منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 09 - 2014, 02:48 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

نقاوة القلب
القديس يوحنا كاسيان


نقاوة القلب




المناظرة الأولى
نقاوة القلب طريق الملكوت للأب موسى

1- إقامتنا بالإسقيط

في صحراء الإسقيط حيث يوجد أعاظم الآباء الرهبان، ويترعرع الكمال، كنت مصطحبًا الأب جرمانيوس هذا الذي كان ملازمًا لي منذ الأيام الأولي، ومنذ بداية الخدمة الروحية، سواء ونحن في نظام الشركة أو في البرية. وتستطيع أن تلتمس مقدار وفاق صداقتنا ووحدة هدفنا مما يقوله الكل عنا إننا قلب واحد وروح واحد في جسدين.
وإذ كنا في البرية بحثنا عن الأب موسى الذي يعتبر من أسمى تلك الزهور الرائعة في البرية، متفوقًا لا في حياة العمل فحسب بل وفي حياة التأمل أيضًا.
لقد كنت شغوفًا لسماع تعاليمه، فطلبنا إليه سويًا بدموع أن يحدثنا لأجل بنياننا وذلك لمعرفتنا عنه جيدًا أنه لا يفتح باب الحديث عن الكمال إلا مع الذين يبحثون عنه بإيمان بقلوب تائبة. فهو يخشى الحديث عن تلك الأمور الهامة، ولا يكشفها إلا للساعين نحو الكمال،
غير متحدثٍ بها لغير المبالين أو الذين يتقبلون الكلام بغير إيمان كامل مستخفين بها وهم غير مستحقين لها، وذلك لكي لا يكون في حديثه عرضة للزهو الباطل أو بهذا يكون خائنًا لما قد أؤتمن عليه. أخيرًا غُلب بطلبتنا فبدأ يتحدث.
رد مع اقتباس
قديم 18 - 09 - 2014, 02:48 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نقاوة القلب

2- سؤال عن هدف المؤمن وغايته؟

قال: لكل العلوم والفنون أهداف وغايات يتطلع إليها المجاهدون في كل فن صابرين، محتملين كل أنواع المتاعب والأخطار والخسائر بفرح ورباطة جأش.
فالفلاح لا يعبأ بحرارة الشمس أو بالصقيع وبرودة الجو… فيقوم بتقسيم الأرض وحراثتها مرة فأخرى، متطلعًا إلى هدفه بلا ضجر. إنه يجاهد لتفتيت الأرض حتى تصير كالرمل الناعم منقيًا إيّاها من العليق والأعشاب، مؤمنًا بأنه ليس هناك طريق آخر يبلغ به هدفه اللامحدود إلا بحصوله على أفضل إنتاج وأكبر محصول،

بهذا يمكنه أن يعيش وتتزايد ممتلكاته. فإذ يمتلئ مخزنه يستعد ليفرغه ويلقي البذار في الأرض المحروثة مرة أخرى… هذا كله من أجل المحصول المنتظر!
كذلك المنشغلون بالتجارة لا يبالون بعدم ضمان تحقيق الربح أو بمخاطر المحيطات، إنما تحفزهم أمانيهم نحو تحقيق الربح.

والطامحون في الحياة العسكرية يتطلعون إلى هدفهم، أي نحو الشرف أو القوة، غير مبالين بالأخطار والهلاك الذي يلاحقهم خلال عملهم… من أجل رغبتهم في نوال الشرف.
ونحن أيضًا لعملنا هدف أو غاية بسببه نحتمل كل صنوف الجهاد ليس بدون ضجر فحسب بل وبفرح. فحرماننا من الطعام أثناء الصوم لا نعتبره ضيقًا، وأتعاب السهر تتحول إلى بهجة، والقراءة والتأمل في الكتاب المقدس ليس فرضًا ثقيلاً. فلا يخيفنا الجهاد المتواصل وإنكار الذات والحرمان من أمور العالم ومتاعب هذه البرية القاحلة.

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 09 - 2014, 02:48 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نقاوة القلب

وأنتما أيضًا إذ تستخفا بمحبة الأقرباء، أي بالعاطفة تجاههم بتركهم سالكين طريق الرهبنة، تاركين مسقط رأسيكما ومباهج العالم، عابرين كل هذه المناطق لكي تأتيان إلينا نحن البسطاء العائشين في حالة مضنية في البرية، ما هو هدفكما من هذا؟ وما هي غايتكما التي دفعتكما لتتحملا كل هذه الأمور بفرح؟

3- وإذ أصر على كشف الفكرة من إجابتنا على سؤاله، أجبناه قائلين: لقد تحملنا هذا كله من أجل ملكوت السموات.

4- أجاب حسنًا! لقد تحدثتما عن الهدف غير المحدود. لكن ما هو الهدف القريب، الذي إذا ما عرفناه ووضعناه دائمًا نصب أعيننا نقدر أن نبلغ غايتنا؟
وإذ اعترفنا بجهلنا بصراحة أكمل حديثه قائلاً:
كما قلت أولاً أن لكل فن أو علم هدف يوضع أمام الذهن… فإذا لم يتمسك الإنسان به بجهاد ثابت لا يصل إلى الغاية النهائية.
فكما قلت أن الفلاح يهدف إلى الحياة السعيدة والرخاء وتحقيق محصول وفير، وأما هدفه الحالي فهو حفظ الحقل نظيفًا من الأحجار والأعشاب…
ونحن أيضًا نهاية طريقنا في الحياة هو بلوغ ملكوت الله، ولكن ما هو الهدف الحالي الذي يلزم أن نتساءل عنه؟ فإننا إن لم نعرفه نتعب أنفسنا دون جدوى، لأن من يسافر في اتجاه خاطئ تضيع أتعابه سدى ولا ينتفع شيئًا من سفره.
وإذ دهشنا من هذا الحديث أكمل الشيخ قائلاً: إن هدف عملنا كما قلت هو “ملكوت الله” أو “ملكوت السموات”. وأما الهدف الحالي فهو “نقاوة القلب”، الذي بدونه لا نقدر أن نحقق الهدف النهائي.
لنوجه أنظارنا بثبات نحو هذا الهدف كعلامة ثابتة. ولنوجه سلوكنا نحوه مباشرة حتى إذا ما انحرفت أفكارنا بعيدًا عنه نعيدها إليه ونضبطها نحوه بإتقان كما لو كان مقياسًا دقيقًا. وبهذا تتحول جهودنا إليه، وبالتالي نستطيع أن نكتشف عما إذا كان عقلنا قد انحرف ولو قليلاً عن الاتجاه المحدد له.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 09 - 2014, 02:48 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نقاوة القلب

5- هدفنا الحالي: نقاوة القلب

قبل الحرب يختبر الجنود مهارتهم بإطلاقهم السهام والرماح تجاه أهداف صغيرة محددة… وهم يعلمون أنه بغير هذه الوسيلة لا يمكنهم نوال الجعالة التي يترجونها… وبغير هذا لا يوجد ما يكشف لهم عن قدرة مهارتهم أو ضعفها…
وبهذا فإن الهدف النهائي الموضوع أمامنا هو “الحياة الأبدية”، إذ يقول الرسول: “فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبديَّة” رو22:6. وأما الهدف الحالي فهو “نقاوة القلب” التي يعبر عنها الرسول بقوله: “ثمركم للقداسة” والتي بدونها لا يتحقق الهدف النهائي (والنهاية حياة أبدية)…
ويعلمنا الرسول عن نفس الهدف قائلاً: “أنسى ما هو وراء وأمتدُّ إلى ما هو قدُّام، أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا…” (في13:3،14). بمعنى أنه بهذا الهدف الذي به ينسى ما هو وراء، أي خطايا الحياة الأولي (عدم نقاوة القلب)، يجتهد لبلوغ جعالة السماء.

إذن فلنهتم بالكشف عن هذه الفضيلة أي “نقاوة القلب” متجنبين كل معوقاتها، لأنها خطيرة وضارة. فمن أجل نقاوة القلب ينبغي أن نفعل كل شيء، ونصبر على كل شيء، ولا نتعلق بأقربائنا وأرضنا (ممتلكاتنا) وكرامتنا (الأرضية) وجاهنا ومباهج العالم وكل أنواع الملذات…
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 09 - 2014, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نقاوة القلب

6- زهد بغير نقاوة قلب
إننا نرى بعضًا ممن زهدوا أمور هذا العالم، ليس فقط الذهب والفضة، بل والممتلكات الضخمة، يتضايقون ويضطربون من أجل سكِّينة أو قلم أو دبوس أو ريشة، بينما لو وجهوا أنظارهم نحو نقاوة القلب بلا شك ما كانوا يضطربون من أجل الأمور التافهة، فكما لا يبالون بالغنى العظيم يتركون أيضًا كل شيء.


ويخاف البعض على كتبهم حتى أنهم لا يسمحون لأحد أن يحركها أو يلمسها… وهذا يكشف عن حاجتهم إلى الصبر والحب العميق. فإذ تركوا كل غناهم من أجل محبتهم للسيد المسيح إلا أنهم يحتفظون بطبيعتهم الأولي بالنسبة للأمور التافهة، فسرعان ما ينشغلون بها. وبهذا يصيرون عقيمين بلا ثمر كمن هم بلا حب.

هؤلاء يتحدث عنهم الرسول الطوباوي متنبئًا بالروح قائلاً: “وإن أطعمت كلَّ أموالي وإن سلَّمت جسدي حتى احترق، ولكن ليس لي محبة، فلا أنتفع شيئًا” 1(كو3:13).


من هذا يظهر بوضوح أن الكمال لا يتأتى لمجرد إنكار الذات أو ترك كل شيء أو الهروب من الكرامة ما لم يصحبها المحبة التي وصفها الرسول بالتفصيل مظهرًا أنها ليست إلا “نقاوة القلب” وحدها.
لأنه إذ المحبَّة “لا تحسد”، “لا تتفاخر”، “لا تُقبِح (تغضب)”، “لا تطلب ما لنفسها”، “لا تحتدُّ”، “لا تظنُّ السوءَ” 1(كو4:13،5)، هذا كله ماذا يعني سوى أن نقدم قلبًا نقيًا كاملاً محفوظًا من كل اضطراب؟!
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 09 - 2014, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نقاوة القلب

7- أعمال صالحة بغير نقاوة قلب

ينبغي أن نصنع كل شيء أو نبحث عن أي شيء من أجل نقاوة القلب. فمن أجلها نطلب التوحد… ومن أجلها نصوم ونسهر ونحتمل الأتعاب والعري والدراسة ونقتني كل الفضائل الأخرى، لكي ما نهيئ قلوبنا ونحفظها من كل السموم الشريرة، وبهذا نصعد إلى كمال المحبة…
فالأمور التي تأتي في المرتبة الثانية في أهميتها كالصوم والسهر والزهد في العالم والتأمل في الكتاب المقدس، هذه يلزمنا أن نفعلها ناظرين إلى الهدف الرئيسي وهو “نقاوة القلب” التي هي “المحبة”. فعلينا ألا نفقد هذه الفضيلة الرئيسية بسبب تحقيق فضيلة أخرى.
فإذا لم ننفذ إحدى هذه الفضائل الأخرى لسبب قهري لا يصيبنا أذى، طالما وجدت الفضيلة الرئيسية. فلا يسوغ لنا أن ننفذ عملاً يكون من شأنه أن نفقد هذا الهدف موضوع حديثنا، بل نجاهد من أجله مهما كلفنا الأمر.
يشغف الإنسان بالحصول على أدوات العمل، لا لأجل امتلاكها بلا غاية لأن هذا في ذاته لا يحقق نفعًا… إنما باستخدامها يستطيع أن يضمن المعرفة العملية ويحقق هدفه المحدد، أي نوال الغنى الذي يرغبه. هكذا الصوم والسهر والتأمل في الكتاب المقدس وإنكار الذات وترك الممتلكات، هذه جميعها ليست كمالاً في ذاتها إنما تقود إلى الكمال. لأن هدف العلم (الروحاني) لا ينحصر في اقتناء هذه الأمور، إنما بها نبلغ إلى الغاية.
فمن يكتفي بهذه الأمور على أنها الخير الأعظم يتممها بغير هدف، جاعلاً أُمنية قلبه تحقيق هذه الأمور، دون أن تمتد جهوده لبلوغ الهدف الذي لأجله يمارس هذه الفضائل. وهذا يكون مثله مثل من يمتلك أدوات ويجهل هدف فنه الذي يستخدمها فيه…
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 09 - 2014, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نقاوة القلب

8- مثال من الكتاب المقدس

نقاوة القلب هي موضوع جهادنا الرئيسي وغاية قلبنا الدائم، وهي تعني التصاق الروح بالله وبالأمور السماوية. أما ما خلاف هذا، فإنه مهما بلغت قيمته يحتل المرتبة الثانية، بل ويصير بلا قيمة وأحيانًا يكون ضارًا. وقد أوضح الإنجيل تفسيرًا رائعًا لهذا الأمر في حالة مريم ومرثا. لقد كانت مرثا تخدم مقدمة عملاً مقدسًا بلا شك، وفيما هي تخدم الرب وتلاميذه كانت مريم تهتم بتعاليمه الروحية فقط، جالسة عند قدمَي السيد المسيح اللتين قبَّلتهما ودهنتهما بطيب الاعتراف الحسن.
لقد التصقت بالرب الذي شهد لها أنها اختارت النصيب الصالح الذي لا يُنزع منها. لأنه بينما كانت مرثا تعمل مجتهدة وقد ارتبكت في الخدمة حتى شعرت بعجزها عن القيام بالخدمة بمفردها طلبت من السيد المسيح أن تساعدها أختها قائلة: “يا ربّ أَما تبالي بأن اختي قد تركتني أخدم وحدي. فقُلْ لها أن تعينني” (لو40:10).
لقد استدعت أختها لتعمل عملاً ليس تافهًا بل يستحق الثناء، ومع هذا بماذا أجابها الرب؟ “مرثا مرثا أنتِ تهتّمِين وتضطربين لاجل أمورٍ كثيرة. ولكن الحاجة إلى واحدٍ. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزَع منها” (لو41:10،42).
لقد رأيت كيف جعل الرب الخير الرئيسي ينصب في التأمل الإلهي…!
لقد رأيت كيف احتلت جميع الفضائل الأخرى المركز الثاني رغم تسليمنا بأهميتها وفائدتها وسموّها، لأن هذه جميعها إنما تُصنع لأجل هدف واحد. فعندما قال الرب: “أنتِ تهتّمِين وتضطربين لأجل أمورٍ كثيرة. ولكن الحاجة إلى واحدٍ” جعل الخير الرئيسي لا يكون في الأعمال في ذاتها مهما بلغ شأنها، بل في التأمل في الرب، الذي هو بالحقيقة الأمر الأول.

هذا القول يجب أن يكون موضع اهتمامنا جدًا، فقد قال لمريم إنها اختارت النصيب الصالح من غير أن يلُم مرثا. فإن مدح الواحدة أظهر أن الأخرى أقل منها فحسب. وقوله “الذي لن يُنزَع منها” كشف أن نصيب الأخرى يمكن أن ينزع منها، لأن الخدمات الجسدية لا يمكن أن تبقى مع الإنسان إلى الأبد، أما اشتياق مريم فلن يكون له نهاية.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 09 - 2014, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نقاوة القلب

9- سؤال: كيف تزول الأعمال الصالحة؟

… ما هذا ؟ هل الاجتهاد في الصوم والمثابرة في القراءة وأعمال الرحمة والبر والشفقة والسخاء تنزع منا ولا تبقى مع فاعليها؟ مع أن الرب نفسه وعد بملكوت السموات لأجل هذه الأعمال، إذ يقول: “تعالوا يا مباركي أبي رِثُوا الملكوت المعَدَّ لكم منذ تأسيس العالم. لاني جُعْتُ فأطعمتموني، عطشتُ فسقيتموني…” (مت34:25،35). فكيف تُنزع الأعمال التي بها ينال صانعوها ملكوت السموات؟!

10- موسى: إنني لم أقل بأن جزاء العمل الصالح يزول، فالرب نفسه يقول: “من سقى أحد هؤلاءِ الصغار كأس ماءٍ بارد فقط باسم تلميذٍ، فالحق أقول لكم انه لا يُضِيع اجرَهُ” (مت42:10)، بل أؤكد أن فعل أي عمل سواء كان من ضروريات الجسد أو لضبطه… كل هذه الأعمال رغم ضروريتها والالتزام بها لكنها ستنتهي.

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 09 - 2014, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نقاوة القلب

فالمثابرة على القراءة والزهد في الصوم لهما أهميتهما في تنقية القلب وقمع الجسد في هذه الحياة وحدها، طالما أن الجسد يشتهي ضد الروح (غل17:5)، بل وأحيانًا تنتهي في هذه الحياة وذلك كما في حالة إنهاك القوة بسبب التعب الشديد أو المرض الجسدي أو كبر السن حيث لا يقدر الإنسان على تنفيذها، وبالأكثر تنتهي هذه الأعمال عندما يلبس هذا الفاسد عدم فساد (1كو53:15)، ويُقام الجسد الحيواني جسدًا روحيًا (1كو 44:15)، ولا يعود الجسد يشتهي ضد الروح.
ويوضح الرسول بولس ذلك بجلاء بقوله “لأن الرياضة الجسديَّة نافعة لقليل، ولكن التقوى (وبالتأكيد يقصد بها المحبة) نافعة لكل شيءٍ، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة” (1تى8:4). فما قيل عنه إنه نافع لقليل هو ما لا نفعله كل حين والذي لا يمكن به في ذاته الوصول إلى الكمال الأسمى، ففي قوله لقليل يقصد به أحد معنيين:
الأول: من جهة قصر الوقت، فالرياضة الجسدية لا يمكن القيام بها في هذه الحياة الأرضية والحياة العتيدة.
الثاني: قد يكون ذلك إشارة إلى أن الفائدة أقل من الثانية، فالرياضة الجسدية تؤدى بنوع ما إلى بداية التقدم، ولكنها ليست مثل كمال المحبة التي وعد بها في هذه الحياة والحياة العتيدة.

إذن الأعمال السابق ذكرها هامة، إذ بها نصعد إلى مرتفعات المحبة. فتكون الأعمال التي ندعوها أعمال عبادة ورحمة ضرورية في هذه الحياة، حيث يوجد الظلم والجور بين البشر… لكن لا وجود لها في الحياة العتيدة حيث يسود العدل، فيتحول البشر عن الأعمال الصالحة إلى حب الله، والتأمل في السماويات في نقاء قلب دائم.

وهذا الأمر اختاره الذين كرسوا حياتهم للمعرفة ونقاوة القلب، باذلين كل جهدهم لكي يخضعوا له وهم بعد في الجسد، وتكمل نقاوة قلبهم حينما ينزع عنهم الفساد وينالون وعد الرب المخلص القائل: “طوبى للأَنْقِياء القلب، لأنهم يعاينون الله”.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 09 - 2014, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نقاوة القلب

11- خلود المحبة أو نقاوة القلب
لماذا نندهش من أن هذه الأعمال السابق ذكرها ستبطل بينما يخبرنا الرسول الطوباوي أنه حتى عطايا الروح القدس العظمى ستنتهي، مشيرًا إلى أن المحبة وحدها هي التي تبقى إلى الأبد، إذ يقول “..وأمَّا النبوَّات فستبطل والأَلسِنَة فستنتهي والعلم فسيُبطَل” (1كو8:13). أما عن المحبة فيقول “المحبَّة لا تسقط أبدًا..”.


فالعطايا توهَب إلى حين من أجل الحاجة إليها لاستخدامها، فإذا ما انتهى عملها زالت، أما المحبة فلا تسقط أبدًا، لأن المحبة لا يتوقف نفعها عند هذه الحياة بل يتعداها إلى الحياة العتيدة، فإذ تزول أثقال احتياجات الجسد تستمر المحبة في نشاط أعظم وسعادة أوفر، فلا تعود بعد تضعف بتأثيرٍ ما، بل بعدم فسادها الدائم تلتصق بالله بأكثر نشاط وغيرة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نقاوة القلب
نقاوة القلب تعني نقاوة العين
نقاوة القلب ( "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يُعاينون الله")
نقاوة القلب
نقاوة القلب


الساعة الآن 12:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024