![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر الافخارستيا ذبيحة ووليمة ![]() الأب منير سقّال مقدمـة " من أكل جسدي وشرب دمي ، فله الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير . لأن جسدي طعام حقاً ، ودمي شراب حقاً . من أكل جسدي وشرب دمي أقام فيّ وأقمت فيه " ( يو 6/ 27 – 58 ) . الافخارستيا في قلب الحياة الكنسية والمسيحية ، بها يحضر المسيح شخصياً لشعبه في السر الفصحي . فلما كان المسيح هو قلب الحياة الكنسية والمسيحية ، أصبحت الافخارستيا هي محور الحياة المسيحية وذروتها المكلّلة ، وهي ينبوع التبشير كله وقمته ، إذ أن المسيح بتجسده وعمله الفدائي ، شفانا ودعانا إلى الاشتراك في حياة جديدة ، تربطنا بعضنا ببعض كأبناء لله معدين للاشتراك في حياة الثالوث . وقد اختصر الدستور المجمعي في الليتورجيا ذبيحة الافخارستيا بقوله : " رسم مخلصنا في العشاء السري ذبيحة الافخارستيا : اعني سر التقوى وعلامة الوحدة ورباط المحبة والوليمة الفصحية التي فيها يؤكل المسيح وتمتلئ النفس نعمة وتعطى عربون المجد الأبدي … إن ذبيحة الافخارستيا هي ينبوع وقمة كل حياة مسيحية . " هذه الحقائق المبنية على أمر السيد المسيح لرسله : " اصنعوا هذا لذكري حتى مجيئي " نفذها الرسل والتلاميذ وواصلت الكنيسة الناشئة هذه الوصية . مطورة طقوس الوليمة الجديدة بحسب ظروف الزمان والمكان والأشخاص واتسعت الوليمة إلى وليمتين : وليمة الكلمة ووليمة الذبيحة . وتنوعت النظرة اللاهوتية والحياتية إلى هذه الوليمة : فهي وليمة محبة ، ميزة مسيحية ، حاجة وجودية ، ممارسة دينية وفريضة كنسية ، وانتظار نهيوي . سر لا بل سر الأسرار ، واحتفال لا بل قمة الاحتفالات كلها ، وينبوع الحياة الروحية المسيحية . لهذا السبب فإن لكل الأسرار والخدم الكنسية وأعمال الرسالة صلة وثيقة بسر الافخارستيا ، فإن النعمة التي وهبت في العماد وتثبتت في الميرون موجهة إلى الاتحاد بالمسيح القربان " من يقبل إليّ … يثبت فيّ وأنا فيه " ، والافخارستيا تكمل مفاعيل الشفاء الكائنة في سرَّي التوبة ومسحة الرضى " هذا هو دمي الذي يسفك لمغفرة الخطايا … وأنا أقيمه في اليوم الأخير " ، أما سر الكهنوت فموّجه إلى تقدمة الذبيحة القربانية " اصنعوا هذا لذكري " ، وأما سر الزواج فمن حيث هو عهد دائم بين الرجل والمرأة ، يرمز إلى الاتحاد القائم بين المسيح والكنيسة بفضل الافخارستيا ، وعلامة للعهد الجديد بين الله والإنسان " هذا هو دمي ، دم العهد الجديد " لذلك يحتل سر الافخارستيا الذروة في الأسرار ، لأن يسوع بهذا القول والفعل الحاسم سلّم الخبز والخمر وجمع فيهما وحطّ كل نعم تجسده واستحقاقات آلامه وقوة قيامته ، فأنجز تقدمة ذاته والخليقة كلها معه لله الآب ، وكرس استمرارها معنا إلى الأبد . |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() معنى الكلمـة
تعني كلمة " افخارستيا " مبدئياً : عرفان الجميل والامتنان وبالتالي إبداء الشكر ؛ " شكر " هذا المعنى نجده خاصة في مجال العلاقات الإنسانية . أما في العلاقة مع الله ، فإن الشكر ، يأخذ عادة شكل صلاة ، وهو يتصل هكذا بطبيعة الحال بالبركة التي تحتفل بعجائب الله . وبذلك يكون الشكر مصحوباً بـ " تذكار " تستحضر به الذاكرة الماضي . وسادت كلمة " الافخارستيا " في الاستخدام المسيحي للدلالة على العمل الذي أسسه يسوع عشية موته . ولكن يلاحظ أن هذه الكلمة تعبر عن " حمد " لعجائب الله بقدر ما تعبر ، لا بل أكثر ، عن شكر على الخير الذي يحصل عليه البشر . بهذا العمل الحاسم " هذا هو جسدي ، هذا هو دمي …. إن لم تأكلوا جسد ابن البشر وتشربوا دمه فلا حياة لكم في ذاتكم " ، أضفى يسوع على أطعمة بسيطة ، القيمة الأبدية القائمة على موته الفدائي ، وبذلك أكمل يسوع وحدد ، لمدى الأجيال ، تقدمة ذاته وجميع المخلوقات لله ، وهو عمل يعد جوهر تدبيره الخلاصي : ففي تقديم يسوع نفسه على الصليب وفي الافخارستيا ، إنما يتحقق عمل الإنسانية كلها ومعها الكون الذي يحيط بها ، عودتها إلى الآب . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ابرز أسمائه
1 - سر الذبيحة غير الدموية ، القداس الإلهي ( الليتورجيا الإلهية ) الذي فيه يحول الكاهن الخبز والخمر الطبيعيين إلى جسد ودم ربنا يسوع المسيح ، بقوة كلمات المسيح نفسه في العشاء السري وصلاة الكنيسة ، يدعى " الذبيحة الإلهية " أي ذبيحة الصليب غير الدموية . 2 - سر الشكر : ذلك أن المسيح عند رسمه هذا السر في العشاء السري شكر أولاً أباه السماوي ، " أخذ (يسوع) الخبز وشكر وأعطى تلاميذه … وبعد العشاء أخذ الكأس وشكر … " ، واقتداء بالمسيح تفعل الكنيسة ، فقبل التقديس يدعو الكاهن الشعب : " لنرفع قلوبنا إلى العلاء ونشكر الرب " ، ويتلوا سراً أو علناً صلاة الشكر للثالوث الأقدس باسم الإنسانية كلها على نعمة الخلق والفداء والتدبير الخلاصي وما رافقه من نعم معروفة وخفية . ويتلى أيضاً صلاة شكر قبل خروج المؤمنين من الكنيسة . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 3 - سر الإيمان : لأن هذا السر لا يمكن للعقل البشري أن يستوعبه أو يفسره . سر الافخارستيا هو فقط في منطق الإيمان الذي يقول لنا : هكذا أحب الله العالم ، الإيمان يفتح بصيرتنا لندرك ما لا تراه العين ، ويعمق الرؤية لنرى أن كل شيء بكلام يسوع وبفعل الروح القدس أصبح لدينا شيئاً جديداً : " قد زال كل شيء قديم ، وهوذا كل شيء جديد " ( 2 كور 5/17 ) .
4 - سر الشركة : إن سر الافخارستيا يشركنا بشخص يسوع نفسه : الإله الكامل والإنسان الكامل . بالمناولة نتحد بالمسيح ، يصبح هو فينا ونحن فيه ، حسب وعده الإلهي " من أكل جسدي وشرب دمي يسكن فيّ وأنا فيه " (يو 6/56) . نتحد به بكامل كيانه الإنساني والإلهي . كما ويشركنا في حياة المسيح نفسها ، الحياة كما عاشها ، ولا سيما الأحداث المهمة المتميزة . قال المسيح " اصنعوا هذا لذكري " ، فنحن نذكر هذه الوصية الخلاصية وكل ما جرى لأجلنا : ميلاده وعماده وتجليه وآلامه وموته ودفنه وقيامته وصعوده إلى السماء ، وتمتد حتى نرى المسيح آتياً من جديد ، فنشترك في شركة تامة وكاملة مع المسيح الممجد : تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم . ( متى 25/34 ) وسر الافخارستيا هو أيضاً سر شركة الجماعة ، إنه يشركنا بجسد المسيح السري ، أي الكنيسة والعالم كله ، الذي أحبه ، وأخذه على عهدته ليخلصه بصليبه الكريم . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وليمة خبز وخمر
لكي يتيح لنا لقاءه في الأسرار ، أصبح المسيح حاضراً وفاعلاً في أعمال بشرية : ماء في العماد وزيت في الميرون ، وخبز وخمر في الافخارستيا . إن ما ندعوه " ذبيحة القداس " رسمه يسوع كوليمة " جسدي مأكل حقاً ودمي مشرب حقاً ( يو 6/55 ) ، وليمة أخوية " خذوا اقتسموا بينكم " ( لو 22/17 ) ، وليمة خبز وخمر . من خلالها يريد المسيح أن يشركنا في حقائق أسمى إلى ما حد له : الاتحاد بالله وباخوتنا في الجسد السري الواحد . ما يقول هذا السر – الوليمة ؟ يقول : حياة ، يقول اتحاد بالكون وبالله . الحقيقة الأولى المفروضة على المرء هي أنه إذا ما توقف عن الأكل فقد الحياة : خذوا كلوا … خذوا اشربوا … أكل الخبز وشرب الخمر يعني إذاً ، قبل كل شيء الحياة ، إنه يربطنا بمن هو خالق الكون وسيد المطر والنمو ، بالذي هو الحياة . الخبز والخمر المكرسان يعنيان فعلياً جسد المسيح ودمه كينبوع حياة إلهية للذي يأكل ويشرب بإيمان ، لأنهما قبل كل شيء مأكل ومشرب . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بالمأكل والمشرب يتحد الإنسان بالكون والكون بالإنسان . والإنسان الذي هو على صورة الله وابن الله ، مدعو دائماً إلى مائدة الكون . عندما يتحول " إلى ما يأكل " يمزج العالم بجسده ودمه . إن هذا الانطلاق صعداً سيحمل الإنسان إلى تجسد الله بين الناس ، وككل إنسان ، الإله الإنسان سيتحد بالكون والكون بالله الذي يأكل ويشرب ، فيصبح هو هذا الشيء الذي أكله وهذا الشيء يصبح جسده ودمه الإلهيين ، والمسيح تجسد لكي يصبح " بكراً بين أخوة عديدين " في التأليه ، لا أكثر ولا أقل . في الافخارستيا : ينتج الكون الخبز والخمر و يحولها الروح القدس إلى جسد الرب ودمه . الإنسان يأكل من هذا الخبز ويشرب من هذا الخمر المكرسين فيتحد واياهما بالمسيح القائم من الموت . فباستطاعة الله أن يقول حقاً فوق هذه العناصر وهذا الشخص الذي يتناول وهذه الجماعة : هذا هو جسدي … هذا الإنسان هو جسدي … هذه الجماعة هي جسدي …
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ثمار الأرض
الخبز والخمر هما الغذاءان الأساسيان والرمز لكل غذاء ، نأكل خبزنا ، نكسب خبزنا أي حياتنا ، في الافخارستيا يتوجه المسيح إلى جوع الناس . والخمر ضروري لوجبة كاملة ولوليمة عيد . وإلا حكم علينا بأن نأكل خبزنا يابساً ، والخمر يضفي على الطعام هذا الحبور الذي من دونه لا " حياة " ، وإذ لا يعيش الإنسان من الخبز فحسب ، لكي يهضمه هو بحاجة إلى هذا القليل من الفرح الذي يرمز إليه ويعطيه عصير الكرمة . ولكي يهيئ الحياة والعيد الأبديين: أخذ يسوع خبزاً وكأساً من ثمرة الكرمة . هذا الخبز والخمر هما من ثمار الأرض ، تجذرهما في الأرض يجعلهما يمتصان طاقات الأرض العميقة والخفية لكي يعيشا منها ويقدماها لنا ، وعندما يبلغان سطح الأرض لا ينفكان يمتصان كل قوى الأرض ويحولان إليها كل طاقات السماء ، في نموهما : المطر والهواء والنور والحرارة والأشعة والقوى الكونية ، في القمح كما في العنب ، يلتقي الكون كله . وهكذا يتبادر الكون كله إلى طاولة الإنسان ، الكون كله مدعو إذاً إلى طاولة الله ، الكون بأسره سيحمل يوماً بحضور حب المسيح القائم من الموت وقوته . إن كانت مادة الافخارستيا تتألف من عناصر نباتية فما ذلك إلا لنتخلى بكل وسيلة عن ذبح الحيوانات حيث كان الدم يسيل بغزارة في أحواض الهيكل : هذا هو العهد الجديد . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كان يجب خاصة التشديد على أن هناك ذبيحة قدمت مرة واحدة ، ودماً واحداً اهرق إلى الأبد . وليمة المسيحيين المقدمة لن تهرق إذاً دماً غير هذا الدم . هذه النباتات – الخبز والخمر – بعيدة جداً عن ذبائح الوثنيين واليهود بحيث يزول كل التباس . وهي قريبة بما فيه الكفاية من ذبيحة المسيح لتكوّن العلامات المعبرة عنه يشبه يسوع ذاته بحبة الحنطة ( يو 12/24 ) ، إن لم تمت تبق وحدها وإن ماتت أتت بثمار كثيرة . في الخبز والخمر مأساة موت الوحيد لأجل حياة جميع الآخرين أخذت معناها . واختيار النيات يخضع لضرورة عدم تحويل أنظارنا عن الجسد الوحيد حيث يتم خلاصنا ، وعن الدم الوحيد ، دم الذبيحة الحقيقية – أي عن الجسد والدم الوحيدين المقبولين عند الله – وعن الموت الوحيد حيث تعمد الإنسان والعالم .
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ثمرة عمل الإنسان
الخبز والخمر ، ثمار الأرض ، ليست منتوجات خام ، بل هي أيضاً ثمار عمل الإنسان " بعرق جبينك تأكل خبزك" ( تك 3/19 ) . لذلك فالخبز والخمر هما أناس . أناس بأبعادهم الروحية ونشاطهم العقلي . فعلى الإنسان أن يصنعهما وأن يصنعهما جيداً . مما يتطلب سلسلة من العمليات الذكية ، فهي مرتبطة بالإنسان الخالق أكثر مما هي مرتبطة بالإنسان المستهلك . عندما نقدم لله الخبز والخمر لكي يحولهما إلى جسده ودمه ، فنحن نقدم عملنا اليدوي والعقلي ، عملنا وعمل كل عالم العمال . فالخبز والخمر هما أيضاً الناس وأتعابهم . فعلى مائدتنا ومذابحنا عرقهم وتعبهم ، كل عمال العالم حاضرون هنا . ذبيحة الافخارستيا هي ثمرة أعمالهم وحياتهم التي أعطوها هكذا لاخوتهم . على طاولة الافخارستيا ، نرى التضامن البشري رغم تنوع البشر ، نجد سلسلة العمال رغم فروقاتهم وحتى عداواتهم، هذا التقارب بين الناس يستعمله المسيح " سأجتذب كل شيء إليّ " ، يأخذ على عاتقه ، يقدمه لأبيه ذبيحة هي " سلامنا إذ توحد ما كان منقسماً وتدك أسوار التفرقة " ( افسس 2/14 ) . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سر العهد
" هذه كأس دمي ، دم العهد الجديد " ، دم العهد المهراق لأجل كثيرين … " هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي المهراق لأجلكم " ، هكذا تسيطر فكرة العهد وحقيقته على الافخارستيا التي تضرب جذورها في العهد ، وتكمل العهد . فالافخارستيا هي سر عهود الوعد التي بدونها نصبح " بلا رجاء وبلا إله في العالم " ( افسس 2/12 ) ، أية عهود ؟ العهد بأرض جديدة وبأمة عظيمة . فبفصحه – بموته وقيامته – يسوع " ابن إبراهيم ابن الله " ( لو 3 ) : 1- يدخل شخصياً في السعادة الأبدية ، في أرض الميعاد الحقيقية التي نجهلها ويفتح أبوابها لكل الجنس البشري . 2- " يجتذب إليه جميع الناس " ( يو 12/32 ) ، كل شعب الله أفقياً ، ويجعل منه عائلة أخوة موحّدة . ويجعل منه أكثر من ذلك ، جسداً واحداً لأعضاء عديدين . إذن سلالة واحدة روحية لإبراهيم ، ثمرة إيمانه . 3- ويجتذب إليه ، عامودياً ، إلى الآب حيث صعد هو شعب الله هذا الذي يولد ويسير ويموت من جيل إلى جيل حتى ظهوره الأخير . ذرية شاملة وعد بها إبراهيم . " من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير " (يو 6/54 ) . |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في كل احتفال ووليمة |
وليمة إبراهيم ووليمة لوط |
نقدم ذبيحة التهليل، ذبيحة السرور، ذبيحة الفرح |
الإفخارستيّا هي دربي نحو السماء |
سرّ الإفخارستيّا |