رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وجوه بريئة بين أنياب «الكلاب الضالة»
الوطن لم تكف الحملات ولا الاستغاثات التى أطلقها سكان منطقة المقطم منذ فترة لحمايتهم من الكلاب الضالة التى تنهش أجساد الأطفال، وتصيب بعضهم بإعاقات مستديمة، فقرروا إنتاج فيلم وثائقى يحكى معاناتهم، ربما يصل إلى أحد المسئولين ويرق قلبه للأطفال الذين تقطعت أجسادهم تحت أنياب الكلاب المسعورة التى ترتع فى شوارع المقطم حتى حولتها إلى منطقة غير جاذبة للسكان. أم ترقد إلى جوار طفلها الذى نهشت الكلاب عظام وجهه، وتبكى على آلامه وصراخه الذى خرج إلى طرقات المستشفى، وأم أخرى تتلقى اتصالاً هاتفياً بأن ابنها نُقل إلى المستشفى بعد أن عضه كلب ضال فتهرول إليه باكية، وسيدة عجوز تسير صوب منزلها صباحاً، فتصبح مركزاً لدائرة من الكلاب أحيطت بها فتصرخ وهى ترى الكلاب تلهث نحوها، وأطفال يلعبون وضحكاتهم تملأ المكان قبل أن تهاجمهم مجموعة من الكلاب فيفرون هاربين تاركين أحدهم بين أنياب كلب. هذه نماذج من القصص المفزعة التى احتواها الفيلم الوثائقى «الهضبة»، الذى لخص المشكلة كلها فى مجموعة مشاهد صادمة. ويقول على الشافعى، مسئول حملة «أنا من المقطم»، وصاحب فكرة الفيلم الوثائقى: «محدش من المسئولين بيتحرك، والكلاب سيطرت علينا، لا عارفين نخرج ولا ولادنا يروحوا مدارسهم». ويوضح «الشافعى» أن «انتشار الكلاب بصورة كبيرة وتعدد حالات إصابة الأطفال بسببها وتخاذل المسئولين بالحى وإهمالهم للقضية، دفع أهالى المقطم إلى التحرك بأنفسهم، والمساهمة فى حملات التوعية للحد من خطورة المشكلة، حتى وصل الأمر إلى ملاحقة الكلاب»، ويضيف أنه «على مدار سنتين نعانى من الكلاب وحاولنا بكل الطرق التخلص منها، لكن الحقيقة هى اللى قعدتنا فى بيوتنا». مؤكداً أن كثيراً من أهالى المقطم يمتنعون رغماً عنهم عن الخروج بسبب الخوف من افتراس الكلاب لهم فى الطريق. أخر تظهر عليه الإصابات «تشوهات مختلفة فى الجسم أصيب بها عدد كبير من أطفال المقطم وزوارها، تصل تكلفة علاج الواحد منهم إلى 30 ألف جنيه، بعضهم لديه تشوه شديد فى الوجه والجمجمة، وبعضهم فى أنحاء متفرقة من الجسم»، يكمل «الشافعى»، مؤكداً أن فكرة الفيلم تهدف إلى توثيق الحالات حتى لا تذهب حقوقهم هباء، ويقول: «وثقنا الحالات يمكن حد يحس على دمه ويستجيب لينا وينقذ أطفالنا». لم يكتف سكان المقطم بالحملات ولا الفيلم الوثائقى، بل أقاموا دعوى قضائية ضد رئيس حى المقطم ومدير مديرية الطب البيطرى لأنهم -حسب سكان المقطم- لم يعترفوا بالمشكلة ولا تصدوا لها، وقال أحد السكان: «سيبونا مننا للكلاب نتصرف معاهم لوحدنا، ومحدش بيقولنا الحيوانات المفترسة اللى بتهاجمنا هنا دى كلاب ولا حيوانات أخرى تشبه الكلاب». وأضاف: «قبل كده الحى عمل حملة وماتت الكلاب الضالة وبقيت الكلاب المفترسة اللى بتهاجم أى شخص يمر بجوارها، إحنا تعبنا ومش هنعمل حاجة تانى». الشيخ سعيد، مؤذن أحد المساجد بالمقطم، وجد الطفلة «مريم»، 3 سنوات، التى عقرها كلب أثناء انتظارها لجدها أمام المسجد، أكد أن الكلاب «المسعورة» تسبب حالة من الذعر لجميع الأهالى بالمنطقة، فالمسجد الذى كان يمتلئ بالمصلين فى صلاتى المغرب والعشاء، أصبح خاوياً على عروشه بسبب سيطرة هذه الحيوانات المفترسة على شوارع وميادين المنطقة ليلاً: «بنت ابنى اتعودت تجيلى بعد الصلاة ونروح سوا، خرجت من باب المسجد لقيتها واقفة ووراها 8 كلاب، مفكرتش إنهم هيهجموا عليها، وفجأة لقيتهم سحبوها لورا وبسرعة رهيبة لقيتهم بينهشوا فى لحمها، مستنتش ألبس جزمتى وجريت أنا والمصلين ولحقنا مريم على آخر لحظة بعد ما بهدلوا عمودها الفقرى»، وأضاف: «النساء ساعدتنا وخرجت من الشبابيك بحلل المطبخ وبعض جيران المسجد ضربوا نار فى الجو يمكن يخوفوهم». من جانبه، قال عبدالسميع وهدان، رئيس حى المقطم، إن جميع العاملين بالحى يعملون على قدم وساق للقضاء على هذه النوعية من الكلاب التى تهاجم المواطنين بين الحين والآخر، التى لم يُستدل على نوعها وعلى سبب مهاجمتها للمواطنين حتى الآن: «موضوع الكلاب ده شخصى ونهايتهم قريب، ومش هسمح لحد تانى يتعض بسبب شوية كلاب»، مؤكداً أن المنطقة الجبلية هى التى تتسبب فى دخول الكلاب للمناطق الآهلة بالسكان: «الكلاب بتيجى متوحشة من الجبل وبتهجم على الناس، عشان كده الكلاب عندنا غير الكلاب فى أى منطقة تانية». ولفت رئيس الحى إلى أن لديه بندقية صيد يتجول بها بين الحين والآخر فى المناطق الجبلية التى تحوى تلك الكلاب ويطلق عليها النار لقتلها، إلا أن أعدادها الكبيرة ونفوق بعضها إلى جوار المأكولات المُسممة دفع بعضهم لعدم تناول المأكولات التى توضع فى الجبال من أجل القضاء عليها: «الكلاب أذكى مننا ولازم يكون فيه حل، والمشكلة مش مشكلة الحى لوحده لازم السكان يساعدونا عشان ننضف المقطم». |
|