رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفضيلة وضع متوسط بين رذيلتين أو هي وضع متكامل بين نقصين. ومن أمثلة ذلك: الشجاعة هي الوضع المتوسط بين الخوف والتهور.. والتربية السليمة هي الوضع المتوسط بين التدليل والقسوة والتدبير الحسن لما تملكه هو الوضع المتوسط بين البخل والتبذير.. ويمكننا أن نذكر أمثلة عديدة لهذا الوضع المتوسط.. * فيوجد نوعان من الفضيلة: وذلك من الناحية السلبية, والناحية الإيجابية. فالناحية السلبية هي مقاومة الخطيئة ورفضها. أما من جهة الناحية الإيجابية فهى عمل الخير. وليست الفضيلة هي فقط البعد عن الخطيئة, إنما يجب الإرتفاع عن المستوى السلبى, وذلك إيجابياً بالسلوك في حياة البر: لا يكفى فقط إنك لا تكره إنساناً, إنما يجب أن تحب الكل... لا يكفى أن تمتنع عن اللفظ بأية كلمة خاطئة, إنما يجب أيضاً أن تقول كلاماً للبنيان ينفع الآخرين. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت. ولذلك فإن الفضيلة ليست فقط أنك لا تضر الناس, إنما هي بالأكثر أن تعينهم بقدر إمكانك, وتعمل على راحتهم أو إسعادهم.. فهناك المستوى الجسدى للفضيلة, والمستوى النفسى, والمستوى الروحى... وعلى الإنسان أن يحفظ نفسه في كل مستوى, ويحترس من السقوط في غيره فمثلاً الحواس هي أبواب الفكر, وما تراه أو تسمعه أوتلمسه, قد يجلب لك أفكاراً. فلكى تحفظ فكرك, أحفظ حواسك. وإن أخطأت بالحواس, لا تجعل الخطأ يتطور إلى فكرك. وإن وصل الخطأ إلى الفكر, اطرده بسرعة, وحذار أن تجعله يتحول إلى مشاعر في قلبك. وإن تحوّل إلى مشاعر, لا تجعله يتطور إلى العمل بالضغط على ارادتك... واعلم أن جميع المستويات تتجاوب مع بعضها البعض. وقد يصير الواحد منها سبباً ونتيجة... فخطأ القلب يسبب خطأ الفكر. كما أن خطأ الفكر يسبب مشاعر للقلب. وربما الأثنان يدفعان إلى العمل. وكذلك المشاعر والعمل يقودان إلى خطأ الحواس. إنها دائرة متصلة. أية نقطة فيها توصل إلى باقى النقاط وكما في الشر, كذلك في الخير: تتعاون كل المستويات معاً... على أن أعلى مستوى في الفضيلة هو السعى إلى الكمال. إن الذي يسلك في الفضيلة, يودى أن ينمو فيها. ويستمر في النمو حتى يصل إلى الكمال الممكن له كإنسان. واعنى الكمال النسبى, نسبة إلى ما عنده من إمكانيات, وما يُوهب له من عمل النعمة فيه... والسعى إلى الكمال يحتاج إلى التدرج. والآباء الروحيون كثيراً ما كانوا يدربون أولادهم في نطاق هذا التدرج. لأن الطفرات السريعة في الفضيلة قد تؤدى إلى ارتفاع القلب والكبرياء، وأحياناً تكون لها نتائج عكسية. لكن القادة الروحيين كانوا يعملون على تثبيت أبنائهم في كل خطوة يخطونها. حتى إذا ما صارت شبه طبيعة عندهم, يتدرجون منها إلى خطوة أعلى, ولا يصبحون في خطر من أية نكسة ترجعهم إلى الوراء... أما إذا أرادت نعمة الله أن ترفع الإنسان إلى فوق مرة واحدة, فهذه هبة إلهية غير عادية. لأنه كما أن نعمة الله تساعد الإنسان على الارتفاع إلى فوق, فإن قوى الشر لا تريد أن تتركه في راحة, إنما تحاول أن تجذبه إلى أسفل. ومن هنا كانت محاولة الوصول إلى الكمال الروحى, هي صراع ضد الخطية وضد العقبات الروحية. |
21 - 09 - 2014, 08:27 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الفضيلة وضع متوسط بين رذيلتين
|
||||
21 - 09 - 2014, 09:47 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الفضيلة وضع متوسط بين رذيلتين
شكرا على المرور |
||||
|