س 10 : هل هناك دليل على قيامة البشر بعد قيامتهم؟
+أنكرت طائفة الصدوقيين ( فى عهد السيد المسيح ) قيامة الأجساد ورفضوا الخلود والملائكة والعذاب والثواب الابدى. لأنهم أتصلوا بالثقافة اليونانية الوثنية ، التى وجدت طريقها الى اليهود بعد غزو الإسكندر الأكبر لفلسطين فى القرن 4 ق . م . وتسربت آراء الفلاسفة الابيقوريين الذين دعوا الى التلذذ بالحياة لأنه قيامة للأجساد " نأكل ونشرب لأننا غداً نموت "
+ ونادى الفلاسفة الرواقيون بأن الأرواح البشرية – بعد الموت – تعود إلى الإله الأعظم – الذى هو مصدرها – وتفنى فيه ، ولذلك لا داعى للقيامة
+ وفى أيام القديس بولس الرسول زعم هيميناس وفيليتس أنه لن يكون هناك قيامة للأجساد – فى اليوم الأخير – وأنها حدثت فعلا ، أى قيامة روحية للأرواح – وحدها – من موت الخطية.
+ وسبب إنكار الأشرار لمبدأ القيامة والدينونة العامة ، هو إنغماسهم فى الشر ولذات الجسد ، وعدم مقدرتهم التخلص من الدنس ، لذلك عمدوا إلى إسكات صوت الضمير ، برفض وجود حساب او عقاب أبدى يوم الدينونة.
+ ويعلل نيافة الأنبا يؤانس ( مطران الغربية الراحل ) سبب إنكار البعث والحساب بقوله " لأن شرهم أعماهم " ولم يرجوا جزاء القداسة ، ولم يعتبروا الإيمان بأن الله قد خلق الإنسان خالداً ، وصنعه على صورة ذاته فى الخلود والعقل.
+ ثم أعطى نيافتة أمثلة لناكرى القيامة قديماً ، مثل سيمون الساحر السامرى ، ومرقيان ، وطائفة الغنوسيين كما رفض المانويون وفروعهم مبدأ قيامة الجسد البشرى ، بإعتبار الجسد شراً ( ولذلك رفضوا الزواج والعلاقات الزوجية بإعتبارها أمراً دنساً )
+ ولا يزال الملحدون ينكرون العالم الأخر.
+ والأدلة الأدبية والنظرية والعقلية على صحة قيامة الأجساد ما يلى :
وجود فكرة الخلود فى فكر الإنسان بصفة عامة حتى فى وجدان البدائى.وقد أمن قدماء المصريين بالبعث والدينونة (العقاب والثواب فى كتاب الموتى ) ما جعلهم يهتمون بضرورة تحنيط الأجساد وحفظها فى اهرام ومدافن فخمة واعدوا لها كل مايلزمها من طعام عندما تقوم للحساب والحياة الأخرى.
ويذكر المؤرخ الوثنى اليونانى Plutarch " القرن الأول الميلادى " أن وجود هياكل للعبادة – فى كل مكان من العالم القديم – يؤكد على وجود الإحساس الدينى العام ، وهو أمر وجدانى فطرى فى النفس البشرية.
وأن آلام ومتاعب الدنيا دليل على صحة الكتاب المقدس ودعوته للجهاد فى أرض الغربة للإستعداد للملكوت الأبدى.
وإن كان العقل البشرى لا ينكر وجود الله ( العلة الأولى عند الفلاسفة ) وأن العالم ملئ بالظلم ، واحيانا بلا رادع للظالمين والقساة فإنه لآبد أن يكون هناك عقاباً لهم من الله العادل . وفى نفس الوقت مكافأة الصابرين المؤمنين المظلومين فى الدنيا.
وكذلك تشهد طبيعة كوكبنا ونظامه الدقيق على وجود خالق عظيم وظابط الكل " السموات تُحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه ( مز 19 : 1 )
• وقال العالم البريطانى نيوتن ( القرن 17 ) رايت الله فى أعمال الطبيعة وقوانينها التى تبرهن على وجود قوة عظيمة وحكيمة وغير مادية.
ومن قوانين الطبيعة أن المادة لا تفنى ، ولكن يتغير شكلها الظاهرى فقط ( كالخشب الذى يصير رماداً ) ويتغير الإنسان فقط بعد الموت وسيقوم بجسد له ملامحه الأولى ما عدا الموت.
ومن دراسة وحدة اجهزة الحيوان والانسان الحيوية نجد أن خالقهم واحد.
• كما تثبت تطورات الكائنات الحية حقيقة القيامة .. خذ مثلا " دودة القز " التى تعيش ثم تدخل الشرنقة ( كا القبر ) تتحول من عذراء إلى فراشة تخرج وتحلق فى الهواء والبيضة التى تخرج الكتكوت ، والبذرة التى تتعطن بالماء وتموت فى باطن الأرض ثم تنمو وتثمر من جديد وكلها تشهد للخالق وخلقه وكذلك تثبت وجود حياة أخرى.
وقال القديس أغسطينوس : " إن كان ممكناً للرب أن يؤتى البذرة – بعد موتها فى الأرض – جسماً لم يكن فيها من قبل . فبالأولى يستطيع أن يعيد – يوم القيامة – ما كان فى جسم الأنسان.
ونفس المعنى ذكره القديس يوحنا ذهبى الفم " إذا رأيت الحبة ( البذرة ) مائته ثم متجددة فلا يجب أن ترتاب ( تشك ) فى أمر القيامة
• وأضاف قائلاً إن الذى أستطاع أن يفعل الأمر الصعب – خلق الأنسان من التراب الذى خلقه قبله – لا يعجز أمام السهل – أمر القيامة –
• يقول القديس باسيليوس الكبير " لا تقل إن القيامة مستحيلة لتبدد ذرات الجسد ، فإذا فرغت الزئبق من وعائه على الأرض فإنه يتفرق الى أجزاء كثيرة صغيرة وأذا سهلت لها الطريق عاد كل جزء من ذاته والتحم به . وهكذا سيأمر الله بإعادة أعضاء الجسد بعد تفرق عناصره بالموت.
وقال ترتليانوس : من أخرج البشر من العدم قادر أن يعيدهم . فبناء البيت أصعب من تجديده.
• وقال اثيناغوراس : ان الذى خلق الجسد قادر أن يُقيمه ويُحيه.
• وأنه يمكن للملح او السكر المذاب فى الماء لطبيعته . وكذلك يمكن أستقبال الراديو والتلفزيون للموجات التناثرة فى الهواء فنسمع ونرى الشخصيان أمامنا