رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أشكال الفساد وملامحه العامَّة يميِّز الدارسون عادة بين نوعين أو مستويين للفساد: - فساد الفقر وهو ما يسمى عادة "بالفساد الأصغر" (petite corruption; petty corruption) وهو ظاهرة يولِّدها الفقر، خصوصاً عندما تكون الأجور منخفضة إلى حد كبير أو يجري التأخُّر في دفعها، أو لا تؤمَّن الحاجات الأساسيَّة للعيش الكريم. آنذاك يبدأ الناس بالبحث عن مصادر إضافيَّة للدخل، غالباً ما تكون ناجمة عن استغلال صلاحيات وظائفهم لتحقيق منافع شخصيَّة ماديَّة أو معنويَّة. - فساد السلطة وهو ما يدعى عادة "بالفساد الأكبر" (grande corruption; grand corruption) وينبع عادة من رغبة سلطة ما في الحفاظ على امتيازاتها والحصول على مكاسب اقتصاديَّة من خلالها. وكثيراً ما تشترك به شركات كبرى وجهات رسميَّة. ويدعى أيضاً فساد المكاسب وفساد التسريع، والمقصود مجمل الطرق التي تؤدِّي للحصول على مال أو خدمات، ما كان بالإمكان دون ذلك الحصول عليها، إذ كان ينبغي تسديد تكاليف إداريَّة أكبر بكثير ممَّا جرى دفعه في الواقع، أو التقيُّد بمهل نظاميَّة محدَّدة. ويمكننا عموماً رؤية ملامح الفساد في التصرفات التالية: البحث غير المشروع عن مكاسب شخصيَّة أو لا حقَّ لنا فيها؛ الأنشطة التي تتَّسم بالسريَّة أو بنقص في الشفافيَّة؛ الاستخدام غير المجدي للوسائل الاقتصاديَّة؛ المساومات على المناصب وتفضيل الأقارب وانتشار المحسوبيات؛ الإخلال باتفاقات موثقة ومعتمدة شرعاً؛ الاستهتار بالقيم الأخلاقيَّة والأعراف العامَّة؛ انتهاك حقوق مشروعة والاستخفاف بقيم الحق والعدالة.. يختلف الفساد إذاً اختلافاً بيِّناً عن تصرُّفات مثل تقديم الهدايا أو ما يمكن أن يعتبر من ضمن الأجر (الإكراميات) أو بدل الخدمات. لكنَّ هذه العناصر كثيراً ما تختلط وتصير دافعاً لتبرير الفساد ضمن ما صار يدعى "بثقافة الهدية". الهدايا الحقيقيَّة تتَّصف بالعلنيَّة، لا تقدَّم سراً، ولا تتصل بما يقدَّم عوضاً عنها في إطار من المساومة أو الابتزاز.. وفي كلِّ حال، لا يمكن أن نعتبر هدية تلك المبالغ الضخمة التي تقدَّم في سبيل إبرام الصفقات أو الفوز بالمناقصات وما يشبه ذلك.. إنَّ أبرز أشكال الفساد وأكثرها شيوعاً هي، دون شك، الدفعات المتعددة الأشكال التي تقدَّم للموظفين مثل الشرطة ورجال الجمارك وجباة الخدمات العامة، وهذه الدفعات غالباً ما تشكل جزءاً أساسياً، ولو سرياً، من الدخل الثابت لهؤلاء الموظفين. لهذا يعكس هذا الشكل من الفساد في أغلب الأحيان الحالة الماديَّة الكارثيَّة التي يبلغ إليها المستخدمون من جراء تدنِّي مستوى دخلهم وضغط التضخُّم المالي عليهم. وهناك إذن علاقة جد وثيقة وأكيدة بين اتساع مدى انتشار الفساد في بلد ما وعلو مستوياته وبين انخفاض مستوى رواتب الموظفين وأجور المستخدمين في المؤسسات العامَّة. ففي إطار معيشي يشبه ما وصفنا يصعب جداً عدم الخلط بين "دفعات تحت الطاولة" وبين الأجر الشرعي الذي يستحقه العامل أو بدل الخدمات المناسب لعمله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حملتني بكليتي من الفساد إلى عدم الفساد |
التشبيه بالصِبْيَة الجالسين في الساحة العامَّة |
أشكال للاظافر |
المتميز يوسف الحسينى مبارك مارس الفساد بعد عشر سنين لكن الاخوان مستعجلين اوى على الفساد بس |
أشكال |