«سيناريو الحرب النفسية بين مصر وإثيوبيا»..

[Mary Naeem]

«سيناريو الحرب النفسية بين مصر وإثيوبيا»..

يحاول البعض تلخيص أزمة سد النهضة الإثيوبي في أنها معركة "النفس الطويل"، ويتجه فريق آخر لتأكيد أن «الأقوى» سيكون صاحب اليد العليا والكلمة النهائية في هذا الملف، غير أن التطورات التي تحدث على أرض الواقع تؤكد - بما لا يدع مجالا للشك - أن التفاوض لن يكون الحل الأمثل لأزمة السد وأن القوة وحدها لا تكفي.

وتداولت بعض وسائل الإعلام أنباء عن بدء الحكومة الإثيوبية تخزين المياه خلف ما تم من إنشاءات في سد النهضة الإثيوبي، قبل موعد المفاوضات المقبلة في الخرطوم والمقررة في 25 و26 أغسطس الجاري.

«حقيقة أنباء تخزين المياه»
ونفى الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المختلفة حول بدء ملء بحيرة سد النهضة الإثيوبي، موضحا أن السد لم يبدأ في تخزين المياه حتى الآن.

وأضاف وزير الري، في تصريحات له اليوم الأربعاء، أن الأعمال الإنشائية الحالية لا تمكن سد النهضة من حجز المياه، لاسيما أن حكومة أديس أبابا أعلنت أنها ستتم في موسم الفيضان المقبل.

وأشار مغازي إلى أنه كلف فريقا فنيا من خبراء وزارة الري بفحص صور السد التي تداولتها وسائل الإعلام، مؤكدا أنه تبين منها أن الصورة الأولى هي موقع السد قبل بدء أعمال التحويل في مايو 2013، أما الصورة الثانية فهى بعد أعمال التحويل، ونظرا لأن قناة التحويل أضيق من المجرى الرئيسى وأن شهر أغسطس يعتبر فترة فيضان عال، ووجود اختناق يعطى الانطباع أن المساحة السطحية للمجرى قبل موقع السد أكبر منها عند قناة التحويل، كما يتضح من الصورة أسفل موقع السد أن المساحة السطحية زادت مرة أخرى نتيجة زوال المؤثر وعودة المياه إلى المجرى الطبيعى مرة أخرى.

«حصة مصر خط أحمر»
وكان المغازي أكد في تصريحات سابقة له أن هناك ثوابت في التعامل مع إثيوبيا أهمها احترام مصر لحقوق إثيوبيا في الاستفادة من مياه النيل دون التعرض لحصة مصر المائية البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، مشيرا إلى أن الآثار السلبية لإنشاء السد كثيرة منها "نقص الكهرباء وتلوث البيئة مع التخوف من تصميمات سد النهضة بسبب قلة حد الأمان بالسد"، مؤكدا أن أكثر المتضررين من السد السودان إذا ما انهار السد وحدث اندفاع للمياه.

يذكر أن جولة المفاوضات القادمة حول أزمة سد النهضة التي دعا لها الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين بالعاصمة السودانية الخرطوم ستبدأ يومي 25 و26 أغسطس الجاري للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.
نقلا عن فيتو