أرجو أن تفسر لي قول الرسول "والذي يغفر له قليل، يحب قليلاً" (لو 47:7) ؟
هذه العبارة قالها السيد الرب في المقارنة بين سمعان الفريسي، والمرأة الخاطئة التي بللت قدمي الرب بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها. وأحبت كثيراً، لأنها شعرت أن الرب قد غفر لها الكثير. فأنت كلما تشعر أن ديونك للرب كثيرة، وقد تنازل كل عنها، حينئذ تحب كثيراً. وهذا يحتاج إلي دقة في محاسبة النفس، مع مقارنتها بدرجات الكمال التي يطالبها الرب بها.. وليس معني هذا، أن تخطئ كثيراً، فيغفر لك الرب الكثير، فتحب كثيراً.. فهناك أسباب عديدة جداً تدعوك إلي محبة الله.
تحب الرب من أجل أحساناته. من أجل أنه خلقك. ومن أجل أنه فداك.
تحبه لأنه يرعاك باستمرار.
تحبه من أجل وعوده الكثيرة، وبخاصة وعوده لك بالنعيم الأبدي.
تحبه، لأنه أبرع جمالاً من بنى البشر.
تحب الله من أجل قداسته غير المحدودة.
تحبه من أجل محبته غير المحدودة، وما يقدمه لك من قوة ومعونة.
وما أكثر الأسباب التي تدعوك إلى محبة الله. وليست المغفرة هي السبب الوحيد لمحبة الله، كما حدث للمرأة الخاطئة.
قداسة البابا شنودة الثالث