رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نشأة الرهبنة نشأت الرهبنة المسيحية فى مصر حيث بدأت فكرة العبادة النسكية فى البرارى والقفار منذ زمن سحيق فى تاريخها , ونحن لانعلم كثيراً عن الرهبنه فى مصر قبل أنتشار المسيحية فيها , ولكن لنبدأ بالمسيحية , أنه من المعروف أن الذى بشر مصر هو مرقس رسول المسيح , وكان مرقس شاباً ولم يتزوج حتى قطع الوثنيين راسه فى الأسكندرية وقال المؤرخ القس منسى (1) : " لما كان مرقس الرسول متحلياً بالطهر والعفاف وبث روح الفضيلة فى قلوب كثير من المصريين فإعتزلوا الخلق ولجأوا إلى الكهوف والمغائر عاكفين على تسبيح الخالق والتغنى بذكره الأقدس فتحولت القفار القاحلة إلى رياض يانعة تنبت النفوس وتثمر الكمال " وظهرت فى مصر مجموعة من النساك ويعتقد أنهم طبقوا الفكر الكتابى فى المعيشة مشتركه كما ذكر سفر أعمال الرسل (2) : " ِإذْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجًا، لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُول أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا، وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ الْمَبِيعَاتِ، 35 وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ، فَكَانَ يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ احْتِيَاجٌ." وعنهم قال يوسابيوس القيصرى (3) : " وكان جمهور المؤمنين رجالاً ونساء , الذين اجتمعوا هناك فى البداية وعاشوا حياة الزهد الفلسفية المتطرفة , كثيرون جداً , حتى أن فيلوا وجده أمراً جديراً بالأهتمام أن يصف جهادهم وأجتماعاتهم وتسلياتهم وكل طرق معيشتهم " ولما كان مرقس من اصل يهودى فقد كان غالبية الفئة التى مارست النسك والعبادة وأفردت مجتمعاً قائماً بذاته منعزلاً كانوا من اليهود الذين أستوطنوا مصر وقد ذكر فيلو عباره تدل على ذلك فقال (4) : " ويبدو أنهم كانوا من أصل عبرانى , ولذلك كانوا يراعون معظم عوائد الأقدمين حسب طريقة اليهود " ومن المعتقد أيضاً أن هذه المجتمعات المغلقة التى أنضمت إلى المسيحية كانت تمارس أنظمتها اليهودية قبل المسيحية بدليل مجتمع وادى القمران فى الجبال الذى وجدت فيه مخطوطات العهد القديم وقال فيلوا (5) عن وجود كتب وقوانين تحدد نظم هذه المجتمعات النسكية فقال : " ولديهم أيضاً كتابات من القدماء مؤسسى جماعتهم الذين تركوا آثاراً كثيرة رمزية , وهؤلاء يتخذونهم قدوة لهم ويقلدون مبادئهم " وقال كاسيانوس وهو كاتب كنسى : " إن التقليد القديم يشهد بأن رهبان وادى النطرون متناسلون من المتأملين فى الإلهيات " أ . هـ ويقول المؤرخ القس منسى يوحنا (6) : " وقيل أن اول دير مسيحى تأسس كان فى سنة 151 م حيث عزم فرونتيوس على ترك العالم زهداً فى الدنيا وملاذها فجمع إليه جماعة من الأخوة وسار بهم إلى وادى النطرون وإلى منطقة الجيزة وهناك قضوا بقية حياتهم بالنسك والتعبد فى بعض الكهوف الصخرية " الرهبانية الراهب أو الراهبة هو أنسان أمتلئ وجدانه بالحب الإلهى عاشق للمسيح لسان حاله يقول : " معك يارب لا أريد شيئاً " , هؤلاء الناس هم الذين تركوا كل شئ وتبعوا المسيح , لا يريدون شيئاً غير التسبيح والكلام مع الرب الإله , لا يستريح هؤلاء إلا أن يجدوا راحة للرب ومسكناً للإله يعقوب فى حياتهم , هؤلاء الناس قال لنا عنهم السيد المسيح فى أمثاله فقال عنهم أنهم وجدوا جوهرة غالية الثمن فباعوا كل شئ وتبعوه . وعندما يسلك هؤلاء فى سلك الرهبنة فلهم نظام تعبدى لأن لهم هدف واحد هو العيش بعيداً عن ضوضاء العالم فى عزلة عن الحياة العاملة وصخبها وشرورها , يهب حياته للصلاة العميقة الطويلة والتعبد بغير شاغل أو عائق . ويتدرج الراهب فى العبادات ويتقوى بالإيمان ويرتقى فى النعمه بالرغم من المحاربات الشيطانية وعندما يغلبر بتواضعه يحصل على مقامات روحانية عالية فينكشف أمام عينية مفاهيم عميقة ما كان يصل مستواها من غير تلك العزلة وتكريس حياتهم للخالق . معنى كلمة راهب يقول المتنيح العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا الدير المحرق تاريخه ووصفه وكل مشتملاته , ألأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى إيداع رقم 4676/ 1992 ص26: " لعل التعبير العربى "رُهْبان" هو جمع " راهِب " مشتق من الرٌهبْة أو الجزع الذى يتولى ذلك الطراز من عًباد الرب , عندما يدخل فى مرحلة فحص الضمير وإمتحان النفس ومعرفتها على حقيقتها خصوصاً عندما يصل إلى بعض الإشراق الباطنى ويشرف على مرحلة الشخوص فى الأنوار العليا فتتولاه الرهبة وجزع " . والرهبة والجزع عبر عنها أشعياء النبى عندما وصل إلى لحظات الإشراق فقال : " ويل لى إنى هلكت لأنى أنسان نجس الشفتين وأنا مقيم بين شعب نجس الشفتين , لأن عينى قد رأتا الملك ربٌ الجنود ( أشعياء 6: 5) وفى اللغة القبطية يقول الأنبا غريغوريوس : " أن التعبير القبطى يستخدم للدلالة على كلمة راهب هو موناخوس ومنها أشتقت الكلمة اللاتينية Monachus والإنجليزية Monk والفرنسية moine وغيرها من اللغات الأخرى " . وكل الكلمات فى اللغات السابقة معناها " المتوحد" وذلك لأن المتوحد هو إنسان إعتزل الناس ليحيا بمفرده من غير زوجه وأولاد بعيداً عن المجتمع , فيتوفر له الوقت الكافى لينموا با طنياً وروحياً ونفسياً . والإنعزال عن المجتمع البشرى ليس أمراً سهلاً كما يبدو بل يمكن القول أنها مستحيله ولهذا قال أرسطو الفيلسوف : " لا يمكن لأحد من الناس أن يعيش بعيداً عن المجتمع إلا من كان دون الطبيعة البشرية أو فوق مستواها " وعندما نتعمق فى كلمات أرسطوا يتضح لنا سمو الإتجاه الرهبانى فى الإنعزال بسمو الهدف وهذا ما أكده لنا تاريخ العلم الرهبانى : 1- أن هذه العزلة ممكنة لقلة ممتازة ومتميزة من الناس , قد أرتفعت فوق السلوك البشرى , وسمت بمستواها فوق سلوك الغريزة البشرية , لنوال النعمة الإلهية الكاملة وهنا يتحقق قول أرسطو هو أن هذه المجموعة هى فوق مستوى الطبيعة البشرية . 2- والعزلة ليست غاية إنما هى وسيلة من ضمن وسائل عديده للرهبان لبلوغهم الهدف , هذا الهدف هو بلوغ المستويات الروحية والعلمية فى القداسة والنعمة . 3- والعزلة ليست إنفصال عن المجتمع الإنسانى الكبير بل أنه يساهم بطريقة أو اخرى فى تمريض وعلاج النفس البشرية المتعبة حينما يتجه ألاف المتعبين إلى الأديرة طلباً لراحه النفس بعيداً عن قلق العالم كما يساهم الرهبان فى الإنتاج الإقتصادى بطريقة بسيطة فالراهب حسب قوانين الرهبنة يأكل من تعب يديه , فهو إذاً ليس عبئاً على المجتمع , وفى النهاية يرفع هؤلاء الرهبان الصلوات للكنيسة وشعبها أمام الرب الإله . عناصر الرهبانية الثلاث أولا : إعتزال العالم للتعبد الرهبنة ليست هربا من مسئوليات الحياة , أو هرباً من المواقف الإنفعالية التى تواجه الشخص فى العالم , وليست الرهبنة نوعاً من السلوك السلبى وإلا كانت الرهبانية سلوكاً مرضياً . الرهبنة هدفها العمل الناجح والتفرغ للتعبد وإنقطاع الإنسان للرياضيات الروحية والعقلية , هى أنصراف للتأمل والتصوف , وخلود إلى السكون , والوجود الدائم فى حضرة الرب الإله والتفكير الدائم فيه والإتحاد به وفى إرضاؤه والتفكير فى عمل الخير دائماً . ثانياً : نذر التبتل للرب يقتضى من طالب الرهبنة نذر التبتل للرب , والبتوليه هى حياة العزوبة الإختيارية مدى الحياة . وهذا النذر ليس هرباً من مسؤوليات الزواج , ولا كراهية للمرأة أو الأولاد , ولكن إيثارا وطلباً منه لحياة أفضل , لكى لا يكون منشغلاً عن الرب ومنفصلاً عنه بهموم العالم ومشاكله لكى يكون مقدساً للرب نفساً ووجداناً وروحاً . وذلك حسب قول السيد المسيح نفسه : " لأن من الخصيان من وُلدوا كذلك من بطون أمهاتهم , ومنهم من خصاهم الناس , ومنهم من خصوا انفسهم من أجل ملكوت السماوات , فمن إستطاع أن يحتمل فليحتمل ... وكل من ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو إمرأة أو بنين أو حقولاً لأجل إسمى , يأخذ مائة ضعف ويرث الحياة الأبدية (إنجيل متى 19: 12- 29) وأيضاً : " فإن غير المتزوج يهتم فيما للرب وكيف يرضى الرب , أما المتزوج فيهتم للعالم كيف يرضى إمرأته , إن بين الزوجة والعذراء فرقاً , غير المتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مقدسة فى الجسد وفى الروح , واما المتزوجة فتهتم فيما للعالم كيف ترضى رجلها (كورنثوس الأولى 7: 32- 34) وليس نذر البتوليه هو القضاء على الجنس البشرى لأن هذا الطريق هو طريق ضيق جداً ويسميه القديسين طريق القلة وهذا واضح من قول السيد المسيح : " ليس الجميع يحتملون هذا الكلام إلا الذين وهب لهم (متى 19: 11) . إختيار حياة الفقر قال الرب يسوع : " لأ يقدر أحد أن يخدم سيدين الرب والمال " وملخص الخبرة الإنسانية أن محبة المال هى أصل لكل الشرور لهذا إشترطت قوانين الرهبنة إختيار العيش فى حياة الفقر طواعية ويقنع الإنسان بحياة الكفاف مكتفياً بالضروريات فقط ويأكل من عمل يدية , ولهذا تشترط قوانين الرهبنة قبل الإعتزال فى الدير تنفيذ وصية الرب القائلة : " إن كنت تريد أن تكون كاملاً فإذهب ويع كل شئ لك وإعطيه للمساكين فيكون لك كنز فى السماء وتعال وأتبعنى ( متى 19: 21) . وإذا حدث أن توفر المال للراهب من عمل يديه فقد نصت قوانين الرهبنة أن يصير هذا المال ملكاً للدير أو الكنيسة من بعد حياته طبقاً للفكر الرهبانى : " أنه إذا كان الراهب قد مات عن طلب الحياة فى العالم بإيثاره وإختياره , فمن كان ميتاً لا يرث ولا يورث , بل أنه لا يملك لنفسه شيئاً لأنه قد وهب حياته كلها للرب " ويحكى أن ذهب أقرباء راهب إليه فى ديرة يخبرونه أن قريباً له قد مات فله أن يرثه .. فأجاب متسائلاً : " ومتى مات ؟ " فقالوا له : " منذ سنة " فقال الراهب : " ولكنى مت عن العالم منذ سنوات طويلة , فكيف لميت أن يرث ميتاً " وليس معنى إختيار الفقر طواعية أن الرهبنة هى طريق الفقراء الذين لجأوا إلى الدير هرباً من أعباء الحياة أو ليتخلصوا من دفع الجزية .. فتاريخ الرهبنة طويل ينبئنا عن أعداد لا حصر لها من ذوى الثراء ومن كانوا فى منصب عليا , ومع ذلك تركوا كل شئ وتبعوا السيد المسيح الذى ليس له مكان ليسند راسه , فآثروا الفقر والتعبد على الغنى والجاه وهم فى ثقة أن المناصب الرفيعة إنما هى نفاية من أجل ربح المسيح . وعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر , القديس أنطونيوس الكبير أبو الرهبان كان يملك 300 فدان من أجود الأراضى باعها ووزع ثمنها على الفقراء , القديس باخوميوس "أبو الشركة" كان قائداً فى الجيش إعتزل منصبه الكبير وترهب , القديس أرسانيوس كان " معلم لأولاد الملوك" وكان ابن لأحد قضاة روما وأستاذاً خاصاً لأركاديوس ابن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير وكان يحيا فى قصر الإمبراطور حياة القصور فى بذخ وترف ونعيم , ولكنه زهد فيها حاسباً عار المسيح أعظم من خزائن الملك , القديس مكسيموس وأخوه دوماديوس كانا " أبنا لأمبراطور الروم فالنتيان الأول ( 364- 375م) وكانا أبوهما فى أوج عظمته وقوته وغناه ولكنهما تركا قصره ليعيشا حياة التعبد , والقديس مار مينا العجائبى كان ابنا لحاكم مريوط , والقديس يوحنا صاحب الإنجيل المذهب كان ابنا لملك , القديسة دميانة كان ابوها حاكماً لأقليم البرلس .. هؤلاء وغيرهم تركوا الغنى والجاه والسلطان ونعيم الحياة وترفها وآثروا حياة الزهد والنسك والتعبد , سكنوا فى البرارى وشقوق الأرض من اجل عظم محبتهم فى المسيح . نظم الرهبانية أولاً : نظام العباد المتوحدين بدأ نظام الرهبنة بنظام التوحد وأول نظام أتبع فى الرهبنة وسار عليه أول من ترهب مثل الأنبا بولا السائح والأنبا أنطونيوس , وهذ النظام الرهبانى هم الرهبان الذين يعيشون متفرقين منفردين كل واحد فى مغارة أو كهف فى الصحارى والجبال , ويتبعون نظاماً خاصاً فى صلاته وصومه وعبادته وتأملاته , وحتى الأنبا باخوميوس الذى وضع نظام الشركة للرهبان الكثيرين الذين تبعوه , عاش هو نفسه على نظام العباد المتوحدين وكانت له مغارته البعيدة عن الدير , وعاش المتوحدين بالقرب من أديرتهم فى مبانى خاصة فيما بعد عرفت هذه المبانى بالمنشوبيات وفى نظام التوحد لا يضم المغارات ولا الكهوف ولا المنشوبيات سور واحد , وما كان على الأنبا أو اب الدير أو رئيسه يتفقد الرهبان واجداً واحداً يرشدهم ويوجههم ويسأل عن سلامتهم وإحتياجاتهم ويجيب على أسئلتهم والدير بهذا المعنى يسمى موناستيريون .. ومعناه المكان يضم مجموعة مغارات متناثرة كل منها مونا مستقلة بذاتها . ثانياً : نظام الشركة أو الرهبانية الإشتراكية بداية نظام الشركة الأنطونى بدأ نظام الشركة فى الرهبنة عندما أجتمع حول القديس أنطونيوس عدد كبير من الشباب يريدون أن يتبعوا طريقه فى الرهبنة ولكنه تجاهلهم لمدة 20 سنة (7) , ولما بلغ بهم الضيق اقتحموا بابه عنوة فإضطر يخرج إليهم , وكان على أنطونيوس حينئذ " أن ينتقل دائماً كأب بين جماعات أولاده من مكان إلى مكان " وعلى هذا المنوال تكون اول نموذج نظام الرهبانى القبطى : " أب يرعى أسرة روحية من ألأبناء المحبوبين المخلصين للطريق " وهكذا تكون أول تظام الرهبنة الأنطونية تلقائياً , إنما بتمهيد روحى لا يعرف سر بدايته وسر نموه إلا من عاشه " أصل كلمة " كينوبيون " تعنى كلمة " كينوبيون " تعنى حياة مشتركة وهى من مقطعين = مشترك و = حيــاة , وتنطق " كينوبيوس " أو " :ينوبيون " وتعنى : " مؤسسة أو مكان به قلالى كثيرة أصحابها متحدون فى نظام الحياة " وترادف فى المعنى الوصفى تماماً كلمة موناستيرن وهى أصلاً من كلمة أى " يعيش بمفرده أو يحيا وحيداً " فكلمة موناستيرون تعنى : " مكان يحبا فيه الناس حياة منفردة " وهذه الكلمة , طبعاً , أنحرف معناها , وتطورت لتشمل معنى الدير بوصفة الحالى , وهو جماعة يعيشون معاً حياة غير توحدية على الأطلاق . نظام الشركة الباخومى نظام الشركة الباخومى هو صورة منظمة متقدمة فقد وضع هذا النظام الأنبا باخوم بكتابة قوانيين ولهذا عرف هذا النظام باسمه " النظام الباخومى" وتغير أسم الأنبا باخوم وأطلق عليه أسم "أبى الشركة" وهذا النظام فى الحقيقة يرجع إلى النظام الإشتراكى المسيحيى الذى وضعته الكنيسة الأولى حسب ما جاء نصه : " وكان جميع المؤمنين معاً وكان كل شئ مشتركاً بينهم ( أعمال الرسل 2: 44) " وكان كل شئ مشتركاً بينهم .. ولم يكن فيهم محتاج لأن كل الذين كانوا يملكون ضياعاً أو بيوتاً كانوا يبيعونها ويأتون بأثمانها .. فيوزع لكل واحد حسب إحتياجاته ( أعمال الرسل 4: 32- 34) وقد وضع الأنبا باخوم قوانين لهذا النظام الإشتراكى ويسير الرهبان فى خضوع لنظام صارم دقيق موحد : فى يقظتهم ونومهم وصلواتهم , وأصوامهم , وطعامهم , وإجتماعاتهم وعملهم , وللدير وظائف فنية وإدارية وهندسية .. ألخ يعهد بها للرهبان الأكفاء وعلى الباقيين التعاون معه لأجل إكمال هذا النظام فى تواضع وبذل آخذين نظامهم من المعيشة المشتركة التى كان التلاميذ يحيونها مع المسيح , وهذا النظام ألإشتراكى التعاونى البسيط وكل واحد له حقوق وعليه إلتزامات , ولا يسمح لأحد الخروج على النظام العام المرسوم ومن يخرج عليه توقع عليه عقوبة صارمة رادعه . وقد نقل الغرب هذا النظام وهذا النظام يمثل طريقاً وسطاً بين الحياة العامة ونظام التوحد المطلق , كما يعد ممراً لكلا الإتجاهين , وفى الغالب يكون الإتجاه نحو التوحد فى تدرج الطبيعى دون إفتعال أو عنف كبير , فيتدرج تحت إرشاد الشيوخ المتوحدين إلى أن يصل أن يكون هو معلماً لطريق الوحده للآخرين . درجات الرهبانية الرهبنة طريق جهاد طويل ومنظم تحت إرشاد معلم وصل إلى الفضيلة يتدرج مع الراهب من خطوة إلى أخرى وتختلف مدة إكمال كل خطوه والإنتقال إلى الثانية طبقاً لعوامل عديده منها إستعداد الراهب وتحمسه , مدى طاعته , قدرته على تنفيذ تعليمات مرشده , ودرجه جده وإجتهاده 1- تلميذ الرهبنة وتعنى هذه الدرجه مؤمن 2- راهب 3- عابد 4- ناسك 5- متوحد وهو يعيش منفرداً بعيداً عن الناس , , وكلمة " أنا خوريتيس " تعنى إنساناً إنعزل وتخلف عن الحياة مع الناس . 6- سائح والسواح المجاهدين هم رهبان أحياء وصلوا إلى درجة السياحه تزداد محبتهم للصلاة حتى يصيروا كما قال الكتاب : " أما أنا فصلاة" , ومن فرط تعلقهم بالتأملات العالية وتعلقهم بالسمائيات وإنبهار عقولهم بالإلهيات تقل حاجتهم إلى الطعام والنوم فيقنعون بالقليل من عشب البرية والنباتات التى تنموا على الجبال والصحارى , فتتلاشى رغبات الجسد وتسموا أرواحهم وتستنير نفوسهم , وتسهل إنتقالهم من مكان إلى آخر بما يعرف بالإختطاف . وعندما تشتد رغبة السياح لصلاة القداس يختطفون من أماكنهم النائية ويجتمعون فى غير أوقات الصلاة العامة ويصلون فى كنيسة قديمة أو مهجورة حيث يتوافر لهم الهدوء والسكون وينصرفون قبل أن يراهم الناس ويرجع كل إلى مكانه البعيد فى قلب الصحراء وعلى رؤوس الجبال . راجع كتاب الأنيا غرغوريوس عن الدير المحرق - وقد سمعت العديد من افواه الكهنة أنهم فى بعض الأحيان يجدون أدوات المذبح فاطرة وهو التعبير الشائع حينما تستخدم أدوات المذبح فى الصلاة وهذا معناه أنها أستخدمت فى قداس سابق ولا يجب ان تستخدم فيستخدمون غيرها - وذكر لى أحد الأصدقاء أنه أثناء صلاة التسابيح فى إحدى كنائس مصر القديمة أن كثير من الأرائك القديمة الموجوده فى الكنيسة صدر عنها صوت دليل على وجود ناس فى الكنيسة فى الوقت الذى لا يوجد غيره وأثنين آخرين وقال لى أن شعر راسه وقف من الرهبه التى أحس بها وقد اسرع فى الإنتهاء من التسابيح وترك الكنيسه بسرعه - وقد تعجبت لأن صديقى كان عملاقا وكان لا يهاب أحداً لأنه كان مصارعاً . 7- الرؤيا وهى مرحله نادره لا يصلها إلا القلائل وهى مرحلة الشخوص فى الرب والإتحاد به لا شيء اعظم من الرهبنة أتي للقديس مكاريوس يوما احد كهنة الاصنام ساجداً له قائلا: من اجل محبة المسيح عمدني ورهبني. فتعجب الاب من ذلك وقال له: أخبرني كيف جئت الي المسيح بدون وعظ؟! فقال له كان لنا عيد عظيم وقد قمنا بكل ما يلزمنا ومكثنا نصلي الي منتصف الليل حتي نام جميع الناس, وفجأة رأيت داخل احد هياكل الاصنام ملكا عظيما جالسا وعلي رأسه تاج كبير وحوله أعوانه الكثيرون فاقبل اليه واحداً من غلمانه فقال له الملك من اين جئت ؟ فأجاب من المدينة الفلانية. قال وأي شيء عملت؟ قال القيت في قلب امرأة كلمة صغيرة تكلمت بها الي امرأة اخري لم تستطع احتمالها فأدي ذلك الي مشاجرة كبيرة بين الرجال تسبب عنها قتل كثيرين في يوم واحد . فقال الملك : ابعدوه عني لانه لم يفعل شيئا. فقدموا له واحد اخر فقال له : من اين جئت؟ قال من بلاد الهند . قال وماذا عملت ؟أجاب: دخلت دارا فوجدت نارا سقطت من يد صبي فاحرقت النار الدار , ثم وضعت في قلب شخص أن يتهم شخصا اخر وشهد عليه كثيرون زورا بأنه هو الذي احرقها . قال: في اي وقت فعلت هذا؟ قال في نصف الليل. فقال الملك ابعدوه عني خارجا . ثم قدموا اليه ثالثا, فقال له: من اين جئت؟ أجاب: كنت في البحر وأقمت حربا بين الناس فغرقت سفن وتطورت الي حرب عظيمة ثم جئت لاخبرك فقال الملك: ابعدوه عني. وقدموا له رابعا وخامسا, وهكذا أمر بابعادهم جميعا بعد ان وصف كل منهم انواع الشرور التي قام بها حتي أخر لحظة. أخيراً تقدم اليه واحداً منهم, فقال له: من اين جئت. قال: من الاسقيط. قال له: وماذا كنت تعمل هناك ؟ قال: لقد كنت اقاتل راهباً واحداً , ولي اليوم اربعون سنة , وقد صرعته في هذه اللحظة واسقطته فجئت لاخبرك, فلما سمع الملك ذلك قام منتصبا وقبله ونزع التاج من علي رأسه والبسه أياه وأجلسه مكانه, ووقف بين يديه وقال: حقا لقد قمت بعمل عظيم . فلما رأيت أنا كل ذلك وقد كنت مختبئا في الهيكل , قلت في نفسي : ما دام الامر كذلك فلا يوجد شيء اعظم من الرهبنة وللوقت خرجت وجئت بين يديك. فلما سمع الاب مكاريوس منه هذا الكلام عمده ورهبنه , وكان في كل حين يقص علي الاخوة أمر هذا الرجل الذي اصبح بعد ذلك راهباً جليلاً. بستان الرهبان اخواتى ......دعونا نتعلم منهم كيف نستر عيوب الاخرين اخواتى اجمل ما فى قصص الرهبان اننا بتتعلم منهم احلى المبادى والاخلاق منهم بنتعلم...... التسامح والمغفره ومنهم بنتعلم ....ستر العيوب والكتمان ومنهم بنتعلم ......الحب والحنان النهارده قصتى معاكم قصه علمها لنا .....ابينا الراهب الصامت الراهب اللى رفض ان يكشف سر لص حاول سرقته بل بالعكس نبهه الى ما سيلم به وما سيحدث له نعم..نعم هو هو الراهب الصامت ابينا يسطس الانطونى اللى راح يستلم فلوس كسوته السنويه وتبعه احد العمال فى الحديقه وفجاه فجاه وفجاه لقى وراءه العامل وخطف منه المبلغ كله اللى كان ماسكه فى ايده تتوقعوا اخواتى؟؟؟؟ ماذا يفعل الراهب الصامت؟؟؟؟ يصرخ ؟ينادى احد ينقذه؟؟؟يجرى؟؟؟ ولا يحكى ويقص ما حدث لباقى الرهبان والعمال؟؟؟ لا.......... اخواتى مجرد وقف ونادى عل اللص:بقولك هتموت بقولك هتموت وقف باقى الرهب ينظرون للراهب الصامت وهو يصرخ بقولك هتموت ويندهشون من تلك التى ستموت ولماذا ينادى على عامل ولكن الراهب الصامت لا يتكلم والعامل مشى ولم يعود والرهبان يسالون ولكن الراهب الصامت لا يجيب وبعد ايام قليله فوجى الرهبان بالعامل يدخل الدير مره اخرى وفى لحظه لقوا ابونا يسطس امامهم يحدث العامل:مش قلتلك هتموت؟؟؟؟اهى ماتت....كويس كده؟؟؟؟؟؟ وهنا اخواتى ندم العامل ووقف يقص ويحكى ما رفض ذكره الراهب الصامت اخذ يصرخ امام الجميع:لقد طمعت فى اموال ابونا يسطس اللى هيجيب بيها ملابسه السنويه وخطفتها من يده وجريت لعلمى انه ذاهد فى الدنيا واثناء سرقتى المبلغ وجدته ينادينى(بقولك هتموت)هتموت لم اكن اعلم عن ماذا يتكلم واسرعت اشترى عجله بكل الفلوس ولم تمضى ايام قليله الا ووجدتها تموت امام عينى فقررت اعود ثانيه للعمل بالدير وعندئذ رايت ابونا يسطس اللى فكرنى وقالى:مش قلتلك هتموت انا لم اكن اعلم انه يتحدث عن عجلتى التى اشتريتها بامواله سامحونى انا لم اكن اقصد سرقه راهب سامحونى سامحونى ارايتم اخواتى!!!!!!!!!!! لقد علم الراهب الصامت بافكاره ونيته قبل ان يفعلها وعلم ايضا ما ينوى شرائه وحذره بانها ستموت لم يفضحه ولم يحكى لاحد بل نبه السارق الى ما سيتم ارايتم اخواتى انهم يكتمون عيوب الاخرين انهم يتسترون على اخطاء الاخرين ويرحمونهم ليتنا اخواتى نتعلم ان نكتم عيوب الاخرين وننظر الى اخطائنا اولا ليتنا نتعلم كيف ننظر الى عيوبنا اولا وعندئذ لن ننظر الى عيوب غيرنا هولاء هم قادتنا ورهباننا ليتنا نتعلم منهم معنى الحب والرحمه هولاء قدوتنا ليتنا نتعلم منهم مبادى واخلاق المسيحيه الرهبنة القبطية فى عصر البابا أثناسيوس بمصر تاريخ الكنيسة بدأ كما نعرف قبل تاريخ الرهبنة ، وكان هناك بطاركة وأساقفة متزوجين قبل بداية الرهبنة فى مصر ، إلى أن سيطر الرهبان على مركز البطاركة والأساقفة بعد قرار أحد المجامع المسكونية بتخصيص هذه المراكز للبتولين ، والبتول هو الشخص الذى لم يتزوج , والأشخاص الذين لم يتزوجوا إما أن يكونوا فى العالم ونذروا حياتهم لخدمة الرب أو ذهبوا إلى الصحراء وترهبوا فى الأديرة ، ولكن ينص قرار إنتخاب البطرك القبطى أنه يختار فقط من بين الرهبان وأهمل البتوليين الذين يعيشون فى العالم وإندمجوا مع الناس والرؤساء وعرفوا كيفيه التعامل معهم هذا للتوضيح فقط . والرهبان الأقباط للحق حملوا مشعل الإيمان الكنسى والتنوير ، ولما كان الرهبنة فى حقيقتها عزلة وإنقطاعاً عن العالم إلا أنها فى صلة قوية لا تنقطع مع الكنيسة ، فهم يستمدون نشاطهم من عزلتهم فى جو روحى مسيحى نقى ، وتؤدى الرهبنة واجبها الإيمانى والكنسى بالصلاة عن بعد أما إذاء مشاكل الرؤساء فيظهر الرهبان فى العالم أثناء محنة الكنيسة بقوة كما فعل الأنبا أنطونيوس الذى ذهب إلى الإسكندرية فى زيارة خاطفة خصيصاً ليساند البابا أثناسيوس ضد الأريوسيين ، وقد كان الرهبان فى بداية نشأتهم مستقلين عن الكنيسة ولكن سرعان ما ألتحموا معها وتبوأوا مراكز القيادة فيها ، والرهبنة لم تكن قوية دائماً ولكن سادها فترات ضعف فضعفت الكنيسة القبطية أيضاً لأنهم قادتها وتلاحظ هذه الفترات بصورة واضحة أيام الإحتلال الإسلامى ، وعلى أى حال ليس هذا موضوعنا لأننا نتكلم عن أقوى زمن كانت فيه الرهبنة القبطية فى ذروتها وهو عصر البابا أثناسيوس الرسولى حيث قام الرهبان بدور خطير فى محنة الكنيسة أثناء إضطهاد الأريوسيين حيث كانت الكنيسة بدون رآسة البابا الذى كان يقضى فترة نفيه الثانية والتى دامت 90 شهراً . وكانت هناك تجمعات رهبانية مشهورة فى مصر هى : 1) التجمع الرهبانى فى نتريا فى اقصى الشمال بقيادة آمون . 2) والتجمع الذى قاده الأنبا انطونيوس أب رهبان العالم وكان فى وسط الوادى . 3) والتجمع الثالث كان فى طبنسين فى اقصى الجنوب بقيادة الأنبا باخوم أبو الشركة . وقد أنتزعج الأريوسيين من هذه الحصون الإيمانية الثلاثة الثابتة فقد كانوا يلهجون فى الكتب المقدسة ليلاً ونهاراً وكانوا من الكثرة بحيث أنهم كانوا قوة لا تقهر من المعرفة الكنسية والإيمانية والإستنارة القلبية والعملية ، وقد حاول الأريوسيين أستعمال كل الأساليب الملتوية لتحطيم وحدتهم ، فإستخدموا الرهبان والأساقفة المنحازين لهم ليقتحموا هذه الحصون المنيعة فى حرب لتضليل وزعزعة الإيمان ومسخ التقليد ، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل وذابت هذه العناصر الدخيلة وسط خضم من بحر الحب الذى أحتواهم فى داخل إيمانهم الروحانى القوى (3) وقد وضع رهبان هذه المناطق على كاهلهم التغذية الروحية المسيحية للمناطق الشعبية التى ضعف إيمانها من اقصى شمال وادى النيل إلى اقصى جنوبه ماراً بوسطه ، فإنطلق الرهبان لمساندة الكنائس فى اثناء محنة الإضطهاد الأريوسى فكسروا حدة الموجة الأريوسية التى أعد لها الأريوسيين وخططوا بالسياسة والقوة العسكرية والتزييف الدينى . وكان ظهور الرهبان وسط الشعب بمنظرهم البسيط وسلوكهم الروحانى العالى وتمثلهم بقديسى العصور الأولى أثراً روحياً ليس له مثيل ، وأحس البابا اثناسيوس بتأثيرهم القوى فى مساندة الكنيسة وشعبها فى مواجهة هذا الغزو الأريوسى الداخلى وسانده هو شخصياً سوا أكان عملياً بمؤاذرتهم له أو روحياً بصلواتهم ، وقد استعان البابا أثناسيوس بالرهبان فى قضاء الكثير من المهام الخطيرة التى كانت فيها خطر على حياتهم فقاموا بها ، فقاموا بها مستصغرين الموت فقد تركوا العالم وأعتبروا أمواتاً ، فأظهرت هذه المهام الطبيعة الفدائية التى إكتسبها الرهبان فى حياتهم الروحية واضعين عنوانها " لى أشتهاء أن انطلق " ولى حياة هى المسيح " وكان البابا أثناسيوس يعتقد فى طقس البتولية وخاصة للعذارى هو طقس ملائكى ، له كرامة كنسية خاصة وله عمل سرى لدرجة أنه كان يقول : " إن المدينة إذا كان يوجد بها عذراء نقية متبتله للمسيح ، فإن الرب يحفظ هذه المدينة بلا سوء بسبب هذه العذراء (4) فشجع البابا أثناسيوس حياة الرهبنة فى عظاته أو مؤلفاته وكتب الكثير من المقالات النسكية عن النسك والرهبنة والبتولية بحماس شديد ، حتى ألهب الروح النسكية عند الشباب والشابات فبدأ الكثيرين منهم يدخلون من باب الرهبنة فأصبحوا يحملون روح المسيحية الحقيقية فأبهروا العالم كله بنسكهم وروحانياتهم العالية التى لا تزال تقرأها حتى اليوم فى موسوعات العالم وكلماتهم وأعمالهم سجلت فى كثير من المراجع العالمية فى ألاباء ما قبل نيقية وما بعدها ( وهى عدة كتب موجودة باللغة على شبكة المعلومات العالمية المعروفة بالنت ويمكن تحميلها على الكمبيوتر ) وفيما يلى تسجيل من تاريخ حياة باخوميوس يسرد أبعض الأحداث التى ذكرناها : [ وأتصلت اخبار الب باخوميوس برجل أسمه تادرس من ذوى مراتب الكنيسة العظمى بمدينة الإسكندرية ، وكان فاضلاً فى سيرته متقشفاً فى عيشته يلازم النسك ، ... مستقيم الديانة صحيح الأمانة كان قريباً وملازماً لينبوع الحياة الأب أثناسيوس رئيس أساقفة الإسكندرية ، ومنه سقى أرضه ورواها وأتى بأثمار الفضائل ، فقبله الأب فى الحين بفرح كثير وأحصاه فى جملة الأخوة ، ورسم له المقام عند شيخ من القدماء الأفاضل يحسن اللغتين اليونانية والقبطية ، لأن تادرس هذا كان لا يحسن إلا اليونانية ، فكان الشيخ يعلمه القبطية ... وهذا كان بكر الإسكندريين فى هذا الدير ، لأنه قدم منهم جماعة وأقتدوا بسيرته ، ومن جملتهم أكسونيوس ، وناون ، والروميان فيرمى وروميلس والعجيب دومنوس الملقب بالأرمنى وبقية القديسين الكواكب الزاهرة ، بعضهم أدرك باخوميوس فى حياته وبعضهم لم يدركه ( قبل عام 346م وبعد 346 م ) . ] (5) وفى سيرة القديس أمونيوس الذى ترهب فى أديرة الباخوميين على يدى تادرس تلميذ باخوم (15مارس 351م ) بعد نياحة القديس باخوم بست سنوات وأكمل رهبنته فى نتريا قال أنه : " تقبل الفكرة الرهبانية على أثر موعظة من عظات القديس أثناسيوس ، وكان عمره آنئذ 17 سنة " (6) ويخبرنا القديس الغربى الشهير جيروم أن أثناسيوس عالج موضوع البتولية مرات كثيرة ، ولا تزال كثير من عظاته ومؤلفاته عن البتولية موجودة ، بعضها تحقق بصفة مؤكدة أنها بقلم القديس أثناسيوس أو من أقواله ، وبعضها لا يزال العلماء مترددين فى صحة نسبتها إليه (7) قوانين العذارى وعبارات البابا عن الرهبنة وكثير من كتابات أثناسيوس الرسولى عن قوانين للعذارى وأخرى صلوات لهن تقال فى مناسبات كثيرة ، وكذلك على الأغابى التى تصنعها العذارى ، وطريقة سلوكهن وأكلهن ولبسهن وسهرهن الروحى .. ألخ كما نجد أيضاً فى كتاباته إصطلاحات وعبارات ذكرت لأول مرة وأستمر إستعمالها حتى الآن فيقول عن الرهبنة مثلاً : " الطقس الملائكى " وأن " العذارى هن عرائس المسيح " .. و " أنهن ختمن عقداً مع المسيح يدوم حتى الموت " .. " يمارسن الصمت والقراءة فى الأسفار المقدسة ويرتلن المزامير ويعملن بأيديهن ولكن يعشن عيشة الفقر الإرادى " (8) وقد عثر العالم "لوفر" فى الدير الأبيض على مخطوطات بها اجزاء من عظات البابا أثناسيوس كان يستخدمها الأنبا شنودة فى تعليم الرهبان ورد فيها ايضاً بعض العبارات والأسماء أطلقها البابا على الرهبنة أو البتولية مثل " موهبة إلهية " ويسميها أيضاً " غنى الكنيسة " ، " عطية البذل المحفوظة للرب " و " العذراء تعيش حياة غير مائتة فى جسد مائت " (9) أفكار البابا أثناسيوس عن الزواج والبتولية أرسل البابا اثناسيوس خطاباً إلى آمون أب رهبان إقليم نتريا عن الزواج والبتولية إحتوى هذا الخطاب تبجيله الفائق للحياة الرهبانية فقال : [ لأنه يوجد طريقان فى الحياة بخصوص هذا الأمر : واحد الأكثر إعتدالاً والعادى أقصد الزواج .. والآخر ملائكى ولا يفوق عليه شئ وهو البتولية ، والآن إذا إختار الإنسان طريق العالم أى الزواج فلا يلام ، غير انه لا يستطيع أن يحصل على مواهب كبيرة كالآخر .. فهو سيحصل على ثمر بمقدار ثلاثين ، ولكن إذا تقبل الرجل الطريق المقدس غير الأرضى ، فبموازنته مع الأول فهو وإن كان خشنا وشاقاً فى تكميله إلا أن ثماره أكثر وأعجب ، لأن فيه تنمو الثمار الكاملة بمقدار المائة .. فقوى ايها ألاب قطيعك الذين تحت تدبيرك ، عظهم بالكتابات الرسولية ( الرسائل) وقدهم بالأنجيل وإرشدهم بالمزامير ] (10) أثناسيوس يعيش بروح انطونيوس الرهبانية ذكر المؤرخين ان البابا أثناسيوس تلقى من الأنبا أنطونيوس الروح النسكية فى شبابه ، وظل يعيش بروح انطونيوس الرهبانية ، فتكنت الرهبانيه منه فراح يذيعها فعلم اوربا الرهبنة أثناء نفيه الثانى الذى أمتد إلى 90 شهراً وما زال كتابه الشهير الذى أنتشر فى أوربا عن " حياة أنطونيوس " يأتى بثماره حتى الآن وبدأت ثماراً فورية فى الغرب ونشأت جماعات رهبانية هناك وكان رؤسائها يرسلون للبابا المصرى أثناسيوس رسائل يستفسرون عن النظم الرهبانية المصرية وسلوك النسك فيها ، وعندما رجع إلى مصر بعد نفيه الثانى بث روح النسك والرهبنة التى أنتشرت فى صدور شباب مصر وفتياتها حتى صارت جموع الرهبان تعد بعشرات الألوف ، فى نتريا والقلالى وشيهيت وطيبة .. وفى كل صعيد مصر من منف حتى أسوان . وقد كان لهذه الطغمة الملائكية إستقلالها عن الكنيسة شديدة فى بداية نموها تعمل كدعامات لها خارجية قوية ، وأحس أثناسيوس أنه جزء منهم وفى نفس الوقت هو راس الكنيسة ، فإهتم بهم وأعتمد عليهم لأنهم كانوا جيشاً قوياً ضد الأريوسيين .. ونشأت صداقة حميمة بين البابا اثناسيوس ورؤساء الجماعات الرهبانية مع : أمونيوس فى نتريا ، وأنطونيوس فى بسبير ، وباخوم فى طبنسين كان لهذه الصداقة اثر عميق هدفها عدة أسس هى : *** توجيه الحياة الرهبانية وحفظها على مستوى من النسك العالى وتنميتهم فى الفضائل الروحية . *** تعليم الرهبان ألاراء الفكرية والفلسفية المختلفة فصارت الأديرة مدارس فكرية تنشر التعليم المسيحى الأرثوذكسى الصحيح . *** تطهير الفكر الرهبانى من الاراء المخالفة الأريوسية وسائر الهرطقات والإنحرافات الفكرية الأخرى . ومن الخطابات القليلة التى أحتفظ لنا بها التاريخ خطابات أرسلها لآمون رئيس نتريا .. ولآمونيوس تلميذ تادرس الباخومى الذى عاش فى نتريا ، ولأورسيزيوس فى طبنسين أو لرؤساء أو لجماعات رهبان صغيرة متناثرة فى الوادى لم يذكر أسمائهم ، وكان وسيلة أتصاله بهم هو أما أنهم كانوا يزورونه او أو يراسلونه على الدوام يسألونه عن كل شئ من الرأى اللاهوتى حتى دقائق الأمور النسكية التى كانت تصعب عليهم فهمها أو الأمور التى كان يصعب عليهم ةإعطاء تعليم بشأنها ، والتاريخ يثبت ذلك عندما أرسل آمون يسأله بشأن : الإحتلام الليلى ، والأفكار ، والمناظر الليلية الخارجة عن حدود الطهارة والتى كانت تعثر الرهبان فى حياتهم الرهبانية . (1) بستان الرهبان الانبا مقاريوس قيل عن الأب مقاريوس إنه كان يوصي تلاميذَه بأن لا يقتنوا مقتنياتٍ البتة. فقد كان يخاطبهم بقوله: «إن الراهبَ له جبة مع أنه لا يساوي عند نفسِه جبة». وكان يقول أيضاً: «إن محبي المسيح الذين أرادوه قد تركوا نعيمَ الدنيا ولذَّاتها. وصارت منزلةُ العالمِ عندهم كمنزلةِ العُوَيْد الصغير، فلم يتألموا على فقدِ شيءٍ منه. إن الإنسانَ الذي يأسف على فقدان شيءٍ منه فليس بكاملٍ بعد. فإن كنا قد أُمرنا أن نرفضَ أنفسَنا وأجسادَنا فكم بالحري المقتنيات. إن الشياطين تحترقُ بهذه الفضيلةِ وأمثالها عندما يرون إنساناً غيَر ملتفتٍ إلى الأشياءِ وليس بمتأسفٍ عليها إذا فقدها، لا سيما إذا علموا أنه يمشي على الأرضِ بغيرِ هوىً أرضي. إن نيَّاتِ الناسِ مختلفةٌ حتى أنه يمكن لإنسانٍ بنيةٍ نشيطةٍ وحارةٍ أن يتقدمَ في ساعةٍ واحدةٍ ما لا يمكن لغيرهِ أن يتقدَّمه في خمسين سنةً إذا كانت نيَّتهُ متوانيةً. والشياطينُ إذا رأوْا إنساناً قد شُتم أو أُهين أو خسر شيئاً ولم يغتم، بل احتمل بصبرٍ وجَلَدٍ فإنها ترتاع منه، لأنها تعتقد وتعلم بأنه قد سلك في طريقِ اللهِ». وحدث مرةً أن أرسلَ شيوخُ الجبلِ إلى الأنبا مقاريوس يقولون له: «سِرْ إلينا لنشاهدَك قبل أن تنصرفَ إلى الربِّ ولا تضطرَّ الشعبَ إلى المجيءِ إليك». فلما سار إلى الجبلِ اجتمع إليه الشعبُ كلُّه. وطلب إليه الشيوخُ قائلين: «قل للشعبِ كلمةً أيها الأب». فقال: «يا أولادي الأحباء، عظيمٌ هو مجدُ القديسين، فينبغي أن نفحصَ عن تدبيرِهم الذي نالوا بواسطتهِ هذا المجدَ، وبأي عملٍ وفي أي طريقٍ وصلوا إليه. وقد علمنا أنهم لم يشتروه بغنى هذا العالم ولا حصَّلوه بصناعةٍ ما أو بتجارةٍ ما. ولا اقتنوه بشيءٍ مما يملكون، إذ أنهم تمسكنوا وتغربوا عن هذا العالمِ، وجالوا جياعاً فقراءَ، فعلى ما أراه أجدُ أنهم نالوا ذلك المجدَ العظيمَ بتسليمهم ذواتهم وتدبيرِ أمورِهم ونيَّاتهم للهِ، فأخذوا إكليلَ المجدِ السمائي، فما الذي كان لهم وليس هو لنا سوى أنهم تركوا أهويتهم كلَّها من أجلِ الربِّ وتبعوه حاملين الصليب؛ ولم يفصلهم حبُّ شيءٍ آخر عن محبتهِ تعالى. لأنهم لم يحبوه أكثرَ من الأولادِ فقط مثل إبراهيم، بل وأكثر من ذواتِهم أيضاً، كما يقول بولس الرسول لا شيء يستطيعُ أن يفصلَه عن حبِّ الله. الراهب شهيد الراهب شهيد حى لكن بدون مجد العالم الزائل...شهيد لم تمزقة انياب السباع. لكن شهيد عشق الهى صوفى عميق...شهيد صلاة يريدها فعالة تستجاب...شهيد العزلة والسهر والدموع فى مناجاة حب روحانى جارف لايمكن ايقافة ...شهيد الساعة الاخيرة من العمر.ومن اجل الرب يموت كل يوم . الراهب هو صورة المسيح المتالم فى هذا العالم لا يرى نفسة الا معلقا على خشبة الصليب . الى ان يرتاح جسدة الترابى فى الارض...فهو يختبر كل يوم لحظات يوم الجمعة العظيمة ويترقب يوم احد القيلمةبرجاء.الراهب هو ذاك المستعد المتأهب لاعتقال كل فكر لطاعة المسيح.والملتهب الدائم بحرارة الروح القدس.والرائى فى ليللا يملك احد فية رؤية الراهب ات من سفر بعيد محفوف بالمخاطر والالام. ات ليستريح مع الرب وفى الرب جميع ايام حياتة .فى هذا الطريق الصعب.يسير الرب بالراهب باسطا جناحية علية.ليدخل البابويختفى تحت ظل القدير طقس تكريس المكرسة بعد ذكصولوجيات باكر وقبل رفع البخور تقرأ المتقدمة للتكريس التعهد المناسب لها وهو أحد ثلاثة أنواع من التعهد، وتقف أمام الهيكل مطأطئة الرأس فى انسحاق. وبعد الصلاة الربية وصلاة الشكر يتلو عليها الأسقف الصلوات الآتية: تعهــــد المكرســــــة أنا الضعيفة............ ......... ......... ......... .... ........... إذ ألتمس قبولى فى طريق التكريس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أتعهد أمام مذبح الله، وأمام أبينا قداسة البابا شنوده الثالث / نيافة المطران / الأسقف، أن ألتزم بوصايا الكتاب المقدس، والعقيدة القبطية الأرثوذكسية، وممارسة الإعتراف والتناول، وجهادات الحياة الروحية، والأمانة فى المسئولية، وحسن التعامل مع الغير والخضوع للرئاسة الكنسية ممثلة فى قداسة البابا شنودة الثالث /نيافة المطران/ الأسقف. وأنى إذ أنال بركة ارتداء زى............ ... اليوم الموافق........... م ............ ...... ش أتعهد أن يكون استمرارى فى ارتدائه مشروطاً بالتزامى بطريق التكريس إلى النهاية بنعمة الله. أرجو أن تصلوا من أجلى. ها ميطانية. حاللنى وباركنى يا سيدى قداسة البابا / نيافة المطران / الأسقف. تقال أبانا الذى............ وصلاة الشكر ثم يتلو عليها الأب الأسقف الصلوات التالية : يقول الأسقف : "أيها الرب الحكيم فى مشورته الذى خلق الإنسان على صورته ومثاله، ذكراً وأنثى خلقهما على صورته ومثاله، ومنحهما البركة نسألك يارب اسمعنا وارحمنا... (يارب ارحم) "يارب يا من منحت النبوة لمريم أخت موسى وهارون، ولدبورة وخلدة وحنة إبنة فنوئيل، وسمحت أن يكون لفيلبس المبشر بنات عذارى يتنبأن، نسألك يارب اسمعنا وارحمنا... (يارب ارحم) "يا من أفضت روحك القدوس على الرجال والنساء معاً وأعطيتهم مواهب الروح... نسألك يارب اسمعنا وارحمنا... (يارب ارحم) "يارب يا من سمحت أن ترسل مريم المجدلية لتخبر رسلك القديسين بقيامتك المجيدة، ويامن سمحت أن تكون فيبى شماسة فى كنيستك المقدسة... كما سمحت يارب فى القديم إسمح أمامك اليوم، أن تشترك (هذه) أو هؤلاء فى خدمتك، واجعلنا مستحقين أن نكمل هذه الخدمة بغير وقوع فى دينونة أمامك، وأفض نعمة روحك القدوس عليهن بالنعمة والرأفات... "أيها الرب الإله الذى لا ترفض النساء اللاتى يقدمن أنفسهن، بإتفاق المشيئة الإلهية ليخدمن بنية صالحة، بل سمحت أن تدعوهن خادمات لك، أعط نعمة الروح القدس (لإمائك هؤلاء) (اللاتى) يرغبن فى أن يقدمن أنفسهن لك، ليتممن خدمتك، كما منحت نعمة هذه الخدمة لعبدتك فيبى التى دعوتها للعمل فى كنيستك، فكانت معينة لعبدك بولس الرسول... أفض عليهن مواهبك المقدسة بالنعمة والرأفات...". "أيها الرب الأزلى أبو ربنا يسوع المسيح أنظر الآن إلى إمائك هؤلاء اللاتى دعين لخدمة التكريس. أعطهن نعمة الروح القدس وطهرهن من كل دنس الجسد والروح، لكيما بإستحقاق يتممن العمل الذى تعهد به إليهن". لك المجد والسجود مع ابنك الوحيد والروح القدس إلى أبد الأبدين أمين. "أيها الرب الإله القدوس القادر على كل شئ، يا من قدست النساء بميلاد إبنك الوحيد من العذراء القديسة مريم حسب الجسد. نسألك يارب...." (يارب ارحم) "يا من أعطيت نعمة الروح القدس ليس للرجال فقط وإنما للنساء أيضاً. الآن يارب انظر إلى إمائك هؤلاء، أدعوهن للخدمة وأفض عليهن موهبة روحك القدوس، إحفظهن فى الإيمان الأرثوذكسى، متممات خدمتك باستمرار بلا لوم حسب مسرتك، لأن لك كل المجد وكرامة وسجود أيها الآب والإبن والروح القدس". (يارب ارحم) "يا الله القدوس العلى الناظر إلى المتواضعات، يامن إختار الضعفاء والأقوياء وكرّم - اللواتى هن فى إتضاع. أرسل يارب نعمة روحك القدوس على إمائك هؤلاء. قوَهن ببرك، فإذا عملنّ بوصاياك، وخدمنّ فى بيت قدسك كنَّ لك آوان مكرمة لتمجيدك. إعطهن يارب قوة لكى يسلكنّ بإبتهاج، حسب تعاليمك التى رسمتها قانوناً لخدمتهن، هبَهن يارب روح التواضع والقوة والتسبيح والإحتمال والصبر، فإذا حملن نيرك بفرح، وصبرنّ على الجهاد تكون لهن أكاليل الخدمة".. "نعم أيها الرب العارف بضعفنا، كمل إماءك وليقمن بخدمة النساء، ويفتقدن المريضات والغائبات عن الكنيسة، ويقمن بخدمة الفقيرات والمحتاجات، ويساعدن فى يوم عماد النساء الكبيرات، ويعلمن الموعوظات، ويرتبن النساء فى الكنيسة. قوهّن للبنيان والمثال الصالح. قدسهَن.. أنرهَن.. أعطهنَ حكمة.. لأنك مبارك وممجد أيها الآب والإبن والروح القدس". (يارب ارحم) "استمع يارب صلواتنا وأرسل عليهنَ بركة من الروح القدس، لكى يتمَمن خدمتك بغير وقوع فى دينونة، ويقدمَن مثالاً للحياة المقدسة. باركهَن يارب هؤلاء اللاتى اشتريتهنَ بالدم الثمين...". (يارب ارحم) يقول الشماس : من الرب نطلب... ويكمل الأب الأسقف الصلاة قائلاً : عن سلام الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية: من الرب نطلب.... (يارب ارحم) عن خدمة النساء فى الكنيسة، وعن الفقيرات، والمريضات، والموعوظات: من الرب نطلب... (يارب ارحم) عن هؤلاء المتقدمات إلى خدمة التكريس بتزكية من قدموهنَ، لكيما يمنحهنَ الرب نعمة وقوة، ويبارك خدمتهَن، كما بارك خدمة فيبى من قبل: من الرب نطلب.... (يارب ارحم) أخيراً اجعلنا مستحقين أن نقول بشكر: أبانا الذى فى السموات... بعد ذلك يرشمهن الأسقف بالصليب الرشومات الثلاثة المعروفة (بدون وضع يد) وهو يقول فى كل مرة: (فلانة) مكرسة فى كنيسة الله المقدسة القبطية الأرثوذكسية. (خين إفران....). ثم يبارك على الملابس الخاصة بالخدمة (يرشمها بالثلاثة رشومات) ليلبسنها. ثم بعد ذلك تقرأ لها الوصية التالية : الوصية الخاصة بالمكرسة "اعلمى أيتها الإبنة المباركة أن الرب قد اختارك لخدمة التكريس بالكنيسة المقدسة. فإحفظى الوصية، وإحرصى أن تكونى بلا لوم وأن تحفظى ثوب التكريس بلا عيب. إملئى فمك من التسبيح، وكونى دائماً فى ملء النعمة بوسائط الأسرار المقدسة. وأسلكى فى الطاعة لأبيك الأسقف ولمن يرشدك فى طريق الله. وإحفظى الأمانة فى العقيدة، وفى الخدمة التى إئتمنت عليها من قبل الكنيسة، وليهبك الرب القوة بنعمته، ويحسبك من العذارى الحكيمات عرائس المسيح المباركات". منتدى الفرح المسيحى اشجار فردوس الرهبان تعاليم الفردوس حدائق غنيه و اشجارها سخيه و مثمره و تظلل على كل الموجودين بالفردوس بل و تسقيهم من عصير اثمارها و تقدم لهم اطيب الثمار ...فنحن اذا تحدثنا عن فردوس الرهبان نجد الاشجار متراصه و كثيفه نضره الثمار هى تعاليم هؤلاء الرهبان تعاليم الفردوس اشجار كثيره سوف نجول بينها و نصف كل شجره منها شجره الفقر هى شجره عاريه الاوراق و نحيفه الجزع و لكنها طويله للغايه و اغصانها تصل للسماء لتقدم ثمارا لرب القوات كما ان فروعها تكسو مساحات كبيره لتشمل كل محتاج يمكن مساعدته و فى نفس الوقت تجد هذه الشجره تضن على اصحابها لتعطى الاخرين..انه الفقر الاختيارى الذى اختاره الراهب بمحض ارادته و تعكس هذه الشجره الفقر الاختيارى للمسيح شجره الطاعه هى شجره رائعه الجمال يزرعها الرهبان فى فردوسهم و يورثونها لبعض،و اوراقها شديده اللمعان اذا لا يختفى المطيع بين الجميع فهو انسان مريح للكل و كل من يحتاج الى شئ و يطلبه منه يستجاب ف الحال و من عظمه هذه الشجره تعطى لصاحبها بركات و بركات تغفر له كثيرا من الضعفات لانه يطيع الجميع فاذا سقط سهوا يغفر له الجميع ...انها الشجره التى تعكس طاعه المسيح لامه و يوسف النجار شجره العفه هى شجره بيضاء اللون و اوراقها ناصعه البياض و لا غبار عليها اطلاقا و رغم انها تشق طريقها لتتفرع بصعوبه بالغه الا انها تنمو فى فردوس الرهبان و تتفرع كثيرا و هى شجره يحفظها الرهبان بعنايه فائقه و رغم محاولات عدو الخير المتكرره لاصابه تلك الشجره بالافات الا ان الله يحفظها دائما فى نضارتها و نقئها الرائع هذه الشجره تشبه يوسف الصديق الذى حارب كثيرا لحفظها ... شجره العمل هى شجره قويه عفيه تقدم اثمارا كثيره منها يأكل الفقراء و منها يأكل الرهبان و منها تتعمر الاديره و منها يصير الفردوس كخليه نحل نشطه لا يألو جهدمن فيها ،و تذكرنا هذه الشجره بذلك النجار الصغير الذى عمل منذ نعومه اظافره. شجره الوحده هى شجره منفرده و لكن ذلك لكونها عظيمه الحجم و جذورها عميقه و منتشره افقيا فلا يصلح ان تقترب منها باقى الاشجار انما هى منفرده و متفرده و تضرب بجذورها كما ترتفع اغصانها نحو السماء و هى شجره مورقه طوال العام و كل من لجا اليها صار قويا و المسيح رفيقه و لكن ليس الجميع يستطيعون الاقتراب منها و هى تذكرنا بذاك الذى كان ينفرد وحده للصلاه تاركا التلاميذ نياما شجره الصلاه هى شجره ممتلئه بالثمار الحلوة من استجابه للطلبات و تسبيح لله و شكره على عطاياه و شفاعات القديسين و طلبات من اجل الاخرين و ما اجملها كلمه ابانا الذى فى السموات و هى تمثل جزع هذه الشجره و قد اسس هذه الشجره الذى سبق و طلب عنا و علمنا اصول الصلاه و من هذه الشجره ياكل جميع الرهبان ليل و نهار بدون توقف و طعمها اللذيذ يغريهم للاكل منها المره بعد المره الاخرى حتى تجدهم ملتفين حولها وقت التسبحه و القداس و كل منهم يفتح فاه فيمتلئ من عصير ثمارها انها الصلاه شجره الاتضاع تكاد هذه الشجره ان تمس السماء و كل من ياكل منها يؤهل للجلوس على العروش و كل من رضع من رحيقها لا يتالم بسم الكبرياء و الخزى الابدى انها شجره الاتضاع والده العظماء التى اكل منها رب المجد و قال تعلمو منى لانى وديع و متواضع القلب انها الشجره التى لا يقدر ان ياكل منها الا من كان المسيح له ابا و الكنيسه له اما ..انها الاتضاع صاحبه الاعزاء الذين اذلوا انفسهم على الارض فرفعهم المسيح فى السماء فى غنى و مجد عظيمين بين القديسين و الرسل الاطهار ،انها شجره الحياه التى اكل منها بولس لسان العطر فقال "لم تفق فوق الجميع محبتى" شجره التوبه هى شجره منحنيه قليلا و كأن الريح ارادت ان تقلها و لكنها صمدت امام الريح حتى انها صارت صلبه كالحديد و تتميز هذه الشجره باغصان كانها السيوف التى تقطع الراهب عن الخطيه و تنقيه من اثارها انها شجره التوبه ذات السيوف الحاده التى تشق بطن ابليس لتخرج منها من ابتلعهم من بنى فردوس الرهبان ...انها شجره التوبه التى كل من ولدتهم يفرحون و يتنعمون فى هذا الفردوس بعربون الحياه فى فردوس النعيم ....هى شجره التوبه التى يوصىبها المسيح قائلا "لا تعد تخطئ ايضا...ها انت قد برئت" شجره الصوم هى شجره ساميه تقطر زيتا يشفى جراحات النفس و الجسد معا،فالنفس تتدرب على السمو فوق كل ما هو دنئ و خاطئ ،و الجسد يصح بعد ان تعفن جوفه من اكل الجثث ،انها شجره الصوم التى تعلم الرهبان فن القتال فلا يغريهم طعام و لا شراب و منها يتعلم الرهبان الا تغريهم الخطيه بحلاوتها المسمومه بل عليها ينتصرون و يدوسون بعز على المغريات و لا يهتزون ابدا اذ علمهم الصوم فن السمو و الابتعاد عن ما لا ترضى النفس ان تقدم عليه لاجل المسيح الذى صام اربعين يوما و اربعين ليله شجره الاحتمال تجد هذه الشجره و قد تمزقت و سالت عصارتها على الارض لا لتدوسها الاقدام الى الابد بل لكى تشهد عن قسوه الاخرين لادانتهم و احتمال الصابرين الابرار لتكريمهم.انها شجره الاحتمال التى تساعد كل من يأكل منها على ان يجتاز ايام غربته بفرح دون ضجر او تذمر مهما كانت الضيقات و المضايقات من امراض و اضطهاد و اعواز و غير ذلك.....هذه هى الشجره التى اكل منها يسوع فصعد ع الصليب متالما فرحا لانه يحتمل انه الاحتمال الذى تمسك به سيدنا فخلصنا من العبوديه شجره الهدوء هى شجره اوراقها ناعمه للغايه رقيقه اذ تحركها الريح لا تحدث صوتا و اذ تضرب على جذعها لا تصرخ بضجيج و انما فى صبر و وداعه تناقش الاسباب و تصل الى النتائج فى هدوء فى هدوء ذاك الذى صار كشاه تساق الى الذبح و كنعجه صامته امام جازيها فلم يفتح فاه...انها شجره لا تثير الاتربه و الرمال حتى ان هبت الريح عليها ..هى شجره لا تشعر بوجودها رغم بهجه وجودها ..هى شجره اذا لم تنظر اليها فلن تنادى عليك ان نظرت اليها فحتما ستتوجه نحوها منجذبا من جمال منظرها حتى لا تملك الا ان تاكل منها فتشعر بأثرها فى حياتك . شجره التأمل هى شجره مملؤه عيونا فى جذعها و اوراقها تأخذ هيئه العيون هى تنظر دائما الى فوق و ان نظرت الى شئ على الارض فأنها لا تلبث ان ترتفع نحو السماء و كأنها ترد كل شئ الى الله الذى خلق كل شئ هى شجره تلد افكارا و اقوالا مذاقها كالشهد ...انه التامل الذى يعلم التوبه و يعلم السلوك مع الله و يعلم كيفيه القول و الفعل. من هو الراهب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الراهب شهيد حى ،و لكن بدون مجد العالم الزائل،شهيد لم تمزقه انياب السباع و،لكن شهيد عشق الهى صوفى عميق ،شهيد صلاه يريدها مستجابه فعّاله، شهيد السهر و العزله و الدموع فى مناجاه حب روحانى .شهيد الساعه الاخيره من العمر و من اجل الرب يموت كل يوم .الراهب هو ذاك المستعد المتاهب لاعتقال كل فكر من اجل المسيح و الملتهب دائما بحراره الروح القدس و الرائى ف ليل لا يملك فيه احد الرؤيه الراهب ات من سفر بعيد محفوف بالمخاطر و الالام ،ات ليستريح مع الرب و فى الرب جميع ايام حياته.فى هذا الطريق الصعب يسير الراهب باسطا جناحيه عليه ليدخل لاباب و يختفى تحت ظل القدير الطريق الطويل يطل على الباب كعلى رجاء كبير خلف الباب نعمه و رحمه ، نور و نير و حياه ،جمال لا يضاهى و لا يخطر ع بال.امل وحيد فى الحياه ، هو عبور الى كل جهاد بشجاعه حاملا صليب الحب مخفيا فيه افراح القيامه التى لا يعبر عنها.. دير السيده العذراء البرموس |
14 - 05 - 2012, 03:20 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
شكرا على تعب محبتكم
|
||||
14 - 05 - 2012, 12:27 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ميرسى خالص على مرورك
|
||||
24 - 08 - 2016, 11:39 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: مقدمة عن الرهبنة القبطية
موضوع جميل جدا
شكرا للإفادة |
||||
04 - 12 - 2017, 01:25 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: مقدمة عن الرهبنة القبطية
ميرسي يامينا ربنا يعوض تعب خدمتك
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ام الرهبنة القبطية |
الرهبنة القبطية |
فضل الرهبنة القبطية |
ابي بهاء الرهبنة القبطية |
ما هي الرهبنة القبطية ؟؟ |