رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انعامات الله "٢" كلمة من عظة لنيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط ١٥ / ٣ / ١٩٩١ ١٤ أكتوبر ٢٠١٤ بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين †ربنا انعم علينا بنعم كثيرة ولأجل هذا علمتنا الكنيسة أن نصلى ونشكر على هذه النعم فنحن بنتدى صلواتنا بالقول ” فلنشكر صانع الخيرات … لأنه سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا اليه وأشفق علينا … ” ربنا فى محبته بينعم علينا بعطاياه ليس لاستحقاقاتنا ولكن عطاياه مجانية ……. † المسيح جه وأعطانا نعمه البنوه .. احنا اولاده .. احنا احباؤه .. احنا المسيحيين دعينا على اسمه .. هوه المسيح ونحن المسيحين .. احنا اتباع يسوع .. اعظم عطية فى الحياة أن نكون اتباع الملك المسيح .. الذى صلب لاجلى ولأجلك .. المسيح دفع الثمن عنى وكان ضامنا لى وأخرجنى من السجن وردنى الى الحياة الأبدية .. اعطانى حياة روحية ، حياة أبدية .. هوه فيه عطية أعظم من الملكوت؟ .. لنتأمل معا .. اللص كان على الخشبة بيتعذب .. لم يتلفظ الروح بعد .. واليهود علشان يخلصوا قوام منهم هوه وزميلة قالوا : ننتهى منهم اكسروا سيقانهم علشان ما يقعدوش للسبت .. لأن السبت ده كان مقدس للرب .. ما ينفعش تقعد الأجساد على الصليب .. هذا اللص المكسور الساقين المدغدغ .. يبص يلاقى نفسه فى الملكوت .. يبقى واحد من أبناء الملكوت .. يبقى فى الوليمة السماوية .. يا ترى مين يقبل يكون مع اللص اليمين .. ومين يرضى لنفسه يكون مع اللص المتعوس التانى اللى استمر فى مجاملة الناس والحكام .. قالك نشتم معاهم .. عسى أنك لما تبين الحماس أمام الحكام يقولوا عليك ده جدع .. والعالم برضو بيجامل المجرمين .. وكتير من الناس اللى بيكونوا فى مراكز ومناصب مهما كانت أعمالهم رديئة .. ومهما كانت فضائحهم معروفة لكن الناس بتخضع ليهم وبتجاملهم وبتتمسح فيهم .. لكن الراجل اللى بيكون مستقيم وكويس وفقير ده منبوذ وماحدش يقرب منه .. † ومع ذلك انا طرحت السؤال : مين اللى يريد ان يمشى مع ذلك اللص المتعوس اللى خسر الملكوت ؟ طبعا كل واحد مننا هايقول : لا انا مالى ومالة .. أنا ها ابعد عنه ما اعرفهوش .. طب ترضى تكون مع اللص اليمين .. يقول ايوه لانه الله انعم عليه مين يكرة يكون معاه .. لان احاسيسه ومشاعره ووقت الضيقه والمذله استطاع ان يعلن ايمانه بالمسيح رغم استهزاء الكل به .. وشاف زميلة وهوه بينكر .. وصداقته مع زميله اصبح ملهاش قيمة عنده وآمن وطلع الفردوس. † نقرأ فى الانجيل عن القائد الأممى .. البعيد عن الايمان بالمسيح .. شاف المسيح اللى بيضع المعجزات .. عنده غلامه فى البيت مريض .. عاوز يوصل للمسيح علشان ينعم عليه بنعمه الشفاء .. ياخد العطية دى .. طب كيف يصل للمسيح .. القائد رغم عظمته مايقدرش يصدر اوامره للمسيح ويقول انا القائد وانت والشعب تباعك خاضعين لحكمى طبعا يقدر لكن لا لا … ده انكسر وأتذلل وراح يتودد للجماعة وارسل البعض للمسيح علشان يتوسطوا له ويقولوا ليسوع من فضلك القائد ده رجل كويس وبيعمل اعمال طيبة للشعب وهوه اللى بنى لنا المجمع وغلامه فى البيت مريض وبيطلب أنك تذهب اليه وتشفيه .. يسوع لم يرفض .. وهوه ماشى فى الطريق وقبل ما يوصل للبيت .. أدار القائد الكلام فى مخة .. لم يعتز بانه فى مركز عظيم وأن المسيح قبل الدعوة .. استكتر على نفسه أن يأتى المسيح لغايه عنده قال .. أنا ما استحقش .. أن ما استاهلش يجى لغاية عندى ! قال لاعوانه الحقوا قوام .. قولوا للمسيح أن ما استحقش تدخل تحت سقف بيتى .. ما أستاهلش ده وأنت فى مكانك قل كلمة .. كلمة فقط سيبرئ غلامى .. أنا واثق أنك تستطيع أن تنعم عليه بنعمه الشفاء من غير ما تجيئ للبيت .. أنا فى قيادتى أقول للكتيبة بتاعتى تعالوا هنا أو اذهبوا الى هنالك .. كل الكتيبة اللى تحت سلطانى تنفذ أوامرى وتطيع فورا بغير مراجعة .. † المسيح اللى تخضع له الأرض وسكانها وكل القوات الروحية السماوية .. هوه يستطيع أن يأمر بالشفاء .. فوراً يتم الشفاء .. قول كلمه فقط فيبرأ غلامى .. ويتعجب المسيح من ايمان هذا القائد ومن خضوعه واتضاعه .. وقال حسب ايمانك ليكن لك .. فبرأ الغلام من تلك الساعة والقائد ليه استحق النعمة ؟ لاتضاعه ولخضوعه .. † احنا فى نعم كثيرة ربنا بيعطينا لنا .. قد لا ندركها .. يقول ايه الكتاب .. انسان فى كرامه ولا يفهم يشبه البهائم التى تباد .. يعنى واحد فى كرامه ، وفى نعمه ومايحسش بيها وما يدركهاش .. ومخة مليان بالعالم ومشاكل العالم وعطاياه المرزوله التى لن تفيده وكل اهتماماته بيها ويشقى وراءها.. وما ينظرش للنعمة السماوية الحقيقية يبقى انسان فى كرامه ولا يفهم يشبه البهائم .. تبقى النعم والموائد السماوية المقدمة لنا ،العطايا مجانية لما نغمض عيوننا عنها ولا نسألش . يبقى ايه شأننا !! يبقى برضو زى البهيمة تباد .. يبقى اللى فى نعمه ويدوسها مش كويس . † أنت مسيحى تبقى تعيش ابن المسيح .. أنت مسيحية بتبقى بنت للسماء .. ويبقى كلنا أبناء للملكوت .. وهذه النعمة المجانية التى أنعم بها الملك علينا لابد أن نحرص عليها ونهتم بها وندقق كثيرا فى الحفاظ عليها ولا نبددها .. يقولوا عن الابن الضال بدأ يبدد معيشتة بعيش مسرف .. يعنى يبدد عطيته ( ماله ) بعيش مسرف .. واحد آخر يقول ( يا شيخ سيبك ؟ ) ، والثانى يخاف يظهر مسيحيته طب بلاش دى؟ يتصرف تصرفات لا تليق بأبناء النعمة يبقى فاقد النعمة والبنوية .. بيبقى ذى اللص الذى لم يؤمن ، .. يبقى ذى الابن الضال اللى بدد عطايا ابوه والأب يعيش .. يبقى مسرف ما بين المنحرفين والمجرمين .. يبقى احنا فى الحالات دى لما الله يصدر أوامره بالطرد وعدم دخول السما أو الفرز ذى الانسان الذى لا يرتدى ثياب العرس .. يبقى يقول المثل : “باين عليه مش وش نعمه ” ؟! بينطرد بره .. يبقى ده استحقاقة حكم صريح ومضبوط .. فان كان الملك قد أصدر حكم بالبراءة المجانية ودفع الثمن .. يبقى احنا نهمل ونسرف فى أخطاءنا .. ومانرجعش نتوب . † الراجل المطروح عنه البركة والرب شفاه .. هل كان يستحق ! ابداً ده كان خاطئ ويستاهل اللى فيه .. لكن بعد ما المسيح شفاه قال له : لا تعود تخطئ لئلا يكون لك أشر .. يعنى اللى ينعم عليه ربنا بالغفران ويأتى به الى الكنيسة ويتوبه لازم يكون يقظ لنفسه ويكون صاحى لروحه وما يبددش نعمه التوبة اللى أعطيت ليه .. لما المسيح شفق عليه وأعطاه نعمه الاشتراك فى التناول ويقول له أدى جسدى خذه ، ودمى أشربه ويجعلنى اتحد به .. هل افترق عنه ؟ .. طب ما النعمة تفارقنى .. فارقت النعمة شاول الملك قديما لخطاياة ، لعدم طاعته للوصية .. لما فارقته النعمة يحتله ابليس .. يأتوا بداود الصبى علشان يعزف له بالمزمار فيرتاح .. والشيطان يرجع له تانى .. لأنه حقيقة هوه يستحق أن يبقى الشيطان جواه .. مين فينا يقبل ده ؟ مين فينا يقبل أن يحتل الشيطان أعماقه ويبقى خاضع لأوامره .. لما يدخل الشيطان القلب ويحتلة .. يبقى الانسان ( ملك للشيطان ) .. يبقى كده ضاعت حياته وراح عليه الملكوت .. † يبقى اذن أنا أحرص على النعمة التى تؤازرنى فى الطريق وتحفظ سلامه حياتى الى أن أصل الى الأبدية السعيدة التى نترجاها من كل مسيرتنا التى نعبر فيها هذا الطريق .. فى الوادى اللى احنا عابرين فيه .. † يبقى كلنا بندور على النعمة دى ونقول يا رب احفظ نعمتك جوانا – لما بتترمى لقمة خبز على الارض – قطعة خبز بدون قصد – على الأرض ولا تراها .. يأتى آخر ويحملها ويقول لا دى ( نعمه ) خسارة .. يعنى بيشعر أن هذه ( قطعة الخبز الصغيرة ) من نعم السماء .. † المرأة الكنعانية لم تكن من شعب الله قديماً او من الشعب اللى جاء منه المسيح وابنتها كانت مريضة .. أيه اللى حصل ليها .. جاءت الى المسيح وطلبت شفاء ابنتها فرد عليها المسيح بمثل كان شائعا فى ذلك الحين بأن الجماعة اللى بتوع الأمم دول مش من شعب الله اليهود كانوا يقولون عنه أحنا مالناش دخل بيهم ” دول كلاب ” يعنى كان اليهود بيحتقروهم وده كان مثل شائع فى ذلك العهد .. فقال لها المسيح ( ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب .. ) يعنى تقدمه العطايا والنعمة والخبز لا يعطى لمثل شعبها .. المرأة فى اتضاعها تقول ( يا سيد والكلاب أيضا تأكل من الفتات الساقط من موائد اربابها ) .. أنا بأقبل .. أعطينى الفتات .. المسيح قال ده ايمان غير عادى .. عظيم ايمانك يا امرأة .. لم أجد ولا فى اسرائيل اللى هوه شعب الله ايمان بمقدار هذا .. ليكن لك كمثل ايمانك .. فشفيت ابنتها فى تلك الساعة .. يعنى هيه الغريبة اعترفت و باتضاع وخضوع وطلبت الفتات وقالت انا هأقبله .. فأعطاها الرب وأنعم عليها .. † نحن أعطانا الرب مش الفتات لأ .. أعطانا ذاته ، أعطانا نفسه علشان نأخذه هوه ونأكله ونعيشه .. بطرس يقول يسوع الناس تركوك لأن كلامك كان غامض عليهم ومش مفهوم لديهم فقال له يسوع وأنت هل تريد أن تذهب أيضا معهم .. ايه اللى مقعدك معايا .. قال له بطرس الى من يا رب نذهب يارب وكلام الحياة الأبدية عندك قال لا لا ..ده احنا لانتركك ابداً يعقوب فى طريقه الى بيت أبيه اسحق فى كنعان .. ظل يصارع ، ويصارع ويقول آه دى قوة اعظم منى رغم اننى قوى .. دى قوة عظيمة وكبيرة لا أنا مش هاسيبك ان لم تباركنى .. صحيح كانت القوة أعظم منه وهو يصارع فانكسر حق فخذه .. كانت قوة كبيرة عظيمة لكنه قال لن أطلقك ان لم تباركنى . † احنا بنطلب البركة السماوية والنعمة الالهية اللى تؤازرنا لغاية ما نوصل بسلامه الى الأبدية .. لكن اذا كنا دايما هانجرى ورا العالم ، العالم مش هيفيدنا لأن احنا مش من العالم .. يا جماعة احنا ضيوف مؤقتين .. غرباء وعابرين لهذا الطريق لكى نصل لوطننا السماوى .. والمسيح هو طريقنا فعلينا أن نجاهد والنعمة تملأ قلوبنا . معلمنا بولس الرسول صادفته مشاكل ومتاعب الجسد ، ومتاعب الخدمة .. كان تعبان وبيربط عينيه بالمناديل والأربطة وحاله حال .. والناس كانت بتأخذ الأربطة دى بركة وبتشفى أمراضهم .. هو مسكين قاعد تعبان .. يشكى ويتألم يسوع يقول له تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكمل .. الضعف اللى انت فيه تكون فيه صورة الكمال فعلينا أن نلتمس نعمه يسوع وبركاته المجانية وبنقبلها فى قلوبنا لكى يبقى لنا الايمان الكامل باسمه ويبقى لنا اسمه الحلو تاج لروؤسنا ، وحياة لأرواحنا .. وهو القادر على كل شئ يحفظنا غير عاثرين حتى النفس الأخير واليه نصلى قائلين : أبانا الذى فى السموات …………………. |
|