الحمى القلاعية تضرب الغربية
اليوم السابع
تشهد قرى كوم إبرى والسملاوية ونهطاى والسنطة البلد بالغربية انتشار مرض الحمى القلاعية بين الماشية، مما أسفر عن نفوق مئات رؤوس الماشية نتيجة انتشار الوباء. وفى هذا السياق يقول اللواء عطية شحاتة مساعد مدير أمن الغربية السابق وصاحب مزرعة بقرية السملاوية مركز زفتى، إنه يملك مزرعة مواشى بالقرية تضم 30 رأس ماشية قام بشرائها من أسواق المنوفية وزفتى، نفق منها 8 رؤوس حتى الآن رغم قيامه بتحصين هذه الحيوانات وإعطائها جميع التطعيمات ومضادات السموم واللقاح السباعى وخافض الحرارة، إلا أنه وبرغم هذه الإجراءات إلا أن مرض الحمى القلاعية انتشر فى المزرعة، وظهرت أعراض المرض التى تتمثل فى تشققات فى اللسان ونزول اللعاب ونهجان شديد ثم توقف عضلة القلب والموت المفاجئ دون جدوى، ولم يتدخل أحد من المسئولين بمديرية الطب البيطرى لإنقاذ الثورة الحيوانية من الهلاك. أما محمد أبو دشيش، صاحب مزرعة بقرية كوم إبرى، فيؤكد أن المرض أتى على نصف ثروته الحيوانية حيث تسبب فى نفوق 13 رأس ماشية من جملة 28 رأسا خلال أسبوع مما أدى لتعرضه لخسائر فادحة. وأضاف أنه حصل على قرض لشراء هذه الماشية كمشروع للتسمين إلا أن ذلك واجهه فشل الجهود لاحتواء الموقف والسيطرة على المرض، موضحا أنه ألقى المواشى النافقة هو وباقى أصحاب المزارع بالمصارف والترع. فيما كشف أبو دشيش عن أن بعض معدومى الضمير وبعض الجزارين استولوا على أجزاء من هذه المواشى النافقة وباعوها للمواطنين على أنها صالحة للاستهلاك. أما أبو العزم عزيز لاشين فأكد أن مزرعته نفق منها 9 رؤوس ماشية، مشددا على أنه برغم شراء اللقاح السباعى بـ1500 جنيه للزجاجة وارتفاع سعر الأدوية البيطرية الفلادين لـ6500 جنيه والتراكسين لـ500 جنيه لتطعيم وتحصين المواشى إلا أنه لا توجد خدمة بيطرية ولا تحصينات. أما ماهر حجازى أحد أكبر المربين بالقرية فلفت إلى أنه تعرض لنفوق 100 رأس ماشية خلال العامين الماضيين، و30 رأس خلال الأيام القليلة الماضية، فيما نفقت 5 رؤوس ماشية بمزرعة إبراهيم محمود النهطاوى التى تضم 17 رأس ماشية. وعلق الدكتور أيمن السيد نصر، طبيب بيطرى، قائلا إن هناك 3 سلالات لفيروس الحمى القلاعية والمعروف أن السلالة الأولى هى "o"، وظهرت فى مصر منذ عام 1988، وظهرت السلالة "a" نتيجة استيراد الماشية من السودان وبعض الدول دون توقيع الكشف البيطرى عليها بالحجر البيطرى وعدم قيام اللجان بدورها على النحو الأكمل، وظهور فيروس"سات1" و"سات2" من جنوب أفريقيا، مما أدى إلى حدوث خسائر فادحة فى مشاريع تربية الماشية الكبيرة والصغيرة. واتهم الطبيب المسئولين بالتقصير وحملهم المسئولية الكاملة حيال نفوق الثروة الحيوانية مؤكدا أن هذه التطعيمات كانت تصرف بالمجان، مشيرا إلى أن زجاجة التطعيم السباعى يتراوح سعرها من 1500 إلى 1900 جنيها، وأن الأمراض الفيروسية ليس لها علاج، ولكن لها أمصال ولقاحات. كما طالب نصر بضرورة غلق الأسواق لفترة معينة لمنع انتشار المرض الذى ينتقل بسرعة بين الحيوانات مع ضرورة الاهتمام بالطب البيطرى وتشديد الرقابة على الأسواق وتوعية المربين بعدم إعطاء أى أمصال عقب شراء المواشى إلا بعد الحصول على فترة الحضانة الكافية. واستكمل أن محافظة المنوفية هى من أكبر المحافظات الموبوءة على مستوى الجمهورية، وأن أصحاب المزارع مهددون بالتشرد والحبس بسبب الخسائر الفادحة وحصولهم على قروض لإقامة مثل هذه المشاريع الكبيرة.