احذر.. الغازات المسيلة للدموع
تستخدم شرطة مكافحة الشغب في العديد من دول العالم وسائل متعددة للسيطرة على أعمال العنف ومن بينها الغاز المسيل للدموع، وأظهرت دراسة حديثة أن تأثير هذا الغاز لا يقتصر على سيلان الدموع لحظة إطلاقه، بل يتعدى ذلك إلى أضرار دائمة في الرئتين. وأشارت الدراسة التي قدمت في المؤتمر التنفسي الأوربي بمدينة ميونخ الألمانية، إلى أن استنشاق المواد الكيماوية المصنعة منها هذه الغازات، تشكل خطرًا على الصحة التنفسية، ويمكن أن تسبب حالات اختناق شديدة، قد تنهي بالموت في بعض الحالات. ودرس الباحثون المدة الزمنية التي تستمر خلالها التأثيرات السلبية للغازات المسيلة للدموع، من خلال البيانات الصحية لـ 546 شخصا استنشقوا هذه الغازات، خلال احتجاجات التي شهدتها بعض الدول في العام الماضي بحسب ما أورد موقع ميديكال دايلي الطبي. وأظهرت النتائج أن التأثيرات السلبية لاستنشاق الغازات المسيلة للدموع يمكن أن تمتد لأسبوعين كاملين، ومن بين المشاركين في الدراسة أكد 70% أنهم عانوا من صعوبة في التنفس، فيما عانى 80% من سعال دائم و45% صعوبة في البلع و43% آلام في الظهر، وكان متوسط ظهور هذه الأعراض 15 يومًا. كما سأل الباحثون مجموعة من الأشخاص لم يشاركوا في الاحتجاجات، ولكنهم كانوا يعيشون أو يعملون في مناطق قريبة منها، وأكد 76% من هؤلاء أنهم عانوا من مشاكل في التنفس، و89% تعرضوا لنوبات سعال متكررة، وكشفت اختبارات وظائف الرئتين عن أن 20% من المتطوعين يعانون من مستويات متفاوتة من انسداء مجرى التنفس. ومن المفارقات الغريبة أن الغاز المسيل للدموع لا يصنف ضمن الأسلحة الكيماوية المحظورة دوليًا، إلا أن استخدامه ممنوع في النزاعات والحروب الدولية، في حين تستخدمه الشرطة ضد المدنيين لقمع التظاهرات والاحتجاجات.