وماذا عن سرّ الزواج والعماد ومسحة المرضى
، تلك الأسرار لا تقلّ بأهميّتها وجوهرها عن سرّ القربان وسرّ التوبة. إنّنا إذا مارسناها فبدون تعمّق في جوهرها وكأنّها عادات وتقاليد قديمة و"فولكلور" نحملها مع الأيّام، غير مدركين أنّها مصدر نِعَم غزيرة ننالها عندما نعيشها ونفهم مدى أهميّتها؛ ونفقدها عندما نفقد احترامنا وخضوعنا لها عن صميم إيمان حقيقيّ بمدى فاعليّتها، ونفقد الإيمان بقدرتها على إعطائنا نِعمًا روحيّة نسلك بها في الحياة الروحيّة الصحيحة.
نتيجة الإهمال
لقد أهملنا كلّ الخيرات والنعم السماويّة التي ننالها بالأسرار، وتعاملنا معها بجهل مفرط. وبسبب عفوتنا واستهتارنا، وعدم سهرنا على القيم، سمحنا دون أن ندري لأصحاب البدع والأفكار المشكّكة (شهود يهوه، ومن يطعن ببتوليّة مريم وغيرهم...) من التغلغل بيننا بسهولة ورمي سمومهم في رعايانا ومجتمعاتنا، ممّا أدّى إلى تشكيك الكثيرين. وهذا ما يسبّب لنا الحزن لا على الكنيسة،
فهي "على الصخر وأبواب الجحيم لن تقوى عليها"(متى16/18)، بل على النفوس المنجرّة وراء تلك الأضاليل. وكلّنا مسؤولون، فالسبب الأوّل هو مثلنا السيّئ والوقوف حجر عثرة من خلال عدم عيشنا الصحيح لإيماننا، وعدم شهادتنا لمحبّة الله لنا ولمسيحيّتنا. فلم نكن "الخميرة في العجين! ولا الملح في الطعام! ولا السراج في الظلمة! ولا نور العالم"...
بعد التأمّل في كلّ هذه الأمور، يظهر لنا بوضوح مدى الخطأ والإنجراف اللذين نعيش فيهما، ومدى خطورة ما أوصلنا إليه هذا المسلك الرديء.