منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 08 - 2014, 08:33 AM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

الضمير: صلاحيته * عناصره * أنواعه * تأثراته
+++++++++++++++++++++++++


الضمير هو طاقة أوجدها الله في الإنسان للتمييز بين الخير والشر، والحلال والحرام، و اللائق وغير اللائق وما يجوز وما لا يجوز. لذلك دعي بالشريعة الطبيعية أو بالشريعة الأدبية غير المكتوبة.

وقد كان هو الحكم الداخلي في الإنسان قبل زمن الأنبياء، قبل الوحي والشريعة المكتوبة. وبه كمثال تسامي يوسف الصديق عن الخطأ مع امرأة سيده حين طلبت ذلك منه. بينما عاش يوسف قبل موسي النبي بمئات السنين، وقبل أن يأمر الله في الوصايا العشر قائلا 'لا تزن' ولكن كان هناك الضمير..


ولكن لما ضلٌ الضمير، حينئذ أرسل الرب وصاياه الإلهية لترشد الإنسان وتكون ميزانا يزن به أفعاله ونواياه. وسنضرب أمثله للدلالة علي أن الضمير قد يضلٌ:

ذلك الشخص الذي يقتل ابنته أو أخته إذا سقطت وفقدت عفتها ألا يري بضميره انه يمحو عار الأسرة ويرد شرفها؟! بل إن البعض في الريف قد يتعبه ضميره إن لم يقتل هذه الفتاة!!


كذلك الشخص الذي يفجر نفسه أو يفجر سيارة، ويقتل بذلك مجموعة من الأبرياء، ويدمر بعض ألاماكن، ألا يعتبر نفسه شهيدا، وانه قام بعمل وطني يسجل له بالفخر؟! وقد شجعه ضميره علي ذلك!!

يمكننا إذن أن نقسم الضمائر إلي أنواع:

منها الضمير الصالح الذي يحكم حكما خيرا ونيرا، ودقيقا. وهو مثل ميزان الصيدلي لا يزيد في تركيب الدواء ولا ينقص..

وهناك ضمير واسع يبلع الجمل، وهو يقبل أمورًا خاطئة عديدة، لا يوبخ عليها إطلاقًا، بل قد يجد لها تبريرًا يريحه!

بينما هناك أيضًا ضمير ضيق أو موسوس أو متشدد. يظن الخطأ حيث لا يوجد خطأ، أو يضخم كثيرًا من قيمة الأخطاء. وهو بهذا يضيق علي الناس بأحكامه ويغلق أمامهم أبواب السماء!

علي أن هناك أنواعًا أخرى من الضمائر كالضمير الغائب، أو الضمير النائم أو الضمير الميت الذي يوصف صاحبه بأنه بلا ضمير!!

مثال ذلك القاتل الذي تعوَّد القتل، أو السارق الذي تعود السرقة، أو الظالم الذي يصبح الظلم جزءا من طبعه!

وكذلك القاسي القلب وكل من هؤلاء يرتكب الخطايا ولا يشعر انه قد اخطأ ومثلهم أيضًا الكاذب الذي تعود الكذب، والفاجر الذي تعود الفجور..

هؤلاء تصير خطاياهم شيئا طبيعيا في نظرهم، لا يبكتهم عليها ضمير، ولا يندمون كلما أخطأوا..!

أما الضمير السليم أو الضمير الصالح، فله وظائف مهمة:

منها التشريع، والمحاكمة، وإصدار الحكم.. ففي التشريع يعلن ما كان ينبغي أن يقال أو أن يفعل طبقًا لوصايا الله وتمشيا مع المبادئ السليمة والمثل. ومن جهة المحاكمة يقول للشخص ماذا فعلت؟ ولماذا فعلت؟ وكيف فعلت؟ وكيف جرؤت أن تفعل؟ وأين خشية الله في قلبك؟ ومن جهة إصدار الحكم يحكم الضمير باللوم أو بالتوبيخ.

وقد يصل الأمر إلي تعذيب الضمير، وقد يحكم بوجوب تصحيح ما قد فعله وعلاج نتائجه..

والضمير لا يحكم فقط علي الفعل، إنما حتى علي النية والغرض. ويحكم علي المشاعر الباطنية، وعلي الفكر.

ومن هنا كان الضمير أوسع دائرة وأعمق أثرًا من القوانين الموضوعة وما أكثر الأمور التي لا يحكم عليها القانون. ولكن يحكم عليها الضمير، ويكون حكمه غير قابل للنقض.

ونطاق الضمير يشمل ما قبل الفعل وما بعده.

فهو من جهة النواحي الطيبة، يستحث ويدفع ويشجع. أما من جهة الأمور الرديئة، فهو يمنع أو ينذر ويبصر بالعواقب.

كما انه لا يتناول الفعل فقط، إنما يحكم أيضًا علي تأثيره ونتائجه ومقدار ردود هذا الفعل.

علي أن الضمير قد يصطدم بالإرادة التي ربما تقف ضده!

فضمير الشخص قد يقول له إن هذا الأمر واضح الخطأ ومع ذلك فانه يفعله!! كالتدخين مثلا: يقول له الضمير انه يضر صحتك وصحة الذين حولك.. وفيه تفقد مالك وتفقد إرادتك. ومع ذلك لا يمتنع الإنسان عن التدخين، لان إرادته لا تستطيع!

ومن هنا قال البعض عن الضمير انه قاض عادل غير انه ضعيف والضعيف يقف ضد تنفيذ أحكامه..

أما لماذا هو ضعيف، فذلك لان هناك مؤثرات أخرى كثيرة تضغط عليه.. وقد لا يستطيع مقاومتها.

الضمير يتأثر بالشهوة.. وكلما كانت الشهوة (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات) قوية، يضعف أمامها الضمير والشهوة علي أنواع. منها شهوة الجسد، وشهوة المناصب والارتفاع، وشهوة العظمة، وشهوة السيطرة، وشهوة الانتقام، وغير ذلك.. وحينما تشتد الشهوة فإنها تطرح الضمير جانبا فيفقد سلطانه.

وتتولي الشهوة قيادة الموقف، بلا ضمير، وتدبر الأمر حسب هواها.. ومن هنا أيضًا كانت المصالح الشخصية هي من الأمور الضاغطة علي الضمير أو السيطرة عليه، أو التي تحل محله، سواء بالنسبة إلي ضمير الفرد أو ضمير الدول. حتى لو كانت النظرة إلي المصالح الشخصية نظرة غير سليمة.

إذن الدوافع *أيًا كانت* لها سيطرة علي الضمير..

مما يؤثر علي الضمير أيضًا مقدار المعرفة ودرجة الذكاء:

فقد يخطئ الضمير في حكمه نتيجة للجهل أو لنقص المعرفة أو لخطأ في الأمور المعروضة عليه وعلاج ذلك هو التوعية والإرشاد السليم. وقد يخطئ الضمير، أو تختلف أحكام الضمائر، باختلاف العقول وتنوع درجات الذكاء فيها. فضمير الإنسان الحكيم العاقل غير ضمير الإنسان العادي أو الأقل ذكاء أو البسيط في تفكيره.

وعلاج نقص العقل أو المعرفة هو الاسترشاد. وكما قال الشاعر: فخذوا العلم علي أربابه.. واطلبوا الحكمة عند الحكماء.

ومن الناحية المضادة قد يخطئ الضمير نتيجة للإرشاد الخاطئ إن كان خاضعًا لإرشاد يضلله. وكما يقول المثل 'أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى'، يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ (إنجيل متى 15: 14؛ إنجيل لوقا 6: 39).

مما يؤثر علي الضمير أيضًا: العرف و البيئة وحماس الجماعة: فهناك عادات متوارثة وعرف سائد وتأثيرات للبيئة قد يتبعها الإنسان دون أن يفكر أو يحلل.. وبهذا تحل محل ضميره!

كما تؤثر علي الضمير مشاعر الجماعة واقتناعها أو حماسها. مثال ذلك في بعض مظاهرات الطلبة قد ينقاد بعضهم وراء هتافات الجماعة وحماسها، دون أن يفكر ما هو الخير. ولكنه إذا خلا إلي نفسه، أو إذا قبض عليه وجلس في الحبس منفردا، ربما يناقش الأمر بضمير آخر قد تخلص من تأثير المظاهرة وهتاف الزملاء..

ونفس الوضع لمن يكون تحت تأثير ما تنشره بعض الصحف، أو ما توحي به بعض دور الإعلام. في كل ذلك وما يشبهه يكون الضمير تحت تأثير خارجي، يستمر إلى أن يوجد ما يتوازن معه.

الضمير أيضًا قد يتأثر أيضًا بالمبدأ الميكيافلي 'الغاية تبرر الواسطة' فقد يقبل وسيلة خاطئة، إن كانت في نظره توصل إلي هدف يراه سليمًا، وكثيرًا ما تستخدم هذه الفكرة عن الوصوليين الذي هدفهم هو مجرد الوصول إلي ما يريدون أيًا كانت الوسائل!!

والعجيب أن هؤلاء يبررون وسائلهم الخاطئة اعتمادًا علي أهداف وحجج وأسباب تكون حكيمة في أعينهم! وقد قال احد الآباء الروحيين:

"كثيرًا ما يكون طريق جهنم مفروشا بالأعذار والتبريرات".

والمقصود هو التبريرات التي تغطي علي حكم الضمير.
رد مع اقتباس
قديم 29 - 08 - 2014, 08:36 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الضمير: صلاحيته * عناصره * أنواعه * تأثراته

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صلاحك لا تنتهي صلاحيته
الضمير السليم أو الضمير الصالح، فله وظائف مهمة
الضمير الغائب، أو الضمير النائم أو الضمير الميت
الضمير ليس صوت الله في الإنسان، لأن الضمير يمكن أن يخطئ
هل معقم اليدين تنتهي صلاحيته ؟


الساعة الآن 10:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024