رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمال فى قلب الخطر
الاهرام تجدهم دائما فى قلب المخاطر فهذا عامل أعلى السقالة يحمل المونة وأدوات البناء وهذا آخر يقف فوق لوحة إعلانات عندما تنظر إليه وهو معلق فى الهواء يقف شعر رأسك وهذا ثالث يعمل بالسيرك ويقوم بأعمال بهلوانية أكروباتية خطيرة حتى يدخل السعادة فى قلوب أطفالنا، وآخر «طار» يتحدى الزحام فوق دراجته البخارية فى طرق صعبة ويقوم بعمل غرز يمينا ويسارا حتى يصل إليك بالطعام ساخنا فى الوقت الذى تريده. جميعهم يعملون فى ظروف صعبة ويتعرضون لمخاطر غير محتملة .. كل هذا من أجل خدمتنا ولكن ياترى من يحمى هؤلاء؟ *الطيار محمد حسن عامل توصيل يعمل بأحد المطاعم الشهيرة 12 ساعة يوميا ولأنه فى أشد الحاجة للعمل حتى يكمل نصف دينه فقد اضطر للموافقة على شرط صعب عندما وقع عقد العمل وياليته لم يوافق، فهذا الشرط ينص على أن السائق يتحمل نتيجة أى حادث يقع للدراجة البخارية التى يقودها وقد حرص محمد حرصا شديدا على سلامة دراجته، وظن أن الشرط السابق لا خطر منه ولكن مالم يعمل حسابه أخطاء الآخرين ففى إحدى المرات كسر عليه سائق نقل ليقع محمد من على الموتوسيكل ويتعرض لإصابات شديدة أقعدته فى منزله لمدة شهر، وعندما عاد لعمله ليعوض ما فاته فوجئ بمطالبة صاحب العمل له بسداد مبلغ كبير قيمة إصلاح الموتوسيكل وعندما أقسم أن الحادث ليس خطأه أطلعه صاحب العمل على العقد الذى لم يوضع فيه خطأ من وأضطر محمد للعمل دون مقابل لسداد قيمة ما أفسده الغير. *عم حسين وابناه حسام ومحمد يعملون ثلاثتهم فى سيرك ويتجولون كل يوم فى مكان مختلف وقد علًم الرجل ولديه ألعاب الهواء البهلوانية حتى يسيروا على نهجه لأنه ليس لديه ما يورثهما غير مهنته رغم معرفته بخطورتها، ويتذكر عم حسين عندما سقط من أعلى وهو يؤدى أحد العروض وكسرت قدماه وكان على إبنيه أن يكملا بدونه حتى يتماثل للشفاء وكان قلبه ينفطر عليهما وهما يقومان بالعرض بدونه ويقول لقد وجدت من يتكفل بى فى مرضى وعجزى ولكن ما مصير من ليس له من يعوله. *مشهد كان أكثر مأساوية عامل بناء فى العقد الرابع يسقط متهاويا من الدور الرابع وهو يحمل القصعة بعد أن اختل توازنه وعندما تجمع زملاؤه حوله كان قد فارق الحياة تاركا وراءه إبنته العروس قبل ان يكمل جهازها وولديه اللذين لم يكملا تعليمهما، الجميع كان ينعيه بحسرة على عمره الذى ضاع فى لحظة وعلى مصير أبنائه من بعده. *وكانت آخر المشاهد المأساوية رجل وزميله يقفان أعلى لوحه إعلانية يعلقانها عندما سقط أحدهما وسط ذهول الآخر الذى أصيب بصدمة عصبية شديدة من المشهد الرهيب أما الآخر فقد أصيب بالشلل الرباعى ولكنه حمد الله لأنه وحيد فى هذه الدنيا ولا يوجد من يحمل همه أو يحتاج منه شيئا فقد كان مقبلا على الزواج ولكن تأجلت الخطوة لحكمة يعلمها الله. *الدكتور هانى مهنى مساعد وزير التضامن الاجتماعى :أكد فى البداية أن العلاقة بين العامل وصاحب العمل يجب أن تكون واضحة ومقننة بحكم القانون أكثر من ذلك فعندما يوقع العامل على عقد العمل لابد أن يخطر صاحب العمل التأمينات ويكون الإخطار بشكل سليم وصحيح دون تلاعب وذلك من أجل مصلحة العامل كما يجب أن يؤمن عليه من أخطار العمل كذلك لابد من وجود دور رقابى مستمر وتفتيش من وزارة القوى العاملة والتأمينات على أصحاب العمل وذلك للتأكد من التأمين على العاملين الموجودين لديهم. وأضاف مهنى أن كل العمال غير المنتظمين أو العاملين فى مهن خطيرة المفترض أن يكون لهم مظلة تشريعية خاصة بوزارة القوى العاملة تقنن أوضاعهم وتحدد المسئولية القانونية على صاحب العمل حيال الأخطار التى يتعرضون لها وأخطار المهنة، وتابع: عموما الدولة من المفترض أن ترعاهم صحيا فى حال تعرضهم للخطر والحوادث وجدير بالذكر أن وزارة التضامن السابقة كانت قد إعتمدت مجموعة قوانين أهمها قانون التأمين الصحى الشامل والذى يشمل هؤلاء تحت مظلة صحية تشملهم الدولة بمقتضاها وتتحمل تكلفه رعايتهم ولكن هذا القانون لم يقر إلى الآن وتم تأجيله أما الشق الآخر خاص بمن يصاب بعجز يخضع لقوانين التضامن الإجتماعى الذى لا علاقة له بالتأمين وبمقتضاه يحصل العامل الذى يتعرض للعجز على معاش الضمان وقدره 450 جنيها أما فى حالة الوفاة فإن الورثة الشرعيين يحصلون على المعاش الخاص به. أما رؤيته المستقبلية لهؤلاء فيرى الدكتور مهنى أولا أن مناخ العمل لا بد أن يكون مهيئا أكثر من ذلك وتنظيم العلاقة بين صاحب العمل والعامل فلا بد من التدقيق لإثبات العمالة وتحديد الأجر الحقيقى وليس الرمزى حتى يدفع صاحب العمل النسبة الصحيحة عن العامل والمقررة للدولة من تأمينات حتى يرفع معاش العامل ويحصل على حقه ، ثانيا قانون العمل يحتاج إلى مراجعة ودور النقابات والهيئات التى تبحث عن حقوق العامل لابد أن تعزز دورها فالدستور ينص على ذلك ولكن للأسف لم يفعل بعد ثالثا الإهتمام بسرعه إصدار قانون التأمين الصحى الاجتماعى الشامل وهذا عمل مشترك بين وزارتى الصحة والتضامن الإجتماعى ليشمل كل الفئات العاملة غير المنتظمة العمل وغير المعلنة وغير القادرة والعماله اليومية. واختتم الدكتور مهنى حديثه قائلا: للآن لا توجد جهة محددة تتولى رعايه هؤلاء اللهم المستشفيات الحكومية التى تستقبلهم فلا يوجد تأمين صحى للآن عليهم. |
|