رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليتقدّس اسمك طالما أننا في افتتاحية الصلاة الربّانية دَعينا الله أبانا القاطن في السموات، أي هو قدوسٌ بالطبيعة، نصل الآن إلى الطلبة الأولى، ونطلب فيها أن يتقدّس اسمه. نقول ليتقدس اسمك؛ فاسم اللّه هو قوته. فكما هو معروف في لاهوتنا الارثوذكسي، أن الله له جوهر وفعل، والمخلوقات الحقيقية لها جوهر وفعل. فالشمس هي جسم سماوي وترسل نورها، والحرارة شيء يحترق ولكنها ترسل طاقًة هي الدفء والإنارة. لكن اللّه غير مخلوق، له جوهر غير مخلوق وقوى غير مخلوقة، فبحسب جوهر الله لا اسم له، ولكن له الكثير من الأسماء بحسب قواه. كلّ مرة يكشف الله فيها نفسه للبشر يظهر من خلال قواه، كالمحبّة والسلام والعدل ومحبّة البشر. وبهذه الطريقة يكون لديه شركة معهم ولذا قلنا إنّ أسماء الله هي قواه. وفي كلّ مرة يذكر أحدهم اسم الله بتقوى وتواضع وتوبة وإيمان يحصل على المعرفة والشعور بقوّة اللّه. وعندما نصلّي ليتقدس اسمك لا يعني أن اسم الله ليس قدوس، فهذه الطلبة لها معنيان، الأول ليتقدّس أي ليتمجّد اسمه ويتمجّد بحياتنا الشخصيّة، ويجدَّف على اسم الله عندما لانكون أوفياء لاسمه ونصون هذا النسب الشريف. أما المعنى الثاني للكلمة ليس مستقلاً أبدًا عمّا سبق، فالكلمة ليتقدّس، أيّ اجعلنا قديسين، نطلب من الله أن يقدّس حياتنا الشخصيّة. فبهذه الطلبة ندّل على ماهيّة هدف الإنسان ولأي سبب يعيش. هدفه أن يتحد مع الله ويصير قدّيسًا بنعمة وقوى الله. الله بحسب الطبيعة قدّيسٌ، وعلى البشر أن يصيروا قدّيسين بحسب النعمة. هذا ما يدعى التأله، وبقدر ما يتقدّسون بشركة نعمة الله يُدْعَون متألهين. ولكي يصير أحدٌ ما قدّيسًا- متألهًا، هذا يعني أن تتجلى كلّ قواه النفسيّة والجسديّة وأن يمركز حياته في الله. لسوء الحظ، كثرٌ من المسيحيين يصلّون هذه الصلاة ولا يملكون هذه النظرة الراقية، لكن يقتصرون في حياتهم المسيحية على بعض العادات والتقاليد العباديّة. يصلّون للأمور الدنيويّة وهي ليست قليلة. فكثير من المرات يطالعنا الكتاب المقدس بمثل هذه النصيحة: صيروا قدّيسين كما أنا قدّوس(1بط16:1). هناك أناس يحاولون أن يبرّروا أنفسهم بقولهم: ?هذه الحياة المقدّسة ليست لي، أريد أن أعيش هذه الحياةَ ببهجتها ولن أحرم نفسي أبدًا من عطاءاتها الأرضيّة الدنيويّة. لست قديسًا حتى لا أغضب. وبما أنّ حياتنا لا توافق هذه الوصية، ونحن لا نجاهد لكي نعيش بحسب مشيئة الله، فلهذا مسيرتنا هي ضدّ المسيحيّة. نحن مملوئين من الأهواء والحقد والوشايات والذنوب، ولهذا السبب، فإنّ الناس الآخرين يروننا ولا يؤمنون بالله، وبهذا نصير سبباً ليجَدّف على اسم الله في الأمم. عندما نصلّي لله كما هي العادة، فنحن ندعوه أن يعطينا الصحة والرفاهية والخيرات الماديّة .الخ، وهذا ما يجب أن نفعله، ولكن قبل ذلك علينا أن نصلّي لله كي يقدّسنا. فنحن نعرف أن لا شيء يتمّ بعيدًا عن مشيئتنا. فعلينا إذاً أن نقدّم حريتنا ليتمجّد اسم الله في العالم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(تك 17: 5) فلا يدعى اسمك بعد أبرام بل يكون اسمك إبراهيم |
ليتقدّس اسمك |
ليتقدّس اسمك |
ليتقدّس اسمك |
كون من حروف اسمك رسالة حب *** اهدى اسمك للى تحبه ** |