الأطعمة المحفوظة «قنبلة موقوتة» تدمر صحتك
مع التقدم الحضاري الذي نعيشه.. انتشرت أصناف الأطعمة والمعلبات الغذائية المحفوظة التي قد يدخل بها ألوان وأصباغ صناعية لتضفي عليها نكهات ومذاقات مميزة، هذا بالإضافة إلى قبولها من ناحية ربة البيت لكونها سهلة التحضير والطبخ، ولا سيما الأطفال الذين يتناولونها بإفراط دون معرفة حجم الأضرار والمخاطر الصحية المترتبة على تلك المنتجات المشبعة بمواد كيميائية هدفها حفظ المأكولات ضمن درجة حرارة معينة، ولفترة زمنية محددة.
لذا تحاول شبكة الإعلام العربية “محيط”، إلقاء الضوء على الأضرار الصحية التي قد تنتج من جراء تناول الأغذية المعلبة خلال هذا الحوار مع الدكتورة شيماء محمد عبد الرحمن استشاري علاج السمنة والنحافة والتغذية العلاجية.
ما هى الأغذية المحفوظة ؟
الأغذية المحفوظة هى عبارة عن أغذية أضيفت لها مادة حافظة أو مواد ملونة أو مواد منكهة بقصد إطالة عمر الأغذية لفترة أطول، وهذه الأغذية قد يوجد بها من مواد حافظة مضافة إليها تسبب أمراض خطيرة على الإنسان.
ما خطورة المواد الحافظة على صحة الإنسان ؟
خطورة هذه المواد ناشئة عن أنها لا تعطي التأثيرات سريعاً على جسم الإنسان، بحيث يتدارك الفرد خطورتها ويبتعد عنها، كما أن خطرها يكون أشد على الأطفال لطبيعة ما يتناولونه من حلويات وشيبسي وعصائر مختلفة تضاف إليها المواد الملونة والحافظة لإعطائها القبول لدى الأطفال، كما أن مداومة الأطفال على هذه الأطعمة وفي هذه السن الصغيرة يعجل في ظهور أعراض التلف الذي تسببه المواد الكيميائية بشكل مبكر.
فأضرار المواد الحافظة والملونة نادراً ما تكون سريعة الظهور، إذ أنها تعتمد على التراكم والتأثير على المدى الطويل، وقد تبين بالبرهان الأكيد ما لهذه المواد من تأثير على الجسم البشري، غير أن قلة منها مثل هذه الأرقام غير ضارة والمدونة تحت اسم “E100 وE101 وe161 وE301 وE421”.
كما ثبت أن بعض المواد تسبب مرض السرطان على المدى الطويل ومنها “E211 وE110 وE120 وE330 وE215”.
أما التي قد تؤثر على البشرة “E311 وE250 وE231” ، وبعضها قد يؤدي لارتفاع ضغط الدم مثل “E30 وe321”، كما أن هناك أنواع أخرى تسبب زيادة في كوليسترول الدم مثل “E320 وE463 وE466”.
فاستهلاك هذه المواد بكميات كبيرة يحدث تراكماً لها في أنسجة الجسم مما يؤدي إلي حدوث الأورام، كما أن بعض المواد الحافظة التي تحفظ الطعام من الفساد مثل مادة “البنزويت” التي تحدث مشاكل في الكبد وهو العضو المسئول عن التخلص من المواد السامة التي تدخل الجسم فتسبب له الإجهاد، كما أن الأطعمة المحفوظة المختزنة لفترات طويلة قد تتعرض للفساد بمعني أن كثيراً من معدومي الضمير يغيرون تاريخ الصلاحية بعد انتهائه مما يشكل مركبات شديدة الخطورة على صحة الإنسان
وأوضحت الدكتورة شيماء أنه مع تطور صناعة المنتجات الغذائية قد نلاحظ أعراض جانبية كالصداع، الغثيان، القئ، الإسهال والحساسية وغيرها، كما أن زيادة استهلاك المواد حافظة وأصباغ الطعام خلال التصنيع تكون في بعض الأحيان مضرة ومسببة لأمراض سرطانية.
لذا القانون يفرض على كل شركة تصنيع للأغذية المحفوظة نشر تركيبة المنتج على العبوة وعادةً ما يكون النشر في خلف العبوة، من خلال الانتباه للتركيبة المكتوبة على العبوة.
ويمكن للمستهلك أن يتعرف عليها عندما يجد علامه “E” فهذا الرمز يدل على إجازة المادة المضافة من جميع دول الاتحاد الأوروبي لسلامتها، وإضافتها بالتركيز المتفق عليه لعدم حدوث أي آثار سلبية، ويمثل هذا التركيز ما يتناوله الفرد يومياً طوال حياته دون إضرار بصحته.
هل يوجد قيمة غذائية للأطعمة المحفوظة ؟
تفقد الأغذية المعلبة قيمتها الغذائية عند التعليب، وذلك بسبب الحرارة العالية المستخدمة في التعقيم, حيث يحدث إهداراً في القيمة الغذائية للبروتينات نتيجة تحللها بسبب الحرارة العالية، كما أن الحرارة الزائدة تؤثر سلباً على بروتينات اللحوم فتزداد كمية “الأمونيا” فيها, هذا بالإضافة إلى تعرض البروتينات المسؤولة عن الطعم والنكهة إلى تغيرات كيميائية معقدة، ومن هذه المواد “الجلوتامين” و”الجلوتاميك” و”الجلوتاتيون” والتي تتفكك نتيجة التعقيم، كما أن للتعقيم تأثير مباشر أيضاً على المواد الدهنية محدثة تحلل بسيط فيها مما يؤدي ذلك إلى زيادة نسبة الأحماض الدهنية الحرة.
أما الفيتامينات فتنخفض قيمتها الغذائية بنسبة 40-70 % في الأغذية المعلبة، فكلما زادت درجة الحفظ وحدته قلت القيمة الغذائية، فمثلاً ثمرة الجوافة تحتوي على نسبة 100% من فيتامين “سي” وإذا تم حفظها تفقد 50% من هذه النسبة، وإذا تم الاحتفاظ بها لمدة طويلة تقل النسبة إلى الصفر، ولهذا فالعصائر الطازجة أفضل.
كما تستخدم أملاح النترات والنتريت في بعض منتجات اللحوم المصنعة والتي تعطي لوناً أحمر زاهي قد تؤدي لحدوث أضرار صحية ناتجة عن تكوين مواد ضارة بسبب تفاعلها مع بعض مكونات اللحوم خصوصاً طهيها، وهناك اتجاه الآن لخفض نسبة النتريت المسموح بها.
وبشكل عام، أوضحت شيماء أن الحفظ في الثلاجات أو بالتبريد أو بالمواد الحافظة حتى المواد الآمنة له أضرار كبيرة على الصحة، لأنها توضع لمنع نمو البكتيريا والفطريات وتقلل التلوث الخاص بالمادة، وهى تحفظ الطعام المحفوظ من نسبة التلف الذي تم تجميده وحفظه وبعض الألبان يمكن أن يضاف إليها مواد حافظة لأنها تتأثر بالفطريات والجراثيم التي تسببها، ولهذا نؤكد على أهمية تناول الأغذية الطازجة قدر الإمكان للاستفادة من قيمتها الغذائية.
كيف نحمي أنفسنا من تناول الأغذية المحفوظة ؟
تنصح شيماء بضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن تلك النوعيات التي تدخل فيها كميات كبيرة من تلك المواد المضافة، خاصةً الألوان الصناعية بالحلوي التي يقبل عليها الأطفال واستبهدالها بالفواكه والخضراوات الطازجة، والمنتجات الطبيعية النقية.
وإعداد وجبات بالمنزل للأطفال تحل محل هذه المأكولات وتقديمها بشكل محبب كالمعجنات والحلويات مزينة بمواد طبيعية وتقديم الفواكه على شكل سلطات ومأكولات مثلجة وغيرها، وحصول الأطفال على الغذاء الصحي المتوازن، كما تنصح المرأة المرأة الحامل بالابتعاد نهائياً عن المواد الحافظة، خاصةً تلك التي تحتوي علي نيترات الصوديوم حتي لا تؤثر على نمو جنينها وتضر بصحته أو تودي بحياته.