الشخصية السوية (7)- التأثر والتأثير
القمص داود لمعي راعي كنيسة مارمرقس كليوباترا
٢٩ سبتمبر ٢٠١٤
يخيب ظن الإنسان الذى يعتقد أن الشخصية السوية هى التى تؤثر فى الآخرين وما حولها ولا تتأثر هى بالناس ولا بالظروف والتيارات السائدة.. لكن فى الحقيقة، أن الشخصية السوية القوية هى التى تؤثر وتتأثر أيضاً، ولكنها تفعل ذلك بوعى وحكمة وإعتدال فى إطار من الحدود اللائقة.
إن الشخصية التى لا تتأثر بالآخرين غالباً ما تكون شخصية عنيدة أو متكبرة، لا تقبل النقد أو النصيحة ولا تسعى نحو التطور والنمو.. وتلك التى تتأثر بإندفاع عاطفى غير عقلانى لا تحكمه الحدود ولا الضوابط هى بالتأكيد شخصية غير سوية، سهلة الإنقياد والإنسياق والتطرف..
إذاً.. يجب على كل واحد منا أن يواجه نفسه لكى يعرف إن كان يؤثر فعلاً فيما حوله وإلى أى مدى يكون ذلك..
وهل يتأثر أيضاً بما حوله وماهية هذا التأثر؟
هل يتأثر مندفعاً تحت تأثير العواطف والمشاعر لدرجة الإنتقال بسرعة
وبلا مبرر من حال إلى نقيضه،
أم يحكمه العقل والفهم والتروى والإنتقاء؟
هل يدرك من من الشخصيات تؤثر فيه
ويستوعب نوعية الأحداث والتيارات التى تؤثر عليه
روحياً ونفسياً وعقلياً وعاطفياً
فينعكس ذلك على شخصيته
وما لها من آراء وسلوكيات ومبادئ وقرارات؟
فمثلاً، فى مواجهة أى ظروف أو حوادث طارئة وعند الوقوع فى مشاكل أو تجارب متنوعة،
هل تفقد سلامك واتزانك فتنهار أمامها حينذاك بمشاعر فائزة؟
أم تتعامل معها بإستخفاف زائد ولا مبالاة ومشاعر فاترة؟
أم تسعى جاهداً لأن تستوعب المشكلة بوعى وفطنة
وتحرص أن تتعامل معها بهدوء وحكمة
لكى تتخذ القرار الصائب فى التوقيت المناسب
الذى يساعدك على الوصول إلى الحل الواقعى الأمثل
لتلك المشكلة..!؟
والشخصية السوية العاقلة هى التى لا تتأثر بالآخرين وبما حولها إلى درجة التطرف.. فهذا يحيد بها عن طريق السواء والإعتدال ويجعلها تعرج حائرة بين الفرقتين وتنتقل مضطربة بين حالين متناقضين..! معلمنا يعقوب الرسول يقول فى رسالته: “من الفم الواحد تخرج بركد ولعنة! لا يصلح يا إخوتى أن تكون هذه الأمور هكذا! ألعل ينبوعاً ينبع من نفس عين واحدة العزب والمر؟ هل تقدر يا إخوتى تينة أن تصنع زيتوتاً، أو كرمة تيناً؟ ولا كذلك ينبوع يصنع ماءً مالحاً وعذباً!” (يع 3: 10- 12).
ويخبرنا سفر أعمال الرسل فى الاصحاح الرابع عشر عما فعله الناس بعدما صنع بولس الرسول أمامهم معجزة شفاء الرجل المقعد من بطن أمه، إذ تعجبوا جداً ورأوا أن برنابا وبولس ألهة تشبهوا بالناس ونزلوا إليهم وكادوا يعبدونهم، بل أن كاهن الأوثان آتى بثيران وكان يريد أن يذبح لهما..! أما الرسولان فقد مزقا ثيابهما وإندفعا صارخين فى الجمع متعجبين لما يفعلون، وقائلين بأنهما بشر وعبيد مثلهم وقد أتوا ليبشرونهم بيسوع المسيح الخالق والإله الحى، معطين المجد له وحده (أع 14: 8- 15). ثم عندما اتى يهود من أنطاكية وإيقونية وكانوا حانقين على بولس لأنه بشر فى بلادهم وجذب الكثيرين للإيمان بالمسيح، هؤلاء أقنعوا الجموع بإنحراف وتجديف بولس فرجموه وجروه خارج المدينة.. ه,لاء هم نفس الناس الذين كانوا منبهرين بما يقوله بولس ويصنعه أمامهم، بل كادوا يعبدونه كإله ويسجدون ويذبحون له منذ ساعات قليلة مضت.. (أع 14: 19- 20).
ما هذا التناقض العجيب والتطرف الغريب لهذه الشخصيات التى ترضخ لسياسة قيادة القطيع، فتنتق من حال إلى حال وتغير موقفها فى الحال حسب أهواء ومقاصد من يقودها وبما يتفق أيضاً مع تحقيق ما تضمره تلك النفوس من أغراض وأهداف وتطلعات شخصية.
والشخصية السوية هى أيضاً التى لا تتأثر بإندفاع وتسرع سواء على المستوى العقلانى أو المستوى العاطفى، بل هى التى تستوحى الإعتدال على جميع المستويات والإنتقاء بكل هدوء وتمهل وثبات… فالشاب العاقل والمعتل عندما يتأثر عاطفياً بفتاة رآها أو تعامل معها فى موقف ما، وهذا جائز وطبيعى جداً، يمكنه أن يفكر فى الإرتباط بها طالما حازت على إعجابه وقبوله وإقتنع بشخصيتها وتفكيرها وسلوكها وسأل وتعرف على أهلها ومستوايها الاجتماعى الذى يناسبه.. أما أن يتمادى الإعجاب من أول نظرة إلى درجة العشق والغرام بغير حدود وبلا ضوابط ويتطور الأمر إلى الرغبة فى الزواج دون أ، يفهم ذلك الشاب شخصية تلك الفتاة أو يقتنع بفكرها وقبل أن يتعرف على أهلها وظروفها المعيشية، فهذا تأثر عاطفى متطرف وأهوج، وخيم العواقب ولا يتناسب أبداً مع الشخصية العاقلة المعتدلة…!
ونرى أيضاً الآن بعض الشباب الذين يتأثرون سريعاً وينبهرون أحياناً بكتابات وآراء المفكرين والفلاسفة الوجوديين دون أن يعطوا أنفسهم الفرصة للإطلاع على الكتب الصحيحة الأخرى ودون أن يفسحوا المجال والأفق أمام عقولهم لمناقشة الآراء السليمة المضادة.. فتضطرب أفكارهم ويقعون فريسة الشك فى كل الأشياء ويندفعون عقلياً نحو الإقتناع والإيمان بمعتقدات هؤلاء الملحدين..! وهذا لا يتناسب أيضاً مع الشخصية العاقلة المعتدلة ولا يتوافق مع بساطة وإستقامة أولاد الله… فالشخصية السوية الجميلة هى الشخصية البسيطة التى تقبل الآخر بلا إنتقاد ولا عناد، وهى التى تسلك وتستمسك ببراءة ونقاء الأطفال فيتلألأ نورها ويشرق جكالها فى وسط ظلم وظلام الشعب المتطرف والمجتمع الفاسد والمنحرف..
“لكى تكونوا بلا لوم، وبسطاء، أولاداً لله بلا عيب فى وسط جيل معوج وملتو، تضيئون بينهم كأنوار فى العالم” (فى 2: 15).
إن الإندفاع العاطفى أو العقلانى فى التأثر بالآخرين وبالظروف المحيطة والتيارات السائدة حتى على مستوى الحياة الروحية والتربية الدينية- خاصة الغير أرثوذكسية- يؤدى عادة إلى التطرف والضلال.. فبعض الناس ينفعلون جداً ويتأثرون حالاً بالعظات والتعاليم والترانيم ويقبلونهم بفرح عظيم ويشرعون فعلاً فى التغيير ولكن ذلك إلى حين أى لحظياً- وقت الحدث فقط- وسطحياً- أى بلا أصول ولا جذور عميقة فى قلب نقى- لأنه تأثر وقتى وفرح مغشوش شبه روحى وبلا تغيير حقيقى.. فتكون النتيجة الحتمية هى الفشل والإفتضاح عند أومحك أو اختيار..!
والبعض الآخر من الناس لا يتأثرون على الإطلاق بالمنهج الروحى بل يقاومونه بكاد عناد ورفض وجمود.. وكلا الفريقان مخطئ وغير سوى بسبب الإندفاع المتطرف والإفتقار إلى الإعتدال الحكيم.
لقد تحدث رب المجد يسوع عن هؤلاء الناس فى تفسيره لمثل الزارع.. (مت13: 3- 8، 19- 23) وأيضاً (مر4: 3- 8، 14- 20).. فأظهر لنا عينات من قلوب الناس التى تسمع كلمة الله.. فقلب الإنسان الطبيعى الجسدانى هو ذلك الإنسان الذى يعيش الحياة لنفسه وشهواته فقط ويقاوم كلمة الله بكل إصرار وعناد.. والقلب المتحجر هو ذلك الإنسان السطحى الذى ليس له عمق مع الله ويميل إلى المظهرية أمام الناس كالمرائين ويرتد بسرعة ويتعثر إذا حدث ضيق أو إضطهاد من أجل الكلمة… وقلب الغنى هو ذلك الإنسان الذى يخلط ويتخبط حائراً بين كلمة الله وشهوات العالم فلا يأتى بثمر.. أما قلب البار فهو ذلك الإنسان الذى يحب الله من عمق قلبه فيسمع ويفهم كلامه ويقبل وصاياه وتعاليمه ويسعى جاهداً لحفظها والعمل بها بإيمان كامل ورجاء ثابت فو وعوده بالملكوت الأبدى والفرح السماوى، فيأتى بثمر كثير جيد وعظيم.
إذاً.. إفحص وراجع نفسك أنت الآن
لتعرف إلى أى جماعة من أولئك الناس أنت تنتمى..!؟
وأى قلب من تلك القلوب يخفق نابضاً فى صدرك!؟
إن الله لا ينظر أبداً إلى الوجوه بل إلى أعماق القلوب.. فهل مازال قلبك جامداً وصخرياً لا يسمع أبداً صوت الله، أم يسمعه ولا يتأثر به مطلقاً، أم يسمعه ويتأثر به عاطفياً إلى حين ولكن بلا إرادة حاسمة لتغيير طبيعته القاسية!؟ أم أنك تملك قلباً لحمياً معداً لسكنى روح الله فيه وممتلئاً بالحب الحقيقى له فيتأثر صادقاً بكلامه ووصاياه ووعوده ويتحرك بإرادة قوية لإتخاذ القرار الحاسم بالتغيير والصلاح..؟ هل يعيش ملكوت الله داخل ذلك القلب فيحيا زاهداً حب العالم والشهوات الأرضية الفانية ويتطلع مشتاقاً إلى الفوز الأسمى والأبقى بالملكوت السمائى والحياة الأبدية..؟ هل يشتعل هذا القلب بحب كل الناس والأعداء أيضاً وينشغل فعلاً بخلاص النفوس ورد البعيدين..؟ هل يتأثر هذا القلب بما صنعه المسيح ويحاول أن يقتدى بسلوكه ويقتفى أثره فى كل أعماله التى صنعها كإنسان على الأرض، فيسلك كشخصية سويةوإنسان صالح فى المجتمع..؟
وعند التأثر بشخص أو شخصية ما.. عليك أن تدرك بذكاء وفطنة وحكمة أن يكون ذلك التأثر بإعتدال محسوب ودون التنازل عن قناعاتك ومبادئك الأصلية.. فلو أنك شاب متدين وخادم أمين اضطرتك ظروف عملك مثلاً للسفر إلى الخارج فلو أنك شاب متدين وخادم أمين اضطرتك ظروف عملك مثلاً للسفر إلى الخارج بصحبة بعض الزملاء المختلفين عنك، يجب عليك من البداية ألا تشاركهم أفعالهم وجلساتهم المتطرفة بعد ساعات العمل حتى لا تنزلق نفسك فتنجرف معهم إلى هاوية التجاوزات والإنحراف.. أما كونك تجد منهم شخصاً منظماً وعاقلاً أو ماهراً ومحترماً فتتأثر به فقط فيما يملكه من مواهب وقدرات وصفات جميلة ومفيدة دون أن تتأثر فكرياً بمعتقداته التى ربما تختلف مع إيمانك، فهذا تأثر صحى معتدل.
وعن التأثر بالمثالية والكمال… فإن الطفل الصغير ينظر إلى أبيه أو أمه كشخص مثالى رائع ليس به عيب ولا يخطئ أبداً ويقتدى به ويحاكيه فى كل ما يفعله، وهو يفعل ذلك بمنتهى البراءة والنقاء والسذاجة.. لكنه إن رأى أحدهما أو كلاهما يخطئ بعيب فاضح، فإنه يصاب بصدمة نفسية تؤثر بشدة على حياته فى المستقبل.. أما فى فترة المراهقة والتى تبدأ عادة قبل سن الثانية عشر، يبدأ الصراع العنيف داخله بين ما كان يراه ببراءة الطفولة قديماً من مثالية وصواب ومايراه الآن من عيوب وأخطاء فى أبويه فيرفضها رفضاً تاماً.. وهذا هو أحد أسباب الإرهاق والصدام الأسرى فى تلك السن لأن النضج النفسى والعقلى والعاطفى والاجتماعى لم يكتمل بعد.. ويستمر هذا الصراع إلى سن الثامنة عشر تقريباً حيث يحدث نوع من الفهم المعتدل والتوازن الطبيعى المريح، فيستطيع الشاب أن يرى مافى أبيه من ميزات ويتأثر إيجابياً بما ينتقيه هو منها ويقبل أيضاً ما به من عيوب ويحاول أن يتحاشاها، وهو يفعل ذلك بوعى ونضج دون أن يؤثر ذلك على علاقة الحب والاحترام الطبيعى المتبادل بينهما. أن هذا الإعتدال فى التأثر هو من علامات الشخصية السوية…” ولا تشاكلول هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هى إرادة الله: الصالحة المرضية الكاملة”(رو12: 2). فالشاب السوى العاقل هو الذى ينتبه لما يدور حوله فى الحياةمن تيارات ومؤثرات مختلفة وينتقى منها بحكمة ما هو نافع ومفيد لنموه العقلى والروحى فيتأثر به بإرادته من أجل التغيير والتجديد.. دون أن ينظر إلى المظاهر والمسائل الشكلية بعين الإعتبار أو يعيرها أى نوع من الإهتمام.. بل يهتم بإعادة تشكيل نفسه وتجديد ذهنه لكى يستطيع إرضاء الله وإعمال إرادته نحو الصلاح والكمال.
ثم ماذا الآن عن تأثير الشخصية السوية التى نتكلم عنها على الآخرين وما حولها؟ كيف تكون مؤثرة وإلى أى مدى يكون هذا التأثير إيجابياً وبناء وصالحاً..!؟ فطالما كان الإنسان متوازناً ومهتدلاً وواضحاً فى ترتيب الأهداف والأولويات أصبح أكثر تأثيراً فى الناس، خاصة ذلك الذى يضع الملكوت السماوى كهدف واضح وأساسى داخل قلبه ونصب عينيه..! وخير مثال لذلك الإنسان هو بولس الرسول… الذى كان يعرف بتاريخه المظلم فى إضطهاد وتعذيب المسيحيين قبل أن ينير الإيمان قلبه.. هذا لما تعرف على ربنا يسوع المسيح له المجد، أصبح ملكوت السموات هو الهدف الواضح أمامه واضحى يدرك كل مافى نفسه كإنسان من عيوب وضعفات ويكتشف كل مافيها من ميزات ووزنات.. فإستطاع بنعمة ربه وقوة إرادته أن يبشر ويكرز بالإيمان بالمسيح فى أنحاء المعمورة وأن يؤثر فى الجموع والشعوب آنذاك تأثيراً بالغاً وأن يغير وجه الكون والتاريخ.. بل أنه ترك وسلم للأجيال المتعاقبة ولنا جميعاً كنزاً ثميناً لا ينضب من التعاليم المستقيمة والمبادئ والقوانين المسيحية القويمة.
ولكى يكون تأثير الإنسان السوى فى الناس تأثيراً إيجابياً وقوياً يصل إلى درجة الإقناع، عليه أن يكون هو نفسه قانعاً ومقتنعاً ومعتنقاً لما يقوله ويعلمه من مبادئ وتعاليم وفضائل.. عليه أيضا أن يكون هو نفسه قدوة حسنة لهم ومثالا حياً معاشاً يحتذى به، لايكتفى بالتعليم والتفسير والوعظ- وإن كان لهذا وقته ومقامه- وليس بإلقاء التهم أو توجيه اللوم أو الإنتقاد الدائم، إنما بطبائعه الجميلة وسلوكه السوى والفضائل الروحية التى يتمتع بها ويعيشها ويمارسها.. متمثلاً بما كان يفعله رب المجد يسوع على الارض، فعلم كل البشرية الفضائل والتعاليم الروحية بنهج حياته المقدسة أولا ثم أيضا بكلماته الحلوة النقية بعد ذلك. والخادم الأمين ان إراد أن يعلم مخدوميه أو أولاده فى فصول مدارس الأحد كيفية إقتناء إحدى الفضائل الروحية مثل الصلاة أو الصوم أو الصدقة أو الأمانة أو الصدق أو غيرها، عليه أن يكون هو نفسه مقتنعاً تماماً بأهميتها الكبيرة وقيمتها الثمينة، بل ويكون قد ذاقها ومارسها وعاشها بالفعل فاستقرت فى قلبه ورسخت فى عقله وفكره، فينتقل إحساسه الصادق وإقتناعه الكامل بها ليمس قلوبهم وعقولهم دون أن ينطق واعظاً بأى كلمات منمقة لأنه أصبح مثلا حياً يحيا بينهم وقدوة حسنة تتحرك أمامهم..
إن الإقتناع يؤدى حتماً إلى الإقناع.. وهذه سمة أساسية من سمات الشخصية السوية.
أما عن الحب…! فحب الله بصدق من كل عمق القلب يجعل الشخصية السوية متوازنة ومعتدلة، هادئة ومستريحة كالأطفال، تعيش فى تصالح مع نفسها ومع الآخرين وتمتلك داخلها طاقة حب وعطاء عجيبة لكل الناس وللأعداء أيضا لأنها بالفطرة تعلمت ولمست مقدار العطاء العظيم والحب العجيب الذى يقدمه لها الله الآب..”لأن المحبة هى من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله. ومن لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبة”(1يو4: 7-8)
ان الحب يولد مع كل طفل عند ولادته وينمو داخله فى نقاء وبراءة.. فإن نشأ الطفل فى بيت هادئ ووديع، حتى لو كان هذا البيت متواضعاً وفقيراً، وترعرع وسط أهل يغمرونه بالحب والعطف والحنان، فغالباً ما سيحتفظ ذلك الطفل بالنقاء والبراءة ويشب إنساناً سوياً وصالحاً، جميلا ومحبا وعطاء.. أما إن نشأ فى بيت صاخب يموج بالقسوة وعدم التفاهم وتتغلغل مشاعر الكراهية والغيرة فى نفوس أهله فحتما ستتشوه براءة ومحبة ذلك الطفل ويشب كإنسان متطرف وحاقد وعنيف.. إن الحب يصنع المعجزات.. ويجعل غير المستطاع والمستحيل ممكناً…! والإنسان السوى يكون تأثيره فى الناس قويا وفاعلا ومستمرا طالما عاش الحياة واختبرت نفسه الدنيا بتعقل واعتدال فإرتقت شخصيته إلى مرحلة الفهم والنضج والاكتمال.
الخلاصة، الإنسان المسيحى يؤثر فيمن حوله كارزا بحب الله والملكوت ولا يتأثر إلا بما يدفعه للأمام فى مسيرته الروحية وخلاص نفسه.
هل تتأثر سريعا.. ببعض الشخصيات..
أو المواقف لدرجة التقليد؟؟
هل تخاف مما يخاف منه الناس.. وتشتهى ما يشتهيه الناس؟؟
هل ترى نفسك مؤثرا إيجابيا فيمن حولك؟؟
اذكر ثلاثة امور سلبية تأثرت بها فى السنوات الأخيرة..