قصد الله لحياتك
حين خرجت اليوم ، خرجت قاصدا ً مكانا ً او عملا ً او مهمة ً تتوجه اليها . وفي الطريق اشياء كثيرة يمكن ان تبعدك عن قصدك ، وهدفك وطريقك . لو استسلمت لها وتبعتها لوجدت نفسك منحرفا ً بعيدا ً عما خرجت اليوم لاجله . الاضواء والالوان ، الاصوات والالحان ، المغريات والمشهيات ، تصرخ ، تدعو ، تنادي ، تجذب . لكن الهدف ايضا ً يبرق امامك يشير الى الطريق ، يوحي ويوصي بالانتظام والالتزام . التفكير لازم ٌ للوصول ، الاصرار يقود الى الهدف . التحديد والثبات يحفظ الارجل على الطريق . جياد السباق يوضع على وجهها قناع ٌ يوجه نظرها الى نقطة الوصول لتجري نحوها . لا يلتفتون يمنة ً او يسرة ، يركضون الى الامام ، الى نهاية السباق ، محطة الوصول الهدف . وانت تتجه اليوم ، اتجه الى هدفك ، لا تته يمنة ً أو يسرة ، اتبع هدفك ، اتجه نحوه . لا تبذل جهدا ً بلا طائل ، لا تضيّع وقتا ً بلا فائدة ، لا تنحرف ، تقدم للامام . هكذا فعل بولس الرسول ، ركّز بصره ُ نحو هدفه . حدد وسعى وأصر على الوصول اليه . لم تعوّقه صعوبات ، لم تجرفه تيارات ، لم تجذبه اغرائات . يقول في رسالته الى فيلبي 1 : 20 " حَسَبَ انْتِظَارِي وَرَجَائِي " هذا هو هدفه ، قصده الذي ينتظره ويسعى نحوه " حَسَبَ انْتِظَارِي وَرَجَائِي أَنِّي لاَ أُخْزَى فِي شَيْءٍ ، بَلْ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ كَمَا فِي كُلِّ حِينٍ " لا يعطّله ُ أو يفصله ُ أو يُبعده ُ عما يريد أي شيء ، بل دائما ً في كل وقت يتقدم :
" كَذلِكَ الآنَ ، يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي ، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ. " تعظيم المسيح يجعله ُ لا يدّخر جهدا ً أو يضيع وقتا ً أو يخشى شيئا ً . الحياة والموت لا يبعدانه عن هدفه ، بالعكس يدفعانه نحوه فيقول : " لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. " ( فيلبي 1 : 21 )
هل حولك انوار تتلألأ تُبعد عينيك عن هدفك ؟ هل بجوارك اصوات ٌ تتعالى تصم أذنيك عن دعوتك ؟ هل في حياتك اشياء تجذبك بعيدا ً عن تمجيد الله ؟ هل على طريقك عوائق تفصلك وتبعدك عن تعظيم المسيح ؟ الهدف الذي تسعى اليه يشير الى ان تتجه نحوه . قصد الله لحياتك أولى وأهم وأعظم من كل ما حولك .