رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي دخل المسيح القرية ، ارادَ أن يستريح ، وكان يجد دائما ً في بيت لعازر ومرثا ومريم راحته . وهبّت الاختان مرثا ومريم تحتفلان به . جلست مريم تحت قدميه تحتفي به وهرعت مرثا الى داخل البيت تعمل وتشتغل وتعد الطعام . قامت مرثا وجلست مريم . كان على مرثا طهي الطعام وتوفير الشراب ، اشياء ٌ كثيرة ، كانت مرتبكة ً في خدمة ٍ كثيرة ، اما مريم فجلست ترحب بالضيف وتكون معه ، تستمع الى اقواله وتتعلم منه ، ولعل مرثا نادت اختها سرا ً أو اشارت اليها لتلحق َ بها تساعدها فلم تنتبه فدخلت الى حيث المسيح وقالت له عاتبة ً : " يَا رَبُّ ، أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي ؟ " قال لها " مَرْثَا ، مَرْثَا ، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ " . لم يكن عيب مرثا انها تخدم ، الخدمة هامة ٌ جدا ً ولازمة ، واجبنا ان نخدم ، ولك يكن عيب مرثا ان خدمتها كانت كثيرة فعلينا ان نكون مكثرين في عمل الرب . العمل ُ كثير ، الحصاد ُ كبير ، واجبنا ان نعمل ُ بجد ٍ وأن نشتغل َ بجهد . ولم يكن عيب ُ مرثا انها كانت مشغولة ً بالخدمة فكلنا يجب ان ننشغل بما للرب لكن العيب ، عيب مرثا انها كانت مرتبكة ً في خدمة ٍ كثيرة ، كانت مرتبكة . حين وجّه المسيح نظرها لم يُنكر عليها خدمتها ولا كثرة ِ خدمتها وانشغالها لكنه انكر عليها اضطرابها وارتباكها " أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ " والارتباك والاضطراب ابعدها عن الضيف ، عن الاحتفاء بالضيف ، والاحتفاء بالضيف لا يكون فقط بتقديم الاكل والشراب له بل بالتواجد معه ، بالجلوس تحت قدميه ، بالاستماع اليه ، بالتأمل في وجهه ، بالبقاء في صحبته ، هذا هو الواحد الذي نحتاج ُ اليه ، النصيب الصالح الذي لن ينزع ُ منا . عمل ُ مرثا هام وعمل ُ مريم هام وعلينا ان نقوم بعمل ِ مرثا وعمل مريم معا ً ، علينا ان نقدم خدمة ً كثيرة وعلينا ان نقدم شركة ً عميقة مع السيد . احيانا ً يكون من السهل ان نخدم كثيرا ً ومن الصعب ان نجلس مع الرب . كثيرون اكفاء في مجالات الخدمة المتنوعة ، قادرون على حمل اعباء الخدمة لكن حياتهم الروحية ضعيفة ، خلواتهم قصيرة ، صلواتهم محدودة ٌ مبتورة . حين كان الشعب يحارب عماليق كان يشوع يجول ويصول ويحارب في الوادي وموسى فوق الجبل امام الله يتشفع رافعا ً يديه ِ الى الله يترجى النصر . لم يحتاج يشوع في خدمته الى عون واحتاج موسى في عبادته الى مساعدين . الخدمات الارضية هينة مهما صَعُبَت والخدمات الروحية صعبة . لا تستهن بالجالسين تحت اقدام السيد يسمعون كلامه ويسمعونه صوتهم ، هذا هو النصيب الصالح عليك ان تهتم به كما تهتم ُ بالخدمة ، الاثنان ِ معا ً . |
|