![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في أن محبة الله تعلو كل محبة للقديس مار افرام السرياني ![]() المريدون بالحقيقة أنيدفعوا أنفسهم إلي الرب من أجل الموعدالمنتظر ويحاربون المعاند الخبيثالمحارب كل نفس بكل نوع حرباً متلوناً، سبيل كل من يتخذ قبل كل شئٍ أمانة حقيقية ليستطيع أنيطفئ بِها كل سهام الخبيث المحمية فلما يريد المعاند أن يحلاختيار النية ويجذبرجاء الرب ومحبته يقاتل النفس بأشياء مختلفة، إما أنه يجتلب إلي النفس داخل أحزاناً بروح الخبث أويزرع أفكاراًخبيثة وباطلة غير واجبة دنسة ويحرك ذكر الخطايا السالفةويقنع النفس أن تفضي بنيتها إلي الرخاوة كأنه غير ممكن أن تنالخلاصاً إلي أن يدنىالنفس إلي عدم الرجاء كأنَها هي الفاعلة في القلب فواحش الأفكار المضلةالخبيثة. وأن ليس روح غريب يخترع الخطيئة باطناً ويزرعها فيه بل هي تنشئ الرذيلة فلا تؤثر أن تعرف أنالنفس موجودة مع روح العالم الغريب من اللـه روح الخديعة ليقتادها إليعدم الرجاء أويلقي عليها أوجاع الجسد ويجعلها تعير الناس وتغمهم، فإن بدأ الخبيث أنيحارب النفس بِهذه الأشياء فلا يجنح الإنسان من التوكل علي اللـه بل فليلصق بالمسيح وحده المتحنن والقادر أن يشفي أمراضالنفس وليحبه دائماً ويدرس بذكره مفتكراً في هذا، أنني إنابتعدت من اللـهورجعت عن سيرة النسك المستقيمة إلي أين أذهب سوى إلي الهلاك، وأدفع نفسيإلي العدو الغاش. فمن أجل هذا وإن أخطر الخبيث لكل واحد من الأخوة كل يوموبارزة بربواتسيوف وسهام محمية وآلام الرذيلة والأفكار الخبيثة الغير واجبة ليرخيه ويرده من طريق العدل ويسحبه إلي قطعالرجاء بِهذا المقدارسبيله أن يهرب بالحري إلي اللـه ويتوكل علية. فإنه هكذا يؤثر أن يختبر النفوس المتجهة إليه ليعرف بتحقيق أنَها قد أبغضت كل شئ وأحبت اللـه وحده وإنْها قد تكبدت شروراً كثيرة من قبل الرذيلة وأحبت أنتقترب إلياللـه وتكمل مشيئته، وأقتنت شوقاً إليه أكثر واستهانت بربوات ميتات وأحبتهوحده واشتهت أن ترثه. وأن كافة حرصها وتوجعها طول أيامها احتسبته كشئ حقير لايعادل شيئاً منالأشياء المرجوة لأن ألف سنة من هذا الدهر في العالم الآتي الغير بالي مقدارها مثل هذاالقياس، كمايملك الإنسان حبة واحدة من كافة رمل البحر هكذا دهر الصديقين وملكوتالسموات أمر لا يعبر ولا توصف معرفته. نظير ذلك الأنفس الوانية تجاهد بتفهم وتصبر بمثل هذا الرجاء على كل حزن ماسكة بتحقيق رجاءالرب فلا تخزى بلتنال الحياة الأبدية والحقيقية وتوجد مختبرة في المحن، كما يقال: من يفصلنا من محبة اللـه أَغم، أَم ضيق، أم اضطهاد، أم جوع، أم عطب، أم سيف، وتوابعه. وأيضاً الحزن يصنع صبراً، والصبرتدرباً، والتدربرجاء، والرب يقول بصبركم تقتنون أنفسكم، وأيضاً من يصبر إلي الغاية يخلص. إن صبر الإنسان علي الأحزان المجلوبة الآتية عليه منالخبيث برجاءٍوطول أناة وبشهامة تجعله متمكناً متوطداً وتوضحه موعباً خبرة ودربة، تفطنفيما أقوله: إن أقاموك وحدك علي كافة الأرض ملكاً وقدموا لك سائركنوز المسكونةولم أقول هذا إن تملكت وحدك ومسكت المسكونة منذ خلق جنس الناس وإلي انقضاءالدهر، أتراك كيف تختار الرئاسة الكاذبة المنحلة علي الحياة المحقة التي لا تعبر الأبدية حياة ملكالسموات التي مملكتهالا انقضاء لها ولا تغيير. من الواضح أنك إن ميزت تمييزاً مستقيماً ستقول حاشا لي أن أبدل ملكوت السموات بالملك الباليالزائل كما قالالرب: ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أم ماذا يعطي الإنسان فدية عن نفسه، إن كافة العالموملكه وأموالهوشرفه أكرم منه النفس وحدها وأوقر شرفاً ليس أنْها أكرم من مملكة الناس فقط بل لأن اللـه لم يسر بواحدة من براياهأن تشاركهوتتحد بطبيعة روحه لا بالسماء ولا بالشمس ولا بالقمر ولا بالنجوم ولابالبحر ولاببرية أخرى من المرئيات إلا بالإنسان وحدة الذي أحبه أكثر من جميعها. فإن كانت برايا العالم الجسيمة والمكرمة والغنى أوالمملكة الأرضيةنفسها إذا أتخذنا رأياً صائباً لا نختار أن نستبدلها بملك الحياة الأبدي والسماوي، فماذا نقول عن شهوة ما من شهوات هذاالعالم أو بشرف باطل أو بفائدة قبيحة، فمن إذاً يحب شيئاً من هذاالعالم يفيدهويقايض به ملكوت السموات، لأن الشئ الذي يحبه الإنسان هو إلهه كما قيل لماأنغلب أحد يعود إليه. فيحتاج بالحقيقة من يشتهي الحياة الأبدية ويتمنى ملكوتالسموات أن يكونأعلى من أمور هذا العالم كلها وأعظم قدراً ويرفض كافة الحدود العالمية وكل الشرف الأرضي ويفلت منقيود الهيوليكلها ويحب مجد المسيح السمائي ولا يمزج بتلك المحبة شيئاً آخر ولا يحبشيئاً من أشياء هذا الدهر أو من أمور هذا العمر. لأن المحبة الحقيقية التي تحب بِها اللـه تقطع كسيف ذيحدين كل محبةأخرى للعالم وتمزق كل رباط هيولي ولا يستطيع شئ من الظاهرات أن يمسك تلك النفس لا لذةولا شرف ولا ثروةولا رباط محبة بشرية ولا شئ من أمور الهيولي بل النفس التي تحب اللـه وحدهلا تحب معه شيئاً آخر من أشياء هذا العالم لكن محبتها كلها متعلقة بمشيئتهوحده مرتبطة به وتظفر وتغلب كل محبة ترابية هيولانية، محبة الروح سيف ذىحدين، المحبة التي كالسيف تقطع كل توجع وظن هيولي وتعلو ظافرة علي كافةالحدود الأرضية وتلتصق باللـه وتفعل مشيئاته، فجهادات عظيمة وأوجاع شديدةموجودة في المواعيد الجسيمة مواعيد الحياة الدائمة، الإنسان يحتاج أن يدفع نفسه إلي الرب بجملته كما كتب أن يحب اللـه بكلالقلب والطاقةوالقوة ويتعلق به بكافة مشيئته ويصلب ذاته بالنفس والجسم في كافة وصاياهالمقدسة بغير انقطاع ليستطيع أن ينال الحياة الأبدية الموعود بِها للمحبينللـه والمريدين أن يؤهلوا للملك الدهري. فإن كان في تحصيل الملك الأرضي الزائل البالي أعراقجزيلة وأوجاعواحراص غير نافعة ليمكن الذين يشتهونه أن يفوزوا به ويحصلوا في كرامة وشرف الرياضة الزائلة، فكم بالحرييجب عليك أن تتوجعوتحرص وتجتهد بكافة النشاط من أجل الملك الأبدي الغير بالٍ والفاقد التألموتحتمل كل شئ لترث مثل جسامة هذا المجد الذي لا يبلى. وربما يستبين عندك واجباً إنك تحتاج مثل وفور هذه الأوجاع لتقتني لك الأمور الزائلة الأرضية والأمجادالبالية، أتؤملأن تملك مع المسيح إلي أبد الدهر ملكاً لا يشيخ ولا تشاء أن تتوجع وتجاهدفي هذا الزمان القصير الذي تعيشه علي الأرض لتملك باللـه في الدهر كله. فأنا أعتقد أن من له عقل يسير جداً يستوضح عنده ويظهر في تمييزه أن واجباً علي الإنسان أن يجاهدفي هذا الزمانالقصير ويجتهد ويحاضر لينال الإكليل والغلبة إلي الأبد وذلك أفضل من أنيتراخى في هذا الزمان اليسير متصرفاً في اللذات الأرضية فيشتمله الهزءوالخزي إلي الأبد. فإن أشتغل الإنسان بالأفعال الصالحة وأستسار بالأمور المنطوق بِها من الكتب المقدسة تَهتف بهوتمدحه وتبجله كافةالأقوال والكتب والفرائض وكتب الحكماء من خارج وكافة الألسن تشهد للمكمل مافي الكتب فعلا والذي يقاوم شهواته الرديئة عند اللـه فيلسوف حقيقي لأن المتزين بكلام الحكمة والمفتخر بِهاوما بذل شهواتهيحسب بالكلية غير حكيم وأحمق لأنه لم يفحص عنه بآلام يسيرة فلا يحتاج أنيدفع الإنسان ذاته إلي اللـه بأقوال كثيرة بل يصغي إليه بفعل الحق ويستسير ويتصرف بالوصايا المستفادة من الكتبالإلهية والعمل بِهاالآن كافة أقوال الكتب الإلهية والأقوال العالمية إنما تتكلم عن الأعمالالصالحة الفاضلة والسيرة الممدوحة النفيسة فها كافة الناس يتحدثون بفضلكوينشدون ذكرك لتصرفك في أفعال الفضيلة الممدوحة من الكافة. فلنحرص أن نتصرف في وصايا الرب في كل وقت إذ نحن مؤملونأن نأخذميراثاً من الخيرات المزمعة ومنتظرون شركة الروح دائماً لكي ما نقدس النفس والجسمههنا ونكمل كافةالوصايا بمساعدة الروح ونصير مستحقين للمسيح وأبناء الآب السمائي بشركةروحه ووارثي الإله وناظري المسيح في الميراث ونؤهل للخيرات المؤبدة متنعمينبالمسيح. آمـين. |
![]() |
|