منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 08 - 2014, 03:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

خبزنا الذي صار لنا أعطنا اليوم

خبزنا الذي صار لنا أعطنا اليوم
المسيح، يا أخوتي الأحباء. يعرف أننا نحن بشر وأجسادنا تحتاج إلى الغذاء المادي، فالمسيح أخذ جسدنا البشري وآكل البشر، بالرغم من أنّه لم تتحرك فيه الحاجة للطعام والشراب. لكن الإنسان بحاجة إلى هذا الغذاء المادي لا كما يحدث مع الملائكة في السماء الذين ليس لهم أجسادٌ ولا يتغذون ماديًّا. وهكذا بينما في الطلبة السابقة للصلاة الربانيّة علّمنا المسيح أنّه علينا أن نعيش كالملائكة، هتا في الطلبة الآتية ينعطف إلى مرضنا ويعلّمنا أنّه يجب أن نصلّي إلى الله أبانا من أجل خبزنا اليومي، فالإنسان لا يشبه الملائكة في كلّ شيء طالما أن له جسدًا ويجب أن يأكل. لهذا علّمنا المسيح أن نطلب من الله أن يهبنا الخبز اليومي.
في افتتاحية الصلاة، تكلّم المسيح عن الخبز وليس عن المال والترف والحياة الراغدة والألبسة الفاخرة وكلّ ما إلى هنالك من احتياجات الإنسان المختلفة الزائدة. ويعلّمنا في هذه الطلبة أن نطلب من الله الضروريّات، وأن لا نهتم للخيرات الماديّة الكثيرة المتراكمة. والواقع أن صلاتنا موجّهة لأبينا المشترك الذي له أبناء آخرين وبالتالي نحن إخوة معهم. عندئذٍ كلّ أبناء الله لهم نفس الحقوق في الأعلى؛ في الثروة الأبويّة، ومن المستحيل على أحد أن يعمل على حساب الإخوة الآخرين.
هذا الخبز يُقال عنه بأنّه الجوهري أي الضروريّ لطبيعة الجسد، الضروريّ لجوهر حياتنا المعيشية، اليومي. طالما أنّ الخبز اليومي هو ضروري لكفايتنا. والمهم أن نطلب من الله أن يهبنا إيّاه بكثرة ولأسباب مختلفة. أحد هذه الأسباب، أنّ المرء، كما يعلّم الآباء القديسون، هو بين الخليقة وعلى الأرض، وقوّة الله تساعدها في الإثمار. فإن كان الوقت غير مناسب والسماء لا تمطر ولاتوجد ظروف ملائمة على الأرض، لا يمكن أن يثمر البذار وينمو في الأرض. وأيضًا يجب أن تتوافر لدينا الصحة لنؤمّن الضروريّات كي نعيش. وبالطبع، نستطيع أن ننمو ونعيش لا لأننا نأكل الغذاء المادي فحسب، بل بسبب نعمة الله التي تكفينا. ويدّلنا واقع الإنسان أنّه مهما أكل، وإن لم يكن لديه شيء ليأكله فداخله يتآكله، فمثل هذا الإنسان لن يكون معافى. كما هي الحال مع عضوٍ من أعضاء الجسم فهذا إن كان على وشك الموت فإنّه لن يتمكن من الحفاظ على الحياة المعيشية.
يعلّمنا المسيح بهذه الطلبة أن نلقي عنّا الاهتمامات الكثيرة والكبيرة. ولهذا عنى بقوله: اليومي، فلا يجب على المسيحي أن يكدّس الخيرات الماديّة كما فعل الغني الغبي في المثل الذي قاله لنا المسيح، لأنّه بهذه الطريقة يشير من جهة أنّه ليس عنده محبة للأخوة، ومن جهة أخرى ليس لديه ثقة بعناية الله، لكن يثق بنفسه بشكل مطلق وهذا عمليًّا هو عدم إيمان وتجديف.
تكلّمنا عن خبزنا الجوهري، أما من وجهة نظري، يجب أن لا نهتّم بالخبز المادي فحسب، بل بالخبزَين الروحيين الآخرين، ألا وهما كلمة الله وجسد المسيح. فضلاً عن ذلك، فإنّ هذين الخبزَين الروحيين هما ما تكلّمنا عنه، بالكلمة الأساسية الجوهريّان اللذَين يكونان طبيعة جوهرنا.
كلمة الله هي وصايا الله التي يجب أن نحفظها في حياتنا اليومية. وهكذا، وبهذه الطريقة نحصل على نعمة الله الكامنة وسط هذه الوصايا. في تجربة المسيح الأولى في الصحراء. فبعد الجوع، أغراه الشيطان أن يحوّل الحجارة إلى خبز. ولكن المسيح أجابه كما هو معروف بالقول: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله (مت4:4). أيّ أنّ الإنسان لا يعيش فقط بالخبز المادي، بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله. فإن كان هذا القول ينطبق بشريّاً، نقول بالمثل الشعبي: كلامك أشبعني، وكلْ أنت أكلك، فكم بالأحرى ما يحدث مع كلمة الله التي هي نعمة الله.
أما الخبز الجوهري الثاني فهو الخبز الشكراني، جسد المسيح ودمه الإلهيين. فالمسيح دعا نفسه الخبز الذي نزل من السماء أنا هو الخبز الحيّ الذي نزل من السماء (يو50:6 ). الذي هو أسمى من المَن الذي أكله اليهود في الصحراء. ولهذا حددّت الكنيسة أن ننشد أبانا في القداس الإلهي قبل وقت قليل من المناولة الإلهية لجسد المسيح ودمه الكريمين. ويعني هذا أنّه في هذه الطلبة يقدّم الخبز الروحي والسماوي الذي يكفينا ويقدّسنا وهو جسد ودم المسيح.
فنحن في حياتنا اليوميّة نهيئ خبزنا المادي الذي نتناوله-صباحاً-ظهراً-مساءً. فكم بالأحرى هذا الخبز الروحي الذي به نشترك بجسد المسيح ودمه الإلهيين. فهذا يفرض علينا أن نطالع الكتاب المقدس، ونصلّي باستمرار الصلاة الربانيّة بتخشع وخاصة في جزئها الذي نصل به إلى الخبز الروحي، فالمسيح نفسه، هو الذي سيشبع مجاعتنا الروحية.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات | خبزنا الذى للغد، أعطنا اليوم
قل أعطنا خبزنا كفاف يومنا
زوّادة اليوم: أعطنا خبزنا كفاف يومنا : 18 / 5 / 2020 /
خبزنا كفافنا أعطنا اليوم
خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم يارب


الساعة الآن 09:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024