![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دور الكاهن بشكل عام ![]() وبمناسبة الرد على هذه الأسباب لا بد لنا من أن نتوقف على دور الكاهن لما له من أهمية في منح هذا السر المقدس. فالتعليم المسيحي المُعطى جماعياً لا يكفي وحده... بل يجب أن تُؤمَّن ظروفٌ يلتقي بها الكاهن والمؤمن ويتبادل وإياه في شؤون حياته الإيمانية الشخصية. وسر التوبة والمصالحة يتيح لهما مناسبة فريدة يضفي عليها السر قدسية خاصة، فيتم فيها إصغاء كبير من قِبل الكاهن، وتفهّم عميق لحالة التائب، وإعطاء تعليم الكنيسة وتلقّيه بطريقة مُشخْصَنة والتشديد على الرحمة الإلهية وفرح الله والملائكة والقديسين لعودة الخاطي. ولهذا الدور، علاوة على ما ذكرنا أعلاه أوجه عديدة أهمها: 1- التشبه بالمسيح : - إن الكاهن، خادم التوبة، مثله على المذبح حيث يحتفل بالإفخارستيا، يعمل "بشخص المسيح" ... والمسيح الذي يحضّره الكاهن والذي يتم بواسطته سر مغفرة الخطايا، يبدو: - أخاً للإنسان( متى 12/49-50 ، روم 8/29) - حبراً رحيماً أميناً شفوقاً ( عبرا2/17) - طبيباً يشفي و يقوي ( لوقا 5/31) - راعياً يسعى دائماً وراء النعجة الضالة ( لوقا 15) - معلماً أوحد ... يرشد إلى سبيل الله (متى 22/17) - قاضياً للأحياء و الأموات ( أعمال 10/42) - حاكماً يحكم بالحق و ليس حسب الظواهر (يوحنا 8/16) 2- أعمال الكاهن : 1- الإطلاع على نقائص المؤمن و زلاته 2- تقدير رغبته في النهوض و ما يقتضي له من حهود . 3- تبيّن عمل الروح القدس في قلبه – و نقل الغفران إليه 4- تشجيع التائب على عدم الرجوع إلى الخطيئة 3- صفات الكاهن: "خدمة الكاهن هذه هي أصعب خََدَماته وأكثرها دقةً وإرهاقاً وخطراً... وبالوقت نفسه هي أجملها وأدعاها إلى التعزية" . ولذلك فإن خدمته هذه تتطلب منه صفات أساسية: أ- صفات إنسانية : كالفطنة و الرصانة و القدرة على التمييز، والحزم المُلطَّف بالعذوبة والطيبة. ونضيف عدم الحِشْرية الزائدة بالتوقّف على الأعمال المُذِلَّة... ب- صفات علمية: لابد له من الإطلاع المتجدّد على مختلف العلوم اللاهوتية، وأن يكون ضليعاً في معرفة كلام الله معرفة حية، عميقة مستساغة للأسماع، ويجب أن ينهل من العلوم الإنسانية و منهجية الحوار بما فيه الكفاية. ج- صفات روحية: ما يحتاج إليه الكاهن بالأَوْلى هو الحياة الروحية الناشطة الصادقة ... وأن يعطي بأفعاله البراهين عن خبرة حقيقية بالصلاة المُعاشة، وممارسة الفضائل الإنجيلية والطاعة لإرادة الله والمحبة للكنيسة والانقياد لسلطتها التعليمية، وهذه الصفات الروحية تقوده إلى أن يترك كل شيء، عندما يأتيه تائب ولا يتخلّف، عن إهمال أو لِحُججٍ أخرى، عن الموعد المضروب للمؤمنين في كرسي الاعتراف ... ويبذل المزيد من العناية لكي لا يذهب إلى هذه المهمة السِرّية بدون استعداد. د- ميزة الكاهن الأساسية: الاعتراف الشخصي : • حياة الكاهن الروحية .... تتعلق من حيث نوعيتها و حرارتها، بممارسة شخصية متواترة واعية لسر التوبة ... فإذا كان الكاهن لا يعترف أو يعترف اعترافا سيئاً فإنّ كيانه الكهنوتي وعمله يتأثران سلبياً من جراء ذلك ... ولا تلبث الجماعة التي يرعاها من أن تلاحظ هذا الأمر. • خبرة الاعتراف الشخصي عند الأسقف والكاهن يجب أن تصبح حافزاً على مزاولة خدمة هذا السر المقدس، مزاولةً ناشطة مثمرة متأنية، حارة ... تجعلهما راعيين صالحين لإخوتهما ... فتنكسر شوكة الخطيئة ... ويبرز مكانها سلام وبر وفرح. • موضوع الحوار داخل سر التوبة والمصالحة يتأثر بكل ما ذكرنا ... وهناك من الكهنة من يُغفِله بسبب قلة الوقت أحياناً ... أو عدم التهيئة لذلك أو الخوف من عدم الجدارة وفقدان المستوى الثقافي ... فالاستعداد الكافي ليس متوفراً عند جميع المُعرِّفين ... لكنه يبقى أنّ "الحلَّة" تُعوِّض عن نقص الحوار .... وتتجاوب معها قداسة الكاهن الشخصية فيشعر التائب بها و يتأثر بمفعولها المنسكب في قلبه تفهّماً وحناناً وتشفعاً وصلاة ... |
![]() |
|