تصادفنا على الطريق هموم ٌ وتصادمنا اوجاع . لا احد معصوم ٌ منها ولا يوجد من ينجو ويهرب ابدا ً . ومنا من يحتضن همومه ويرقد تحتها عاجزا ً شاكيا ً يائسا ً . ومنا من يرفضها ويقفز على قدميه وينتصب قويا ً شامخا ً . الفرق ليس فينا بل في من نراه ونلجأ اليه وقت الشدائد . من يلجأ للعاجز ، عاجز . من يعتمد على القادر ، قادر . يقول داود النبي : " عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي ، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي." ( مزمور 94 : 19 ) عندما يختفي الفرح يرسل الرب روحه ُ القدوس ليملئنا بفرح ٍ خاص ومجيد ، وعزاء ٍ غريب ٍ عجيب لا يدركه العالم او يفهمه . يرون الحزانى متعزين والكسرى مجبورين والمهمومين مبتسمين ، لانهم يلجأون الى القادر الذي يعزي ويجبر ويُسعد . أما من يلجأ الى العاجز فلن يختبر أي عزاء . في وسط الهموم الجأ اليه ، يُعنك ويعزيك . يقول داود النبي : " أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ." ( مزمور 121 : 1 ، 2 ) الرب حافظك ، يحفظك من كل شر ، يحفظ نفسك .