الإيمان يهذّب الإنسان
بقلم الأرشمندريت/ سلوان أونر - اليونان
الإيمان لا نرثه بالولادة بل هو خبرة العيش مع الله، يكبر أو يقلّ بقدر حفظنا لوصاياه وبقائنا بقربه، وله تأثير على حياة الإنسان وتصرفاته اليومية فيهذبها في:
1. تصرفاته الكنسية: عندما يكون الإنسان مؤمناً حقيقةً فهو يصون كل ما يختص بالله، محاولاً، أن يساعد في بناء وتنظيم وصيانة الكنيسة إن كانت مساعدة جسدية أو مادية، أن يعمل على نشر تعليم الكنيسة والحفاظ عليها لأنه بذلك يحفظ جسد المسيح من الأمراض أو من هجوم الأشرار، أن يتعامل مع المقدسات باحترام ووقار لأنها تخص الله، أن يتعامل مع الأساقفة والكهنة باحترام لأنهم خدام الهيكل فلا يتطاول بالحديث على شخصهم لأن عندهم سر الكهنوت المعطى من الله بواسطة كنيسته ونعمة الروح القدس، وبقدر احترامه للسر فهو يحترم خدامه، فيحاول عدم التفكير بضعفاتهم الشخصية لأنهم مازالوا بشر تحت نير الخطيئة، فيحمي نفسه من خطيئة الإدانة، أن يفكر بتصرفاته في الكنيسة، كيف يدخلها، كيف يقبّل الأيقونات، كيف يتابع الخدمة بصمت وصلاة لا بثرثرة ومراقبة للناس؟؟!!
2. بعلاقته مع الآخر: عندما يكون الإنسان مؤمناً فهو يعمل على أن يتواضع فلا ينظر للآخرين نظرة تعالي وكبرياء بل كلها احترام ووقار للشخص الآخر، وهذا يظهر في طريقة حديثه وأسلوب تعامله مع كل من حوله،
أن يبادل المحبة بكل مقابل يقدمه الآخر لأنه بذلك يكسب ذاته والآخر، أن يخدم كل محتاج لأن إيمانه يقول له: أنت، بذلك، تتعلم المحبة، أن يحمي عينه ولسانه من التطاول على الآخر فلا يقع في خطيئة الإدانة.
يكسب الإنسان الوقار والأخلاق الحسنة عندما يسعى أن يحسّن درجة إيمانه، وإن كان إيمانه حقيقياً فحتماً سينعكس على كل تصرفاته وكلامه وحياته فالإيمان يهذّب الإنسان، ولهذا نقول أن الإيمان يصنع العجائب.
الإيمان يتقوى بالممارسة الكنسية والعكس صحيح فلكي نقوي إيماننا علينا بقدر ما نستطيع أن نعيش في الكنيسة ونمارس أسرارها شغفاً وحباً بالله لا لشيء آخر وهذا يقوي إيماننا وبالتالي يهذّبنا، لنأخذ مثلاً بعضاً من أبناء مدارس الأحد، والأخص المرشدين، ولنراقب ممارستهم الكنسية، لا لكي ندينهم بلا لنطالبهم بالأفضل، وطريقة تعاملهم مع كل ما يخص الكنيسة ومحبة الآخر، عندها سنعرف أي إيمان يملكون للرب ولكنيسته،
وأيضاً سنعرف حقيقة هدف خدمتهم، هل ليعيشوا مع الحبيب الرب يسوع ويخدموه، أم ليمضوا وقتاً فارغاً، أو لهدف آخر لا تعرفه الكنيسة؟.
نحن لا نحتاج الإيمان، من جهة ثانية، لنصبح خلوقين بل لنحب المسيح وكنيسته، وليس كل إنسان خلوق هو مؤمن، ولكن الأخلاق العالية هي دلالة على عمق وحقيقة هذا الإيمان، هكذا نجد أن الإيمان يؤثر على المؤمن فيجعله إنساناً مسيحياً مهذّباً خلوقاً يليق بأن يسمّى ابن الله.