رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
البعد التطبيقى
++++++++++++++++ لاشك أن الهدف النهائى من خدمة الكلمة، أن تتحول قناعات الشباب إلى سلوكيات يومية، فى كل مجالات الحياة ومواقفها، لذلك يجب أن تنتهى موضوعاتنا وجلساتنا الفردية مع الشباب، إلى تطبيقات عملية محدودة، وذلك من خلال الحوار، وليس من خلال الوعظ والإرشاد والتطبيق. وهناك ثلاثة كلمات يجب أن نفرق بينهما: أ- القمع الفكرى : أى فرض الرأى والرؤيا، حتى لو كانت صواباً... وهو مرفوض إنسانياً وشبابياً. ب- الإقناع الفكرى : والمقصود به محاولة إقناع الشباب بما فى أذهاننا، حتى لو كان سليماً، وهذا غير مقبول أيضاً. ج- الاقتناع الشخصى : أى أن يصل المخدوم إلى اقتناع ذاتى بالأمر، وذلك من خلال الحوار، والمحبة، وعمل الروح القدس. والأسلوب الثالث هو الأجدى والأكثر فاعلية، أما الأول فمرفوض، والثانى ناقص!! B لذلك فأن يسأل الخادم - مثلاً - الشباب آخر الموضوع: "ماذا نتعلم من هذا الدرس؟" يكون ذلك أسلوباً مرفوضاً.. B فإذا ما قلنا نحن التطبيق المطلوب من باب النصيحة، فهذا أسلوب غير مؤثر... B أما إذا قدمنا التطبيق كأمر إلهى، لابد من تنفيذه خشية العقاب.. فهذا أمر منفر... B والطريقة المثلى : هى أن يقتنع الشاب ذاتياً وضميرياً وفكرياً، أن الوصية أو التطبيق هو لبنيان حياته، وسعادته فى الدنيا والآخرة... فهذا سيجعل الشباب يجاهد فى هذا الطريق، عن اقتناع وسعادة، بغية الوصول إلى الهدف الذى أحبه، والرؤيا التى اختارها لنفسه، عالماً وواثقاً أن الرب سيسند جهاده، بنعمته الإلهية. أساليب الوصول إلى التطبيقات : هناك أكثر من أسلوب، يمكن أن يتبعه خادم الشباب، لكى يصل معهم إلى تطبيقات حياتية، فى الموضوعات المطروحة عليهم... ولكن جوهر كل شئ هو: "إقناع الروح القدس"، إذا يقول معلمنا بولس فى رسالته إلى تسالونيكى: "إن إنجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط، بل بالقوة أيضاً، وبالروح القدس، وبيقين شديد، كما تعرفون أى رجال كنا بينكم من أجلكم" (1تس 5:1) وهنا يتضح أن قوة إقناع معلمنا بولس لأولاده جاءت من : 1- القوة : أى قوة الحجة، وحرارة الكلمة، على أساس أن الحياة لله ربح حقيقى للكيان الإنسانى كله: روحاً وعقلاً ونفساً وجسداً وعلاقات، بينما الحياة فى الخطيئة هى دمار شامل لكل الإنسان، فى حياته الأرضية والأبدية. 2- الروح القدس : لأن فعل الروح القدس فى حياة الإنسان، ليس له بديل آخر، فالروح القدس هو الذى : E يبكت الإنسان على كل خطيئة، فيقوده إلى التوبة. E يرشد الإنسان إلى الطريق السليم. E يقدس الإنسان ويجعله مليئاً بالثمار الروحية. E يعزى الإنسان كلما ضاقت به الحياة واستبدت به آلامها. E يعطى الإنسان مواهب لخدمة الله والكنيسة والبشر. 3- اليقين الشديد : فالناس لا تريد كلاماً منقولاً من كتب، بقدر ما يريدون حياة معاشة، وسلوكاً يعبر عما نقوله من تعاليم ومبادئ، سواء فى الحياة الشخصية، أو الأسرية، أو الكنسية، أو العامة.. لهذا يختتم الرسول هذه الآية بقوله: "كما تعرفون أى رجال كنا بينكم من أجلكم" (1تس 5:1). الشباب فى حاجة إلى نموذج بشرى، أكثر منه فى حاجة إلى واعظ أو فيلسوف! لذلك، فمع أن الرسول بولس قضى ثلاثة أسابيع فقط فى تسالونيكى، إلا أنه أسس فيها كنيسة حية كما يتضح مما يلى : 1- قبل الناس الكلمة : فى ضيقات كثيرة بفرح الروح القدس، فالدخول إلى المسيحية كانت تكاليفه باهظة جداً، بسبب اضطهاد اليهود والوثنيين للمسيحيين فى ذلك الزمان (1تس 6:1). 2- صاروا قدوة : لجميع الناس يؤمنون فى مكدونية وفى أخائية (1تس 7:1). 3- أذاعوا كلمة الله : ليس فقط فى اليونان كلها، ولكن... "فى كل مكان أيضاً قد ذاع إيمانكم بالله، حتى ليس لنا حاجة أن نتكلم شيئاً" (1تس 8:1). وهكذا تحول المخدومون إلى خدام، حتى أن الرسول لم يكن بحاجة أن يذهب إلى هذه الأماكن الجديدة. هذا اليقين الروحى فى حياة وكلام الخادم، سيظهر من خلال وسائل متعددة : E سلوكه الشخصى : وحياته اليومية. Eليت أحاديثنا إلى الشباب : العامة والخاصة، تساعدهم فى اختيار الطريق السليم، واتخاذ القرار البناء، وصولاً إلى سعادة الملكوت (ملكوت القلب، وملكوت السموات). كلماته : فى العظات العامة أو الخدمة الفردية. E مواقفه : عندما تحين ساعة الاختيار والإفراز والتمييز، فى مصادمات الحياة اليومية، فى البيت والكنيسة، والمجتمع. E حواراته : مع الشباب، حينما يجيب عن أسئلتهم أو يتناقش معهم فى قضية ما. E مجموعات العمل : التى يعبر فيها الشباب عما فى داخلهم، فيصلوا إلى قناعات سليمة من خلال الحوار المثمر. E إنماء روح البحث : لدى الشباب، ليصلوا بأنفسهم إلى الفكر السليم والاتجاهات البناءة. E إعدادهم للخدمة : فبينما هم يقنعون المخدومين بالطريق الروحى، سيزداد اقتناعهم به، بعمل روح الله فى الجميع. |
24 - 08 - 2014, 09:37 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البعد التطبيقى
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|