رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شفى يسوع المرضى والممسوسين الكثيرين
في كفرناحوم نصّ الإنجيل ولمّا كانَ المساءُ، جاءوا يسوع بكثيرٍ مِنَ المَمْسوسين، فكانَ يَطرُدُ الأرواحَ بِكَلِمَةٍ مِنهُ، ويَشفي جميعَ المَرضى. فتَمَّ ما أُوحيَ إلى النبيِّ أشَعيا فقال: " أَخَذَ أسْقامَنا وحَمَلَ أَمراضَنا ". (متى 8/16-17) شفى يسوع حماة بطرس التي كانت الحمَّى الشديدة قد استولت عليها. وكان ذلك اليوم سبتاً. وانتظر الناس مغيب الشمس، وفيه نهايةُ السبت وبدءُ الأحد، فأتَوا إلى يسوع بمرضاهم. وكانوا كثيرين. فشفاهم جميعاً. كثرة الممسوسين في كفرناحوم نحن لا نستغرب عندما نطّلع على أنه كان في مدينة كفرناحوم مرضى كثيرون. فالشوارع كانت ضيِّقة، والنظافة قليلة، والطبّ أقرب إلى الشعوذة منه إلى الطبّ الصحيح، ووسائل العناية الصحيّة كادت أن تكون مفقودة. ولذلك كانت الأمراض المتنوّعة منتشرة بكثرة، والمرضى كانوا أعداداً وافرة. أمّا ما يثير دَهَشَنا فهو كثرة الممسوسين، أيْ كثرة الذين دخلت فيهم الشياطين واستولت على أجسامهم وجعلتها مقرّاً لها تنعم بالراحة والاطمئنان. ولماذا دَخَلَت الشياطين في أجسام الكثيرين من أبناء هذه المدينة ؟ إنَ الشياطين لا تدخل إلاّ أجسامَ الكفرة والفاسدين، وأجسامَ الذين استسلموا كلّياً إلى خطايا الإلحاد والزنى والنجاسة وسؤ الأخلاق. لقد كانت مدينة كفرناحوم مدينةً تجاريّة، وخليطاً من اليهود والوثنيّين. وقد تأثّر كثيرٌ من اليهود بعادات الوثنيّين وكفرهم وسوء أخلاقهم، فأهملوا الصلاة وعبادة الله وحفظ الوصايا، فأضحوا شرّاً من الوثنيّين أنفسهم. ورأت الشياطين أنّهم مهيّأون نفسيّاً وجسديّاً لاستقبال الأرواح النجسة فدخلت فيهم واستقرّت، وأخذت تعذّبهم وهم لا يزالون على الأرض. رسالة يسوع رسالة سلام وتعزية وخلاص شعر يسوع بما كان يتحمَّلُ هؤلاء المرضى والممسوسون من آلامٍ جسديّة ونفسيّة، فرضيَ أن يتحمَّلَ هو نفسه هذه الآلام. فأزال عنهم المرض، وأبعَدَ عنهم سيطرة الأبالسة، وأعاد إليهم الراحة والمكانة الاجتماعيّة، فكانت رسالته لديهم رسالةَ سلام وتعزية وخلاص، حقّقتْ نبوءة أشعيا الذي قال : " أخذَ أسقامَنا وحمَلَ أوجاعَنا ". إلاّ أنَّ أبناء هذه المدينة الكافرة لم يستفيدوا من عمل يسوع الخلاصي، فبَقَوا على كفرهم وسوء أخلاقهم. ولذلك وبَّخهم يسوع توبيخاً شديداً وأنذرهم بالدمار والهلاك. قال لكفرناحوم : " وأنتِ يا كفرناحوم أتحسَبينَ أنَّكِ ترتفعينَ إلى السماء (بغناكِ وثرواتكِ) ستهبِطينَ إلى الجحيم (بسبب كفرك وخطاياك). فلو جرى في سَدوم ما جرى فيكِ من المعجزات، لَبَقيتْ إلى اليوم. على أنّي أقول لكم: إنَّ أرضَ سَدوم سيكونُ مصيرُها يومَ الدِّين أَخَفَّ وطأةً من مصيرِكِ ". (متى 11/23-24) التطبيق العملي 1- لاحظْ عناد أهل كفرناحوم وتمسّكهم بالشرّ . كان موقفُهم هذا شبيهاً بموقف الشيطان الذي بقيَ على عِناده وشرِّه فَفَقَدَ سعادة السماء وهبط إلى جهنم، وهو لا يزال متمسِّكاً بعناده وشرّه. فلا تكنْ عنيداً في الشرّ، بل عُدْ إلى الله بالتوبة. 2- إنَّ سِرّ التوبة سِرٌ يغفر لك خطاياك، ويُريح ضميرك، ويجعلك صديق الربّ يسوع. فاقبِلْ على هذا السرّ كلّما شعرت بتوبيخ ِضميرك. 3- واذكر أنّ رسالة يسوع رسالة تعزية للنفس المتألمة. فالتجئْ إليه بالصلاة كلّما شعرت بألَمٍ أو كآبة. فإنّه يساندك في أوان الضيق ويعزّيك في وقت الحزن. |
|