كل إنسان يستطيع أن يصيح، وأن يشتم ويهين غيره. ويقسو في أحكامه على الناس.
هذا أمر سهل يستطيعه الكل، ولا يدل على قوة... أما الأمر الصعب، فهو أن يضبط الإنسان لسانه، ويتحكم في مشاعره وفى أعصابه، ويكون مهذبا ومدققا في ألفاظه، مهما كانت الإثارة.
وهنا يكون المشتوم الضابط نفسه، أقوى من الشاتم الفاقد لأعصابه...
الكلام عن المثاليات سهل، يستطيعه أي إنسان، وكذلك الإعجاب بالمثاليات أمر نسمعه من الكل.
أما الحياة في المثاليات فهي ليست في إمكان الكل، ولا حتى الذين ينادون بها ويحثون الآخرين عليها.
المثاليات تحتاج إلى قلب نقى، وإلى إرادة وعزيمة،
وأن يبذل الإنسان من أجلها، ويحتمل في سبيل تنفيذها.
وحينما يصعد إنسان على الصليب، لأجل مثالياته، حينئذ يكون مثاليا بالحقيقة.
البابا شنوده الثالث