رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إرميا النبي عزلة رجل الكلمة ( إرميا 37 و38 ) "مًلك الملك صدقيا بن يوشيا مكان كنيا بن يوياقيم , ولم يسمع هو ولا رعاياه ولا شعب تلك الأرض لكلام الرب الذي تكلم به على لسان ارميا النبي. وكانت كلمة الرب إلى ارميا النبي قائلا" : هكذا قال الرب… إنه وإن قتلتم كل جيش الكلدانيين الذين يحاربونكم وبقي منهم رجال قد طعنوا، هؤلاء يقومون، كل واحد في خيمته. ويحرقون هذه المدينة بالنار.سخط الرؤساء على ارميا و ضربوه وحبسوه في بيت يوناتان الكاتب ،لأنهم جعلوا من ذلك البيت سجناً. فدخل ارميا إلى الجب المقبب وأقام هناك أياماً كثيرة .وسمع الرؤساء شفطيا وجدليا ويوكل وفشحور الكلام الذي كان ارميا يكلم به كل الشعب قائلاً: هكذا قال الرب: إن الذي يبقى في هذه المدينة يموت بالسيف والجوع والطاعون… فقالوا للملك: "ليقتل هذا الرجل …لأن هذا الرجل لا يطلب لهذا الشعب سلاماً ،بل بلوى … "فأخذوا ارميا وألقوه في جب ملكياً ابن الملك الذي في دار الحرس ، ودلّوا ارميا بحبال .ولم يكن في الجب ماء ،بل وحل ،فغاص ارميا في الوحل . يظهر ارميا بمظهر رجل يعيش في العزلة "جلست منفرداً"، لا يقدر حق قدره ويضطهد ولا يحبه هؤلاء الذين ينتظر منهم أن يحوطوه بعنايتهم ويشجعوه. سيلقى في السجن والجب ويعامل بشراسة ويذهب مكرها" إلى مصر وينهي حياته في أرض بعيدة، ولن يحفظ أحد ذكرى قبره . تلك العزلة، فرضتها عليه قوة خارجية قاهرة ،تنقضّ عليه وتستولي على جوارحه وتؤلمه وتتطلب منه الامتثال التام لإرادتها، فهي تحتاج إلى عزلته حاجتها إلى طريقة عمل في داخل الشعب . تلك القوة التي لاترحم هي كلمة الله .ما من نبيّ وصف كلمة الله وطريقة عملها بمثل ما وصفها من دقّة تشعر بالألم :"كانت إليّ كلمة الرب" . ومع أنها كانت له سروراً وفرحاً فكثيراً ما كانت تكسر قلبه في داخله، وهي شاقة كالنار والمطرقة التي تحطم الصخر. يتقبّلها كبروق مضيئة في اختباراته. يضعها الله على شفتيه ويسهر عليها ويجعلها ناراً تلتهم الشعب المتمرد. ولكنها أحياناً تهجره وتفرض عليه أيام انتظار طويلة ،في قعر البئر العميقة قبل أن تعود إليه . شكى النبي مرارة عزلته واغترابه وقلة جدوى حالته، ولكن الصوت يجيبه أنه لامناص من هذه الحالة وهي جزء من رسالته. اختبر أرميا أنه في الحوار / الخصام بين كلمة الإنسان وكلمة الله، كلمة هي التي تغلب دائماً. كلمة الله عنده، وعند معظم الأنبياء، هي من طبيعتها كلمة كاملة تشمل ما في الحياة البشرية من أبعاد شخصية وجماعية. "وكانت كلمة الله إلي قائلاً: اذهب واصرخ على مسامع أورشليم قائلاً: هكذا قال الرب: ... ساروا وراء ما لا فائدة فيه، فلذلك اتهمكم، يقول الرب ... فإن شعبي صنع شرّيْن: تركوني أنا ينبوع المياه الحية وحفروا لأنفسهم آباراً، آباراً مشققة لا تُمسك الماء." (أرميا 2/ 1، 9، 13) |
|