فرنسيس الأسيزي - معلّم للصلاة
إن مثل هذه المشاهد الإلهية تسلّم فرنسيس للاندهاش. ولو حدث ذلك مع إنسان آخر لأنضج هذه الرؤيا وعرضها بأسلوب عقلاني.
أما فرنسيس وهو الشاعر، فقد عبّر بشكل عفوي عن خبرته ومعاناته متغنياً.
عندما كان شاباً شغف بقصائد الشعراء الجوالين وبغنائهم، وها هو الآن يتغنّى ببهاء الحبّ الإلهي. لذا جاءت حياة صلاته أغنية:
... أنت الحبّ والمحبّة، أنت الحكمة وأنت التواضع،
أنت الصبر، أنت الجمال وأنت الرحمة،
أنت الأمان، أنت الطمأنينة وأنت الفرح، أنت رجاؤنا أنت بهجتنا...
" أنت التواضع ": كلمات بسيطة ولكنها شريط من نور، تعبّر بأصالتها عن خبرة فرنسيس الصوفية، عن نهجه الخاص " للشعور بالله"، عن اكتشافه لسرّ الله.
إن هذا التواضع الإلهي، بحسب فقير أسيزي، هو المفهوم السامي للفقر: انه التجرّد الكلّي والجذري عن الذات، تجرّد يبعد كلّ كبرياء وكلّ ادّعاء، كلّ سيطرة وكلّ احتقار للآخرين. انّه صبر، انّه محبّة.
انّه أيضا جمال : " انّك الجمال" جمال أشرق بالتواضع.
شعر فرنسيس في هذه الرؤيا، بعذوبة كبيرة، بفرح عظيم:
يكفي أن يكون الله هو الله حتى يولد الفرح فينا: فرحه.