نشر تحقيقات النيابة فى واقعة الاعتداء الجنسى على «الأيتام»

[Mary Naeem]

نشر تحقيقات النيابة فى واقعة الاعتداء الجنسى على «الأيتام»

الوطن
قُدر لهم أن يكونوا أيتاماً، فى مجتمع لا يرحم، سكنوا داراً للتأهيل لتعوضهم عن حنان الأسرة، فكانت النتيجة ذلاً وإهانة واعتداءً من قبَل قلة غابت ضمائرها، رضوا وصمتوا لقلة حيلتهم، وانصاعوا لحياة بائسة لم ينقذهم من براثنها سوى ضمير مشرفة متطوعة قامت بإبلاغ النيابة العامة حول وقائع اعتداءات جنسية على الأيتام فى دار أيتام المستقبل بمحافظة الإسماعيلية.
ماجد السيد بدأت الكارثة ببلاغ تلقاه المستشار هشام حمدى، المحامى العام لنيابات الإسماعيلية، من إحدى المشرفات بالدار، تدعى «داليا محمد صبرى»، أفادت خلاله بأنها شاهدت بعينيها وسمعت بأذنيها ما يؤكد وقائع اعتداء جنسى يُمارس على الأطفال داخل مبانى الرعاية، بطلها مشرف بالدار، مات ضميره وقسا قلبه ولم يجد سوى جريمته الشنعاء ليشبع رغباته الشاذة.
لم يكن بلاغ المشرفة التى أعلنت رفضها ومواجهتها لهذا الوضع البائس إلى المحامى العام، هو الخطوة الأولى التى قررت اتخاذها، ولكنه جاء بعد تقدمها بشكوى إلى مدير المؤسسة، محمد إبراهيم، الذى نهرها وطردها خارج مكتبه، رافضاً التعليق على ما بدر منها، ما دفعها للجوء إلى مؤسسة العدالة لترفع العذاب عن هؤلاء الأطفال.
نوبة بكاء هيستيرى للضحايا أمام النيابة.. وأحدهم للمحقق: «ممكن أحكيلك بس فى ودنك يا عمو» وبالفعل استجابت النيابة العامة لبلاغها، وبانتقال فريق شمل سمير زغلول، وشادى راتب، وكيلى نيابة المركز، تم رصد حالة الدار، التى أثبتت وجود إهمال جسيم بدورات المياه والمطبخ وافتقارهما إلى النظافة، بالإضافة إلى إلقاء ملابس الأيتام على الأرض فى انتظار من يأتى لتنظيفها، ومن هنا بدأت النيابة فى اتخاذ إجراءات التحقيق بعد ساعات متواصلة من البحث وجمع المعلومات وتجميع الأطراف الجانية والمجنى عليها بجانب استدعاء مدير الدار وعدد من المشرفين.
المتهم وحيد على كامل جاء مشهد فتح التحقيقات، هو المشهد الأكثر تأثراً، حيث انخرط الأطفال فى البكاء وانتابتهم حالة من الخوف أمام فريق النيابة، ولم تجف دموعهم طيلة فترة التحقيق، وما بين الإصرار على رفض الاعترافات أو الحديث أكدوا للنيابة قائلين: «طيب ممكن يا عمو نقولك إيه اللى حصل بس فى ودنك». بدأت التحقيقات بالاستماع إلى إحدى المشرفات المتطوعات بالعمل داخل الدار، وهى سماح مختار عبدالحافظ، التى أكدت وجود جرائم انتهاك لعرض الأطفال وتؤكد وجود اعتداءات جنسية متعددة، فيما لم يقم أى طفل بالاعتراف إلا حينما شعروا بالأمن والأمان فى وجودها.
التحقيقات: تورط مشرف الدار مع اثنين آخرين فى وقائع الاعتداء على الأطفال أكثر من مرة تحت التهديد وبعد انتهاء النيابة من السماع لأقوال المجنى عليهم والشهود، بدأت فى التحقيق مع المتهم الأول سعيد.ش.س، 18 عاماً، الذى اعترف بقيامه بالاعتداء الجنسى على أحد الأطفال داخل الدار يدعى فرح.ح، 12 عاماً، حيث اعترف المتهم قائلاً: «قمت بتجريده من ملابسه وهددته بالضرب والتعذيب لأنه رفض فى البداية ثم استجاب ومارست معه الجنس مرة واحدة».
وبسؤال «فرح»، المجنى عليه، قال إن «سعيد» قام بالاعتداء عليه وممارسة الجنس معه أكثر من 10 مرات على فترات متباعدة تحت التهديد والإرهاب، وتابع أنه كان يصطحبه إلى أحد المبانى التابعة للدار والخاص بالرعاية اللاحقة للأطفال تحت 12 عاماً، وأشار إلى أنه اعتدى عليه مرة أثناء نومه، كما أنه اصطحبه إلى المطبخ ومارس معه الجنس فى إحدى المرات.
فيما اعترف المتهم الثانى وحيد.ع.أ، 19 عاماً، بمشاهدته المتهم الأول وهو يمارس العلاقة الجنسية مع ذات الطفل، قائلاً للنيابة: «يا باشا أنا شفت سعيد مع فرح وبيعمل معاه قلة أدب وأنا اتخانقت معاه وقلتله حرام عليك كده عيب وغلط وحرام كمان». وواصلت النيابة تحقيقاتها مع «وحيد»، الذى اعترف باعتدائه على الطفل ماجد.أ.ك، 12 عاماً، وقال: «قمت باستدراجه إلى داخل حجرتى الخاصة وجردته من ملابسه، وهى مرة واحدة يا بيه ومكررتهاش تانى».
وقال الطفل الضحية «ماجد»: إن «وحيد» اعتدى عليه أكثر من 10 مرات وليس مرة واحدة، واعتدى أيضاً على شقيقه «ناجى»، الذى هرب من المبنى، وأضاف أن «وحيد» استدرج «ناجى» إلى مبنى الإيواء واعتدى عليه فى حجرته الخاصة، وأضاف: «وحيد بعد ما عمل كده فى ناجى شافه مشرف بالدار اسمه أسامة وأبلغ مدير الدار بابا محمد إبراهيم وبلغ الجيش والجيش جه عندنا وحلق شعر وحيد زيرو واتكلموا معاه وخلاص».
أما المتهم الثالث فى واقعة الاعتداء الجنسى على الأطفال بدار الأيتام عماد.ك.م، 18 عاماً، فأكد فى أقواله أنه شاهد «وحيد» أكثر من مرة يعتدى على عدد من أطفال الدار ويمارس معهم الرذيلة، فيما قاطعه طفل يدعى معتز.ت.ف، 12 عاماً، وتقدم إلى رجال النيابة وقت الاستماع إلى أقوال «عماد» وأكد أن الأخير قام بالاعتداء عليه مرتين فى يوم واحد منذ ما يقرب من 3 أسابيع مضت، وقال إنه اشتكى لمشرفة تدعى سماح مختار عبدالحافظ، التى تعمل متطوعة، وبناء على الشكوى اصطحبت كلاً من «عماد» و«معتز» إلى الطبيب طارق حمادة، مفتش الصحة بالشيخ زايد، وقام بإجراء التوقيع الطبى على الطفل، وأكد تعرضه لاعتداءات جنسية، وكان ذلك على وجه التحديد فى تاريخ 30 سبتمبر الماضى، وبمواجهة «عماد» أنكر تماماً صلته بالواقعة، وأوضحت تحقيقات النيابة أن المشرفة طالبت الطبيب بإعطائها التقرير الطبى الذى يؤكد تعرض الطفل لاعتداء جنسى فرفض وأكد أنه سيقوم بإرساله إلى مدير الدار.
وهنا قامت النيابة بفحص جميع أوراق الدار وتبين أن المدير قام بتشكيل لجنة ثلاثية لبحث الشكاوى بشكل عام وتم التحفظ على الشكوى التى أكدت واقعة الاعتداء الجنسى وتم إرسال شكاوى تؤكد وجود تحرش بالأطفال فقط إلى مديرية التضامن الاجتماعى دون وجود أى رد فعل.