الحياة بعد الموت
إن معلمي الكنيسة الأرثوذكسية المؤسَّسين على الكتاب المقدس يعلِّمون أن الذين يرقدون بالرب يذهبون إلى مكان الراحة بحسب الآية 13:14 في رؤيا يوحنا:
"طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن. نعم، يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم. وتتبعهم"
. يُنظَر إلى مكان الراحة هذا على أنه الفردوس الروحي حيث نفوس الذين رقدوا بالرب، نفوس الأبرار، تتمتّع بالراحة فيما تنتظر يوم مكافأة دعوة الله في يسوع المسيح وجائزتها.
وعن الخطأة فهم يعلّمون أن نفوسهم تذهب إلى الجحيم، حيث العذاب والأسى والأنين بانتظار يوم الدينونة المروّع. لا يقبل آباء الكنيسة الأرثوذكسية وجود مكان آخر، إذ لا يذكر الكتاب المقدس هكذا مكان.
بعد نهاية الدينونة العامة، سوف يعلن القاضي البار القرار للأبرار والخطأة معاً. للأبرار سوف يقول:
"تعالوا يا مبارَكي أبي رثوا الملك المعدّ لكم منذ كون العالم".
بينما للخطأة سوف يقول:
"ابعدوا عنّي يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدّة لإبليس وملائكته".
وسوف يمضي أولئك إلى الجحيم الأبدي بينما يمضي الأبرار إلى الحياة الأبدية. هذه العقوبة بعد الدينونة العامة سوف تكون كاملة ونهائية وحاسمة. سوف تكون كاملة لأن ما يتلّقى ما يستحق ليس النفس وحدها، كما في دينونة الإنسان الجزئية بعد الموت، بل النفس والجسد معاً.
سوف تكون نهائية لأنها دائمة وليست مؤقتة مثل الدينونة الفرعية. وسوف تكون حاسمة لأنها بالنسبة للأبرار والخطأة سوف تكون أبدية وغير قابلة للتغيير.