فيديو إرهاب سيناء.. تهديد البلتاجي وسذاجة مرسي
الوفد
هذا الذي يحدث في سيناء يتوقف في اللحظة التي يعلن فيها السيسي تراجعه عن هذا الانقلاب".
كانت تلك العبارة التي قالها القيادي الإخواني محمد البلتاجي من على منصة رابعة العدوية، عبارة كاشفة واضحة لا تحتمل اللبس أو التأويل كما يفعل الإخوان الإرهابيون دائماً مع خصومهم.
التهديد الذي أطلقه البلتاجي من على منصة رابعة لم يكن أجوفاً، أو لمجرد الفرقعة الإعلامية، بل يتأكد يوماً بعد يوم أن الإرهاب الذي تواجهه الشرطة والجيش في سيناء تم نشره تحت رعاية الإخوان ورئيسهم المعزول محمد مرسي، الذي فتح تلك البقعة من أرض مصر للإرهابيين حتى يكونوا ظهيراً له إذا ما تمت الإطاحة به وبجماعته.
حدث ذلك في فترة رئاسة مرسي التي استمرت لمدة عام، ويحدث حالياً بعد عزله، وليس أدلّ على ذلك من عبارات سوى ما قاله مرسي نفسه في بيان رئاسي تعليقاً على حادث خطف مجندي الأمن المركزي في مايو 2013 بأن "الرئاسة تسعى لحل الأزمة بما يحافظ على أرواح الخاطفين والمخطوفين".
ما قاله مرسي والبلتاجي أكدته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في مقابلة أجرتها مع قناة "سي بي إس" الأمريكية في 11 أغسطس الماضي، عندما قالت إنها واجهت مرسي بمعلومات حول وجود عناصر من القاعدة في سيناء، فكان رده عليها: نحن حكومة إسلامية، فلماذا سينقلب هؤلاء على الإخوان؟.
وعلّقت كلينتون بقولها "أعتقد أن مرسي كان ساذجاً".
على الجانب الآخر، ووفقاً للأرقام الرسمية الصادرة من اتحاد الصحفيين والمراسلين في سيناء، والتي نشرتها وكالة "أونا" للانباء في 18 أغسطس الماضي، فقد سقط 1085 ما بين قتيل ومصاب في مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو التي أسقطت مرسي وجماعته.
وأشار التقرير إلى استشهاد 335 من بينهم 153 من الشرطة والجيش، و182 مدنياً، بخلاف ال11 شرطياً الذين استشهدوا اليوم الثلاثاء في تفجير لغم بمدرعة تابعة للشرطة في رفح.
تأتي تلك الأعمال الإرهابية في الوقت الذي نجحت فيه قوات الأمن في توجيه العديد من الضربات الموجعة للتنظيمات الإرهابية في سيناء، والتي كان على رأسها مقتل الإرهابي أبوشيتة المسئول عن خطف جنود الأمن المركزي في سيناء إبان فترة حكم مرسي.
وبطبيعة الحال، فإن معركة تطهير سيناء من الإرهاب ستكون طويلة ومعقدة، خاصة مع صعود نجم التنظيمات الإرهابية في دول مجاورة وعلى رأسها ليبيا وسوريا والعراق، إضافة إلى الدعم الذي يتلقاه هؤلاء من دول بعينها لا تريد الاستقرار لمصر.