منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 08 - 2014, 01:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

عمل الله كل يوم للجميع

عمل الله كل يوم للجميع

لا تكون الحياة ممكنة لديك ما لم تكن قائمة على أمرَين:

- شعورك العميق باليقين، ولو الجزئي، بصوابيّة ما تفعل أو ما تقول أو ما تفكّر فيه.

- الثقة التي يوحي لك بها شعورك باليقين هذا حيال كائن ما أو أمر ما ترغب في تعاطيه.


فمثلاً، إذا لم يكن لديك شعور بأنّ الطبيب الذي أنت عازم على الذهاب إليه يمكن أن ينفعك (يقين) فإنّك لا تُسلمه نفسك ولا تتبع إرشاداته (ثقة).

إذا لم يكن لديك شعور بأنّ الطريق الذي تودّ سلوكه آمن (يقين) فأنت لا تنطلق فيه إلى حيث تحبّ أن تكون (ثقة).

حتى الكرسي الذي تجلس عليه، إذا لم تكن مطمئناً إليه (يقين) فإنّك لا ترخي بثقلك عليه (ثقة).

كل تفصيل في وعي الناس أساسه هذه الآلية، آلية اليقين والثقة، وإلاّ يقعون في العشوائية والهلاك. هذا ما يجعلك تبادر أو تستجيب حسناً لكل أمر. هذا ما يجعل عجلة يوميّاتك تدور.

لذا كان الإيمان، من حيث هو جملة اليقين والثقة معاً، ضرورة حياة لا غنى عنها. من دونه لا تتفعّل الحياة. الحياة من دون إيمان تموت. من هنا أنّ الإيمان، لإرادة الإنسان، هو القوّة اللازمة لتنميتها وتحريكها في هذا الاتجاه أو ذاك.


إلى هذا الواقع، الإنساني جداً، ينتمي الإيمان بالربّ يسوع المسيح.

يحدّد لك الإيمان بالربّ يسوع المسيح، له المجد، أمرَين أساسيّين:

- الهدف الذي تضعه نصب عينيك في كل أمر.

- آلية اليقين والثقة الكفيلة بإيصالك إلى هذا الهدف.


أمّا القصد فمحدّد عندنا بكلمات كالتالية: "إن كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا كل شيء لمجد الله" (1 كو 10: 31).

إذاً ما نصبو إليه، في كل حال، هو تمجيد الله. وبما أنّ الله ممجَّد في قدّيسيه فهذا معناه أنّ الإنسان يمجِّد الله متى سلك في القداسة، أي متى كان واعياً متبنّياً لكونه مُفرَزاً لله، مهتمّاً بالسلوك في طاعة الله.

بكلام آخر، كما أفرغ الربّ يسوع ذاته من ذاتيته، أي من مشيئته الخاصة، وجعل نفسه خادماً، بالمحبّة، للناس، وبذا مجَّد الله أباه، كذلك يمجِّد اللهَ مَن يُفرغ ذاته ويجعل نفسه، بالمحبّة، خادماً ليسوع. كيف يمجِّد الإنسانُ اللهَ إذاً؟

باستعباد نفسه لله اقتداء بيسوع، باعتبار يسوع غاية كل شيء لديه. متى كان له مثلُ هذا الفكر، في عمق قلبه، إذ ذاك يستطيع، بما يأكل وبما يشرب وبما يفعل، أن يمجِّد الله.

عملياً، كيف يتمثّل ذلك لدينا؟



غير صحيح البتّة أنّ هناك أموراً، في حياتنا، لها علاقة بالله، وأموراً أخرى لا علاقة لها بالله. المشي، النوم، الكلام، النظر، السمع، اللمس، كلّها، من أبسط التفاصيل حتى إلى أعقدها، لها علاقة بالله. كلّها لله. فقط الخطيئة لا علاقة لها بالله لأنّها تقطع عن الله. لذا قيل: "كل مَن يخطئ لم يبصره [الله] ولا عرفه" (1 يو 3: 6).

لذلك المسعى الأول والأخير لدى المؤمن بالربّ يسوع هو أن يرتحل ذهنُه، في كل حال، إلى الله. أيَرضى الله بذلك؟ أيليق ذلك بالله؟ كيف أُتمِّم بذلك عمل الله؟ أيساعدني ذلك في الوصول إلى الله؟


كمؤمن لا يسعني أن أتصرّف وكأنّي لنفسي، حرّ بما آتيه على هواي. أنا لست لنفسي. أنا لله. الهاجس الإلهي ينبغي أن يتخلّلني، أن يشتملني. هو مناخي ونَفَسي وملء وعيي حتى إلى لا وعيي.


متى أضحت مشيئة الله، في عمقي، في نيّة قلبي، هي ما أتشوّف إليه وما أهتمّ، بصدق، في حدود طاقتي، بإتمامه، في كل أمر، إذ ذاك أكون قد دخلت في نطاق روح الله ويكون روح الله قد دخل في نطاق حياتي وصار لي مشيراً وعشيراً.

ساعتئذ يصير حضور الله وعمله وعجائبه، في حياتي، بديهية كالهواء، ويغدو ميسَّراً لي أن أثق بأنّ الله يسمع لي ومهما طلبت منه يسمعني ويستجيب لي في خطّ القول الإلهي: "هذه هي الثقة التي لنا عنده أنّه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا. وإن كنّا نعلم أنّه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم أنّ لنا الطلبات التي طلبناها منه"

(1 يو 5: 14 - 15).

طبعاً بلوغ تلك الحالة مرحلة متقدّمة في الحياة الروحيّة. قبل ذلك، كل إنسان، أنا وأنتَ وأنتِ، في الطريق إلى هناك، مهما كان مقصِّراً، قادر، بنعمة من فوق، على أن يختبر حضور الله وعمله في ما يقوم به، إذا ما كان، ولو في طفرة حماس ظرفي، يعمل ما يعمله، بصدق، لوجه الله. حتى لو لم يكن سعينا إلى التماس وجه الله متواتراً يتسنّى لنا ذلك.

نختبر حضور الله وعنايته حتى في القليل الذي نقوم به. نعمة الله تفعل ذلك حتى لا تفوت أيّاً منّا فرصة أن يصحو إلى محبّة الله، حتى يتوب إليه، حتى ينشط في إتمام وصاياه. أمثلتنا على ذلك عديدة ويوميّة.

الله يعطيك ويراعي ضعفك حتى تقوى به. مهما كانت الخطوة التي تخطوها في اتجاه الله صغيرة، ولكن أصيلة، فإنّ الله يقابلك بخطوة في مستوى ما يناسبك وينفعك. رحمته تتبعك جميع أيّام حياتك.


دونك بعض هذه الأمثلة.


+ أحببتَ أن تنزلَ إلى الدير لتشترك في الخدمة الإلهية لأحد الأعياد خلال الأسبوع. تبدأ الخدمة في السابعة صباحاً. لا سيارة لديك ولا تعرف أحداً نازلاً إلى هناك.

تخطر ببالك أفكار: أنا تعب. سهرت البارحة. أليس خيراً لي أن أرتاح؟ لِمَ لا أُؤجّل النزول إلى الأسبوع المقبل؟ ثمّ إذا لم ألقَ سيارة فعليّ أن أمشي، فماذا إذا أمطرت السماء في الطريق؟ هذه وغيرها من الأفكار تقلقك. رغم ذلك تُخرس فيك كل ما يُقعدك عن النزول.

تقوم بكل شهامة. تعدّ نفسك وتنطلق على بركة الله. متى فعلت ذلك هيّأت نفسك لعمل الله فيك. توقّع ما لم يخطر ببالك!

عناية ربّك وتعزيته آتية لا محالة لأنّك التمست وجهه بصدق وبذلت ولو القليل من الجهد. بعض الأمور التي قد تحدث تكون كالتالية: يلتقيك جارك وهو ذاهب في سيارته إلى عمله، في ساعة مبكّرة غير المعتادة، وهو عابر بالدير فيأخذك معه. يتحسّن الطقس فجأة فتصل إلى الدير وفي قلبك سلام وفرح لا تعرف سبباً لهما.

تجد نفسك أثناء الخدمة الإلهية وقد انفتح ذهنك على نور الله فانتعشت نفسك بعد أن كنتَ ذابلاً واشتملتك رحمة الله وشعرتَ في قرارة نفسك بحضرة لله لا توصف. هذه فقط عيّنة مما قد يمنّ به الربّ الإله عليك. طبعاً أنت لا تعرف ما في انتظارك ولكنّك تعلم أنّ سيِّدك حيّ ويعتني بك بطرق هو يعلَمها.

هكذا تجدك، لأنّك قويت على نفسك، ولو قليلاً، لأجل الله، تتنسّم نسيمات إلهية لا إلفة لك بها في عاديّاتك اليوميّة.

+ قد تجد نفسك عاطلاً عن العمل وأنت بأمسّ الحاجة إلى ما تعيل به أهل بيتك. تسعى ولا تجد. يصير القرش لديك عزيزاً. لا يبقى في جيبك إلاّ عشرون ألف ليرة. تنزل إلى السوبر ماركت فتجده عامراً بالمشتَرين. تأخذ ما أنت بحاجة إليه وتعطي صاحب المحل قطعة العشرين ألفاً. في تلك اللحظة بالذات ينشغل الرجل عنك بأمر آخر. ثمّ إذ يعود يردّ إليك باقي المال وكأنّك دفعت له خمسين ألفاً لا عشرين ألفاً. تنظر إلى ما أعطاك. تخطر ببالك أفكار بسرعة.

لِمَ لا آخذها؟ هو يربح، في كل حال، الكثير. ثمّ أنا بحاجة للمال. تهمّ بالانصراف. فجأة يستوقفك ضميرك. كلا! لا يرضى الله بذلك. أنا بحاجة؟ الله وكيلي! لا آكلنّ مالاً حراماً!

فتلتفت إلى صاحب المحل وتقول له: ولكن يا أخي أنا لم أُعطِك خمسين ألفاً. أعطيتك فقط عشرين ألفاً! يتحرّك قلب الرجل تجاهك. يدخل معك في حديث. أين تقيم؟ ماذا تعمل؟ فيعرف منك أنّك عاطل عن العمل. للحال يعرض عليك أن تعمل معه. مَن حرّك قلب الرجل؟ ولماذا تحرّك؟

أليس لأنّك خفت الله؟ هكذا تتعلّم أنّ السلوك في الوصيّة الإلهية ولو بدا مزعجاً وغير منتِج، لأول وهلة، فإنّك لا تلبث أن تكتشف أنّه مملوء ثمراً وتعزية إلهية. لكنّك لا تعرف لا كيف ولا متى تأتيك التعزية. فقط عليك أن تلازم الأمانة فيأتيك مجد الله.

+ ذهبتْ مجموعة من المؤمنات مرّة لزيارة بعض الكنائس القديمة. أخذن معهنّ طعاماً. مررن ببعض المواقع الأثرية. أخيراً حلّت الظهيرة. أين سيتناولن طعام الغذاء؟ كنّ يشعرن بالحرج أن يدخلن إلى مطعم لا سيّما ومعهنّ طعامهنّ.

قلن: الله يدبّر! بلغن كنيسة لم تكن بالبال دلّهنّ عليها أحد العابرين. فلمّا بلغن مقدّمة الكنيسة اكتشفن أنّ أمامها ساحة جميلة تظلّلها أشجار السنديان وفي الوسط طاولة ومقاعد. وهو تماماً ما كنّ بحاجة إليه في تلك الساعة بالذات.

فبسطن طعامهنّ وتناولنه بفرح وشكر. شعورهنّ كان أنّ الربّ الإله سبق فأعدّهنّ للمكان ودفعهنّ إليه ليتعلمن أن يكنّ بلا همّ. حتى أبسط التفاصيل الله يهتمّ به. وهو يُكرم أحبّاءه ويعزّيهم. المهمّ أن يسلكوا في مخافته وعلى بركته.

ثمّةَ أمر لا بدّ من إدراكه في شأن الله أنّه متحرِّق أبداً لخلاصنا. يبادر إلينا كلّما امتددنا صوبه بصدق مهما سبق لنا أن أعرضنا عنه. لا يترك الله فرصة تفوته لمنفعتنا. هو مستعد أبداً لأن يجعل نفسه في متناول الجميع، كلاً على قياسه وفي اللغة التي يفهمها.

لذلك اللهُ أقرب إلينا مما نتصوّر. ولكنْ فقط إذا كان امتدادنا صوبه بإيمان، بيقين وثقة، يكشف لنا ذاته ويُبدي لنا عنايته. طبعاً هو، في كل الأحوال، في سعي إلى حمل كل الناس إلى التوبة إليه.

إلاّ أنّه يجعل نفسه، بيسر، عشيراً، في تفاصيل الحياة اليوميّة، للذين يبدون إيماناً ولو بمقدار حبّة خردل. وكما تصير حبّة الخردل شجرة تتآوى في أغصانها طيور السماء (مت 13: 31 ? 32) يمكن لأقل الإيمان لدينا أن يبلّغنا عمق محبّة الله. والباقي تفاصيل. المهم أن ندرك أنّ الله أبونا. بعد ذلك لا يعود لنا همّ. مفتاح العلاقة مع الله قد يكون كلمة أو حادثاً بسيطاً.


مَن له أذنان للسمع فليسمع!


في قصّة طريفة أنّ عصفورَين كانا في أعلى شجرة يعاينان الناس. لاحظا أنّ كل الوجوه قلقة لا فرح فيها. فقال أحدهما للآخر: لماذا الناس مضطربون على هذا النحو؟ فأجاب الآخر: يبدو أنّه ليس لهم أب يعتني بأمرهم كما لنا نحن!


أليس صحيحاً أن جلّ تعب الناس مردّه ابتعادهم عن الله؟


"تعالوا إليّ يا جميع المتعَبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم"
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اذا كان الله رحوماً فهل سيغفر للجميع؟
ويرى ألجميع خدمته إلا الله
الله محبة.. والمولد للجميع
وعد الله بالروح القدس للجميع
للتوبه للجميع مهما كانت الخطيه شوفوا ابونا مكارى قال ايه للجميع


الساعة الآن 11:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024