب إلي الصليب ليُذبح وليسفك دمه الكريم لأجلي ولأجلك .. الخروف لقب يُعبّر عن الذبيحة وسفك الدم .. فمنذ الصفحات الأُولي للكتاب المقدس ، والخروف يرتبط بالذبح وسفك الدم وأول إشارة هي في الأصحاح الرابع من سفر التكوين أول أسفار الكتاب المقدس .. هابيل يُقدم ذبيحة لله ( عب 11 : 4 ) هي خروف مذبوح .. والعهد القديم حافل بالمناسبات التي قُدمت فيها الخراف ذبائح لله .. هذه كلها كانت ترمز إلي الرب يسوع الذي قدّم نفسه ذبيحة لله .. لذا عندما رآه يوحنا المعمدان أشار إليه قائلاً : « هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم » ( يو 1 :29 ) فليس سوي طريقة وحيدة تُرفع بها الخطية عن الإنسان ويُزال عقابها ، هي سفك الدم .. تقول كلمة الله بكلمات قاطعة « بدون سـفك دم لا تحصل مغفرة » ( عب 9 : 22 ) .. لذا ذهب الرب يسوع إلي الصليب ليُذبح كالحمل .. كالخروف ذهب ليسفك دمه الثمين لكي تُرفع عنك كل خطاياك ، فتنال الغفران .. شهادة يوحنا المعمدان رأي يوحنا المعمدان الرب يسوع مقبـلاً إليه فقال « هـوذا حمـل اللـه الذي يرفـع خطيـة العـالم » ( يو 1 : 29 ) .. وفي اليوم التالي لمحه يوحنا ماشياً، فلم يجد في داخله سوي نفس الكلمات ليكررها قائلاً للمرة الثانية : « هوذا حمل الله » (يو 1: 36) فليـس شـئ يفـوق هذه الحقيقـة .. إن الـرب يسـوع هو الحمـل الذي ذُبح ليرفـع خطـايانا أو بكلمـات أُخري ليزيل عنا عقاب الخطية ، الهـلاك الأبدي .. « يسوع الذي ينقذنا من الغضب الآتي » ( 1 تس 1 : 10 ) .. آه قارئي الحبيب ، ألا تتجه الآن إلي الرب يسوع وتقول له : أنت الحمل .. أنت الذي ذُبحت لأجلي لتزيل عني عقاب آثامي .. أنت الحمل .. أنت الذي أنقذتني من الغضب الآتي .. إنني أحبك لأنك هكذا أحببتني .. حمل واحد إن كلمة « حمل » في كلمات يوحنا المعمدان « هوذا حمل الله » هي كلمة مُعرّفة في الأصل اليوناني تسبقها أداة التعريف « ho » .. لذا فالترجمة الأدق هي « هوذا الحمل .. » لأنه ليس سوي حمل واحد ، خروف واحد ذُبح لينقذ من الغضب الآتي.. يسوع.. أما هذه الأعداد المهولة من الخراف التي ذُبحت طوال زمن العهد القديم ، فقد كانت كلها إعداداً لذبحه هو علي الصليب .. لقد رسّخت في الأذهان احتياج الإنسان إلي كفارة .. إلي من يموت بدلاً منه لكي ينجو من العقاب .. كما أظهرت بكل الوضوح إنه لا بديل عن سفك الدم لنوال الغفران .. وترمز إليه لقد كان المؤمنون في العهد القديم يذبحون الخراف ويسفكون دماءها ويقدمونها علي المذبح كي ينجوا من عقاب الله لهم بسبب آثامهم .. والسؤال ، أليس الخروف في قيمته أدني من الإنسان ، فكيف كان الله يعتبره بديلاً عن الإنسان ليموت بدلاً منه متحملاً عقابه ؟!! لا ، لم يكن الله يري هذه الخراف المذبوحة في حد ذاتها ، بل كان يري ما ترمز إليه .. كان يري الحمل .. الخروف.. الرب يسوع .. ولم يكن يري المذابح التي ذُبحت عليها هذه الخرفان ، كان يري بالحري ما ترمز إليه هذه المذابح .. كان يري المذبح الوحيد .. الصليب .. كان يري يسوع ، الحمل .. الخروف مذبوحاً علي الصليب .. ففي موت الرب علي الصليب الكفاية كل الكفاية ليكون كفارة عن خطايا كل المؤمنين في كل العصور.. في كلا العهدين ، القديم والجديد .. في الماضي والحاضر والمستقبل (1 يو 2: 1 ، 2).. الوحي يتدرج في الاعلان انظر كيف تدرّج الوحي في اعلانه عن كفاية موت الرب يسوع « الخروف » لأجل كل المؤمنين في كل مكان وزمان .. • في سفر التكوين أول الأسـفار نري خروفاً يُقدّم لأجل إنسان واحد هو هابيل ( تك 4 ) .. • في سفر الخروج ثاني الأسفار نري خروفاً لكل عائلة ( خر 12 ) .. • وفي سفر اللاويين ثالث الأسفار نجد الخروف يُقدّم في يوم الكفارة عن كل الأُمة ( لا 16 ) .. • وفي إنجيل يوحنا رابع أسفار العهد الجديد نسمع كلمات يوحنا المعمدان تعلن بكل وضوح أن الرب يسوع خروف مذبوح لأجل كل العالم « هوذا حمل الله الذي يرفع خطيـة العالم » ( يو 1 : 29 ) .. أيها الحبيب ، هذا التدرج في اعلان الوحي عن كفاية موت الرب هو ذات التدرج في رؤيتك لموته.. في البداية ، تدرك كخاطئ أن الرب مات لأجلك أنت ، كما لو كنت الوحيد الذي مات الرب لخلاصه.. تؤمن به بقلبك فتنال الخلاص .. بعد ذلك تتطلع إلي خلاص عائلتك .. تري أن الرب مات لأجل عائلتك ليجعلها عائلة تتمتع بالحب والفرح والمجد .. فتصلي بإيمان كي يعرف كل شخص منها الرب المعرفة الاختبارية ، واضعاً نصب عينيك كلمات بولس إلي سجان فيلبي : « آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك » ( أع 16 : 31 ) وكلمة الله تخبرنا عن بيوت « عائلات » اغتسل أفراد كل منها بدم الخروف ، يسوع ، وصارت له تمتع بحبه ورعايتـه وحمايتـه مثل عائلة اسـتفانوس ( 1 كو 1 : 16 ) وعائلة ليدية ( أع 16 : 15 ).. ثم تتسع رؤيتك كمؤمن ، فتري الرب قد مات لأجل أصدقائك ومعارفك فتصلي إلي الله كي يقودك لتساهم بطريقة أو بأخري كي يدركوا أن الخروف ذُبِح ليهبهم الحياة الأبدية .. ومع الوقت تتسع رؤيتك أكثر وأكثر .. فتري الخروف مذبوحاً لأجل نفوس كل قبيلة ولسان وشعب وأمة ، ويشغلك الروح القدس بامتداد الكرازة بالخروف إلي أماكن بعيدة .. ولكن تظل دائماً حقيقة أن الرب يسوع مات لأجلك لأنه أحبك حبّاً شخصياً خاصاً هي الحقيقة الأساسية التي تقوم عليها كل حياتك .. قارئي العزيز .. دعني أُلذذ قلبك بواحدة من قصص الكتاب المقدس التي تُظهِر هذه الحقيقة .. إنها قصة تقديم إبراهيم لإسحق علي المذبح ( تك 22 ) .. أراد الله أن يمتحن محبة إبراهيم له فطلب منه أن يقدم إسحق علي المذبح .. وكاد إبراهيم بالفعل أن يذبح إسحق ، يحكي لنا سفر التكوين : « ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه . فنـاداه ملاك الرب من السماء وقال إبراهيم إبراهيم .. لا تمد يدك إلي الغلام .. فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكاً في الغابة بقرنيه . فذهب إبراهيم وأخذ الكبش [الخروف] وأصعده محرقة عوضاً عن ابنه[إسحق]» (تك10:22ـ13) انظر هذا الكبش يُقدم عوضاً عن إسحق أي بدلاً منه .. لقد ذُبح الخروف لكي ينجو إسحق من الموت.. هل تري المعني ؟ .. آه أيها الحبيب بإمكانك أن تقول : ذُبِح الرب يسوع ونجوت أنا من الهلاك انظر أيضاً ، الكبش ( الخروف ) قُدِّم في هذه القصة لإنقاذ شخص واحد هو إسحق .. وهكذا يمكن لكل شخص منا أن يقول لو كنت أنا الشخص الوحيد الخاطئ في كل تاريخ البشرية وكل أرجاء المسكونة.. لو كنت الوحيد المحتاج للخلاص لفعل الرب بكل تأكيد ذات ما فعله وذهب إلي الصليب ليتحمل نفس الآلام التي احتملها ليُذبح عوضاً عني أنا بمفردي لكي يُنجيني من الهلاك .. إن كلمة الله تُظهر لنا بكل الوضوح هذا الحق العظيم ، إن حب الرب للإنسان ، هو حب شخصي لكل فرد .. ففي مَثل الخروف الضال نري الراعي يفتش عن خروف واحد فقط ( لو 15 : 4 ) .. وفي سفر أعمال الرسل نري الروح القدس يقود فيلبس المبشر ليترك السامرة مكان كرازته للجماهير الغفيرة ، والتي شهدت معجزات شفاء قوية ، ليذهب إلي مكان بعيد عن السامرة بنحو مئة كيلو متراً ليقابل شخصاً واحداً..ليُبشره بيسوع (أع 5:8ـ26،8ـ35).. القارئ العزيز .. الرب يسوع يحبك حباً شخصياً وخاصاً وفريداً كما لو كنت أنت الخاطئ الوحيد في كل العالم الذي مات لأجله .. انظر كيف عبّر الرسول بولس عن إدراكه بأن الرب أحبه هذا الحب الخاص في هذه الكلمات التي تلمس القلب : « [الرب يسوع ] الذي أحبني وأسلـم نفسـه لأجلـي » ( غلا 2 : 20 ) تأمـل ، لم يقل « الذي أحبنا .. » بل « الذي أحبني » .. فهناك فرق بين أن تقول إن الرب مات لأجل الجميع ، وبين أن تقول إنه مات لأجلي أنا.. أسلم نفسه لأجلي أنا .. أعطاني الحياة الأبدية .. أعطاها لي أنا .. قارئي العزيز ، إنني أدعوك أن تتأمل هذه الحقيقة التي لا تُقدر بثمن .. لقد أحبك يسوع حباً خاصاً وعجيباً .. ذُبِح كخروف لأجلك .. هيا قل بكل قلبك : كخروف ذُبح لأجلي أنا .. إنه يحبني .. نعم يحبني ، وبلا حدود !! 2 – أنا ملك و كاهن الخروف .. الحمل .. هذا اللقب المُعبّر جداً من ألقاب الرب يسوع والذي يحدثك عن محبته العظيمة لك يُقابلك في أسفار عديدة من الكتاب المقدس .. في أول الأسفار ، التكـوين وأيضـاً في آخرها ، الرؤيا .. وفي أسفار أُخري بينهما منها سفر إشعياء .. السفر الأول نتقابل مع هذا اللقب للمرة الأُولي في الأصحاح الرابع من سفر التكوين حيث نقرأ أن هابيل ذبح خروفاً وقدمه علي المذبح ذبيحة لله ، فقبله الله وحسبه باراً ( تك 4: 4، عب 11: 4 ) بينما قدم أخوه قايـين من ثمار عمله في زراعة الأرض ، فلم يقبله الله ( تك 4 : 5 ) .. هذا الخروف المذبوح الذي قدمه هابيل يحدثنا عن الرب يسوع ، الخروف والحمل المذبوح علي الصليب .. والمعني الذي تقدمه هذه القصة هو حق أساسي وعظيم .. فأنا مقبول من الله ، يرحب بي في عرشه ، وقد بررني [ حسبني باراً ] .. لأني لا أتقدم إليه وأقترب منه مُستنداً علي أعمال حسنة قُمت بها مثل قايين .. بل لأنني مثل هابيل أتقدم إليه معتمداً فقط علي ذبيحة الصليب .. علي موت الرب يسوع مذبوحاً كخروف علي الصليب .. أيها القارئي الحبيب ، اسمح لي أن أدعوك أن تتأمل وتحفظ هاتين الآيتين اللتين تُظهران هذا الحق الثمين : • « كثـوب عدة [ قذر ] كل أعمال بـرنا [ فـي عينـي اللـه القدوس ] » ( إش 64 : 6 ) .. • « لنا .. ثقـة بالدخـول إلي الأقـداس [ عــرش اللــه ] بــدم يســوع » ( عب 10 : 19 ) .. ثم اعلن إيمانك بهذا الحق بأن تردد كلمات مثل هذه : ليس بسبب أعمال فعلتها .. بل لأجل دم الحمل ، يقبلني الله في أقداسه .. يرحب بي في عرشه .. سفر إشعياء هذا السفر النبوي هو من الأسفار التي أشارت بوضوح إلي الرب يسوع باعتباره الخروف .. ومع إنه دُوِّن قبل تاريخ الصلب بأكثر من سبعة قرون ، إلا أنه في أصحاحه الذهبي 53 يجيب علي السؤال الأهم.. لماذا ذُبِح الرب يسوع كخروف ؟ .. وإجابته واضحة تماماً .. ذُبح لأجل معاصينا .. ويصف الآلام التي احتملها الرب وهو يُذبح علي الصليب كخروف ، بكلمات أُصلي أن تلمس قلبك بقوة .. « لكن [ بكل تأكيد ] أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها .. هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا .. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلي طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا .. كشاة [ كخروف ] تُساق إلي الذبح .. سكب للموت نفسه .. » ( إش 53 : 4 ـ 6 ، 12 ) وفي سفر أعمال الرسل من أسفار العهد الجديد ، يؤكد لنا فيلبس المبشر إن هذه الكلمات النبوية هي عن الرب يسوع ( أع 8 : 32 ، 35 ) .. وتأمل ما تقوله .. يسوع يحمل أحزاننا .. يتحمل أوجاعنا .. آثامنا وضعت عليه .. مجروح .. مسحوق.. يُساق كخروف إلي الذبح .. يسكب للموت نفسه.. يتحمل العقاب بدلاً منا .. ألا تري معي أنها محبة عجيبة !!.. فهل قبلت هذه المحبة قارئي العزيز ؟.. وهل لمست قلبك هذه الحقيقة ، إنه جُرِح لأجل معاصيك أنت ، وسُحِق لأجل آثامك أنت ، فأخذت موقفاً معادياً لمعاصيك وآثامك وأقبلت إلي الرب الخروف لترحب به مخلصاً لك وملكاً يسود علي قلبك؟.. إن لم تكن قد أخذت هذه الخطوة بعد ، فلِمَ التمادي في احتقار محبته ؟.. ولماذا تؤذي نفسك وتحرمها من الخلاص ؟ .. هيا الآن ، توقف عن تجاهلك له وعن استسلامك للخطية ، وتعال إليه .. السفر الأخير مـرات عـديدة أُطـلق علي الـرب يسـوع لقب « الخـروف » في هذا السـفر الرؤيوي الذي ينتهي به الكـتاب المقـدس ، 27 مـرة .. فتقـرأ فيـه عن « غضب الخروف » ( رؤ 6 : 16 ) و « دم الخروف» ( 7 : 14 ) و « ترنيمـة الخـروف » ( 15 : 3 ) و « عرس الخروف » ( 19 : 7 ) و « امرأة الخـروف [ أي الكنيسة ] » ( 21 : 9 ) و « رسل الخروف » ( 21 : 14 ) .. ثم في آخـر أصحـاح من هذا السفر والكتـاب المقدس نقرأ عن « عرش الخروف » ( 22 : 1 ) .. ويوحنا تلميذ الرب هو القلم الذي استخدمه الروح القدس لكتابة هذا السفر ، وأيضاً لكتابة الإنجيل المعروف باسم إنجيل يوحنا وثلاثة من رسائل العهد الجديد .. وفي إنجيله دوّن كلمات يوحنا المعمدان القائلة « هوذا حمل الله ... » وسجل لنا قصة الصلب التي ترينا الحمل مذبوحاً بديلاً عن الخطاة .. أما في الرؤيا فيصف لنا الحمل ممجداً ومتوجاً ، جالساً علي العرش ( رؤ 3 : 21 ) .. وتأمل ، في إنجيله قال يوحنا إنه عاين صلب الرب (يو 25:19) وسجل لنا هذه الملاحظة إن الرب صُـلب « في الوسط » ( يو 19 : 18 ) بين اثنين صُلبوا بجواره.. أما في سفر الرؤيا فيقول في الأصحاح الخامس إنه رأي الرب في صورة « خروف » .. ويخبرنا إنه رآه أيضاً « في الوسط» ( رؤ 5 : 6 ) ولكن هذه المرة في مشهد مختلف تماماً.. في وسط العرش .. حوله 42 مرنماً بالقيثـارات مع أربعـة كائنات لها صفات الكروبيم ( حز 1 ) والسرافيم ( إش 6 ) ، ثم ملائكة كثيرة « ربوات ربوات وأُلوف أُلوف » يقدمون له التسبيح والتمجيد قائلين « للخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلي أبد الآبدين » ( رؤ 5 : 13 ) .. وهكذا في إنجيل يوحنا نري الخروف متألماً ومذبوحاً أما في رؤياه فنراه ممجداً ومعبوداً .. نعم ، فقد قام من الأموات ظـافراً .. لقد رآه يوحنا في الرؤيا خروفاً له سبعة قرون وسبع أعين ( رؤ 5 : 6 ) .. القرون تتحدث عن قوته وقدرته ، والعيون عن بصيرته وقدرته علي التمييز .. أما رقم سبعة فهو رقم الكمال .. لقد رآه يوحنا خروفاً ممجداً له كمال القوة والقدرة وله أيضاً كمال المعرفة والتمييز .. إنها إشارة واضحة إلي لاهوته .. وهكذا فالرب يسوع في سفر الرؤيا هو الخروف في مجده وقوته .. هو الخروف الظافر المنتصر والأسد الغالب ( رؤ 5 : 5 ) .. وهو في نفس الوقت بالنسبة للمؤمن الخروف المحبوب الوديع الذي يتفهم ضعفاته ( عب 4 : 15 ) .. لقد عبّر سفر الرؤيا عن هذه الحقيقة بطريقة رائعة!! فلم يستخدم في الأصل اليوناني الكلمة المعتادة لكلمة الخروف بل استخدم كلمة "arnion" التي هي تصغير لكلمة خروف وتعني خروفاً صغيراً .. هللويا .. فبرغم إنه « الأسد الغالب » .. وبرغم حديث سفر الرؤيا عن أمجاده بل وعن غضبه المروع علي الذين يرفضون نعمته ويقاومون مملكته لكنه يظل دائماً للمؤمن الخـروف الوديـع جـداً والجميل للغاية .. القريب كل القرب إلي قلبه .. وتأمل أيضاً هذه الإشارة البديعة ، يوحنا يقول إنه رآه خروفاً قائماً كأنه مذبوح ( رؤ 5 : 6 ) .. فستظل آثار الذبح.. ستبقي آثار جروح مسامير الصلب وطعنة الحربة باقية في جسده إلي الأبد شاهدة علي حبه العظيم لنا .. وكم كلّفه هذا الحب !! آه أيها القـارئ العـزيز ، إن كنت واحداً من المؤمنين الحقيقيين الذين لهم علاقة حيّة مع الرب يسوع.. فهو بالنسـبة لك « محب ألزق من الأخ » ( أم 18 : 24 ) ، الخروف الصغير الوديع ، القريب جداً لقلبك ، الذي ذُبِح لأجلك .. والذي يحبك حباً خاصاً وعجيباً ، يتفهم ضعفاتك ومعاناتك ، ويهبك سلامه العجيب وفرحه الكامل .. أما بالنسبة لأعدائك ، إبليس وأعوانه ، فهو الخروف، الأسد الغالب ، القائم من الموت ، المرعب جداً لهم ، والذي دمه المسفوك هو قوتك التي تغلبهم بها ( رؤ 12 : 11 ) .. وتأمل أيضاً ، لقد سمع يوحنا وهو يري هذا المشهد صوت ترنيمات المفديين يسبحون الخروف بهذه الكلمات : « ذُبحت .. وجعلتنا .. ملوكاً وكهنة » ( رؤ 5 : 9 ، 10 ) هللويا ، لقد ذُبح الرب كخروف لكي يتحول الخاطـئ الأثيم عندما يؤمن به إلي ملك .. وإلي كاهن .. ملـك في اللحظة التي يتقابل فيها الخاطئ مع الرب ويقبل منه الخلاص ، يولد من جـديد ويصـير ابناً لله له امتيـازات فائقـة تُمكّنه من أن يحيـا كملك ( رو 5 : 17 ، رؤ 5 : 10 ) .. لا يعوزه شئ ولا يُستعبد لشئ .. لقد أنهـي الرب علي الصليب سطوة كل أعدائك.. الخطية وإبليس وعالم الإثم ليجعلك حراً، تحيا كملك .. لا تنظر إلي نفسك طويلاً ، ولا تركز علي ضعفاتك.. انشغل بالرب ، وانشغل أيضاً بهذه الحقيقة العظيمة إنه فيك ( يو 17 : 23 ) .. امتلئ إيماناً بأن الرب الذي أنهي سطوة الأعداء هو فيك .. أن الرب الظافر المنتصر ملك الملوك هو فيك .. الرسول بولس يُظهر هذه الحقيقة قائلاً : « المسيح فيكم رجاء المجد » ( كو 1 : 27 ) ولتقل معه بثقة : « أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ » ( غلا 2 : 20 ) أنت في ذاتك ضعيف .. خائر .. نعم .. لكن بالمسيح الذي فيك أنت شخص آخر .. أنت ملك .. فالمسيح الذي فيك أعظم من كل قوي الشر التي في العالم .. استمع إلي يوحنا وهو يقول لنا : « أنتم من الله.. وقد غلبتموهم لأن الذي فيكم أعظم من الذي في العالم» ( 1 يو 4 : 4 ) هل تشعر أنك ضعيف ، استقبل الآن في قلبك كلمات الوحي القائلة : « ليقـل الضـعيف بطـل أنــا » ( يؤ 3 : 10 ) « حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي » ( 2 كو 12 : 10 ) هيا قل بإيمان : المسيح فيَّ لذا أنا قوي ومنتصر .. المسيح فيَّ لذا أحيا حراً ومنتصراً كملك .. كـاهـن الكاهن في العهد القديم كان الشخص الوحيد المسموح له بدخول القدس أما رئيس الكهنة فهو الوحيد الذي يُسمح له بدخول قدس الأقداس الذي يُشير إلي عرش الله ، ولكن مرة واحدة كل عام في يوم الكفارة بشرط أن يكون حاملاً معه دم ثور الخطية المذبوح .. هللويا .. فعندما يولد الخاطئ الميلاد الثاني يصبح « في المسيح » ( في 4 : 21 ) .. يراه الله « في المسيح» فيراه « بلا لوم » ( أف 1 : 4 ) لذا يقبله فـي عرشـه « قـدس الأقـداس » .. وهكـذا يصـير « في المسيح » أعظم من رئيس الكهنة في العهد القديم ، يمتلك الحق أن يدخل إلي قدس أقداس الله ليس مرة واحدة بل في أي وقت يشاء ، وبلا وساطة بشرية .. وليس بقوة دم ثور مذبوح .. كلا بل بقوة دم الخروف الحي ، الرب يسوع .. يدخل المؤمن إلي عرش الله ليتحدث معه بثقة كابن « في المسيح » ، وليقدم باعتبـاره كاهـن ذبائـح التسـبيح ( عب 13 : 15 ) .. تأمـل هـذا الحـدث الفـريد الذي وقـع في الهيكل في ذات اللحظة التي مات فيها الرب علي الصليب .. « وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلي إثنين من فوق إلي أسفل » ( مت 27 : 51 ) الحجاب ، قطعة القماش الجميلة التي كانت تفصل بين القدس وقدس الأقداس لتغلق الطريق إلي الأخير .. هذا الحجاب انشق طولياً بكامله علامة علي أن الدخول إلي عرش الله الذي يشير إليه قدس الأقداس قد صار ممكناً لكل مؤمن « في المسيح ».. هنا تسطع وبنور قوي كلمات الرسالة إلي العبرانيين القائلة : « لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلي الأقداس بدم يسوع » ( عب 10 : 19 ) وهكذا أيها الحبيب بسبب موت ( الخروف ) لأجلك صرت ملكاً وكاهناً .. لأن المسيح فيك أنت ملك .. ولأنك في المسيح أنت كاهن .. والآن انتبه إلي كلمات المسيح إلي تلاميذه ليلة صلبه .. « في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي وأنتم فيَّ وأنا فيكم » (يو 14 : 20 ) الرب يتحدث عن يوم حلول الروح القدس علي التلاميذ ، فالروح القدس هو الذي يعلن لقلبك هذه الحقيقة المجيدة إنك في المسيح وإن المسيح فيك .. هو الذي يجعلك تصدقها وتحيا علي أساسها .. فتردد بفرح قائلاً : هللويا ، الخروف ذُبِح وقام .. وأنا صرت ملكاً وكاهناً .. هللويا .. لقد صرت ملكاً .. هللويا .. المسيح يحيا فيَّ .. لهذا لن تقدر الخطية أن تستعبدني .. لهذا لن أحيا مهموماً أو فاشلاً .. بل سأحيا حياة عظيمة منتصرة .. هللويا .. صرت كاهناً .. هللويا .. أنا في المسيح .. لي ثقة أن أدخل باستمرار إلي عرش الله .. لأتحدث معه متمتعاً بأبوته .. ولأجد النعمة والعون الذي أحتاجه في وقت المواجهات .. ولأُلذذ قلبه بذبائح تسبيحاتي، وأيضاً بسجودي .. 3 – العقاب و النجاة ممتع جداً جداً التأمل في لقب الرب يسوع ، الخروف الحمل من خلال دراسة هذا الحدث الهام للغاية الذي وقع في أيام موسي النبي في زمن مبكر من العهد القديم عندما ذبحت كل عائلة من شعب الله خروفاً للنجاة من المهلك .. لقد أُطلِق علي هذا الخروف ، خروف الفصح .. وكلمة فصح بالعربية تعني ينفصل(1) “ seperate “ وهـي ترجـمة لكلمــة عبـريـة معنـاهــا يعبــر " pass over " .. فبسبب ذبح هذا الخروف عبر الموت عن الشعب ، وهكذا انفصل الشعب عن المصريين الذين وقعوا تحت سطوة الموت .. إن هذا الخروف ، خروف الفصح ، يرمز بكل تأكيد إلي الرب يسوع في صلبه .. فهذا ما تقوله بكل وضوح الرسالة الأولي إلي كورنثوس : « لأن فصحنا أيضاً المسيح قــد ذُبِــح لأجـلنــا » ( 1 كو 5 : 7 ) وكأن الرسالة إلي كورنثوس تقول لنا : تأملوا في الأُمور المتعلقة بخروف الفصح ، إنها تحدثكم عن حبيبكم الرب يسوع المسيح المذبوح لأجلكم .. وهذه باختصار هي الأحداث التي سبقت ذبح خراف الفصح .. كان نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب ( رجال الله الأوائل ) مُقيماً في أرض مصر التي جاءوا إليها أيام يوسف هرباً من المجاعة ثم استقروا فيها .. وبعد مضي وقت غير قصير بدأ حكام مصـر ( الفراعنة) باضطهادهم اضطهاداً شرساً بالغ العنف حتي أن أحد الفراعنة أمر بقتل أطفالهم الذكور بمجرد ولادتهم ( خر 1 : 16 ) .. وتدخّل الرب فأرسل من خلال موسي النبي رسالـة إلي فرعـون يقول له فيها « أطلق شـعبي ليعيّدوا لي في البرية » ( خر 5 : 1 ) .. لكن فرعون أبي أن يطيع وقال بتشامخ « من هو الرب حتي أسمع لقوله.. لا أعرف الرب » ( خر 5 : 2 ) .. وأرسل الرب إلي فرعون إنذارات متوالية ، ومع كل إنذار ضربة معجزية موجعة .. لكن فرعون ظل علي موقفه لا يبالي بالإنذارات ولا يتراجع برغم أذي الضربات الشديد .. رفض أن يطيع الله مُقسـّياً قلبه ( خر 8 : 15 ، 9 : 34 ) .. وانتبه إلي هذا الأمر ، بعد كل ضربة كانت تأتي علي فرعون وشعبه كان فرعون يُسارع إلي الاعتراف بخطئه .. لكنه كان اعترافاً ليس له جذور عميقة في ضميره .. اعتراف وراءه ندم هش .. علي سبيل المثال عقب إحدي الضربات قال فرعون لموسي وهرون « أخطأت إلي الرب إلهكما وإليكما . والآن اصفحا عن خطيتيهذه المرة فقط » ( خر 10 : 16 ، 17) ، فهل كان هذا الاعتراف نابعاً من توبة حقيقية ، نابعاً من أنه فتح قلبه للرب باعتباره الإله الحقيقي ؟ .. كلا .. كلا .. كان اعترافاً بالخطأ لمجرد التخلص من الضربة وليس لقبول سيادة الله علي حياته .. اعترافاً بالخطأ لا يصاحبه تغيير في اتجاه قلبه .. لذا فبمجرد أن تُرفع الضربة كان فرعون يعود إلي موقفه السابق ويزداد إصراراً علي منع الشـعب من الذهـاب إلي البرية لعبادة الرب .. فهل نتعجب لأن الله كان في كل مرة يتجاوب مع اعتراف فرعون بالخطأ ويرفع الضربة علي الرغم من أنه اعتراف لا ينبع من توبة حقيقية ( تغيير اتجاه التفكير ) بل من ندم مؤقت ؟!! أم ننبهر لهذه النعمة الغنية ؟!! .. كيف كان الرب يرفع الضربة عن فرعون ليُظهر له نعمته ورحمته وأيضاً قدرته علّه يتأثر ويتوب توبة حقيقية ويقبل الرب إلهاً له بدلاً من آلهته الوثنية .. لكن فرعون أبي أن يتجاوب تجاوباً قلبياً ، أو كما تقول الرسالة إلي العبرانيين « ازدري بروح النعمـة » ( عب 10 : 29 ) .. وقسّي قلبه ، فماذا كانت النتيجة ؟.. لقد حصد فرعون ما زرعه .. فما أمرّ نتائج أن يستمر الإنسان رافضاً لطاعة الله .. الزرع والحصاد زرع فرعون القساوة في قلبه وظل يُنمّي هذه القساوة برفضه التجاوب مع كل رسالة جديدة له من الله ، فجاء حصاده من نوع ما زرعه .. زرع فرعون القساوة في قلبه فكان الحصاد أن قسّي الله قلب فرعون ( خر 10 : 1 ، رو 9 : 18 ) !! .. وما معني أن يقسّي الله قلب إنسان ؟.. تساعدنا علي الإجـابة آيـة من الأصحاح الأول من رسالة رومية .. تتحدث الآية عن أشـخاص مثل فرعون أصروا علي رفض الله .. احتقروا نعمته التي قدمها لهم مرات كـثيرة .. تقول الآيـة إن الله عاقبهم بأن « أسلمهم إلي ذهن مرفوض [ عاجز عن التمييز ، عاطل عن العمل ] » (2) ( رو 1 : 28 ) .. أي تركهم لأذهانهم الرديئة دون أن يتدخل لعلاجها أو لحمايتها من خطر امتلاك إبليس الكامل لها .. قسي فرعون قلبه مراراً ، والنتيجة أنه حان الوقت أخيراً ليتركه الله نهائياً لقلبه القاسي ، فلن يعود يتدخل لتليينه أو لحمايته .. وبالطبع جـاء إبليس وامتلك فرعون تماماً ، فأصبحت قساوة قلب فرعون غير قابلة للعلاج .. وآسفاه فهذا معناه إنه من هذه اللحظة لن يتغير أبداً في موقفه الرافض لله .. أيها الحبيب ، إنه مبدأ إلهي ، إذا استمر إنسان يُقسّي قلبه ، فسيأتي الوقت الذي سيسلم فيه الله قلب هذا الإنسان إلي القساوة .. مثلاً إذا استمر يختار الكذب فسيأتي الوقت الذي فيه يُسلمه الله إلي الكذب ليصدقه .. تحـدثت رسـالة تسالونيكي الثانية عن الذين يرفضون الحـق وقـت ظـهور النبي الكـذاب ( رؤ 19 : 20 ) ، إنسان الخطية ( 2 تس 2 : 3 ) فقالت : « لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتي يخلصـوا .. سيرسل إليهم الله عمل الضلال [ الكذب ] حتي يصدقوا الكذب » ( 2 تس 2 : 10 ، 11 ) وفكّر معي ، هل كان الله سيترك قلب فرعون كما هو دون تليين لو أن فرعون كان قد اتخذ موقفاً آخر ؟ .. أي لو أنه هاب الله بسبب الضربات التي أتت علي بلاده وقرر أن يحترم سلطانه ؟ .. أيها الحبيب ، يستحيل ألا يُلين الله قلب خاطئ اتخذ الموقف الصائب حين رأي يد الله وراء الضيقة فاعترف بسلطته وطلب منه الخلاص .. وباختصار فإن موقف الإنسان من معاملات الله معه يُثمر في النهاية إما ليونة في القلب أو قساوة .. فالتجاوب معها يثمر ليونة لأن الروح القدس سيعمل في القلب بقوة .. أما العناد المستمر فيثمر قساوة لأن إبليس سيتحكم في القلب .. فما أعظم مسئوليتك قارئي العزيز .. « الذي يؤمن بالابن [ بالرب يسوع ] له حياة أبدية . والذي لا يؤمن بالابن لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله » ( يو 3 : 36 ) العقاب من نوع الخطايا وأتي وقت عقاب قوم فرعون ، فقد شاركوه قسوته وعناده .. لقد اضطهدوا معه نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب ، وهذا النسل هو أول شعوب الله من جهة الترتيب الزمني ، الأمر الذي يعني أن فرعون وقومه اضطهدوا الابن البكر لله لذا كان عقابه لهم موجهاً إلي أبكارهم .. ومن ناحية أخري ، بسبب أنهم قتلوا أطفال شعب الله ( ابنه البكر ) كان عقاب الله هو أيضاً قتل أبكارهم .. فعادة ما يكون العقاب الأرضي من نوع الخطايا المرتكـبة كما يقول سـفر عوبـديا « كما فعلت يفعل بك » ( عو 15 ) .. لا تنسَ أن للخطية عقاباً أرضياً إلي جانب عقابها الأبدي الذي هو الموت الثاني ( الهلاك الأبدي ) .. وأرسل الله رسالة واضحة إلي فرعون هي : « هكذا يقول الرب .. إسرائيل [ نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب ] ابنيالبكر. فقلت لك أطلق ابني ليعبدني فأبيت أن تطلقه ها أنا أقتل ابنك البكر » ( خر 4 : 22 ، 23 ) وكان وقت دينونة رهيبة علي أرض مصر .. لكن هل ينجو من رياح هذه الدينونة أفراد هذا النسل ، الابن البكر لله ؟.. للأسف لم يكونوا أحسن حالاً من فرعون وقومه .. كانوا مثلهم خطاة .. أشراراً!!.. من ينجـو ؟ تعجب معي ، إن نسل رجال الله العظماء إبراهيم وإسـحق ويعقوب انحدروا إلي أدني حالة خلال وجودهم في أرض مصر .. تركوا إلههم الإله الحقيقي الحي ، ونسوا اسمه العظيم ( خر 3 : 14 ، 15 ) ، وعبدوا كالمصريين الأوثان ( يش 24 : 14 ) .. والنتيجـة صـاروا عبيـداً لفرعون يقاسون منه مرارة المذلة .. ويستحقون مثله قضاء الله العادل !! لكن هل تركهـم الله يقاسـون إلي الأبد من نتائج خطـاياهم ، هل تركـهم يعـانون مذلة مصـر ( خر 3 : 7 ) وينتظرون عقابه العادل ؟ نعم ، طرقهم الشريرة جعلتهم يستحقون عقاب الله العادل .. يستحقون قضاءه علي أرض مصر .. أن يُقتل أبكارهم .. لكن هل العدل هو صفة اللـه الوحـيدة ؟ .. لا ، فمـن صـفـاته أيضـاً « المحبة » ( 1 يو 4 : 8 ) .. وكما هو الإلـه العـادل البـار فهو أيضـاً الإلـه المُخـلِّص « إلـه بـار ومُخـلِّص » ( إش 45 : 21 ) .. مبارك إلي الأبد .. فقد دبّر طريقاً لخلاصهم يُرضي عدله ويُحقِّق حبه في ذات الوقت .. طلب من العائلات التي تريد أن تنقذ ابنها البكر أن تذبح خروفاً ( خروف الفصح ) ثم ترش من دمه المسفوك علي باب بيتها من الخارج .. قال لهم : « ويكون لكم الدم علامة علي البيوت التي أنتم فيها . فأري الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر » ( خر 12 : 13 ) ويا لهذه العبارة التي لا تُقدّر بثمن « أري الدم»!! ماذا ؟ لقد رأت عينا الله العادل دم الخروف فرأتا ما يرمز إليه .. رأتا دم الرب يسـوع الخـروف الحقيقي « حمل الله » المذبوح بديلاً عن خطاة كل عصر ومكان .. رأتا دم الرب يسوع يتحدث .. نعم فالدم يتحدث ( عب 12 : 24 ) ، ودم الرب يسوع يتحدث إلي عدل الله مطالباً بالصفح للخاطئ .. وكأنه يقول إنني سُفكت علي الصليب لأجل الخاطئ .. لقد مات يسوع متحملاً العقاب بديلاً عنه .. لذا أُطالب بأن ترفع عقوبته !! شاهد الله دم خروف الفصح علي أبواب البيوت ، فرأي ما يرمز إليه .. رأي دم الرب يسوع فمنع الموت أن يدخل هذه البيوت .. وهكذا نجا من الموت بكر كل أُسرة صدقت الله ، وذبحت الخروف ، ورشت دمه علي الباب .. القارئ الحبيب ، يمكنك أن تري في هذه الأُسر صورة لكل إنسان .. • فالإنسان ، أي إنسان هو خاطئ مثلها ، يستحق العقاب الإلهي العادل .. • كما إنه يقاسي من العبودية كما قاست .. • وتقـدم له الفرصـة للنجاة من العقاب والعبودية مثلما قدمت لها .. تعال نقف بإيجاز عند هذه النقاط الثلاث : أولاً : الإنسان خاطئ ويستحق العقاب هل تعـلم أن الإنسـان يولـد من بطـن أمـه شخصاً خاطئاً ؟ .. داود يعترف بهذه الحقيقة قائـلاً « هانذا بالإثم صـورت وبالخطيـة حبلت بي أمي » ( مز 51 : 5 ) .. وسفر إشعياء يقول « من البطن سميت عاصياً » ( إش 48 : 8 ) .. فالإنسان يولد بقلب نجيس ( إر 17 : 9 ) ورثه عن آدم الذي فسدت طبيعته بسـبب عصيانه لله ، لذا يقـول بولس « كنا بالطبيعة أبناء الغضب » ( أف 2 : 3 ) .. وبسبب هذه الطبيعة المتوارثـة الفاسـدة يرتكب الإنسـان الخطايا بين الحين والآخر .. يقول الرب يسوع « من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة زني فسق قتل . سرقة طمع خبث مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل . جميع هذه الشرور تخرج من الداخل » ( مر 7 : 21 ـ 23 ).. ولذا قال سليمان « لأنه لا إنسان صديق في الأرض يعمل صلاحاً ولا يخطئ ».. « ليـس إنسـان لا يخطـئ » ( جا 7 : 20 ، 1 مل 8 : 46 ) .. وهذه الخطـايا التي يرتكبهـا الإنسـان تجعله مستحقاً لقضاء الله العادل الذي يحكم عليه بالهلاك الأبدي الذي يسميه الكتاب المقدس المـوت الثـاني ( رؤ 21 : 8 ) « لأن أجـرة الخطيـة هي مـوت » ( رو 6 : 23 ) .. وهكذا كما تقول رسـالة روميـة « اجتاز الموت إلي جميع الناس إذ أخطـأ الجميع » ( رو 5 : 12 ) .. ثانياً : الإنسان يقاسي من العبودية عندما خلق الله آدم وحـواء أعطاهما السلطان علي كل خليقة الأرض ، ولمـا سـقطا في الفخ الذي نصبه لهما إبليس فقدا هذا السلطان وصارا ضعيفين .. حينئذ انتهز إبليس الفرصة فنصب نفسه رئيساً للعالم ( يو 12 : 31 ) وبدأ باستعباد البشر لأنه يبغضهم جداً ، وتنوعت طـرق اسـتعباده لهم .. فهذا استعبده بالخوف وذاك بالقلق وثالث بالإدمان ورابع بالجنس وخامس بالمال ، وهناك من استعبدهم بصغر النفس والفشل .. وهكذا كما كان نسل يعقوب مستعبداً لفرعون ، فإن الإنسان عموماً يقاسي من عبوديته لإبليس .. وقد تقول لي .. هناك فرق ، نسل يعقوب عبد أوثاناً أما الآن فقد اختفت هذه العبادة من أكثر بلدان العالم .. قارئي العزيز ، ليس الوثن هو فقط التمثال الذي عبده الناس باعتباره إلهاً .. الوثن هو كل ما يشغل مكان الله في حياة الإنسان .. هو كل ما يشغل مكان الله في القلب فيعطيه الإنسان حبه الأول وانشغاله الأول .. وهكذا فمن الأوثان المـال والشهرة والسلطة والجنس .. أي منها يصبح وثناً حينما يسيطر علي قلب الإنسان .. والوثن هو أيضاً كل شئ يتمسك به الإنسان ليستمد منه أمانه الداخلي وإحساسه العميق بالمعني.. فالإنسان خلق ليستمد أمانه وقيمته من علاقته بالله.. وهكذا فمن الأوثان السحر وبقية مجالات الدخول في عالم الأرواح الشريرة [ كالعرافة وتحضير الأرواح] وأيضاً العبادات المظهرية .. فالإنسان يلجأ إلي هذه أو تلك في محاولة فاشلة لتسديد جوع قلبه الذي لا يسدد إلا بعلاقة حقيقية حية مع الله .. قارئي الحـبيب سـتظل دائماً هذه هي الحقيقـة « تكـثـر أوجـاعهم الذيـن أسـرعوا وراء آخــر » ( مز 16 : 4 ) .. أما الرب فيقول « عندي الغني والكرامة » ( أم 8 : 18 ) .. فليس من غني حقيقي أو كرامة حقيقية بدون علاقة حقيقية حية معه .. تري هل تعبد الإله الحقيقي أم وثن من هذه الأوثان ؟ .. ثالثاً : فرصة الإنسان للنجاة الله هو « إله كل نعمة » ( 1 بط 5 : 10 ) ، وكما قدم للشعب أيام موسي طريقاً للنجاة من عقابه العادل ومن العبودية لفرعون مؤسساً علي ذبح خراف الفصح ، فهو يقدم لكل خاطئ الفرصة للنجاة من الهلاك الأبدي ومن العبودية لإبليس .. بأن يؤمن بالرب يسوع الخروف الحقيقي الذي ذُبح علي الصليب بديلاً عن الخطاة .. تقول كلمة الله : • « لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية » ( يو 3 : 16 ) .. • « له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطـايا » ( أع 10 : 43 ) .. ومثلما لم يكن هناك طريق آخر لخلاص الابن البكر غير الإيمان بأن ذبح خروف الفصح يهب النجاة فليس من طريق آخر لخلاص الخاطئ سوي الإيمان بالرب يسوع الخروف المذبوح .. « ليس بأحد غيره الخلاص .. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلُص » ( أع 4 : 12 ) لنصغ ِباهتمام إلي الرب يسوع ( الخروف ) وهو يقول : « أنا هو الباب . إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعي » ( يو 10 : 9 ) لا يقول إنه باب بل الباب .. فليس سوي باب وحيد للخلاص هو الرب .. الخروف .. ولنفكر قليلاً في الباب الذي احتمي خلفه قديماً الأبناء الأبكار : • لقد كان عليه دم الخروف المذبوح .. • وهذا الدم رُش عليه بواسطة باقة من نبات الزوفا.. ويا للتطابق الرمزي المدهش !! • فالرب يسوع هو أيضاً تخضب بالدم.. وهو علي الصليب غطته دماؤه الثمينة وهي تنزف من جراح المسامير والجلدات وإكليل الشوك .. • وهو أيضاً لمسته باقة من نبات الزوفا .. يقول إنجيل يوحنا عن اللحظات الأخيرة لصلب الرب « رأي يسوع أن كل شئ قد كمل فلكي يتم الكتاب قال أنا عطشان وكان إناء موضوعاً مملواً خلاً فملأوا أسفنجة من الخل ووضعوها علي زوفا وقدموها إلي فمه» (يو28:19).. نعم الرب يسوع هو الباب الذي إذا دخل به أحد خلص ودخل وخرج ووجد مرعي .. فكما كان علي الابن البكر أن يدخل من الباب المخضب بالدماء ليلة خروجه من أرض مصر لينجو من الموت .. هكذا الخاطئ إذ يؤمن بالرب الباب فإنه يدخل إلي حيث الأمان الكامل من دينونة الله .. ومثلما دخل الابن ليجد غذاءه في الخروف ، هكذا الخاطئ الذي نجا من الموت يدخل إلي محضر الرب ليجد مرعي لشبعه .. ومثلما خرج الابن في الصباح لينطلق إلي أرض كنعان ليجد المراعي الخصبة ، هكذا كل من نال الخلاص يخرج إلي العالم ليشهد للرب .. وأي مرعي يجد لشبعه وهو يشهد للخروف يوماً فيوم .. أيها الحبيب .. هل دخلت من هذا الباب الوحيد؟.. هل آمنت بالرب الخروف فنلت الخلاص من الهلاك الأبدي ؟.. وهل اختبرت مراعي الدخول والخروج الشهيّة والمُشبعة ؟ .. صـوتان قبل أن يُسلم الرب يسوع الروح بلحظات قال بصوت عظيم وهو علي الصليب « قد أُكمل » .. ثم في سفر الرؤيا نسمعه يقول أيضاً وبصوت عظيم عبارة مثيلة هي « قد تم » ( رؤ 16 : 17 ) .. صوتان عظيمان .. الأول سُمع منذ نحو ألفي عام في الماضي ، والثاني سيُسمع في المستقبل .. في الصوت الأول .. الرب يعلن من فوق الصليب إتمامه الكفارةداعياً الخطاة أن يقبلوا لينالوا الخلاص مجاناً .. وفي الصوت الثاني .. الرب يعلن من وسط العرش إتمامه الضربات علي الخطاة الذين رفضوا الاستجابة لدعوة صوته الأول.. ويا له من تحذير .. من يرفض أن يؤمن قلبياً بإتمام الرب الكفارة من أجله حتماً سيتجرع ضربات الغضب الإلهي كاملة .. يقول إنجيل يوحنا بكلمـات مختصـرة لكنهـا قاطعـة : « الذي يؤمن بالابن [ الرب يسوع ] له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله» ( يو 3 : 36 ) نعم لقد صلب الرب ومات كخروف لكي ننجو نحن من الهلاك الأبدي .. وأيضاً لكي نتحرر من كل مظاهر العبودية .. كي تُقطع كل قيودنا .. صُلب الرب ومات لكي تمتلئ أيامنا بالسعادة والمجد والقوة.. لتصير لنا حياة أبدية حتي نظل معه كل دهور الأبد .. 4 – الزوفا و الدم أبلغ الله موسي أن وقت العقاب العادل قد حلّ وأنه سيرسل المهلك ليضرب بالموت كل أبكار البيوت التي في أرض مصر .. ولا فرق بين بكر فرعون وبكر الجارية المصرية أو أي بكر لأي عائلة من عائلات نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب .. فالجميع بلا استثناء أخطأوا واستحقوا عن عدل هذا العقاب .. لكـن الله « غني في الرحمـة » ( أف 2 : 4 ) « يُُسر بالرأفة » ( مي 7 : 18 ) .. لذا لم يتحدث مع موسي فقط عن العقاب بل أبلغه أيضاً بطريق النجاة من هذا العقاب .. قال له: « اذبحوا [ خروف ] الفصح . وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم .. ومسوا العتبة العليا والقائمتين [ لباب البيت ] بالدم .. فإن الرب يجتاز ليضرب .. فحين يري الدم علي العتبة العليا والقائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب » ( خر 12 : 21 ـ 23 ) في ذلك الوقت كان الابن البكـر هو فخـر عائلته ومحط آمالهـا والمعـد لزعامتهـا وتـولي زمام أُمورها ( تك 49 : 3 ، مز 105 : 36 ، 2 أي 21 : 3 )، وكمثال كان بكر فرعون هو الوارث لعرش مصر والمعد لرئاستها .. ولك أن تتصور كم كان موت أبكار العـائلات التي لم تمـس باب البيت بالدم موجعاً جـداً لها ، ومؤلماً للغاية ، ومحـطماً لآمالهـا ( مز 78 : 51 ، زك 12 : 10 ).. لكن هذه هي دائماً نتيجة الاستمرار في الخطية .. مرارة وأفسنتينا .. ولك أيضاً أن تتصـور كم كانت نجاة أبكار العائلات التي مست الباب بالدم مُفرحاً جداً لها .. وهذه هي دائماً نتيجة نوال الخلاص .. الفرح العظيم والسعادة البالغة ليس فقط للخـاطئ الذي نال الخـلاص ( لو 19 : 6 ) وللمؤمنين المحيطـين بـه ( أع 15 : 3 ) .. بل أيضاً يكون فرح أمام الملائكة في السماء ( لو 15 : 10 ) .. موت في كل بيت في نصـف الليل اجتاز المهلك في كل أرض مصر ، وعـلا صـراخ عظيـم في أرجاء البلاد .. تقول كلمـة الله « لم يكن بيت ليـس فيه ميت » ( خر 12 : 30 ) .. فكل بيت لم يوضع الدم علي بابه كان بداخله الابن البكر مقتولاً .. وكل بيت رُش بابه بالدم كان أيضاً بداخله ميت لكنه لم يكن الابن البكر .. كان خروف الفصح مذبوحاً بديلاً عن هذا الابن .. وتأمل ، لم يكن خروف الفصح في داخل البيت مذبوحاً فقط ، كان أيضاً مشوياً بالنار ، فقد منع الله طبخه بالماء .. لماذا منع الله أن تصل حرارة النار إلي لحم الخروف من خلال ماء الطبخ الذي يقلل من شدة حرارتها ؟ .. لماذا أمر أن يشوي الخروف أي أن تلمسه النار مباشرة بكل وهجها المستمر؟ .. السبب هو أن يكون خروف الفصح رمزاً للرب يسوع في هذه النقطة .. إنه لم يمت موتـاً عادياً .. مات بعد أن شوتـه النار .. وأي نار !! نار دينونة العدل الإلهي التي يستحقها كل خاطئ .. هذه النار أتت عليه بكل قوتها !! .. تأمل عندما قدموا له خلاً ممزوجاً بمرٍ وهو معلق علي الصليب ، أبي أن يشرب منه ( مت 27 : 34 ) !! .. فقد كان الرومان يستخدمون هذا المزيج كمسكن قوي للألم يخففون به إحساس المصلوبين بالوجع الشديد .. أيها الحبيب ، لقد تحمل الرب يسوع نار دينونة خطاياي وخطاياك بلا أدني تخفيف.. هللويا ، لقد تحمل عقابي كاملاً دون أن يترك لي أي شئ من العقاب لأتحمله ولو قليلاً .. أي آلام احتمل ، وأي أهوال جاز فيها وهو معلق علي الصليب يتحمل عقابنا .. إنه حبه المدهش والقوي لي ولك قارئي العزيز .. وتأمل لم يكن كافياً أن تذبح كل عائلة خروف الفصح حتي تنقذ ابنها البكر من الموت ، كان عليها أن تغمس باقة من نبات الزوفا في دم هذا الخروف ثم تمس بها العتبة العليا والقائمتين لبـاب بيتها من الخارج .. لا .. لا يكفي ذبح الخروف ، لابد أن يكون دمه علي البـاب حتي لا يدخـل المهلك ويقتل الابن البكر .. لابد لهذا الابن أن يحتمي خلف دم الخروف المذبوح .. هذا بالنسبة للرمز فماذا بالنسبة للمرموز إليه ؟ لا .. لا يكفي ذبح الرب يسوع علي الصليب كي ينجو الخاطئ من الموت .. من الهلاك .. لا ، إن علي الخاطئ دوراً لا بديل عنه ، وهو أن يحتمي خلف دم الرب المذبوح .. كيف ؟ .. تجيبك رسالة رومية قائلة « بالإيمان بدمه [ بدم الرب ] » ( رو 3 : 25 ) .. أي أن يؤمن الخاطئ بقدرة هذا الدم الثمين علي حمايته من الهلاك .. ولا تهم في شئ تفاصيل ماضيه .. كم من سنوات أضاعها في الخطية بعيداً عن الله أو أي أنواع من الخطايا ارتكب .. فهو في كل الأحوال مذنب ويستحق عقاب الله العادل ، ولا طريقـة لإنقـاذه غير أن يحتمي بدم الرب مثلما احتمي الأبكار بدماء خراف الفصح .. الدم ليراه الله انتبه أيها القارئ الحبيب إلي هذه الحقيقة ، إن الدم لم يوضع علي الباب لكي يراه الشعب بل ليراه الله .. كانت كل عائلة في داخل البيت والباب مغلق عليها أما الدم فكان علي الباب من الخارج ، وكانت كلمات موسي لهم هكذا : « فحين يري [ الله ] الدم علي العتبة العليا والقائمتين يعبر الرب [ الإله ] عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب » ( خر 12 : 23 ) الله رأي الدم ، والدم قال له إن عقابه الإلهي العادل قد نُفذ بالفعل ، ولكن ليس علي الخاطئ بل علي الخروف البديل .. أيها القارئ الحبيب الله هو إله بار .. عادل .. لذا لم يسمح بالعقاب أن يُنفـذ مرتين .. لم يدع المهلك يدخل البيت الذي وُضعَ عليه الدم ليقتل الابن البكر .. أيها الحبيب ، بإمكان كـل مؤمن حقيقي أن يقول : الله يري دم الخروف الحقيقي .. الله يري دم الرب يسوع الثمين .. والدم يقول له إن يسوع مخلصي وقف مكاني وتحمل بدلاً مني العقاب .. لذا لن يسمح الله بهلاكي .. لأنه إله بار وعادل ، وهو لن يسمح بتنفيذ العقاب مرتين .. هللويا ، دم يسوع سفك وأنا نجوت .. أيها الحبيب .. الدم ، دم يسوع هو الأساس الوحيد لخلاصك من الهلاك ولتحريرك من أثقال الذنب ولقبول الله لك .. فيا لفاعلية دم الرب !!.. لذا لا عجب أن يكون الدم هو موضوع الأغنية الجديدة التي سينشد بها كل المفديين هناك في السماء ( رؤ 5 : 9 ) .. نبات الزوفا لاحظ أن الله أمر باستخدام نبات الزوفا لوضع دم الخروف علي الباب : « اذبحوا الفصح [ الخروف ] . وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست » ( خر 12 : 21 ، 22 ) الزوفا نبات مذكور في الكتاب المقدس يتحدث عن الضعف الشديد وانعدام القيمة .. انظر ما قاله سفر الملوك الأول في إشارة واضحة لهذا المعني : « تكلم [ سليمان ] عن الأشجار من الأرز [ الشجر القوي العملاق والمعمر] الذي في لبنان إلي الزوفا النابت في الحائط » ( 1 مل 4 : 33 ) الزوفا نبات ضعيف جداً بلا قيمة فلا مكان لنموه في تربة الأرض بل كان ينمو بين فواصل الأحجار في حوائط مباني ذلك الزمان .. وبإمكاننا أن نراه نباتاً يُعبّر عن حالة الخاطئ عموماً .. إنه إنسان ضعيف للغاية ومنعدم القيمة .. القارئ الحبيب .. ليس الخاطئ هو فقط من ارتكب القتل أو الزني .. الخاطئ هو كل شخص لم يتقابل بعد مع الرب يسوع في لقاء حقيقي نال فيه ميلاداً من فوق .. لماذا ؟ .. لأنه حتي لو لم يرتكـب هذه الخطـايا بالفعل فقد سقط في غيرها .. ولا تنسَ إن الرب في الموعظـة علي الجبل أظهر أن الخطية ليست بالفعل فقـط، بـل إن مجـرد وجـود اتجاه في القـلب لفعـلها هو أيضـاً خطـية « قد سـمعتم أنه قيـل للقدمـاء لا تزن . وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظـر إلي امرأة ليشـتهيها فقد زنـي بها في قلبـه » ( مت 5 : 27 ، 28 ) .. بل إن كل البشر الذين لم يتقابلوا بعد مع الرب يسوع ، ولم يقبلوه في قلوبهم ، ولم يؤمنوا به بعد يشتركون في هذه الخطية الرئيسية .. خطية عدم الإيمان بالرب .. هذا ما تقوله لنا بوضوح كلمات الرب يسوع القائلة : « ومتـي جـاء ذاك [ أي الـروح القـدس ] يبكت العالــم علــي خطية .. أما علي خطية فلأنهم لا يؤمنون بي » ( يو 16 : 8 ، 9 ) هكذا يؤكد الرب بكلماته أن كل شخص يظل خاطئاً إلي أن يأتي إليه ويؤمن به من القلب .. فيولد ولادة ثانية ويتحول من خاطئ إلي شخص حي ، ابن لله له طبيعـة جديدة .. نعم كل إنسان لم ينل هذا الامتياز هو شخص خاطئ .. هو كنبات الزوفا .. ضعيف جداً وبلا قيمة .. كان شـاول الطرسـوسي ( بولس الرسول ) قبل التقائه بالرب متديناً جداً ، دارساً جيداً لأسفار العهد القديم وحريصاً علي طاعة وصاياها .. مع هذا قال عن نفسه إنه كان ضعيفاً وفاجراً ، خاطئاً وعدواً لله ( رو 5 : 6 ، 8 ، 10 ).. وبلا قيمة كالجنين الميت ( 1 كو 15 : 8 ) .. نعم كان شاول قبل معرفته بالرب يسوع مثل نبات الزوفا .. لكن ما أعظم نعمة الله فالزوفا التي بلا قيمة غُمست في دم الخروف الذي ينجي من الموت .. وشاول الذي كان كالسقط أتي تحت دم الرب الثمين فتحول إلي بولس الرسـول العظيم .. ويا لها من حقيقة ، الدم الثمين هو لخلاص كل إنسان يري نفسه أنه كالزوفا .. لكل إنسان يعترف أنه خاطئ ضعيف .. عاجز وبلا قيمة بسبب خطاياه .. وأتخيل شخصاً يمسك بباقة الزوفا ليغمسها في دم الخروف ثم يمس بها باب بيته في القديم .. أتخيله يقول لنفسه « كم من آثام ارتكبنا .. إننا مثل هذا النبات التافه ، لكنني أعتمد علي ما قاله الله .. إنه سيري الدم وسيمنع المهلك أن يدخل بيتي » .. وأتخيل ابناً بكراً يرتجـف مرتعباً ثم يدنو لأبيه قائلاً « سـمعت أن الله سـيقتل الأبكار في هذه الليلة .. لقد فعلت خطايا بشعة أتذكرها الآن .. إنني سيئ جداً جداً .. كيف أنجو ؟ » .. وأتخيل أباه يُهدئ من روعه ويقول له بهدوء « لا تخف .. بل افرح بخلاصك .. الله أحبك ووعد إنه لن يسـمح للمهلك أن يدخـل البيت الذي رُش بالدم .. لقد صدقنا وعده .. لقد ذبحنا الخروف ومسسنا بدمه باب البيت .. لا لن تموت ، فإلهنا أمين لوعده .. نعم نحـن سيئون وبلا قيمـة بسـبب أخطائنا .. نحن مثل نبات الزوفا ولكن الدم يُغطي كل أخطائنا .. نحن في أمان .. لن يقدر المهلك أن يدخل بيتنا » .. وتأمل أيها القارئ العزيز .. إن نبات الزوفا الضعيف الذي أتي عليه دم الخروف لم يقلل من قوة هذا الدم في حماية البكر من الموت .. وهكذا أيضاً انحطاط الخاطئ إلي أي درجة لن يقلل من كفاية دم الرب الثمين لخلاصه من الهلاك .. فتعال أيها الخاطئ حالاً إلي الرب .. لا تنتظر حتي تتحسن حالتك ، هذا خداع من إبليس .. فلن تتحسن أبداً حالتك تحسناً حقيقياً قبل أن تنال الخلاص .. تعال كما أنت إلي الرب معترفاً بحالتك إنك خاطئ أثيم .. قل له إنني مثل نبات الزوفا الضعيف لكنني لا أريد أن أستمر هكذا .. إنني أقبل محبتك وأُُصدق وعدك أن دمك ينجيني .. ستنال أولاً الخلاص .. الغفران .. وستوهب طبيعة جديدة .. وسيتغير سلوكك لتختلف عن السابق تماماً .. تعـال إلي الـرب .. ولن تكون أبداً كما كنت من قبل .. 5 – تطابقات مذهلة هناك فارق زمني ضخم نحو 1500 عام تفصل بين كتابة أحداث ذبح الرمز ، خروف الفصح الذي أنقذ شعب الله من الموت ، وبين تدوين أحداث صلب المرموز إليه ، الرب يسوع الذي أنقذنا من الموت الأبدي .. فأحداث ذبح خروف الفصح مسجلة في سفر الخروج المدون حوالي عام 1400 قبل الميلاد بينما أحداث صلب الرب سجلتها الأناجيل الأربعة خلال المئة سنة الأولي بعد الميلاد .. لكن رغم هذا الفارق الزمني الضخم فالتطابقات بينهما مُذهلة للعقل ، مما يقطع بوحي الكتاب المقدس.. • فهل تعتز بهذا الكتاب المعجزة ؟ • وهل تحرص علي أن تُشبع بكلماته روحك في كل يوم ؟ • وهل هو بالنسبة لك سراج يقودك بنوره، ومرآة تري فيها أخطاءك لتعترف بها وتتنقي منها ؟ • وهل تستند علي وعوده في مواجهتك للصعاب والضيقات ؟ • وهل تفرح بكلماته باعتبارها « كل الغني » ( مز 119 : 14 ) ؟.. وهل تهتف قائلاً لإلهك « لا أنسي كلامك» ( مز 119 : 16 ) ؟ القارئ الحبيب ، نعم ، توجد تطابقات مُذهلة بين خروف الفصح كما تحدث عنه سفر الخروج والرب يسوع كما قدمته لنا أسفار العهد الجديد ، ومن الممتع حقاً التأمل فيها .. التوقـيت عن خروف الفصح كانت تعليمات الله التي سجلها سفر الخروج هي : « في العاشر من هذا الشهر [نيسان].. تكون لكم شاة [ أي خروف ] صحيحة [ بلا عيب ] .. ويكون عندكم تحـت الحـفظ إلي اليـوم الرابع عشر من هذا الشهر . ثم يذبحـه كل جمهور جماعة إسرائيل في العشـية [ الترجـمة الأدق بين العشـائين أي بين الثالثـة ظهراً والسادسة مساءً ] » ( خر 12 : 3 ، 5 ، 6 ) ويوضح سفر التثنية توقيت ذبح خروف الفصح قائلاً إنه « نحو غروب الشمس » ( تث 16 : 6 ) .. ويري دارسو النص العبري أن المقصود هو الوقت منذ أن تبدأ الشمس في الاتجاه للهبوط نحو الأُفق .. أي ابتداءً من نحو الساعة الثالثة .. يخبرنا المؤرخ يوسيفوس إنه في أحد أعياد الفصح تم ذبح 256500 خروفاً ما بين الساعة الثالثة والخامسة مساءً (3).. وهكذا ، فبحسب سفر الخروج ، لقد اُختير خروف الفصح في اليوم العاشر من نيسان ( مارس ـ أبريل) وعُزِل عن بقية الخراف إلي اليوم الرابع عشر ثم ذُبح في هذا اليوم بين الساعة الثالثة ظهراً والسادسة مساءً.. وماذا عن الرب يسوع ؟ .. ماذا قالت الأناجيل عنه ؟.. لقد أخبرتنا إنه دخل إلي أورشليم في اليوم العاشر من شهر نيسان ( يو 12 : 1 ، 12 ) ، وظل هناك إلي اليوم الـرابع عشـر ليُصـلب ثم يموت بعد وقت قليل من السـاعة التاسـعة بتوقيت آنـذاك ( يو 19 : 14 ) التي تقابل الثالثة مساءً بتوقيتنا المعاصر ، أي في ذات الوقت الذي ذُبح فيه خروف الفصح .. ألا تتعجب لهذا التطابق بين توقيت ذبح خروف الفصح وتوقيت صلب الرب ؟ .. لقد حددت كلمة الله قبل صلب الرب بنحو خمسة عشر قرناً ساعة ويوم موته مصلوباً في رمز خروف الفصح .. أما العـام الذي صُلـب فيه فقـد حدده سفر دانيـال المـدون قبـل حـادثة الصـلب بسـبعة قـرون ( دا 9 : 26 ) .. أيها القارئ الحبيب ، لا تنسَ أن إحدي معجزات الكتاب المقدس هي تحقيق نبواته العديدة .. وفي أسفار العهد القديم توجد نحو ثلاثمائة نبوة تتعلق بحياة الرب يسوع .. هذه النبوات جميعها تحققت بكل دقة في العهد الجديد لتشهد أن الكتاب المقدس هو بكل تأكيد كلمة الله .. إنني أدعوك أن تتوقف الآن عن القراءة قليلاً لتشكر الله من أجل هذه العطية العظيمة .. الكتاب المقدس.. كم أشكرك من أجل عطيتك العظيمة .. الكتاب المقدس .. كم أشكرك من أجله .. كتاباً حياً .. وثقت فيه فغيّر كل حياتي .. بـلا عـيب نعود إلي خروف الفصح ونتسـاءل ماذا كان الهدف من عـزل الخـروف عن بقيـة القطيع وحفظـه من اليوم العاشـر إلي الرابع عشـر ؟ .. والإجـابة هي أن يظـل تحت الملاحظـة الدقيقـة للتأكد من خلوه من العيوب والأمراض ، فقد كانت تعليمات الله أن يكون خروف الفصح « صحيحاً [أي بلا عيب KJV]».. وماذا عن الرب يسـوع الذي يرمـز له هذا الخـروف ؟ .. لقد ظل هو أيضاً هذه المدة من اليوم العاشر إلي الرابع عشر في أُورشليم تحت ملاحظة دقيقة من رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين .. لماذا ؟ .. آه يا لبغضتهم الشديدة للرب ، رأوه خطراً علي زعامتهم للناس ، فلاحظوه بهدف أن يجدوا فيه خطأ ولو واحداً ليدينوه به .. امتحنـوه بأسـئلة خبيثـة لكي « يصطادوه بكلمة » ( مت 22 : 15 ) آملين أن يجـيب عليـهم بإجـابات يسـتخدمونها لإدانتـه ( مت 21 : 23 ـ 27 ، مت 22 : 15 ، 23 ) ، لكنهم فشـلوا تمـاماً وانطبقـت عليهم كلمات المزمور القـائلة « كل حكمتهم ابتُلعت » (مز27:107).. فأخذوه إلي بيلاطس لكنه لم ينجح فيما فشلوا فيه ، واعترف قائلاً « إني لست أجد فيه علة واحدة » ( يو 19 : 4 ) .. هكذا وجد ألد أعداء الرب إنه « بلا عيب » .. تقول الرسالة إلي العبرانيين إنه جُرب في كل شئ ، فكان « بلا خطية » ( عب 4 : 51 ) .. أيها الحبيب ، لم يُصـلب الرب لأنه كان به عيب .. لم يُصلب لأنه أخطأ .. كلا ، بل صُلب لأنه بلا عيب .. فلو كان به أي عيب ، لما صلُح أن يكـون ذبيحـة عن الخطـاة ( لا 22 : 20 ) .. تقول رسـالة بطـرس الأُولي « افتـديتم .. بـدم كـريم كما من حـمل بلا عـيب ولا دنـس دم المسيح » ( 1 بط 1 : 18 ، 19 ) .. وتقول الرسـالة أيضـاً « المسيح .. تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجلالأثمةلكييقربناإليالله»(1بط 18:3).. لا لم يُصلب الرب لأنه ارتكب خطية .. حاشا فهـو « لـم يفعـل خطيـة » ( 1 بط 2 : 22 ) .. و « لم يعرف خطية » ( 2 كو 5 : 21 ) .. و « ليس فيه خطية » ( 1 يو 3 : 5 ) .. ببساطة ، صُلب الرب لأنه أراد أن يحمل آثامي وأن يقف مكاني ليُعـاقب بـدلاً مني ، كـي لا أُعاقب أنا .. فما أعظم حبه لي !! .. العظام لم تُكسر تأمل معي تطابقاً آخر مذهلاً بين خروف الفصح، الرمز .. والرب يسوع ، المرموز إليه .. كانت تعليمات الله بشأن خروف الفصـح ألا يُكسر عظـم من عظـامه « عظماً لا تكسـروا منه » ( خر 12 : 46 ) .. وماذا حدث للرب يسوع في موته ؟.. لقد أدان اليهود الرب يسوع بتهمـة التجـديف ، وهذه التهمة عقوبتها الرجم بحسب قانونهم اليهودي [ الناموس ] ( لا 24 : 16 ) .. والرجم يُعرّض العظام للكسر .. أما الرومان فكانوا ينفذون الموت في المجرمين بالصلب .. وتعجب معي فعندما طلب بيلاطـس من اليهود أن يحكموا علي الـرب يسـوع بحسـب ناموسـهم [ قانونهم ] قائـلاً لهم « خـذوه أنتم واحكمـوا عليه حسب ناموسكم » أي أن يقوموا برجمه ، امتنعـوا قائلين له « لا يجـوز لنا أن نقتـل أحـداً » ( يو 18 : 31 ) .. ولماذا امتنعوا ؟ .. يا لخبث القلب ، إنهم هنا مثال للإنسان الذي يتلون بحسب كل موقف لكي يحقق أطماعه الخاصة .. كان الأمر بالنسبة لهم لا يعدو أكثر من فرصة سانحة للتودد إلي حاكم البلاد الروماني بإظهار أنفسهم له غير متمسكين بقانونهم اليهودي، بل ومتنازلين عن حقهم في القضاء .. وتجاوب بيلاطس مع تملقهم له .. وحكم علي الرب بأن تُنفذ فيه عقوبة الموت بحسب القانون الروماني أي بالصلب وليس بحسب القانون اليهودي .. بالرجم.. وهكذا لم يُنفذ اليهود في الرب عقوبة الرجم مع أنهم نفذوها بعد شهور قليلة في اسطفانوس ( أع 7 : 58 ، 59 ) .. وتأمل كيف علق يوحنا علي امتناع اليهود عن الحكم علي الرب بالرجم قائلاً « .. ليتم القول الذي قاله [ الرب ] مُشيراً إلي أية ميتة كان مزمعاً أن يموت » .. فالرب كان قد سبق وتنبأ عن نفسه أنه لن يموت بالرجم حينما تحدث عن موته مشيراً إلي أنه سيكون بالرفع (يو33,32:12,28:8,14:3 ).. فالموت بالرفع لا يحدث في حالة الرجم بل الصلب.. تأمل ، الرب لم يُقتل برجم الأحجار الذي يعرض عظامه للكسر ، بل قُتل مصلوباً بحسب القانون الروماني .. فهل كان الصلب دائماً لا يعرض عظام المصلوب للكسر ؟ .. لا ، بل أحياناً كانوا يكسرون ساقي المصلوب مستخدمين مطرقة معدنية ثقيلة إذا أرادوا أن يعجلوا بموته .. فعندما تكسر الساق لا يقدر الجسد المعلق علي مواصلة التنفس إذ لا يجـد ما يرتكز عليه ، فيموت في الحال مختنقاً .. لكن هذا لم يحدث مع الرب يسوع ، يُخبرنا يوحنا قائلاً : « سأل اليهود بيلاطس أن تُكسر سيقانهم [ أي سيقان الرب واللصين المصلوبين بجواره ] ويرفعوا » ( يو 19 : 31 ) يصف يوحنا دافع اليهـود لهذا السـؤال هكذا : « لكـي لا تبقـي الأجسـاد علي الصـليب فـي السبت » .. انظر كم أظهروا في هذا السؤال غيرتهم الكبيرة في طاعة الناموس من جهة حفظ يوم السبت ، فبحسب الناموس في العهد القديم كان بقاء أجساد ميتة معلقة أمراً ينجس الأرض ( تث 21 : 23 ) .. فإذا لم يعجلوا بموت الرب واللصين قبل أن يأتي الغروب ويبدأ السبت فلن يستطيعوا أن يدفنوا أجسادهم لأنه لا يجوز بحسب الناموس القيام بأي عمل في السبت ( خر 35 : 1 ـ 3 ) ، هذا يعني أن الأجساد ستبقي معلقة علي الصلبان وتنجس الأرض .. وأُذكرك بأن اليوم عند اليهود يبدأ بغروب شمس اليوم السابق لذا قال سفر التكوين « كان مساء وكان صباح يوماً واحداً » ( تك 1 : 5 ) ولم يقل « كان صباح وكان مساء » .. نعم ، لقد أظهروا غيرة للناموس في هذه النقطة ، ولكن أي غيرة هذه وقد كسروا الناموس تماماً بارتكابهم أبشع الخطايا ، بقتلهم البار ، رئيس الحياة الذي أغدق حبه عليهم ، وكان يجول في شوارعهم « يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس » ( أع 10 : 38 ) .. يا للرياء !! ويا للاهتمام بطاعة وصايا إلهية من أجل المظهر أمام الناس بينما القلب خراب ، والخطايا تهيمن عليه « لهم صورة التقـوي ولكنهم منكـرون قوتها » ( 2 تي 3 : 5 ) .. في مناسبة سابقة أظهر الرب لهم فساد قلوبهم وأراهم حقيقة ريائهم ، ووبخهم علهم يفيقون قائلاً : « أيها القادة العميان .. الذين يُصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل .. ويل لكم .. لأنكم تُنقون خارج الكأس والصحفـة [ الصحـن ] وهما من داخل مملوآن اختطافاً [نهباً ] ودعارة » ( مت 23 : 24 ـ 25 ) في ناموس العهد القديم كانت البعوضـة من أصغر الكائنات المعتبرة نجسة بينما كان الجمـل أكــبرها ( لا 11 : 4 ، 20 ) ، وكأن الرب يقول لهم أنتم تحرصون كل الحرص ألا تشربوا أي سائل قبل أن تصفوه لئلا تكون قد سقطت فيه حشرة تنجسكم .. وفي ذات الوقت تبلعون الجمل ، تتغاضون عن أبشع الخطايا لتشبعوا شهواتكم ولتحققوا مآربكم .. تحرصون علي المظهر الديني الوقور أمام الناس بينما حقيقة قلوبكم هي النهب والدعارة .. والمأساة أنهم قسّوا قلوبهم وأغمضوا عيونهم عن رؤية حقيقتهم .. أغلقوا آذانهم عن سماع كلمات الرب ، فكانت النتيجـة أن انحطـوا في ريائهم إلي هذا المستوي المتدني جداً والبالغ القبح الذي ظهر عند الصليب .. أيها الحبيب ، إحذر شكليات التدين الفارغة .. فاحتياج قلبك الحقيقي هو إلي علاقة حيّة مع إلهك تملأ فراغك الداخلي .. تُشبع نفسك وتعطي لحياتك معني ( يو 4 : 41 ، 6 : 33 ).. هذه العلاقة جوهرها الحب المتبادل ودليل صدقهـا ، البغضـة للخطيـة في العلن وفي الخفاء .. هكذا بسبب شكليات التدين طلب اليهود من بيلاطس الإسراع بكسر سيقان الرب واللصين المصلوبين بجواره حتي يُعجِّلوا من موتهم قبل أن تغرب الشمس فيبدأ يوم السبت .. فهل أتي واحد من العسكر بمطرقته المعدنية الثقيلة علي ساقي الرب ليكسرهما ؟ .. لا .. لا ، فالتطــابق بيـن الرمـز « خـروف الفصـح » والمرموز إليه « الرب يسـوع ، الخـروف » لابد وأن يتحـقق .. « عظمـاً لا تكسـروا منـه » ( خر 12 : 46 ) .. مـات سـريعاً يكمل لنا يوحنا القصة قائلاً « فأتي العسكر وكسروا ساقيّ الأول والآخر المصلوب معه . وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا سـاقيه لأنهم رأوه قد مات » ( يو 19 : 33 ) .. لقد مات الرب قبل اللصين .. مات سريعاً .. وجد العسكر أن الرب قد مات ، إذ رأوا جسمه ساكناً ورأسه مُنكسة ، فلم يكسروا ساقيه لأنه لم تعد هناك حاجة إلي ذلك .. لكن ألم يكن هناك احتمال أن يأتي العسكر علي ساقيه ويهشموها بالمطرقة الثقيلة التي كسروا بها ساقي كل من اللصين ؟ .. ألم يكن هناك احتمال أن يفعلوا هذا ليؤكدوا موته أو ليشبعوا رغبة شريرة في قلوبهم ؟ .. لا لم يكن هذا ممكناً ، ببساطة لأن خروف الفصح الرمز « عظم لا يكسر منه » .. انظر وتعجب لقد أكدوا موته بطريقة أُخري « لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة » ( يو 19 : 34 ) .. ولماذا مات سريعاً ؟ الصلب هو عقوبة الموت البطئ عند الرومان ، والهدف منه هو إطالة وقت تعذيب المجرمين وهم يُقتلون ليكونوا عبرة لغيرهم .. لكن الرب مات سريعاً حتي أن بيلاطس تعجب « فتعجب بيلاطس أنه مات كذا سريعاً » ( مر 15 : 44 ) .. فلماذا مات سريعاً عكس المتوقع ؟ .. ولماذا سبق موته موت اللذين صلبا بجواره ؟ الإجابة نجدها في هذه الكلمات التي دوّنها يوحنا في إنجيله : « قال [ الرب ] قد أُكمل . ونكس رأسه وأسلم الروح » ( يو 19 : 30 ) انتبه إلي عبارة « وأسلم الروح » ففي الأصل اليوناني كلمة « أسلم » تدل علي عمل إرادي ، وهي نفس الكلمة المستخدمة في عدد 16 من ذات الأصحاح « فحينئذ أسلمه [ أسلم بيلاطس الرب ] إليهم ليُصلب » .. والمعني ، أن الرب هو الذي أسلم روحه .. أي أنه هو الذي حدد لحظة موته !! .. هو الذي أسلم روحه وليس أحـد أخـذها منه ، فعل تماماً ما قاله من قبل « أضـع نفسـي لآخـذها أيضـاً . ليس أحـد يأخـذها مني بـل أضـعها أنـا من ذاتـي . لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً » ( يو 10 : 17 ، 18 ) .. لقد حـدد هو لحظـة موته !! انظر لقد أسلم روحـه مباشرة بعد أن قال « قد أُكمل » .. أي بعد أن أكمـل هدف صلبه .. بعد أن تحمل عقـوبة خطايانا كاملة .. لقد أسلم الرب روحه بعد ما لم يكن هناك ضرورة لبقائه مُعذباً علي الصليب .. وهذا هو سبب موته السريع قبل اللصين .. تأمل هذه الحقيقة التي تؤكد إنه هو الذي حدد وقت موته .. إنه لم يقل هذه العبارة « قد أُكمل » بصوت هامس متقطع كما كان متوقعاً نتيجة لإعياء جسده الشـديد .. كلا .. كلا بل قالها بصرخة عظيمة .. يقول إنجيل مرقس : « فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح » ( مر 15 : 37 ) بهذه الصرخة المدوية أعلن الرب انتصاره العظيم ، إنه أبطل قوة الخطية وحطم مملكة إبليس .. لقد أسلم الروح وصيحة النصرة علي شفتيه .. يقول إنجيل يوحنا إنه « نكّس رأسه وأسلم الروح » (يو30:19).. لقد أسلم الرب الروح وهو في ملء الراحة !! .. فعبارة « نكّس رأسه » باللغة اليونانية التي دُونت بها أسفار العهد الجديد كانت تُستخدم وقتذاك للذهاب إلي النوم .. للراحة (5).. وفي إنجيليّ متي ولوقا نري بوضوح استخدام هذه العبارة بهذا المعني ، وذلك في كلمات الرب يسوع التي تحدث بها عن نفسه قائلاً : « ابن الإنسان ليس له أين يسند رأسه » ( مت 8 : 20 ، لو 9 : 58 ) ففي الأصل اليوناني عبارة « يسند رأسه » هي نفسها عبارة « نكس رأسه » التي وصف بها يوحنا الرب يسوع في اللحظات الأخيرة التي سبقت موته.. يا له من معني !! الرأس التي لم تجد مكاناً لتستريح فيه علي أرضنا ، أخيراً وجدته .. علي الصليب .. صرخ الرب « قد أُكمـل » وأسند رأسه مثل المتعب الذي يسند رأسـه ليستريح مع نهاية رحلة شاقة .. قديماً قرر داود ألا يعطي جسده راحة حتي يقيم مسكناً لتابوت العهد الذي يرمز إلي حضور الله.. استمع إليه وهو يقول « لا أدخل خيمة بيتي لا أصعد علي سرير فراشي . لا أعطي وسناً [ نعاساً ] لعينيَّ ولا نوماً لأجفاني .. [ إلي أن ] أجد مقاماً للرب » ( مز 132 : 3 ـ 5 ) .. فهل نقارن بين داود والأعظم من داود ، الرب يسوع؟ داود قرر ألا يعطي جسده راحة إلي أن يُكمل إقامة مسكن تابوت العهد .. قرر هذا من أجل الله الذي يستحق منه كل بذل .. أما الرب يسوع فقرر ألا يعطي نفسه راحة إلي أن يُكمل فداءه للخاطئ الذي لا يستحق أي شئ .. فيا للنعمة الغنية !! ثم ما أبعد الفرق بين بذل داود من أجل إقامة المسكن لتابوت العهد ، والأهوال التي تحملها الرب من أجل فداء الخاطئ .. فلم يسترح الرب إلا بعد أن تحمّل وهو علي الصليب عقاب الخاطئ كاملاً.. في النبوات التي سبقت صلبه بنحو ألف عام نستمع إليه وهو يصف جزءاً من هذه الأهوال: « صار قلبي كالشمع . قد ذاب في وسط أمعائي .. ثقبوا يديَّ ورجليَّ .. العار قد كسر قلبي .. شروراً لا تُحصي قد اكتنفتني » ( مز 22 : 14 ، 16 ؛ 69 : 20 ؛ 40 : 12) أيها القارئ العزيز ، إنه حبه المدهش العظيم الذي جعله لا يستريح إلا بعد أن سدد كل ديوننا علي الصليب .. سدد ديوننا كاملة ثم أسند رأسه أخيراً للراحة قبل أن يسلم روحه ليموت قبل أن يأتي العسكر ليكسروا ساقيه .. الملخـص دعني عزيزي القارئ أُلخص لك ما سبق في سطور قليلة : • لم يُرجم الرب .. والسبب الظاهر تودد اليهود لبيلاطس .. • ولم تُكسر عظام ساقيه وهو علي الصليب .. والسبب الظاهر ، قناعة العسكر بعدم ضرورة هذا لأنهم رأوه ميتاً ثم لجوءهم إلي طعنه بالحربة لتأكيد موته بدلاً من كسر ساقيه .. أما السبب الحقيقي فهو هيمنة الله علي الأحـداث حتي يكـون هذا التطابق المذهل بين ذبح خروف الفصح وصلب الرب يسوع .. في الإثنين عظم لا ينكسر .. لكن هل في هذا التطابق ما يحرك قلبي ويبني إيماني ؟ .. نعم .. نعم ، فالرسول بولس يتحدث عنا [ كل المؤمنين ] قائلاً : « لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه » (أف 5: 30) نعم كل مؤمن حقيقـي هو عظـم في جسم الرب ، وله أن يهتف قائلاً : سأظل عظماً في جسده .. عظماً لا ينكسر .. لن يقدر إبليس أن يفصلني عن الرب .. لا لن يقـدر أن يحـرمني ، ولو للحظـة واحدة، من حبه أو رعايته أو حمايته .. كما لن يقدر أن يفصلني عن بقية عظامه .. عن المؤمنين إخوتي .. فعظم الرب غير قابل للكسر ولا للتجزئة .. هللويــــا .. 6 – إنسانان تُري هل هناك معني رمزي لقتل البكر بالذات وليس أي فرد آخر من الأُسرة ؟ .. البكر هو أول مَن يولد في العـائلة .. إنه الابن الأول .. ومن هنا يمكنك أن تراه رمزاً للإنسان الأول آدم الذي عصـي الله .. فالكتاب المقدس يُحـدثنا عن إنسانين ، الإنسان الأول والإنسان الثـاني .. ويقول « الإنسان الأول من الأرض ترابي . الإنسان الثاني الرب من السماء » ( 1 كو 15 : 47 ) .. آدم ، الإنسان الأول ، أخطأ لله وصار تحت حكمه القاضي بالموت .. ومن هذه الزاوية يرمز إليه الابن الأول ( البكر ) الذي حُكم عليه بالموت .. لقـد حـذر اللـه آدم قائـلاً « يـوم تأكـل منها [ شـجرة معـرفـة الخـير والشـر ] موتـاً تمـوت » ( تك 2 : 17 ) .. لكن آدم لم يحترم وصية الله وأكل من هذه الشجرة فأتي عليه حكم الموت .. والموت لا يعني أن آدم قد تلاشي ولم يعد له وجود .. فالموت ليس معناه التلاشي بل الانفصال .. • فالخطية التي ارتكبها آدم فصلته في الحال عن الله ففسدت طبيعته .. هذا الانفصال يُطلق عليه الموت الروحي ( أف 2 : 1 ) .. • وبعد فترة من الزمن انفصلت نفس آدم عن جسده ليعود الجسد إلي التراب ، وهذا هو الموت الجسدي ( تك 5 : 5 ) .. • ولولا توبـة آدم وإيمـانه لكان قد انفصل عن الله أبدياً في عذاب أبدي .. وهو الموت الذي يُطلق عليه سفر الرؤيا المـوت الثـاني ( رؤ 21 : 8 ) .. وكما يرمز الابن الأول ( البكر ) الذي طلب الله موته إلي الإنسان الأول آدم .. هكذا أيضاً يرمز إلي كل إنسان !!.. فكل إنسان توارث عن آدم الأول الموت لأنه ورث عنه طبيعته الفاسدة ( مز 51 : 5 ، إش 57 : 4 ، يو 3 : 6 ) التي فسدت نتيجة لسقوطه.. تقول رسالة رومية : « بإنسان واحد [ آدم ] دخلت الخطية إلي العالم وبالخطيـة الموت وهكذا اجـتاز الموت إلي جميع الناس إذ أخطأ الجميع» ( رو 5 : 12 ) أيها الحبيب ، الابن الأول ( البكر ) الذي طلب الله موته في مصر وقت ذبح خراف الفصح هو رمز لآدم الإنسان الأول .. وهو أيضاً رمز لي ولك ولكل إنسان ، فجميعنا وُلدنـا بالطبيعـة الفاسـدة لهذا الإنسـان الأول .. وجميعنا بسـبب هذه الطبيعـة ارتكبنا خطايا استحققنا عليها عقاب الله .. الموت .. كما لا يمكنك بهذه الطبيعة الفاسدة أن ترضي الله، يقول الرسول بولس : « فالذين هم في الجسد [ أي يسلكون بحسب الطبيعة الفاسدة ] لا يستطيعون أن يرضوا الله » ( رو 8 : 3 ) كما أن هذه الطبيعة الفاسدة المتوارثة عن آدم الإنسان الأول لا تناسب ملكوت الله .. ولهذا قال الرب يسوع بكلمات قاطعة : « إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يري ملكوت الله .. ينبغي أن تولدوا من فوق » ( يو 3 : 3 ، 7 ) ويا لهذا الخبر الطيب الذي يُسمّن العظام الذي تذيعه كلمة الله ، إنه بإمكان أي إنسان أن يولد من فوق بطبيعة جديدة تُناسب ملكوت الله : « وأما كل الذين قبلوه [ قبلوا يسوع ] فأعطـاهم سـلطـاناً أن يصـيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه . الذين ولدوا ليس من دم ولا مـن مشـيئة جسـد ولا من مشـيئة رجـل بـل من اللـه » ( يو 1 : 12 ، 13 ) نعم ، ففي اللحظة التي يؤمن فيها الإنسان إيماناً قلبياً بالرب يسوع ، الخروف المذبوح ويضع ثقته في دمه المسفوك ، تُغفر خطاياه أي أنه ينال الخلاص من عقابها الأبدي مثلما نال البكر الخلاص من الموت بسبب احتمائه بدم خروف الفصح .. ويلده الروح القدس ميلاداً ثانياً بطبيعة جديدة تناسب ملكوت الله.. استمع إلي الرسول بطرس وهو يبارك الله من أجل نوالنا هذا الميلاد الثاني هاتفاً : « مبارك الله .. الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية » ( 1 بط 1 : 3 ) سنوات لا تُحسب لقد صاحب نجاة الأبكار من الموت تغيير في توقيت بداية العام .. فقد أمر الله أن يكون شهر أبيب الذي حدثت فيه النجاة هو الشهر الأول الذي يبدأ به العام بعد أن كان ترتيبه السابع « هذا الشهر يكون لكم رأس [ أول ] الشهور » ( خر 12 : 2 ) .. ويا له من معني !! .. فكل الشهور التي عشتها قبل نوالك الخلاص ، لا تُحسب .. إنها تنتمي إلي الطبيعة القديمة الفاسدة الموروثة من الإنسان الأول آدم .. إنها شهور وسنوات الموت .. أيها الحبيب ، تاريخ عمرك الحقيقي بدأ من هذه اللحظة التي قبلت فيها الرب يسوع ، الخروف المذبوح لأجلك ، ووضعت ثقتك في دمه لأجل خلاصك.. نعم عمرك الحقيقي بدأ منذ اللحظة المجيدة لحظة ميلادك الثاني التي أنهت انتسابك لآدم .. الإنسان الأول .. للموت .. لتصير منتسباً للإنسان الثاني .. للحياة .. ومن هو الإنسان الثاني ؟ .. كلمات الرسالة الأُولي إلي كورنثـوس تقول إنه الرب يسـوع « الإنسان الثاني الرب من السماء » ( 1 كو 15 : 47 ) .. وهل الرب يسوع إنسان ؟ نعم وأحد ألقابه هو « ابن الإنسان » .. ولكنه ليس إنساناً فقط ، بل الإله الإنسان في ذات الوقت.. إنه أقنوم الابن الأزلي الأبدي لكنه في ملء الزمان اتخذ له إنسانية وولد بها من عذراء لنراه « في الهيئة كإنسان » ( في 2 : 8 ) .. تقول رسالة تيموثاوس الأولي « عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد » ( 1 تي 3 : 16 ) .. الأول والثاني • كما كان آدم الإنسان الأول رأساً للإنسانية الساقطة ، فإن الرب يسوع الإنسان الثاني هو رأس للإنسانية الجديدة .. رأس للمؤمنين الحقيقيين ( كو 1 : 18 ) .. كل الذين نالوا الميلاد الثاني .. • وكما أتي آدم الإنسان الأول بالخطية إلي البشرية ليجعل الجميع خطاة .. أتي الرب يسوع الإنسان الثاني لكي يجعل جميع الذين يؤمنون به أبراراً ( رو 5 : 19 ) .. أي مبرريـن بدمـه ( رو 5 : 9 ) .. • وكما توارثنا عن آدم الإنسان الأول طبيعته الفاسدة بعد سقوطه ، فقد نلنا الطبيعة الجديدة بإيماننا القلبي بالرب يسوع الإنسان الثاني .. أيها القارئ الحبيب ، إن كنت مؤمناً حقيقياً بالرب يسوع فأنت وُلدت مرتين .. مرة من والديك ، انتسبت بها إلي آدم الإنسان الأول وحملت طبيعته الفاسدة فاستحققت الدينونة .. الموت .. ومرة ثانية وُلِدت من الروح فأصبحت ابناً لله مفدياً بالدم ولا شئ من الدينونة عليك ( رو 8 : 1 ) ، وانتسبت إلي الإنسان الثاني .. الرب يسوع .. ملاحظـة جـذابـة تُري هل جذبت انتباهك هذه الملاحظة .. إن المسيح لم يأتِ بالجسد من نسل الابن الأول لكل من آدم وابراهيم واسحق ويعقوب ويسي وداود ؟! .. لم يأتِ الرب من نسل قايين الابن الأول ( البكر) لآدم بل من شيث أخيه .. ولا من نسل إسماعيل الابن الأول لإبراهيم بل من إسحق .. ولا من عيسو الابن الأول لإسحق بل من يعقوب.. ولا من ألياب الابن الأول ليسي بل من داود الابن الأصغر .. ولا من أمنون الابن الأول لداود بل من سليمان.. ولا يمكن أن يكون بلا معني أننا لا نجد في سلسلة نسب الرب مكاناً للابن الأول [ البكر ] في كل هذه الحالات !! .. فهل تري في هذا الأمر إشارة بليغة إلي أنه بميلادنا الأول ليس لنا شركة مع الرب وليس لنا أن ندخل ملكوته أو حتي نراه (يو3 :5،3) .. فبسبب الطبيعة الفاسدة التي ولدنا بها في ميلادنا الأول نحن خطاة مذنبون محكوم علينا بالهلاك الأبدي.. ضعفاء أمام الخطية.. ننتسب إلي آدم الإنسان الأول .. ولكن بميلادنا الثاني تغير كل شئ .. « لا شئ من الدينونة [ علينا ] » ( رو 8 : 1 ) ، فقد صـرنا « في المسيح » الإنسان الثاني .. متبررين من ذنوبنا بدمه ( رو 3 : 24 ، 25 ) ولنا أن نتمتع بقوة الروح القدس ( 2 تي 1 : 7 ) .. بميلادنا الأول لا شركة لنا مع الرب .. وبميلادنا الثاني صرنا له ، ويمكن لكل منا أن يقول « أنا لحبيبي وحبيبي لي » ( نش 6 : 3 ) .. هللويا ، لقد أحب الرب أن يُذبح كخروف لكي ينقلنا من سلطان إبليس لنصير له .. أيها الحبيب ، بميلادك الثاني بدأت علاقة الحب المتبادل مع الرب يسوع الخروف .. ويشبّه الوحي هذه العلاقة بعلاقة الخطيب بخطيبته .. فالرسول بولس يكتب إلي مؤمني كورنثوس قائلاً « لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدّم عذراء عفيفة للمسيح [ أي أن حبها الأول هو للمسيح ] » ( 2 كو 11 : 2 ) .. أما في سفر الرؤيا فالحديث ليس عن خطبة بل عن عُرس .. عُرس الخروف .. فيوحنا يتحدث في هذا السفر عن آخر الزمان قائلاً « لنفرح ونتهلل ونعطه المجد لأن عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها » ( رؤ 19 : 7 ) .. آه أيها القارئ العزيز ، كل المؤمنين الحقيقيين .. من نالوا الميلاد الثاني سيكونون معاً في نهايـة الزمن « العروس امرأة الخروف » ( رؤ 21 : 9 ) ، يقفون « أمام مجده بلا عيب في الابتهاج » ( يه 42 ) ليقضوا معه الأبدية التي بلا نهاية في محبة متبادلة ووحدة عجيبة.. يقول سفر الرؤيا « الخروف .. يرعاهم ويقتادهم إلي ينابيع ماء حية » ( رؤ 7 : 17 ) .. نعم بميلادك الثاني صرت للخروف ، الإنسان الثاني .. صرت له إلي الأبد .. راعـوث لقد تزوجـت راعـوث الموآبيـة مرتين ، الأولي من كليـون الـذي مـات دون أن تُنجـب منه ، والثانيـة من بوعـز رجـل الله الذي أنجـبت منه عوبيد الذي أتي من نسله داود ثم الرب يسوع بالجسد ( را 4 : 21 ، مت 1 : 5 ) .. تأمل ، إن اسم كليون معناه « الضعف الشديد pining » أما بوعز فيعني « القوة » (6) .. ولهذا أُطلق هذا الاسم بوعز علي واحد من العمودين الرئيسيين في هيكل سليمان ( 1 مل 7 : 21 ) .. وهذه هي الحقيقة .. إنه بميلادك الأول كنت منتسباً للإنسان الأول حيث الضعف الشديد أما بميلادك الثاني فكان ارتباطك ببوعز الحقيقي .. الإنسان الثاني .. الخروف المذبوح القائم الذي يهبك القوة والثبات .. والسؤال المصيري الموجه إلي كل إنسان هو : إلي من ينتسب الآن .. إلي الإنسان الأول أم إلي الثاني؟ وبكلمات أُخري هل نال الولادة الثانية أم لا ؟ .. إذا كنت لم تنل الولادة الثانية ولا تزال تنتسب إلي الإنسان الأول آدم ، فأنت تماماً مثل الأبناء الأبكار الذين حكم الله عليهم بالموت لأنهم لم يحتموا بالدم .. أنت محكوم عليك بالموت ومصيرك الحتمي هو البحيرة المتقدة بالنار والكبريت .. فلتتحول عن خطاياك حالاً وتتجه بكل قلبك إلي الخروف ، يسوع .. لتؤمن به وتحتمي خلف دمه الثمين .. سيعبر عنك الموت ولن تذهب إلي الهلاك مثلما عبر الموت عن الأبكار الذين احتموا خلف دماءخرافالفصحالمذبوحة..ويالهمنوعدبلامثيل: « لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية » ( يو 3 : 16 ) هيا تحول عن خطاياك .. اقبل محبة الخروف وموته لأجلك .. لتتهلل وتفرح معي وترنم مُنشداً : هللويا ، لقد وُلِدت من جديد .. للحياة الجديدة.. لم أعد منتسباً لآدم الإنسان الأول ، صرت منتسباً للرب يسوع الإنسان الثاني .. لم أعد خاطئاً محكوماً عليّ بالموت ، الهلاك الأبدي .. صرت باراً مبرراً بالدم .. لي حياة أبدية .. وأمتلك طبيعة جديدة ، أحيا بها حياة الفرح والقوة والمجد .. 7 – تغذى بالخروف في قصـة خـروف الفصـح كان الدم مرشوشاً علي الباب من الخـارج ، فماذا كنت تري في الداخل ؟.. أفراد كل عائلة مجتمعين معاً حول الخروف الذي ذبحوه ليأكلوا منه ويشبعوا فيمتلئوا بالقوة .. فبعد وقت قليل سيرحلون من مصر وسيطأون بأقدامهم برية سيناء التي يتطلب السير فيها قوة وحيوية ونشاط.. هل لك رسالة في هذا ؟ .. نعم أيها الحبيب ، اشبع بالرب يسوع ، الخروف ، لكي تظل قوياً متمتعاً بالحيوية ، قادراً أن تسير منتصراً في برية هذا العالم .. وانتبه معي إلي هذا الأمر الهام : إن خلاص أبكار هذه العائلات لم يتم بسبب أنها أكلت من الخروف بل لأنها احتمت بدمه .. لأنها صدقت الله وأطاعته فمست باب بيتها من الخارج بالدم .. أما أكل الخروف والشبع منه فكان لخلاصها من خطر آخر .. هو ضعفها .. تأمل كلمات المزمور 105 التي تحدثت عما حدث للشعب نتيجة أكله خراف الفصح قائلة : « أخرجهم [ من أرض مصر ] .. ولم يكن في أسباطهم عاثر » ( مز 105 : 37 ) كلمة عاثر في أصلها العبري هي «Kashal» وتعني مريضاً أو ضعيفاً (7).. لقد أخرجهم الرب من أرض مصر وجميعهم نحو ثلاثة ملايين نفس بلا شخص ضعيف أو مريض .. • لقد خلصوا من المهلك القاتل باحتمائهم بالدم .. • وخلصوا من الضعف بأكلهم من لحم الخروف المذبوح .. أيها القارئ الحبيب، يا من نلت الميلاد الثاني وتخلصت من عقوبة خطاياك .. أنت في احتياج أن تتغذي بخروف الفصح الحقيقي ، الرب يسوع لتظل قوياً ممتلئاً بالحيوية ومحمياً من الضعف .. هذه الحقيقة تقدمها لنا بطريقة جميلة قصة إقامة ابنة يايرس التي أقامها الرب ثم « قال أن تُعطي لتأكل» ( مر 5 : 43 ) .. فبعد أن يقيم الرب الخاطئ من موته الروحي ( انفصاله عن الله ) ، يقدم له الغذاء ليظل قوياً .. كما نري هذه الحقيقة بكل وضوح في مثل الابن الضال .. فعودة الابن الضال إلي أبيه تُعبر عن انتقال الخاطئ من الموت إلي الحياة ( لو 24:15) .. استمع معي إلي كلمات الأب عن ابنه بعد رجوعه: « قدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد » ( لو 15 : 24 ) العجل المسمن المذبوح مُقدم للابن الذي نال الحياة لكي يصير قوياً .. فإيلام يرمز هذا العجل المسمن المذبوح ؟ .. في سفر اللاويين نراه بوضوح يرمز إلي الرب يسوع مذبوحاً علي الصليب ( لا 9 : 8،3،2 ) .. أيها الحبيب ، الغذاء المقدم لك هو الرب نفسه!!.. نعم ، اسمعه وهو يقول « أنا هو خبز الحياة . من يُقبل إليّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً .. أنا هو الخبز الحي » ( يو 6 : 35 ، 51 ) .. أيها الحبيب تغذي دائماً بالرب .. تقـول لي كيف ؟ .. الإجابة بسيطة ، بأن تلتصق به مثلما يتغذي الغصن من الكرمة عن طريق التصاقه بها .. يقول لنا الرب يسوع « أنا الكـرمة وأنتم الأغصان» ( يو 15 : 5 ) .. التصـق بالـرب التصق به .. انشغل به .. احرص علي التواجد في محضره .. كن حساساً لحضوره .. التصق بالرب .. إنه يحضر وسط المؤمنين المجتمعين باسمه ( مت 18 : 20 ) في اجتماعات الصلاة والتسبيح ودرس الكلمة وأيضاً في مناسبة كسر الخبز العظيمـة حيث التمتع بالشركة المُشبعة والمفرحـة ، « شركـة دم المسيح .. شـركة جسـد المسـيح » ( 1 كو 10 : 16 ) .. اجلس عند قدميه كل يوم لتقرأ كلمته المشبعة وتتأمل فيها .. هكذا تتغـذي بالرب وتشبع به فتظل قوياً .. القارئ الحبيب ، هل أنت منتظم في حضور اجتماعات المؤمنين التي فيها يلتفون حوله مسبحين إياه ودارسين كلمته ؟.. وهل أنت حريص ألا تتأخر عن التقدم إلي مائدته ؟.. وهل أنت مواظب علي خلوتك اليومية مع الرب ، وعلي الجلوس مع كلمته الحيّة الفعالة ؟ .. ثم هل أنت يقظ منتبـه حتي لا تسـقط في خطية ؟ .. فإن حدث وسقطت سارعت إلي الاعتراف بها والوقوف ضدها حتي لا تتعطل شركتك معه ؟.. كم أود أن تكون إجابتك علي كل سؤال سابق هي نعم .. وإذا كانت الإجابة علي سؤال أو أكـثر بلا .. فلتكن هذه اللحظة هي لحظة التصحيح .. اعترف بخطئك ثم ابدأ الآن برغبة قوية في الالتصاق بالرب .. الخروف بكامله تأمل كيف حرص الله علي أن يقول لشعبه أن يأكلوا الخروف بكامله « رأسه مع أكارعه [ أقدامه ] وجوفه » ( خر 12 : 9 ) .. الخروف بكامله ، نعم .. فلا نعرفه علي نحو ناقص .. لا نعرفه مخلصاً فقط من عقاب الخطايا بل أيضاً من سيطرة الخطية ومن عبودية إبليس .. ومن الهموم التي تثقل النفس والمخاوف التي تحني القلب.. ولا نعرفه مخلصاً فقط بل نعرفه أيضاً ملكاً علينا وقائداً لنا وراعياً يسدد كل احتياجاتنا .. لنحرص علي أن نأكله كاملاً « رأسه مع أكارعه [ أقدامه ] وجوفه » .. الرأس تتحدث عن الفكر .. الحق الذي أتي الرب ليعلنه لنا .. والتغذي بالرأس يُشير إلي الانشغال بكلمات الرب المسجلة في الكتاب المقدس التي تُظهِر الحق ، مثل كلماته عن التبرير ، الغفران ، الفداء ، والروح القدس .. والأكارع ( الأقدام ) تتكلم عن سير الرب .. والتغذي بالأكارع ( بالأقدام ) يعني الانشغال بسير الرب .. يقـول لنا الرسـول بطـرس « المسيح أيضاً تألم لأجـلنا تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعـوا خطـواته » ( 1 بط 2 : 21 ) .. انشغل بخطوات الرب المسجلة في الأناجيل الأربعة.. خطواته التي كلها محبة ونعمة وحق .. كم سيؤثر فيك هذا الانشغال ، سيدفعك أن تسير مثله مدفوعاً بالمحبة للآخرين التي « لا تطلب ما لنفسها» ( 1 كو 13 : 5 ).. متعاملاً في كل الظروف بالنعمة والحق ( يو 1 : 14 ) .. هيا قل بكل قلبك كلمات داود القائلة : « تمسكت خطواتي بآثارك فما زلت قدماي » ( مز 17 : 5 ) والجـوف ( الأحشاء ) تتحـدث عن مشـاعر الرب .. والتغذي بالجوف يعني الانشـغال بمحبة الرب لنا ، وبأجزاء الكتاب المقدس التي تُظهر مشاعر قلبه الفائضة بالحب ( كسفر نشيد الأنشاد وإنجيل لوقا ) .. أيها القارئ الحبيب ، إن أردت أن تنمو مؤمناً قوياً، فلا تهمل الرأس ( الحق الخاص بحقائق الإيمان) أو الأكارع ( الأُمور العملية ) أو الجـوف ( مشاعر الحب ) .. إن إهمال واحدة منها يقود حتماً إلي الضعف .. مشـوياً لقد منع الله الشعب من أن يأكل لحم خراف الفصح نيئاً أو مطبوخاً بالماء .. اشترط أن يؤكل مشوياً بالنار ( خر 12 : 9 ).. فما المعني ؟ قارئي العزيز ، إن أردت مخلصاً لم يمت علي الصليب ولم يتحمل نار دينونة العدل الإلهي بديلاً عنك ، فهذا ليس يسوع الكتاب المقدس .. إنه بلغة الرمز الخروف نيئاً .. فليس من فائدة حقيقية إن انبهر الناس بسلوك الرب يسوع وكلماته ثم تجاهلوا موته لأجلهم واكتوائه بنار الدينونة بدلاً منهم .. وإن أردت مخلصاً تحمّل جزءاً من عقاب خطاياك وترك لك الجزء الباقي لتتحمله أنت ، فهذا أيضاً ليس يسوع الكتاب المقدس .. إنه بلغة الرمز الخروف الذي لم تأت عليه النار بكل حرارتها .. إنه الخروف مطبوخاً بالماء .. أما إن قبلته كما أعلنه الكتاب المقدس متحملاً علي الصليب عقوبتك بالكامل ، فهذا بلغة الرمز هو الخروف مشوياً بالنار .. أيها القارئ الحبيب ، أنت لا تلتصق بالرب يسوع لتتغذي به بسبب أنه أعظم المعلمين أو لأنه الصديق الألزق من الأخ أو لأن كله مشتهيات .. نعم إنه كل هذا بكل تأكيد .. لكنك تلتصق به أساساً لهذا السبب الأساسي .. لأنه مات لأجلك .. لأنه تحمّل علي الصليب كل الدينونة التي تستحقها ودون أدني تخفيف، لكي يهبك الحياة الأبدية .. كفـايتـه انتبه إلي هذه الملاحظة .. لقد ذكر سفر الخروج في حديثه عن خروف الفصح ما يجب علي العائلة أن تفعله في حالة إن حـدث وكان حجـم الخروف الذي ذبحته أكبر من احـتياج أفرادها ولكنه لم يذكر ما يجب عليها أن تفعله في حالـة إن كان الخروف أقل من احتياجهم .. لماذا ؟ .. لأنه لن يأتي أبداً وقت يكون فيه الرب الخروف الحقيقي أقل من احتياجات عائلته .. أي كل المؤمنين به مهما كثرت وتنوعت .. دائماً وأبداً ، إمكانياته أعظم بما لا يقاس من احتياجي .. سلامه أعظم من قلقي .. فرحه أعظم من الأحزان التي تهاجمني .. قوته أعظم من قوة أعدائي .. فيا للأمان الذي أتمتع به !!.. هو كفايتي.. الخروف أكبر كيف تصرفت كل أسرة وجدت إن الخروف الذي ذبحته وشوته أكبر من قدرتها علي الأكل ؟ .. كان أمر الله محدداً : « ولا تبقوا منه [ من الخروف ] إلي الصباح . والباقي منه إلي الصباح تحرقونه بالنار » ( خر 12 : 10 ) ما المعني ؟ .. يساعدنا علي الفهم ما نراه في تفاصيل ذبيحة السلامة ( لا 3 ، 7 ) .. فقد كان هناك جزء من الذبيحة يأكله المؤمنون وجزء آخر يوضع علي مذبح المحرقة لتشتعل فيه النار .. ليُُقدَم طعاماً لله « طعام إلههم » ( لا 21 : 8 ) .. ولهذا أُطلق علي هذا المذبح لقب « مائدة الرب » ( ملا 1 : 7 ) .. وذات الأمر نراه في أكل خروف الفصح ، جزء منه كان يأكله المؤمنون ، وجزء آخر أكبر من استطاعتهم قدموه لله مشتعلاً بالنار .. فمع إننا نتمتع ونشبع جداً بالتأمـل في موت الرب ، خروفاً مذبوحاً يعلن بصلبه عن حبه لنا ، لكن توجد أبعاد لهذا الموت العظيم وهذه المحبة الفريدة التي بلا نظير أعظم من أن تدركـه وتتمتع به قلوبنـا الصغيرة .. فقط يدركها الآب .. يقول الرب يسوع «ليس أحد يعرف الابن إلا الآب» (مت 11 : 27).. لا يتسع المجال هنا للحـديث عن العلاقة بين الآب والابن لكننا نكتفي بالقول إنهما في وحدة تامة أزليـة أبديـة وفي مساواة مطلقة وتمتع كامل بالحب المتبادل .. ومعاً مع الروح القدس هم الإله الواحد .. المؤهلون لتناول الخروف يقول لنا سفر الخروج إنهم : • المولودون في عائلة من عائلات شعب الله .. • العبيد الذين تم شراؤهم بثمن ثم ختنـوا ( خر 12 : 44 ) .. • النزلاء الذين تم ختانهم (خر48:12).. تأمل هذه الأوصاف فهي تنطبق علي المؤمنين الحقيقيين، أولاد الله ، فهم : • وُلدوا الميلاد الثاني في عائلة الله ( يو 1 : 12،13).. • وتم شراؤهم بثمن هو دم المسيح (1 كو 6 : 20 ) .. • كمــا تـم خـتـانـهـم روحــيــاً ( كو 2 : 11 ) .. في العهد القديم كان علي كل فرد من شعب الله أن يختتن في جسده ، والختان عملية جراحية تجري في الجسد لإزالة جزء منه .. وبهذا فقد كان يعبر عن انتزاع الفرد من الأمم الوثنية ليصير للإله الحقيقي .. إنه علامة في جسم مؤمن العهد القديم ، تشهد إنه ليس من الشعوب الأُخري الوثنية بل من الشعب الذي يرتبط معه الله في عهد ( تك 17 : 11 ) .. وبدون هذه العلامة لا يحسب الشخص إنه من شعب الله وبالتالي لا يحق له أن يأكل من خروف الفصح.. وماذا عن العهد الجديد ؟ .. لم يعد الختان جسدياً يحدث في الجسد بل في القلب ( الروح ) ولا يتم بيد بشرية بل بالروح القدس ، تقول كلمة الله للمؤمنين في العهد الجديد « ختنتم ختاناً غير مصنوع بيد .. » ( كو 2 : 11 ) ..كما تصف هذا الختان قائلة إنه « ختان القلب بالروح » ( رو 2 : 11 ) .. وهكذا عندما يأتي الخاطئ إلي الرب ، ويولد من فوق فإن الروح القدس يحدث في قلبه علامة تقول إنه لم يعد ينتسب لآدم الإنسان الأول بل للرب يسوع الإنسان الثاني .. ولم يعد يُحسب من العالم الآثم بل من أبناء الله الذين لهم هذا الامتياز العظيم أن يتغذوا بالخروف .. كم أُحبِك أيها الخروف .. علي الصليب حملت كل ذنوبي وتحملت كل دينونتي وقلت قد أكمل .. ذُبحت لتهبني الخلاص مجاناً .. بالنعمة فلا تسمح أن أبتعد عنك .. فكم أُريد أن أبقي دائماً ملتصقاً بك لأشبع وأتقوي .. لأحيا منتصراً نافعاً لك ، كي تستخدمني بقوة لإتمام مقاصدك .. فكم أحبك سيدي .. 8 - أعشاب و فطير أمر الرب شعبه أن يأكلوا أعشاباً مُرة مع لحم خروف الفصح المشوي بالنار .. لماذا ؟ • هل ليتذكـروا مـرارة عبوديتهم السابقة لفرعون ، فيمتلئوا بالبهجـة لخلاصـهم منها؟ • أم هـي إشـارة إلي الضيقـات التي سيواجهونها مستقبلاً ، تؤكد لهم إنهم سينتصرون عليها بالتغذي بالخروف ؟ هذان الأمران ، كل منهما يُقدم تعليماً هـامـاً للغـاية .. الأمر الأول إن كان أكل الأعشاب المُرّة يدعوهم إلي تذكُّر مرارة عبوديتهم السابقة ، فهذا يعني أهمية أن تتذكر مرارة عبوديتك السابقة لإبليس وللخطية التي كانت تسيطر عليك قبل لقائك بالرب .. إن تذكُّر مرارة حياتك السابقة يحمي نفسك في أوقات الضيقات حينما يأتي إليك إبليس ليهمس بأكاذيبه في أُذنيك قائلاً « ألا تري كيف تمتلئ حياتك مع الرب بالمشقة والعناء بينما الابتعاد عنه يوفر للآخرين السعادة والمباهج ؟ .. لماذا لا تترك الرب؟.. لماذا لا تعود إلي أصدقائك القدامي÷؟.. لماذا لا ترجع إلي علاقات الخطية القديمة ÷؟.. أليست هي حياة مبهجة تفتقدها الآن ؟».. هذا هو إبليس الحية الماكرة الذي يعكس الحقائق، ويغوي الناس بأكاذيبه .. لقد تعرض شعب الله لهذه الغواية بعد خروجه من أرض مصر في أوقات الضيقات التي جاز فيها .. وا أسفاه ، فقد سقط كثيرون من الشعب في شباك هذه الحية وصدّقوا أكاذيبها .. تأمل ماذا قالوا : « أليس خـيراً لنا أن نرجع إلي مصر » ( عد 14 : 3 ) « قد تذكّرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجاناً » ( عد 11 : 5 ) أيها الحبيب ، هل أنت مُعرّض الآن لهذه التجربة؟.. أُصرخ بقوة في وجه إبليس قائلاً له «أنت كاذب ، فالحقيقة هي العكس تماماً .. الحياة مع الرب هي السعادة الحقيقية » .. قل لإبليس « إنني لازلت آكل الأعشاب المرة .. لازلت أتذكر مرارة أيام الخطية .. لا لن أعود إليها أبداً » .. وانتبه أيها الحبيب ، تذكُّر مرارة أيام الخطية السابقة لا يعني أن تتذكرها حزيناً بل فرحاً .. فرحاً جداً بالرب لأنه خلصك من مرارتها .. مرارة مزبلة الخطية ونقلك إلي مجد أولاد الله .. فحينما تتذكر مرارة أيامك الأولي ، ردد كلمات كهذه : « تبتهج روحي بالله مخلصي .. لأن القـدير صـنع بـي عظـائم » ( لو 1 : 47 ، 49 ) رجاء لا تأكل الأعشاب المرة بدون أن يكون معها الخروف المذبوح المُشبِِع والمُفرح .. لا تتذكر مرارتك السابقة وأنت غير فرح بالرب الخروف الذي دفع ثمن نجاتك منها .. الأمـر الثـاني أما إن كان أكل الأعشاب المرة يتحدث عن آلام الضيقات التي تواجهك ، فلتضع في قلبك ألا تأكل هذه الأعشاب بدون خروف الفصح الحقيقي .. ففي كل مرة تعاني من ضيقة ، أنت مدعو أن تتلذذ وتشبع من خروف الفصح الحقيقي الرب يسوع .. فلا توجد ضيقة تستطيع أن تمنع عنك محبته .. إدراكك لمحبة الرب لك سيزيل منك كل إحساس بالمرارة.. وثقتك في رعايته الأمينة ستحفظك من القلق والهم.. ويقينك في قوة قيامته المجيدة سيجعلك واثقاً من النصرة علي الخوف والفشل والشك .. وعلي إبليس .. اشبع بالرب وستهزم بكل تأكيد كل ضيقة .. فتأثير الخروف أعظم بكثير من تأثير الأعشاب المرة .. الفطـير كان أمـر الله لشـعبه قاطعـاً لا تأكـلوا خـميراً [ خبزاً به خمير ] مع الخروف .. كلوا معه فطـيراً [ خبزاً بلا خمير ] ( خر 12 : 20 ) .. قارئي الحبيب ، اسمح لي أن أُوجه نظرك إلي هاتين النقطتين : • الأُولي عن الخلاص .. من سفر الخروج نعلم أن الرب لم يخلص الأبكار من الموت بسبب إنهم امتنعوا عن الخمير وأكلوا الفطير.. بل لأن دم الخروف قد رُش علي أبواب بيوتهم .. • والثانية عن الغذاء .. لم يأكل الشعب الفطير بدون لحم خروف الفصح بل معه .. فما هي المعاني الرمزية الكامنة في هاتين النقطتين؟ في البداية نقول إن الكتاب المقدس استخدم : • الخمير رمزاً للخطية ( 1 كو 5 : 6 ـ 8 ، مر 8 : 15 ، لو 12 : 1 ) وأيضاً للتعاليم الخــاطئــــة ( مت 16 : 6 ـ 12 ، غلا5 :1ـ 9 ) .. • والفطير رمزاً إلي الإخلاص والحق ، تقول رسالة كورنثوس الأُولي « لنُعيّد .. بفطير الإخلاص والحق » ( 1 كو 5 : 8 ) .. وبالتالي فإن أكل الخمير يُعبّر عن ترحيب الإنسان بالخطية أو التعاليم الخاطئة ، إنه يتغذي بها ليُشبِع نفسه .. أما أكل الفطير فيشير إلي ترحيب الإنسان بكل ما يتسم بالإخلاص والحق ، فلا يشغل ذهنه أو عواطفه إلا بما يتسم بالإخلاص والحق .. والآن يمكننا بسهولة أن نعرف المعاني الرمزية في النقطـتين السابقتين .. الخــلاص لم يخلص الأبكار من الموت بسبب امتناعهم عن الخمير وتناولهم الفطير .. هذا رمز واضح إلي حقيقة أن الخاطئ لا يخلص من الهلاك بسبب أعماله أو بسبب أنه سلك بالإخلاص والحق .. فكلمة الله تقول بوضوح إنه لا يخلص بسبب أعماله بل يخلص مجاناً بسبب إيمانه القلبي بالرب يسوع : « لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم . هو عطية الله . ليس من أعمال » ( أف 2 : 8 ، 9 ) قبل الخلاص من الهلاك وقبل نوال الميلاد الثاني، الخاطئ عاجز تماماً أن يرفض الخطية .. عاجز عن أن ينحاز للإخلاص والحق ، لذا قالت عنه الكلمة إنه ضعيف ( رو 5 : 6 ) .. إلا إنه يتخلص من ضعفه بقبوله الخلاص ونواله الميلاد الثاني إذ تصير له طبيعة جديدة يُصبح بها قادراً علي الأعمال الصالحة.. علي رفض الخطية وطاعة الرب.. تأمل بعدما قـالت رسـالة أفسـس إن الخـلاص « ليس من أعمال » ( أف 2 : 9 ) أضافت مؤكدة أنه « لأعمال » فقالت : « لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع[بالميلادالثاني]لأعمالصالحة» ( أف 2 : 10 ) قارئي العزيز ، هذا حق أساسي .. إن الخلاص ليس من أعمال ولكنه لأعمال .. أعمال صالحة .. لقد نلت الخلاص ليس لأنك عملت أعمالاً حسنة بل لتعمل هذه الأعمال الصالحة .. لتسلك بالإخلاص والحق .. هيا أيها الحبيب اعلن إيمانك إنك ستتمسك بالإخلاص والحق ولن ترحب بالخطية لأنك نلت الخلاص وصرت خليقة جديدة ، وصار الله عاملاً فيك بروحه .. هيا اعلن إيمانك بكلمات رسالة فيلبي القائلة : « لأن الله هو العامل فيكم أن تـريـدوا وأن تعملـوا .. » ( في 2 : 13 ) مصدر القوة ماذا عن المعني الرمزي في أن الشعب لم يأكل الفطير منفصلاً عن خروف الفصح ؟ .. نعم ، لا يقدر المؤمن أن يفكر ويسلك بإخلاص وبحسب الحق إذا لم يلتصق بالرب الخروف الحقيقي ليشبع به .. لا لن تقدر أن تستمر أميناً للرب إذا لم تشبع به.. وترتوِ بمحبته .. قارئي العزيز ، ضـع في ذهنـك هذه الحقيقة الهامة .. إن الانشغال بضعفك تجاه الخطية يُزيدك ضعفاً أمامها .. أما الانشغال بالرب والشبع بمحبته والتلذذ بخدمته فيزيدك قوة .. فتصير قادراً علي الامتناع عن الخمير .. عن الخطية .. وقادراً علي تناول الفطير .. قادراً أن تحيا متمسكاً بالإخلاص والحق .. هل شهوة قلبك أن تتحرر من كل خمير وأن تتناول الفطير ، كلمة الله تقدم لك هذه النصيحة الثمينة : « تلذذ بالرب [ الخروف ] فيعطيك سؤل قلبك » ( مز 37 : 4 ) أيها الحبيب دائماً تذكر أن الفطير يؤكل مع الخروف !! كم أشكرك مخلصي العظيم .. أنت طعامي أشبع بك ، فأظل سليماً وقوياً وفرحاً .. منتصراً علي الخطية .. ومنتصراً في كل ضيقة .. 9 – عصا و حذاء و منطقة تأمل عزيزي القارئ منظر أفراد الشعب وهم يأكلون خروف الفصح ومعـه الأعشاب المُرّة والفطير.. هل كانوا يأكلون وهم في الوضع المعتاد؟.. لا ، بل وهم في حالة استعداد للسير !! يمسكون بعصيهم ، أحذيتهم في أرجلهم وقد شدوا المناطق ( الأحزمة ) حول أحقائهم .. تسألني لماذا ؟ .. والإجابة واضحة .. إنهم يأكلون وهم يُدركون إن مكانهم ليس في مصر ، أرض العبودية .. وإن رحيلهم عنها وشيك الحدوث .. ويا له من رمز !! فلا يمكن أن تخلص بالدم وتقبل يسوع وتلتصق به ثم تبقي في أرض الخطية.. إنني أدعوك الآن أن تتوقف عن القراءة للحظات لتعلن لنفسك أنك للرب يسوع .. لمن خلصك .. وأن مكانك ليس مطلقاً في أرض الخطية .. ثم قُل بكل قوة : لا لأماكن ووسائل النجاسة .. لا لمجالس المستهزئين .. لا للقباحة وكلام السفاهة والهزل .. لا لصداقات تُسهّل الطريق للخطية .. لا لعلاقات مع الجنس الآخر غير نقية.. لا لمعاملات مالية غير أمينة .. ولا لأية أُمور تُبرّد محبتي للرب .. قُل لا قوية ، فأنت تشبع بالخروف الذي يملؤك بالقوة .. تشبع به لتنطلق سائراً معه ، طائعاً له وفرحاً باستخدامه لك .. العصــا عن ماذا تتحدث العصا التي أمر الله كل شخص من شعبه أن يمسكها وهو يأكل من خروف الفصح؟.. في ذلك الوقت كانت العصا ضرورية جداً لكل شخص مُسافر ( تك 32 : 10 ) .. كان يستند عليها في سيره ، ويحمي نفسه بها من قطاع الطرق ومن الحيوانات المفترسة .. لقد أكلوا من الخـروف وكل منهم يمسـك بعصاه ليعلنوا أنهم لا يشبعون ليحيوا كسالي بل لينطلقوا سائرين كما يقودهم الرب .. ففي أيديهم ما يستندون عليه ، وما يحتمون به .. العصا .. وأنت أيضاً تلتصق بالخروف الحقيقي ، الرب يسوع ، لا لتبقي كسولاً بل لتنطلق وراءه .. وفي يدك عصا تستند عليها وتحتمي بها .. لقد استخدم الكتاب المقدس العصا للإشـارة إلي ما يسـتند عليه الإنسـان من أجـل أمانـه وحمايتـه ( إش 3 : 1 ، حز 29 : 6 ) ، كما استعملها الكتـاب للتعــبير عـن القــوة الضــاربة للعــدو ( إش 30 : 31 ) .. أيها الحبيب ، انطلق وراء الرب مسـتنداً علي العصـا .. كلمة الله .. نعم العصـا تشـير إلي كلمة الله .. فلك أن تستند علي وعودها في كل الظروف ، وعود الحماية والنجـاح .. ولسان حالك هو كلمات المزمور 119 « اتكلت علي كـلامك » ( مز 119 : 42 ) .. كما إن كلمة الله لقدميك كالعصا تحفظ قدميك من الانزلاق ، مكتوب « شريعة إلهه في قلبه.لاتتقلقل خطواته » ( مز 37: 31 ) .. وإلي جانب هذا وذاك كلمة الله هي عصاك التـي تضرب بهاعدوك إبليس لتسحقه ( لو 4:4، 8، 21 ) .. كما إنها عصاك التي تواجه بها مبادئ العالم الشريرة ومخاوفه مثلما فعل بناياهو وواجه بالعصا عدوه فأرعبه ( 2 صم 23 : 21 ) .. تأمل ما فعله يعقوب بالإيمان عند موته وقد تقـدمت به الأيـام جداً « بـارك كل واحـد من ابني يوسـف [ ابنـه ] وسـجد علي رأس عصـاه » ( عب 11 : 21 ) .. ما أحلي هذا المشهد !!.. أن تنهي حياتك علي الأرض كيعقوب ساجداً .. مستنداً علي الكلمة .. ومباركاً كل من هم حولك .. المِنْطَقَة في ذلك الوقت كان الرجال والنساء يرتدون الرداء الواسع « الجلباب » ، فإذا أرادوا أن تكون حركتهم سـريعة وضـعوا منطقـة (حـزام ) حـول أحقائهم ( أوساطهم ) ثم شدوها لتضبط الرداء حتي لا يصير مرتخياً .. فإلامَ تشير المنطقة التي تشد الأحقاء ؟.. الإجابة هي في كلمات الأصحاح السادس من رسالة أفسس القائلة : « فاثبتوا [ ضد إبليس ] مُمنطقين أحقاءكم بالحق » ( أف 6 : 14 ) المنطقة ترمز للحق .. ترمز لكلمة الله لأنها هي الحق ( يو 17 : 17 ) .. أما الأحقاء فتتحدث عن أحشاء الإنسان ، عن عواطفه وأحاسيسه .. أيها القارئ الحبيب ، فلتدع الحق ، كلمة الله ، يضبط عواطفك وأحاسيسك فلا تكون كالرداء غير المنضبط الذي يُبطئ الحركة .. ولتدع الحق ، كلمة الله ، يضبط أيضاً أفكارك .. تقول رسالة بطرس الأُولي : « منطقوا أحقاء ذهنكم صاحين ... » ( 1 بط 1 : 13 ) نعم ، اضبط عواطفك وأحاسيسك ( ميولك ) وأيضاً أفكارك بالحق بكلمة الله ، كي لا تكون منفلتة في أي وقت حتي لا تعوق سيرك منتصراً مع الرب .. عملياً هذا يعني إنه في كل مرة تتحرك عواطفك أو أحاسيسك أو أفكارك بحسب العالم الآثم، تُسلط عليها آيات الكلمة التي تناسب الموقف لتحكم السيطرة عليها .. فمثلاً إذا تحركت عواطفك نحو شخص من الجنس الآخر ، واجه هذا الميل بالآيات التي تتحدث عن الأمانة والإخلاص لزوجك أو زوجتـك كمثال ( ملا 2 : 15، 1 تس 4 : 3 ) .. وإذا لم تكن قد تزوجت بعد وكان الميل ليس في طريق الارتباط المُقاد من الله ، أسرعت وواجهته بآيات كهذه تتحدث عن الخضوع لقيادة الله ( يو 10 : 27 ، رو 8 : 14).. ومثال آخر .. إذا تحركت أحاسيسك في اتجاه الخوف المتزايد أو القلق ، فلتُسلط عليها الآيات التي تؤكد حماية الله لك ورعايته كآيات مزمور 91 .. وأيضاً إذا تحركت أفكـارك لتدين إنسـاناً ، واجهتها بالآيات التي تمنعك من الإدانـة كمثـال ( مت 7 : 1 ) .. وثق أن للحق الذي تقوله الآيات سلطاناً علي عواطفك وأحاسيسك وأفكارك ، فهذا الحق يدخل إلي أعماق النفس ( عب 4 :12) ليهيمن عليها من الداخل ( مز 51 : 6 ) .. هكذا بمنطقة الحق ( آيات كلمة الله ) تضبط عواطفك وأحاسيسك وأفكارك لتكون في مشيئة الرب.. الحـــذاء كان علي أفراد الشعب أن يأكلوا خروف الفصح وأحذيتهم في أرجلهم ( خر 12 : 11 ) .. أي أن يأكلوا وهم مستعدون لرحيلهم الوشيك من أرض مصر ليسيروا في البرية ، فلا يمكن لأحد أن يسير علي رمال البرية بدون حذاء يحمي أقدامه من سخونتها الحارقة .. فما هو الحذاء الذي يجب علي كل منا أن يرتديه كي نحمـي أقدامنا من رمال برية العالم التي نسير فيها ؟.. الإجابة أيضاً من الأصحاح السادس من رسالة أفسس : « حاذين أرجلكم باستعداد إنجـيل السـلام » ( أف 6 : 15 ) الحذاء في الرجل يرمز إلي استعدادي أن أُذيع إنجيل السلام ، والمقصود بالإنجيل الأخبار السارة التي تقولها كلمة الله .. فالحذاء في رجلي يعني استعدادي أن أُذيع أخبار كلمة الله التي تبشر الإنسان بالسلام .. إن له سلاماً مع الله ، وأن لقلبه سلاماً من الله إذا تقابل مع الرب يسوع .. بهذا الحذاء أحفظ نفسي من إيذاء رمال العالم .. قارئي العزيز كم تكون في حماية وأمان حينما تكون مملوءاً بهذه الأخـبار السـارة مستعداً دائماً أن تُشـارك الآخرين بها .. والرسول بطرس يُذكّرنا أن نكـون دائماً مسـتعدين لهذه المشـاركة ( 1 بط 3 : 15 ) .. فهل تري نفسك سفيراً عن المسيح تحمل رسالة السلام للآخرين ( 2 كو 5 : 18 ـ 20 ) ؟.. كم هي جميلة هذه الأقدام التي تحمل رسالة السلام ، في سفر إشعياء نقرأ هذه الكلمات : « ما أجمل علي الجبال قدميّ المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص » ( إش 52 : 7 ) وحديث إشعياء هو نبوة عن الرب يسوع ، فالرب أتي إلي أرضنا ليقدم لنا السلام الحقيقي .. في وقت ميلاده رنمت الملائكة قائلة « علي الأرض السلام » ( لو 2 : 14 ) ، ومات الرب علي الصليب ليهبنا السلام ( رو 5 : 1 ) .. ليس فقط السلام مع الله بل أيضاً ليحول الخطاة إلي أبناء الله لا عداوة بينهم.. لا مرارة في داخل شخص من الآخر .. لا بل سلام حقيقي يميزكل علاقاتهم معاً ( أف 2 : 14 - 16 ) .. لكن العجيب إن رسالة رومية تقول إن آية إشعياء هذه لا تتحدث فقط عن الرب بل عن كل مؤمن يبشر بالسلام الذي يهبه الرب ، فتستخدم صيغة الجمع وليس المفرد .. تقول : « ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام » ( رو 10 : 15 ) أيها الحبيب ، تُري هل ترتدي حذاء استعداد إنجيل السلام ؟ .. وهل بإمكانك أن تنظر إلي قدميك وتقول ما أجملها ؟ !! .. عصا في اليد ومنطقة علي الحقوين وحذاء في الرجل .. ياللرموز البديعة التي تشير إلي كلمة الله !! • فلتستند علي وعود الكلمة .. العصا في اليد .. • ولتدع الكلمة تضبط عواطفك وأحاسيسك وأفكارك .. المنطقة علي الحقوين .. • ولتظل مُستعداً أن تبشر بأخبار الكلمة السارة .. الحذاء في الرجل .. آه ما أحلي أيامنا علي هذه الأرض ، إنها « أيام السماء علي الأرض » ( تث 11 : 21 ) .. نشبع بالخروف.. نتمسك بكلمته ونذيع أخبارها فننطلق معه من مجد إلي مجد .. 10 – الفرس و راكبه كان خلاصاً عظيماً لشعب الله من الموت حين نجا أبكاره داخل بيوتهم المحتمية بالدم .. وكان لهم خلاص ثاني .. خلاص من الضعف والإعياء .. إذ أكلوا الخرفان المذبوحة مع الفطير تأهباً لخروجهم العظيم من أرض العبودية .. وحظوا بخلاص ثالث .. خلاص من عبوديتهم المُرّة لفرعون التي هي في حقيقتها عبودية لإبليس الذي كان يقف وراء فرعون .. فلقد أبغض إبليس الشعب إلي أقصي حد إذ كان يدرك أن من نسلهم سيأتي من سيسحق رأسه ( تك 3 : 15 ) ولذا حاول القضاء عليهم بإيعازه إلي فرعون أن يقتل كل طفل يولد لهم من الذكور ( خر 1 : 22 ) .. ويضيف سفر الخروج شارحاً كيف استعبد رجال فرعون شعب الله « مرروا حياتهم بعبوديـة قاسـية » ( خر 1 : 14 ) .. سخروهم بعنف « في كل عملٍ في الحقل » ( خر 1 : 14 ) .. وأيضاً لبناء مدنهم ( خر 1 : 11 ) دون أي مقابل مادي .. انتبه فهذا ما يفعله دائماً إبليس وجنوده .. يستغلون ضعف الإنسان نتيجة استمراره في الخطية وانقطاع شركته مع الله ، فيذلونه ويمررون حياته ويسلبون منه كل ما يقدرون علي سلبه .. سواء كان نجاحاً أو فرحاً ، صحة أو مالاً .. علاقات أُسرية أو صداقات نافعة .. إن هدفهم أن يسلبوا من الإنسان سلامه ، وأن يدمروا معنوياته .. فكم يبغضون الإنسان جداً!!.. وأتي وقت خلاص شعب الله من فرعون ، ومن إبليس الذي يستخدم فرعون .. أتي وقت استرداد الشعب لما سُلب منه .. وكما سمع كلمات الله تطلب منه أن يذبح خراف الفصح ليحتمي بدمائها ويتقوي بلحمها المشوي بالنار ، فقد سمع منه أيضاً هذه الكلمات المفرحة : « وأصنع أحكاماً [ دينونة ] بكل آلهة المصريين » ( خر 12 : 12 ) آلهـة المصـريين تقول لنا الرسالة الأولي إلي كورنثوس إن آلهة العبادات الوثنية تقف وراءها شياطين ، أي أرواح شريرة ( 1 كو 10 : 19 ، 20 ـ انظر لا 17 : 7 ومز 106 : 37 KJV ) .. لقد صنع الله قضاءً بشياطين آلهة المصريين التي كانت تتحكم آنذاك بأرض مصر وبفرعون ملكها.. والنتيجة لهذا القضاء هو انهيار مملكة إبليس في مصـر وفقـدان سيطرتها علي الأحداث ، فمنذ أن توالت الضربات علي فرعون وشعبه والانهيارات تتتابع في مملكة الظلمة إلي أن انهارت تماماً في الضربة الأخيرة التي صاحبت ذبح خراف الفصح.. • فالنيل الذي اعتبره المصريون إلهاً تحولت مياهه إلي دماء ( خر7: 19) .. • والضفادع التي كانت تٌكرم إكراماً إلهياً .. تدافعت أسراباً أسراباً إلي مطابخهم وحجرات نومهم ( خر 8 : 3 ) .. • والماشية التي كانوا يعبدونها أماتها البرد ( خر 9 : 19 ) .. لم تستطع الأرواح الشريرة أن تحمي رموز عبادتها الوثنية .. لقد فقدت تماماً سطوتها ومجدها في أرض مصر عندما ذبح شعب الله خراف الفصح .. فمن ناحية نجد المهلك الذي دخل البيوت التي لم تحتمِ بالدم يميت مع أبكار المصريين ، كل أبكار الحيوانات .. وبعض منها كان المصريون يقدسونه باعتباره آلهة لهم مثل عجل أبيس .. لقد ماتت جميعها في وقت واحد.. يا للخزي والعار الذي أصاب من يعبدونها .. ومن ناحية أُخري هناك من الكُتّاب مثل أرتابانوس Artapanus من القرن الأول قبل الميلاد الذي يقول إن زلزالاً قوياً قد حدث وأسقط أكثر المعابد الفرعونية (8) .. وبالتالي فإن ما حدث يماثل ما قاله إشعياء : « هوذا الرب .. قادم إلي مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها » ( إش 19 : 1 ) المهم ، إنه حدث انهيار عظيم لمملكة الشياطين في مصر ، فقد أجري الله قضاءه عليها فكان حتمياً أن ينهار فرعون وجيشه لأنهم كانوا يستمدون قوتهم من هذه المملكة .. ثم غرق فرعون وجنوده في أعماق البحر ، بينما عـبر الشعب خارجـاً من أرضهم بيـد الرب الشـديدة وذراعه الممـدودة ( تث 5 : 15 ) .. ويقـول المزمـور « غطـت الميـاه مضايقيهم واحـد منهم لم يبـق » ( مز 106 : 11 ) .. قارئي العزيز .. هذه القصة ترمز إلي ما حدث في الصليب .. فهذا التدمير الذي حدث للشياطين في أرض مصر في مناسبة ذبح خراف الفصح ليس سوي صورة مصغرة للتدمير الأعظم الذي حل بمملكة إبليس يوم أن ذُبِح الخروف الحقيقي ، حمل الله يسوع .. في هذا اليوم صنع الله أحكاماً عظيمة بمملكة إبليس .. ففقدت هيبتها وزال سلطانها وتجرد رؤساؤها من أسلحتهم .. وتسجل لنا رسالة كولوسي هذا الخبر المفرح قائلة : « جرد [ الرب ] الرياسات والسلاطين [ أي قواد مملكة الظلمة (أف 6: 12)] أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه [ أي في الصليب ] » ( كو 2 : 15 ) ويا للنصرة التي تعلنها لنا في هذه الآية !! .. الرب جرد قواد مملكة إبليس من ثياب زهوهم ، ومن أسلحة محاربتهم .. وأشهرهم .. أي فضح ضعفهم.. ويا لخزيهم !! لقد هزّ الرب في معركة الصليب كل عروش مملكة الظلمة هزاً عنيفاً وأعلن زوال رهبتها لتصبح عاجزة أمام كل من ينتسب له .. ففي معركة الصليب ، تحـققت كلمـات الله إلي الحيّة « هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه » ( تك 3 : 15 ) .. لقد اقتربت الحية إلي الخروف وسحقت عقبه [ صلبت جسد الرب ] فكان أن سحق الخروف رأسها .. هللويا .. اعلـن إيمـانك القارئ العزيز ، اعلن إيمانك أن الخروف قد سحق رأس الحية .. ترنم بهذه الحقيقة .. قُل فرحاً بكل كيانك هللويا .. هللويا .. آه لم يعـد لك أن تخـاف مـن الحـية ، إبليـس ( رؤ 12 : 9 ) .. فرأسها قد سُحق .. لقد بادت قوتها .. تأمل معي كلمات رسالة العبرانيين التي تؤكد هذه الحقيقة : « فـإذ قـد تشـارك الأولاد [ أي المؤمنين ] في اللحم والدم [ في ذات الطبيعة البشرية الواحدة ] اشترك هو أيضاً [ أي الرب يسـوع ] كـذلك فيهما [ بتجسده ] لكي يبيد [ الكلمة في أصلها اليوناني تعني يجعـل عاجـزاً ] بالموت [ الصليب ] ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس » ( عب 2 : 14 ) ولنعد إلي ما حدث لفرعون وجيشه في مناسبة ذبح خراف الفصح ، فهي تلقي ضوءاً ساطعاً علي ما يجري في معاركنا مع إبليس ومملكته .. • لقد أُصـيبت مركبات فرعون بالبطء « خلع [ الله ] بَكَرَ [ أي عجلات ] مركبـاتهم حـتي سـاقوهـا بثقـلةٍ » ( خر 14 : 25 ) .. اعلن إيمانك إن حـركة مملكة إبليس ضدك مُصابة هي أيضاً بالبطء الشديد.. مُصابة بالعجز .. وإن إبليس لن يحقق أبداً مبتغاه في حياتك ، وسيصاب حتماً بالفشل والخزي .. • اعترف شعب فرعون بضعفهم وقرروا الهروب « فقـال المصريون نهرب .. لأن الـرب يقـاتل المصـريين عنهم » ( خر 14 : 25 ) .. نعم .. المؤمن لا يهرب من إبليس بل إبليس هو الذي يجب عليه أن يهرب من المؤمن .. فقط علي المؤمن أن يقاومه.. تقول كلمة الله « قاوموا إبليس فيهرب منكم » ( يع 4: 7).. وانطلق شعب الله إلي خارج مصر بينما غرق فرعون وكل جيشه ، فتهلل موسي وأنشد ترنيمته الرائعة التي قال فيها : « أُرنم للرب فإنه قد تعظم . الفرس وراكبه طرحهما في البحر الرب قوتي ونشيدي . وقد صار خلاصي . هذا إلهي فأمجده .. مركبات فرعون وجيشه ألقاهما في البحر .. تغطيهم اللجج » ( خر 15 : 1 ـ 5 ) واقتبست مريم أخت موسي من أخيها الكلمات الأُولي من ترنيمته هذه لتقود بها النساء مُسبحة الله بفرح عظيم .. بدفوف ورقص قائلة لهم : « رنموا للرب فإنه قد تعظم . الفرس وراكـبه طرحهما في البحر» ( خر 15 : 21 ) لقد غرق راكب الفرس .. فرعون وجنوده .. وغرق أيضاً الفرس .. المركبات التي كان يستخدمها فرعون وجنوده .. قارئي العزيز .. لِمَ لا ننتقل من هذه الرموز ونأتي إلي ما ترمز إليه .. لنري : • راكب الفرس ، فرعون وجنوده أنهم رمز لإبليس وقواته .. لقد جردهم الرب من أسلحتهم فصاروا أمام كل مؤمن حقيقي ضعفاء كالعدم وكلا شئ، وإن جـاز التعبير فإن مياه الصليب طمت عليهم وأغرقتهم .. • والفرس ، هو الذي يركبه فرعون وجنوده ليستخدمونه في الحرب وبهذا فهو يرمز لكل الأدوات والوسائل التي يستخدمها إبليس في محاربتنا .. هللويا هي أدوات ووسائل عقيمة وعاجزة عن الضرر .. هللويا ، فبإمكاننا أن نراها هي أيضاً غارقة في أعماق مياه الصليب.. قارئي العزيز .. لماذا لا تعطي كل كيانك الآن في تسبيح الرب بهذه الأنشودة العظيمة : « الرب قد تعظم الفرس وراكبه طرحهما في البحر » هيا اعلن بها بفرح إيمانك بأن إبليس كلا شئ ، وأن أدواته ووسائله هي أيضاً كلا شئ .. سيسمع جنوده صوت تسبيحك يدوي في آذانهم .. سيرتعبون ويهربون من أمامك .. لا تقل إني ولد رجاء لا تقل إنني لازلت صغيراً في الإيمان ، كيف يُرعِب ترنيمي جنود مملكة إبليس ؟ .. لا لست صغيراً في عيونهم ما دمت قد نلت الولادة الثانية وصرت من أولاد الله .. استمع معي إلي كلمات من المزمور الثامن الذي تحدث به داود إلي الرب : « من أفواه الأطفال والرضع أسست حمداً [ تسبيحاً ] .. لتسكيت عدو ومنتقم » ( مز 8 : 2 ) انظر .. هذه الكلمات العظيمة تقول إن الذين يسبحون هم أطفال ورضع ، أي صغار روحياً ، لم يمض وقت طويل علي نوالهم الميلاد الثاني ، كما تقول مؤكدة إن تسبيحهم يصمت العدو والمنتقم .. أي إبليس .. فيا لقوة تسبيـح الإيمان !! حتي لو انطلق من أفواه الصغار .. لا تنس أن التسـبيح يُسـقط أية أسـوار بنـاها إبليـس ليمنـع بها التمـتع بالبركـات ( يش 6 : 20 ) ، كما يفك قيود الأسر ويفتح أبواب الحرية ( أع 16 : 25 ، 26 ) .. ليس معني هذا أن يكون هدف تسبيحك هو الانتصار علي إبليس .. هذا الانتصار هو نتيجة من نتائج التسـبيح للرب .. أما الهدف من التسبيح فهو أن تقدم لإلهك الذي أحبـك عبادتك القلبية .. ذبائـح التسـبيح « ثمـر شـفاه معتـرفـة باسـمه » ( 1 بط 2 : 5 ، عب 13 : 15 ) .. اكـرز بالحـرية قارئي الحبيب ، لماذا لا تطلب أن تمتلئ بالروح القدس .. أليس هذا ما تطالبك به كلمة الله القائلة « امتلئوا بالروح » ( أف 5 : 18 ) ؟ .. حين تمتلئ بقوته ، سيقودك الروح لتخبر كـثيرين ممن أسرتهم الحية ، إبليس ، في سجون الخوف أو الفشل أو الإدمان أو الجنس أو خلف أسوار السحر العالية بأن الخروف قد سحق رأس الحية وجرد رؤساء مملكتها .. وبأنه قد حان وقت التحرير .. سيقودك الروح القدس لتقول لهم : • آمنوا بالرب يسوع .. آمنوا أنه الخروف الذي ذبح لأجلكم حاملاً كل دينونتكم .. • احتمـوا بدمـه الثمـين .. ثقـوا فـي أنه يطهركم من كل خطية (1يو1: 9) فلا تأتي الدينونة عليكم .. • وثقوا أنه المحرر الأعظم .. مكتوب « إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً» ( يو 8 : 36 ) .. بكل تأكيد سيُطلق الرب النفوس التي تلجأ إليه بإيمان .. سيُخرِجها من سجونها مثلما أخرج الشعب قديماً من قبضة فرعون .. سيخرجهم « بيد شديدة وذراع ممدودة » ( تث 5 : 15 ) .. أيها الحبيب ، هيا نرنم مع موسي ومريم بفرح عظيم قائلين : « الفرس وراكبه طرحهما في البحر » 11 – استرداد المسلوب كان خروج الشعب من أرض مصر خروجاً عظيماً للغاية .. فلم يكن مجرد انفلات من أقوي قوة عسكرية موجودة في العالم في ذلك الوقت بل صاحبه معجزات عديدة كانت قمتها في عبورهم المجيد في طريق شقه الله لهم في البحر .. وتعجب لقد عبروا بعد أن استردوا كل ما سُلِب منهم !! .. تقول كلمة الله : « وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسي. طلبـوا من المصريين أمتعـة فضـة وأمتعـة ذهب وثيـاباً . وأعطي الرب نعمـة للشـعب في عيـون المصريين حتي أعـاروهم . فسـلبوا المصـريين » ( خر 12 : 35 ، 36 ) قد توحي كلمة « أعاروهم » إن شعب الله خدع المصريين ، فأعطوهم الذهب والفضة علي سبيل الإعارة .. إلا أن كلمة « أعاروهم » ليست هي الترجمة الدقيقة ، فهي ترجمة لكلمة عبرية تأتي من الفعل "Shaal" والذي يرد 176 مرة في العهد القديم بمعني أساسي هو يطلب « to ask » ، وقد تُرجمت إلي هذا المعنـي في الترجمـة السبعينيـة اليونانيـة في القرن الثالث قبل الميلاد ، لذا فالترجمة الأدق هي « فاسـتجابوا لطلبهم » (9)وليس « أعاروهم».. والمنطـق البديهـي يُسـاند هـذه الترجمة ، فليس من المعقول أن يعير المصريون ذهبهم وفضتهم لشعب هم يعلمون أنه منطلق من أرضهم ولن يعود إليها .. كما أن كلمة « فسلبوا » في النص السابق ترجمتها الأدق هي « فجردوا » .. لذا يجب أن نقرأ النص كالآتي : « وفعل بنو إسرائيل بحسـب قـول موسي . طلبوا من المصريين أمتعة فضة وذهب وثياباً . وأعطي الرب نعمة للشعب في عيون المصريين فاستجابوا لطلبهم فجردوا المصريين » لقد استخدم إبليس المصريين ليسلبوا من شعب الله ثمن تعبه وكدّه في بناء المدن وفي العمل بالحقول لسنوات عديدة .. وها قد أتي الوقت لكي يسترد الشعب ما سُلب منه ، ولينال تعويضاً عما قاساه من تسخير .. أتي وقت التعويض ، فالمصريون فقدوا تماماً هيبتهم وجبروتهم وصاروا ضعفاء للغاية .. فقد أجري الله قضاءه علي مملكة الظلمة التي شجعتهم علي القسوة وحثتهم علي السلب وأيدتهم بقوتها .. وأعطي الله شعبه نعمة في عيون المصريين ، فلم يعودوا يرونه كما في السابق ، شعباً ضعيفاً يسلبونه ويذلونه .. بل أصبح أمامهم شعباً ذا هيبة ، مجبرين علي أن يرضخـوا لمطالبـه .. يقـول سـفر الخـروج « موسي [ قائد شعب الله ] كان عظيماً جداً في أرض مصـر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب » ( خر 11 : 3 ) .. فلقد سبق الله وقال لموسي : « انظر . أنا جعلتك إلهاً لفرعون » ( خر 7 : 1 ) ويا له من مشهد !! كل رجل وكل امرأة من الشعب يطلب بسلطان من جاره المصري أن يعطيه ذهباً ، فضة ، ثياباً .. فيطيعه .. داود يـُرنـم لقد استرد كل شخص ما سُلب منه ، ونال التعويض كاملاً عن سنوات التسخير .. وها هو داود بعد خمسمائة عام يقوده الروح القدس ليتغني بهذه الحادثة بفرح طالبـاً من الشـعب أن يشاركه أيضاً الغناء .. « احمدوا الرب ادعو باسمه . عرفوا بين الأمم بأعماله غنوا له رنموا له . انشدوا بكل عجائبه . افتخروا باسمه القدوس .. جعل شعبه مثمراًجداً وأعزّه علي أعدائه.. أخرجهم بفضة وذهب ولم يكن في أسباطهم [عائلاتهم] عاثر [ضعيف] .. أخرج شعبه بابتهاج » ( مز 105: 1 ـ 3 ، 24 ، 37 ، 43 ) قارئي العزيز .. إن كان إبليس قد نجح في أن يسرق منك نجاحك أو إحساسك بالأمان أو شعورك بأنك محبوب .. وإن كان قد سلب شيئاً من ممتلكاتك أو نال من سمعتك أو صحتك أو من علاقاتك الأسرية الناجحة .. فالوقت قد أتي لتسترد ما فقدته .. ولتسترده أضعافاً .. فما حدث في مناسبة ذبح خراف الفصح من استرداد للمسلوب هو صورة مُصغّرة لما يجب أن يحدث الآن .. ففي مناسبة ذبح الخراف ارتكز استرداد المسلوب علي الضـعف الذي أصـاب جـنود مملكة الظلمة في مصر ، إذ أجـري الرب قضـاءه عليهم .. أما اسـتردادنا لما سـُلب منا فيعتمـد علي الانهيـار الكـامل لمملكة الظلمـة الذي صـاحب صـلب الرب .. فرأسها إبليس قد سُحِق ، وقوادها جُردوا من أسلحتهم ( كو 2 : 15 ) .. إنـه الوقـت نعم إنه الوقت لتواجه إبليس المسحوق وجنود مملكته المُجرَّدين ، وتأمرهم أن يرفعوا أياديهم عن أي شئ لا يزالوا يفرضون سيطرتهم عليه .. عملك ، صحتك ، حياتك العائلية ، علاقاتك .. تحدث معهم كما تحدث شعب الله مع أمـة فرعون .. تحدث مثلهم بسلطان .. تحدث باعتبارك ابن لله فهو قد جعلك عظيماً جداً في عيونهم .. اصدر لهم الأوامر باسم الرب يسوع أن يرفعوا أياديهم عن أية مساحة تخصك رفعوا عليها رايتهم ليمارسوا فيها إيذاءهم .. بكل تأكيد ، سيهربون .. وسيعود لك ما سُلب منك..سيعودأضعافاً..لأنه الوقت للتعويض الإلهي.. نعم ، سيضاعفه الرب .. فمبدأ استرداد المسلوب مُضافاً إليه التعويض هو مبدأ إلهي نراه بوضوح في الكتاب المقدس .. ففي سفر الخروج من أسفار العهد القديم نقرأ : « إذا سرق إنسان ثوراً أو شاة فذبحه أو باعه يعوض عن الثور بخمسة ثيران وعن الشاة بأربعة من الغنم .. إن وجدت السرقة في يده حـية .. يعوض بإثنين » ( خر 22 : 1 ، 4 ) وفـي حـالة توبـة السارق قبل اكتشاف أمره ، فـإن التعـويض يقـل ويصـبح خـمس المسـلـوب ( لا 5 : 16 ) .. وإذا كان السارق فقيراً ، سرق ليسد رمقه ، فالأمر مختلـف تمامـاً لأن الله في زمـن العهـد القديم لم يترك الفقير معرضـاً لهذه التجـربة .. فقد أمر شعبه بتوفـير الطعـام لأمثـاله ( لا 19 : 9 ـ 11 ، تث 14 : 28 ، 29 ) ، وسمح له أن يقترض ليبدأ عملاً يدر له دخلاً وأمر أن يكون قرضه بدون فائدة يدفعها ( خر 22 : 25 ، تث 15 : 7 ـ 11 ) .. كما أعطـاه فرصة أن يعمل خادماً لدي أحد أفراد شعبه وأمر ألا يعـامل بعنف أو يتحـول إلي عـبد ، بل يكون عمله كخـادم لفترة محـدودة ليفك ضائقتـه ( لا 25 : 39 ـ 53 ) .. إذاً ماذا سيكون دافع الفقير إذا سرق ليأكل ؟ .. لا شئ سوي الكبرياء الذي جعله يرفض طرق الله في مساعدته ، والكبرياء هو أكثر الشرور التي يبغضها الله .. لذا ارتفع التعويض المقدم إلي الذي سُرِق منه إلي سبعة أضعاف ( أم 6 : 31 ) .. وفي العهد الجديد نري مبدأ رد المسلوب مضافاً إليه التعويض موجوداً ، فنسمع زكا يقول للرب : « إن كنت قد وشيت بأحد أردُّ أربعة أضعاف » ( لو 19 : 8 ) أيها الحبيب ، من كل هذه الشواهد نجد أن مبدأ تعويض المسلوب هو مبدأ إلهي .. ونري أيضاً إن التعويض يزداد كلما زاد شر السارق .. فإذا كانت السرقة بسبب الكبرياء كان التعويض سبعة أضعاف المسروق .. كما يزداد التعويض بازدياد ضرر السلب ، فتعويض فقدان الثور هو خمسة ثيران بينما الخروف أربعة لأن الضرر من فقدان الثور أكبر من فقدان الخروف بسبب استخدامات الثور المتعددة في العمل.. وإبليس هو أشر السارقين علي الإطلاق .. وهو سارق متكبر للغاية يرفض الله ، وسرقاته تضر الإنسان أقصي ضرر ، فتنطبق عليه كلمات الرب « السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك » ( يو 10 : 10 ) .. لذا توقع تعويضاً « سبعة أضعاف » أي تعويضاً كاملاً عن كل ما سلبه منك إبليس من قبل .. أيها الحبيب هيا اعلن إيمانك بتعويض كامل عن كل ما سلبه منك إبليس السارق بسبب استسلامك وعدم مقاومتك له لعدم معرفتك بالحق أو لتكاسلك في الحرب الروحية ضده .. هيا اعلن إيمـانك أن الرب يُغير الأوقات والأزمنة ( دا 2 : 21 ) ، لتكون أزمنة الاسترداد والتعويض والتمتع بغني البركات .. رجاء استمر في اعلان هذا الإيمان ، وواصل مقاومة إبليس إلي أن يرحل .. ستري أُموراً مدهشـة تحـدث معـك ، سـتنفتح الأبواب التي أغلقهـا إبليـس أمـامك .. ولن تُغـلق ( إش 45 : 1) .. عـودة إبليـس لكن إبليس قد يعود بعد ما يرحل آملاً في السلب من جديد .. أيها الحبيب ، إبليس وأعوانه متكبرون .. لا يريدون أن يعترفوا بهزيمتهم التي تمت عند الصليب ولا بسلطانك عليهم باعتبـارك ابناً لله ، مفدياً بدم الحمل.. إن دورك أن تجبرهم علي الاعتراف بالهزيمة .. أن تجبرهم علي قبول سلطانك عليهم .. أن تجبرهم أن يظلوا دائماً هاربين من أمامك .. واجههم كلما عادوا بأن : • تُعلن لهم إيمانك بحماية الدم لك ، ولكل ما تملك .. • وتؤكد لهم هزيمتهم .. • وأن لك سلطاناً عليهم .. • وأنك متمسك بالامتيازات التي وهبها لك إلهك .. اعلن إيمانك بحماية الدم يقول لنا سفر الخروج إن الله منع المهلك من الدخول إلي أي بيت وضع علي بابه من الخارج دم خروف الفصح .. « فحـين يري [ الرب ] الدم علي العتبـة العليـا والقائمـتين [ لبـاب البيت ] يعـبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخـل بيوتكم ليضرب » ( خر 12 : 23 ) والسؤال هو من هذا المهلك الذي استخدمه الله في إتمام عقابه علي المصريين ؟.. يقول لنا آساف المرنم في مزمور 78 إن الله استخدم ملائكة أشرار من ملائكة مملكة إبليس في الضربات التي أتي بها علي أرض مصر : « أرسل عليهم [ الله ] حمو غضبه سخطاً ورجزاً وضيقاً جيش ملائكة أشرار» ( مز 78 : 49 ) وفي سفر الرؤيا نجـد أن واحداً من أسماء إبليس هو « أبَدُّون » باللغة العبريـة « وأبوُلّيُّون »باليونانيـة ( رؤ 9 : 11 ) والاسمين لهما معني واحد هو المهلك (01).. فهل استخدم الله إبليس المهلك وجنوده الملائكة الأشرار في قتل الأبكار داخل البيوت التي لم تحتمِ بالدم ؟.. أو بكـلمات أخري هل أسلمهم إلي الشيطان ؟.. هناك مناسبات أُخري في الكتاب المقدس تقول لنا إن الله أحياناً يستخدم إبليس وجنوده في إتمام مقاصده (1مل22، 1كو5:5، 1تي1: 20) .. القارئ الحبيب .. لم يكـن المهلك يدخـل البيـوت ليقتل فقط أبناءها الأبكـار .. كان يقتل أيضاً كل أبكار البهائم ( خر 11 : 5 ) .. لكنانظر، كل من كان خلف الأبواب التي وضع عليها الدم لم يمسه المهلك بأذي .. لم يؤذِ الابن البكر .. ولم يؤذِ أيضاً أبكار البهائم .. الدم علي الباب أعلن أن البيت ينتسب للرب .. أن الرب في عهد مع أصحابه لذا لم يسمح للمهلك أن يعبر الباب ليؤذي أحداً بداخله .. القـارئ الحبيب .. إن كنت قد آمنت بقلبك بالرب ، ونلت الميلاد الثاني فلك أن تعلن أنك خلف باب وضع عليه الدم .. ليس دم خروف عادي بل دم خروف الله .. دم يسوع الثمين .. نعم لك أن تعلن أن الهلاك لن يأتي إليك ، وأن إبليس المهلك لن يقدر أن يؤذي كل ما تضعه بإيمان خلف هذا الباب .. خلف هذا الدم الثمين .. نعم ، لم تكن البهـائم في خطـر لأنها كانت وراء الباب الذي عليه الدم .. ولن يكون أي شئ يخصك في خطر مادمت تضعه بإيمان وراء دم الرب يسوع الثمين .. فدم الرب الثمين يقول إن الله في عهد دائم معك .. عهد للاهتمـام بك ورعايتـك وحفـظك .. لـذا قـالت كلمـة اللـه عـن هــذا الــدم إنـه « دم العهـد الأبـدي [ أي الدائـم إلـي الأبـد ] » ( عب 13 : 20 ) .. أيها الحبيب ، واجه إبليس بهذا الإيمان .. إنك وكـل مـا لـك محمـي .. بسبـب « دم العهـد الأبدي » .. لا تنسَ هذه الكلمات العظيمة المدونة في سفر الرؤيا عن انتصار المؤمنين علي إبليس : « وهم [ المؤمنون ] غلبوه [ إبليس ] بدم الخروف » ( رؤ 12 : 11 ) اعلن هزيمتهم اعلن لإبليس وجنوده هزيمتهم .. أسمعهم الآيات التي تظهر هذه الحقيقة ، وكمثال : • « رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء » ( لو 10 : 18 ) .. • « جرَّد [ الرب ] الرياسات والسلاطين أشـهرهم جـهاراً ظـافراً بهـم فيـه » ( كو 2 : 15 ) .. • « لأجل هذا أُظهِر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس » ( 1 يو 3 : 8 ) .. اعلن سلطانك اعلن لهم آيات الكتاب المقدس التي تقول إن لك سلطاناً عليهم ، وكمثال : • « ها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شئ » ( لو 10: 19).. • « وأقامنا معه وأجلسنا معه في السمـاويات فـي المسـيح يســوع » ( أف 2 : 6 ) .. • « قاومـوا إبليـس فيهـرب منكـم » ( يع 4 : 7 ) .. اعلن تمسكك بامتيازاتك اعلن لإبليس وجنوده الآيات التي تُظهِر امتيازاتك العظيمة التي لك في المسيح .. • إن لك السلام ( يو 14 : 27 ) .. • والفرح ( يو 16 : 22 ) .. • وتسديد كل الاحتياجات ( في 4 : 19 ) .. • والنجاح والازدهار والصحة ( 3 يو 2 KJV ) .. اعلن لإبليس هذه الآيات ومثيلاتها من كلمة الله.. قل له إنها امتيازات وهبها لي إلهي القدير ، لذا لن تقدر أن تسلبها مني .. بهذا تطعنه بسيف الروح الذي يؤذيه أشد الأذي مما يجبره علي الهروب.. « خذوا سيف الروح الذي هو كلمة الله » ( أف 6 : 17 ) فكلمة الله هي سـيف الروح الذي تطعـن به إبليـس .. تذكـر كيـف أجـبر الرب يسـوع إبليس علي الهـروب ، لقـد أسـمعه آيـات مـن الكلمـة ( مت 4 : 4 ـ 10 ) .. اعلن ثقتك في حمايتك المؤكدة بدم الخروف.. اخبر إبليس بأنه سُحق في معركة الجلجثة .. اظهر له سلطانك .. وتمسك بامتيازاتك العظيمة كابن لله مفدي بالدم مكانته « في المسيح » .. هيا اهتف وسبح بكل قوة كواحد من المنتصرين بدم الخروف .. وسيظل إبليس وجنوده دائماً مرتعبين منك ، هاربين من أمامك .. قارئي العزيز .. إن كنت لا تزال في أرض الخطية مُستعبداً لإبليس ، فلا تؤجل .. الرب يدعوك أن تأتي إليه الآن .. إنه الخروف الذي مات بديلاً عنك لأنه يحبك جداً جداً .. هيا إليه الآن .. تحول في هذه اللحظة عن خطاياك .. اقبل محبته لك وموته لأجلك .. اعترف له أنك خاطئ تريد خلاصه .. هيا إليه الآن .. اقبله مخلصاً لك وملكاً عليك .. في هذه اللحظة تولد من جديد .. وتخرج من أرض العبودية .. لا لن يخرجك الرب منها مدمراً .. سيخلقك إنساناً جديداً .. ستنطلق في مجد .. « بذهب وفضة » و « بابتهاج » وسيرد لك كل ما سُلِب منك .. سيُرده أضعافاً .. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() ميرسي كتير للمرور الحلو
|
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مقدمه عن أصل الحروف القبطيه ودراسه نطق الحروف المتحركه منها |
الخروف |
الخروف |
برنامج قطار الحروف لتعليم الحروف للاطفال |
الخروف |