رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحد مرفع الجبن
متى 14:6-21 الأرشمندريت/ سلوان أونر - اليونان يتغرّب الإنسان عن الله عندما يجف من الإنسان نبع المسامحة والغفران فيصبح الابن غريباً، وسبب ذلك أنه لم يعمل مشيئة الله ووصاياه ولم يغفر خطايا الآخرين أو سامحهم. ويقول إنجيل اليوم: "إن غفرتم للناس زلاّتهم يغفر لكم أيضاً أبوكمالسماوي" (متى 14:6). الأمر المؤلم مسيحياً هو أننا نشعر بأن على الله واجب أن يغفر لنا خطايانا فنطلب منه بجرأة وبدون تردد، مفترضين أنه جزيل الرحمة، وهو كذلك، ومن جهة ثانية لا نشعر بواجب أن نغفر نحن لمن أساءا إلينا فنقابل خطاياهم وأخطائهم بقسوة ولا نسامحهم، ناسين أو متناسين أن الله عادل أيضاً. إذا تسألنا كم مرة يومياً نطلب من الله الغفران والمسامحة عن خطايانا؟ طبعاً الجواب لمرات لا تقاس كما هي رحمته، وكم مرة نسامح نحن الذين أخطاؤا و أساءوا إلينا أو أدانونا وتكلموا بالسوء علينا أو خانونا؟ نجد أنها لمرات قليلة أو معدومة عند البعض. سأل بطرس الرسول كم مرة يجب أن نسامح أخينا الإنسان هل لسبعة مرات؟ فينال الجواب لسبعة وسبعين مرّة والمقصود أن نسامح باستمرار ولعدد كبير غير محدود، كان الأجدر به أن لا يسأل عن عدد المرات التي يجب أن يسامح بل إلى متى سنسامح؟ لأن هنا الصعوبة، فعدد المرات التي نغفر فيها ككمية تحول الواجب في تطبيقها إلى حاجة ومصلحة فنغفر مرة أو أكثر لكي نصل إلى إرضاء الذات بأننا قمنا بواجبنا نحو الله و الآخر، وفي هذه الحالة لا يكون للغفران علاقة بوصايا المسيح بل بأسلوب أخلاقي اجتماعي رفيع. بالمسامحة والغفران نصبح في شركة مع الآخر، نتصادق معه ونضعه بمكانة الأخ. و بالمقابل، الأخ الذي نسامحه على أعماله التي بلبلت الوحدة بيننا وبينه وبين المجتمع يشعر بأنه محبوب فيصطلح ويشعر بسلام ويقبل المسامحة والغفران، وهكذا تكون الفائدة مضاعفة. مسامحة الآخر كعمل محبة لا يمكن تفسيره بأنه إذلال للذات، بل طريقة فعالة لمواجهة الشرّ. والصعوبة تكمن بكيف سنسامح؟ تتم المسامحة عندما يستطيع الإنسان أن يخرج من هذا العالم الأرضي ليقول بأنه جزءاً من العالم السماوي، الذي يفكر كما يريده الله، وبالتالي سيجد نفسه يسامح بسهولة لأنه قَبِلَ أن يكون ابن السماء لا ابن الأرض. يستخدم الإنسان وسائل مختلفة لمواجهة الكوارث الطبيعية، أما الكوارث الآتية من الإنسان القريب فيواجهها بوسائل أخرى مختلفة بالأسلوب لكن متشابها بالمبدأ، وكما أن مبدأ حماية الطبيعة هو الحب كذلك مبدأ حماية الأخر من الشر والشيطان هو المحبة والمسامحة. فلنستند على المحبة في حياتنا لأنها الداعم الأساسي لكي نغفر للآخر. أما الذي لا يستطيع أن يغفر فهذه إشارة بأن مقياس محبته مختلّ وناقص، وعليه التشبث بالبعد السماوي أكثر من الأرضي لكي يُكمل هذا النقص أو الخلل. أحبائي، الكلام في إنجيل اليوم عن محبة الآخر ومسامحته واضحاً فلنحاول أن نعيشه يومياً، و لننتبه أننا نصلي يومياً "واغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لمن لنا عليه" فإذا لا نطبق الكلام الذي نصليه فنحن نكذب والله يعرف ذلك وسيحاسبنا عليه. فلننتبه ولنحاول مجاهدين أن نسامح الذين أساءوا إلينا ولو بقليل. حتى يسامحنا الله على خطايانا الكثيرة |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الجبن المقنع أسوأ من الجبن المكشوف |
ماذا تعني كلمة "الختن"؟ ولماذا يقال طوبى لمن يأتيه الختن وهو مستيقظ ؟ |
لعشاق ومجانين الجبن طورت شركة بريطانية عطراً برائحة الجبن |
أحد مرفع الجبن |
ها هو الختن |