ان الرب عندما قال لآدم لاتأكل من شجرة المعرفة كان هذا اول صوم لأول انسان ولكنه لم يلتزم به لانه اراد تحقيق ذاته هو وحواء ونسى الله خالقه ، وهذه المقوله الآزليه لله ساريه ومستمره علينا وهي ترمز بأن لانأكل من ثمار شجرتنا الخضراء المتمثله بذاتنا ومعرفتنا البشريه ومشيئتنا الزمنية المرتبطه بحواسنا الجسديه.
اضافة للنفس والعقل التي اعطاهاالله لآدم كانت الإرادة الحرة التي من خلالها يكون في حالة احتكاك وصراع بين الخير والشر ويختار بينهما، اذن فمن خلال الارادة الحرة يخلق نفسه من جديد بحسب مشيئة الله او ابليس؛ فإذن تالهنا اكيد هو من الله ولكن عندما نوافق ونقول لله نعم في كل شيء كما قالت نَعَم أمنا العذرا ءالكليةالقداسة ، ومن هذا نستنتج ان الصوم عن الذات وعن العالم وملذاته يجعلنا ان نكون فو ق العالم المادي الذي نعيشهُ اليوم، ومع تواصلنا الكبير في تناولنا اسرار الكنيسه المقدسه واكيد هذا كله مقرون وملزوم بالصلاة فمن هناك الله يسمعنا لان الصوم يرفعنا و تكون افكارنا وحواسنا روحيه اي نكون متروحنين ومن رحم العذراء الإلهي المتمثل بالكنيسه ومذبحها المقدس فمن هناك الله يسمعنا ومنه يسمتطر نِعَمهُ السماويه.
فالصوم ليس محدودا بالأمتناع عن اكلات معينه ولاوقات معينه ولكن انه يتعدى ذلك لانه من خلال الصوم يجي علين ان نتجرد ونترك عادات وامور كثيرة تبعدنا عن الله لنكون مهيين لحمل الصليب بعد نكرانا لذواتنا ، إذن تجسد تقاطع الصليب في حياتنا روحيا وانسانيا وايمانيا مع الله والقريب مع صلاتنا العميقة( والخاصة المسبحة الورديه) وتأملنا بقراءة الكتاب المقدس وتطبيقه في حياتنا يُهيأنا ان انفسنا ذبيحة للرب على مذبح ارادتنا الحرة بكل تواضع وكسرانا للقلب واكيد الذي يُقدمنا هو الروح القدس الفعال فينا وهذه ذبيحتنا لابد ان تكون مقرونة بذبيحة ربنا يسوع المسيح التي تقدسنا وتـُخلصنا؛ فبعدها نشعر اننا نعيش حالة القيامة منذ الان لاننا اصبحنا فوق عالمنا المادي( المليء وبالشهوات وغيرها) أي قمنا من موتنا عن العالم عندما نحن نصعد فوق ذواتنا ولم نعود ساقطين في حالة ذواتنا .
لذا ربنا يسوع المسيح عندما قام من القبر اول شيء عملهُ أزاح صخره كبيره وثقيله كانت الذات ولايوجد أحداً ان يرفعها عن باب القبر ومن هو القبر ؟ القبر هو الآنا ( ذاتي). كيف يكون شخص ما محصور بذاته وهنا يقول انا فقط وينغلق على ذاتهُ اصبح مثل مصاص الدماء يأخذ ولايعطي اي شيء وهنا يكون في قلب قبرهُ ميت ولم يزيح الصخر لانه لم يَقُم ولما يزيحها معناه قام من بين الاموات . ومازالت الصخره على باب القبر في الداخل توجد ظلمه قاتمه لايصير فيها نور إلا بإزاحة الصخره من على الباب هذه هي حقيقة القيامه التي يريد يسوع ان نراها .
اعطانا دليل مهم وهو على الصليب قال انكم كلكم مُتم فيً اخذتُ منكم الجسد والنفس وقتلته على الصليب ولما انا مُتُ انتم كلكم مُتـُم لان يسوع سَمَعَ صوت الاب من خلال آدم موتا تموت لم تتحقق إلا بربنا يسوع المسيح .