«الفاو» أطفال مصر يعانون من التقزم والبالغين من سوء التغذية
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" أن مصر تعاني من مشكلة مزمنة تتمثل في سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة، والسمنة المفرطة لدى البالغين.
وأعربت الدكتورة فاطمة هاشم، مسئولة التغذية وحماية المستهلك بالمكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، في تصريحات لها بمناسبة الاحتفال بيوم الأمم المتحدة الذي نظم في مصر بحديقة الأسماك، عن قلقها إزاء التزامن بين التقزم وسوء التغذية بنسب عالية في بلد مثل مصر التى تعتبر من البلدان متوسطة الدخل، وأوضحت أن واحدًا من كل ٣ أطفال في مصر دون سن الخامسة يعاني من التقزم وهو عدم الوصول إلى الطول المناسب، مشيرة إلى أن نسبة السمنة في مصر تتجاوز الـ٤٠٪، مما يمثل خطرًا يهدد الإنتاجية والصحة وميزانية الدولة في العلاج.
وأوضحت أن منظمة الفاو تعمل حاليًا في خمس محافظات في صعيد مصر مع النساء والشباب ، لإدخال طرق إنتاج حديثة في الخضر والفاكهة وتربية الحيوانات، مع تقديم التثقيف الغذائي للأمهات والشباب لدمج المعلومات بشأن الأكل الصحي والسليم وتجهيزه في المنزل، مع أيضًا القدرة على إنتاجه لان هناك مشكلة فقر فى المناطق الريفية وهي تتلازم مع سوء التغذية. كما أن مشكلة السمنة المفرطة متلازمة مع الفقر، حيث إنها لا تقتصر علي الأغنياء بل منتشرة أيضًا فى الأوساط الفقيرة بسبب استهلاك أغذية عالية السعرات الحرارية وقليلة القيمة الغذائية.
ولفتت إلى أن النمط الغذائي المصري أصبح غير متوازن يعتمد بشكل أساسي خاصة بين الطبقات الفقيرة على الخبز والزيت والسكر ، وهي أيضًا مواد مدعومة وتحتوي على سعرات حرارية يعتبرها أخصائيو التغذية سعرات حرارية فارغة لا تحتوي على قيمة غذائية، مما يؤدي الي السمنة خاصة مع نمط حياة الحركة والنشاط البدني فيه قليلة.
وأضافت أن منظمة الفاو بصدد الأعداد بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية للمؤتمر العالمي الثاني المعني بالتغذية، والذي تشارك فيه مصر على المستوي الوزاري من ١٩ إلى ٢١ نوفمبر القادم بمقر منظمة الفاو في روما، بهدف التزام الدول بالحد من سوء التغذية عند الأطفال والسمنة لدي البالغين. وسيخرج المؤتمر بإعلان روما للتغذية الذي يلزم الدول بوضع إطار عمل لتخفيف أعباء سوء التغذية، ولفتت إلى أن مصر تأتي ضمن الدول العشر الأولى التي تعاني من السمنة عالميًا، مع أربع دول خليجية أخرى.
وأشارت الدكتورة فاطمة هاشم، إلى أن منظمة الفاو تهتم بالتعاون مع مصر فيما يتعلق بتنمية القطاع الريفي والزراعي والصناعات الزراعية وسلامة المنتجات الزراعية وحماية صحة المستهلك، وأضافت أن المنظمة تقوم بتنفيذ مشروعات تنموية مع الحكومات والمجتمع المدني لتوفير فرص عمل وإنتاج سليم وصحي وصديق للبيئة باستخدام تكنولوجيا متطورة ملائمة للبيئة.
ولفتت إلى أن منطقة الشرق الأدنى تعاني من مشاكل ندرة مياه وتربة مستهلكة بدرجة عالية، مما يجعلها لا تعطي الإنتاجية العالية، فضلا عن قلة الموارد الطبيعية، مضيفة أن الفاو تعمل في هذا الصدد مع الحكومات والمزارعين لزيادة الإنتاجية مع احترام الشروط البيئية.
وفيما يتعلق بحماية المستهلك ، قالت الدكتورة فاطمة هاشم، إن هناك نقصًا كبيرًا بالوعي بحقوق المستهلك في مصر والدول العربية ، وهناك حاجة كبيرة لتطوير نظم الرقابة على الأغذية لتكون قادرة على التعامل مع كل المستجدات ، حيث تحتاج دائما الدول العربية إلى فترة زمنية لمواكبة العلم مما يجعل المنتجات الجديدة التي تدخل أسواقها غير خاضعة للرقابة المطلوبة.غير أن الدول العربية ومصر حاليًا تجري تطوير لأنظمتها الرقابية ولكن ذلك يحتاج إلى وقت، وبصفة عامة المواصفات في مصر أصبحت مطابقة للمواصفات العالمية وخاصة دستور الغذاء العالمي كوديكس. فضلا عن البدء في تطوير الرقابة على المنتج النهائي وعلى سلسلة الإنتاج.
ولفتت إلى أن الفاو تعمل فيما يتعلق بدعم حماية المستهلك مع الحكومات والقطاع الخاص لتعزيز الرقابة على النوعية والجودة.