لماذا رفع السيسي «السبابة» 3 مرات في وجه كيري؟

[Mary Naeem]

لماذا رفع السيسي «السبابة» 3 مرات في وجه كيري؟

دوت مصر

حصل "دوت مصر" على كواليس الاجتماع الذي جمع الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري السبت الماضي، في قصر الاتحادية، بخصوص بحث الكيفية التي ستشارك بها مصر لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وقال مصدر، في تصريح خاص لـ"دوت مصر" اليوم الإثنين، إن السيسي أحرج كيري مرتين، الأولى عندما أكد له أن أمريكا رفضت إرسال صفقة طائرات الأباتشي رغم إتمام كامل شروطها وبنودها العسكرية، ورغم علمها بأن مصر ستسخدمها في محاربة الإرهاب الأسود المتمثل في التنظيمات المسلحة التكفيرية التي اتنشرت مؤخرا في دول المنطقة.
وأضاف المصدر، أن المرة الثانية عندما أكد السيسي لكيري أن مصر لم تبالِ بتأخر صفقة الأباتشي وبدأت في مطاردة التكفيريين والقضاء عليهم دون أسلحة أمريكا، مع التأكيد على أن مصر أول دولة أعلنت خطر هذه التنظيمات.
وأشار المصدر إلى "السبابة"، التي حركها السيسي تقريبا ثلاث مرات أثناء حديثه مع كيري، كانت بنية توضيح خطورة استمرار أمريكا في غض الطرف عن ممارسات جماعة الإخوان وعلاقاتهم بالتنظيمات المسلحة في المنطقة العربية.
ولفت إلى أن السيسي وضع مجموعة من القواعد أثناء مفاوضاته مع كيري لدخول مصر طرفا في مواجهة التنظيمات المسلحة، ومن بينها داعش، حيث اشتملت اشتراطات مصر على المحافظة على وحدة الأراضي السورية كاملة، وعدم السماح بسيطرة أي جماعات دينية على أي جزء من سوريا مهما رفعت تلك الجماعات شعارات الاعتدال، فضلا عن عدم تمادي السياسة الأمريكية في التلاعب بورقة الطائفية في العراق وتقسيم بلاد الرافدين على أسس مذهبية، والنظر بعين التفهم إلى المطالب المشروعة للسنة، وأهمية إدماج العشائر في الأجهزة الأمنية المحلية، فضلا عن تولي السنة لحقائب سيادية في تشكيلة الحكومة الجديدة.
وقال المصدر إن اشتراطات السيسي تضمنت أيضا أن تكون مواجهة داعش جزءا من استراتيجية أشمل لمواجهة الإرهاب في المنطقة، حيث تمتد المواجهة إلى المجموعات التكفيرية التي تنشط في سيناء، وعلى الحدود الغربية لمصر بليبيا، تزامنا مع رفع الغطاء السياسي عن الجماعات التي تدعم الإرهاب وعلى رأسها جماعة الإخوان، مؤكدا عدم اقتصار المواجهة على الجانب العسكري فقط، بل يجب أن تكون هناك بموازاتها مواجهة أخرى لا تقل أهمية على المستويات الفكرية والثقافية والدينية والاقتصادية، مع إطلاق خطة عاجلة لتنمية المناطق الفقيرة التي تتخذها التنظيمات المتطرفة مرتعا لتجنيد الشباب.
وأكد المصدر أن أهم شرط صرح به السيسي، هو أن القاهرة لن تتوانى عن تقديم أي شكل من أشكال المساعدة ضد الجماعات الإرهابية خارج حدودها باستثناء تقديم أي نوع من المساعدة العسكرية أو إخراج قوات مصرية ولو رمزية خارج الحدود.