جيشنا خط أحمر
الوطن
لم يكن يتصور أحد أن يأتى اليوم الذى نرى فيه بعض المصريين -خاصة من اليافعين والشباب- يهاجمون جيش بلادهم، وهو النسيج الوطنى، والمصرية الخالصة قلباً وقالباً على مر العصور، قوامه من المصريين فقط، قيادة وجنوداً، لا مكان فيه لعنصر أجنبى، وأبداً لم يكن فى يوم ما جيشاً من المرتزقة الأجانب أو المجنسين.
إذن وطالما الأمر كذلك، فلماذا تحاول قلة من المصريين مهاجمة الجيش الوطنى، وهو العين الساهرة واليد القوية الحارسة والأمينة، وهو الذى يتخندق، جنوداً وضباطاً، فى الثغور على الحدود وفى أعماق الصحراء وفى البحار، ويعيشون ظروفاً قاسية من أجل الذود عن مصر وشعبها غير ضانين بأرواحهم الغالية، فداءً لنا؟
الحقيقة أن تلك الثلة المهاجمة للجيش يمكن حصرها فى فئتين، الفئة الأولى: قلة ضالة منحرفة الفكر، مشوشة العقيدة، خاطئة فى فهم ديننا، قد أضلهم كبيرهم الذى أوجده الاستعمار ودعمه لتكوين جماعته، التى عملت وروّجت هى وما تفرّع عنها من جماعات لخطط الاستعمار وأهدافه الخبيثة التى وجههم إليها وكلفهم بتنفيذها، وتمثّلت فى المطالبة بإقامة خلافة إسلامية لا تتحقق إلا بالقضاء على الجيش والدولة القائمة، وقد أراد الاستعمار بتلك الجماعة، وبهذه الدعوة، وبهذا التحريض، أن يصرف المصريين والدول العربية القابعة تحت نير الاحتلال عن المطالبة باستقلالها وشغلهم بأمر تلك الخلافة، كما أنه كان على ثقة أن مطلب الخلافة هذا صعب المنال والتحقق، ومُفجر للصراعات الطائفية والعقائدية والإثنية.
أما الفئة الثانية فهى الفئة المتضرّرة والناقمة بسبب الظلم والتهميش والإهمال وإهدار حقوقها فى أبسط صورها، بسبب فساد وظلم أنظمة الحكم المتوالية ليس لقناعتها بأفكارها وأهدافها، بل وقوفاً فى وجه من يحكم بسبب ما جرى عليها من ظلم، وهذه الفئة يجب استعادتها إلى حضن الوطن، ولن يتأتى ذلك إلا بنظام حكم يكون دينه وديدنه القضاء على الفساد وتمكين القانون وفرضه على رقاب الجميع بلا استثناء، رئيساً وغفيراً، وتطبيق العدالة فى شتى صورها وتحقيق المساواة بين المواطنين فى كل شىء.
31 - 10 - 2014, 12:56 PM
العرض العادي
